ا. د. قاسم المندلاوي
لعل من ابرز ما يعانيه العالم اليوم هو الطغيان و الظلم و الجبروت .. و اصبح الظلم والقتل والفساد وداء العظمة و الغرور و الكبرياء من ابرز سمات و افعال الطغاة في كل زمان ومكان و اصبح ايضا شعار لاغلب طغاة العرب و المسلمين .. ولا قيمة ولا حقوق للانسان لديهم ويستخدمون ابشع انواع التعذيب و الاضطهاد والظلم والاجرام بحق شعوبهم .. ويعيش الانسان تحت خيمة هؤلاء الطغاة حياة مرة حزينة وفي شقاء وظلمات دائم ، لذا فان اغلب سكان هذه الدول مصابون بامراض عقلية ونفسية فضلا عن العنصرية والشوفينية المتجذرة في عقولهم و نفوسهم فدمر احساسهم الانساني و حولهم الى وحوش وهمج .. انظر الى ما حصل و يحصل في عالمنا اليوم و خاصة في البلدان العربية والاسلامية من قتل ودمار وابادة جماعية بسبب ” الطغاة الجدد” ، سنوات طويلة نحتاج الى بناء مدارس ومستشفيات و دور حكومية ومجمعات سكنية وفي لحظة سريعة تصبح مدمرة و رماد وتراب ، بفضل قصفها بالطائرات المسيرة و الصواريخ و المدافع وغيرها من الاسلحة الدمار حتى الحيوانات و الطيور والاشجار وكل شيء على الارض و الطبيعة لم تنجو من ظلم وجرائم الطغاة .. والانسان مهما ” طغى وتكبر و تجبر” ان الله تعالى قادرعلى هلاكه باضعف مخلوقاته .. كما حدث مع الطاغية ” نمرود بن كنعان البابلي ” الذي اباد الناس جوعا و ادعى بالربوببية ، فبعث الله عليه بعوضة دخلت في منخره فمكث اربعمائة سنة يضرب على راسه بالمطارق ويعاني اشد العذاب حتى مات وذهب الى مزبلة التاريخ .. الطاغية ” فرعون المصري ” الذي ظلم الناس وادعى بالربوبية فمات وجنوده غرقا والى مزبلة التاريخ .. الطاغية ” هولاكو التتري المغولي ” اصيب بالصراع الذي كان يحطم راسه وكان يعوي كالكلاب ثم هلك .. والى مزبلة التلريخ .. الطاغية ” ادولف هتلر الالماني الفاشي ” الذي اشعل نار الحرب العالمية الثانية والى ابادة بشرية و مسؤول عن قتل اكثر من 55 مليون من سكان الارض فضلا عن قتل 17 مليون من اليهود خلال رميهم في افران الغاز .. وبعد هزيمة المانيا الحرب عام 1945 اطلق الرصاص على نفسه من مسدسه فمات ثم احرق جثته والى مزبلة التاريخ .. الطاغية ” موسوليني الفاشي ” الذي حكم ايطاليا 21 عاما كان نازيا دكتاتورا مستبدا شارك مع هتلر كحليف له في الحرب العالمية الثانية وسبب في قتل الالاف من الايطاليين وغيرهم وبعد خسارة المانيا الحرب فر الى سويسرا واعدم شنقا من قبل الثوار الايطاليين … الطاغية ” جوزيف ستالين – الملقب الجزار الاكبر في التاريخ ” حكم الاتحاد السوفيتي 26 عاما وهو مسؤول عن قتل اكثر من 57 مليون شخص سوفيتي وغيرهم .. ومات مسموما ومشلولا ممددا على الارض في بركة من البول ذاهبا الى مزبلة التاريخ … الطاغية ” ماوتسي تونغ ” الدكتاتور المتهم بمجاعة شعب الصين ، واحد ابرز المجرمين في القرن العشرين ، حكم البلاد ” بالحديد والنار” منذ عام 1935 حتى وفاته كزعيما للحزب الشيوعي الصيني – وحكم 27 سنة لجمهورية الصين الشعبية ” اباد الشعب و اشعل نار الحرب ، وهو مسؤول عن فناء الملايين وقتل ما لا يقل عن 79 مليون شخص واخيرا مات بازمات قلبية شديدة وازمات الجهاز التنفسي .. والى مزبلة التاريخ .. الطاغية ” اتاتورك ” الذي قام بابشع الجرائم وهو مسؤول عن قتل وتشريد الالاف الكورد من مناطقهم و ارضهم .. وابادة جماعية للارمن و الكورد ، وفي النهاية اصيب بمرض بلا علاج فهلك .. والى مزبلة التاريخ .. الطاغية ” نيكولاي شاوشيسكو ” الدكتاتور الشيوعي الذي حكم رومانيا على مدى 24 عاما بالحديد و النار .. كان حكمه اكثر وحشية وظلما وفسادا .. وفي عام 1989 القي القبض عليه من قبل ثوار الشعب الروماني و اعدم مع زوجته رميا بالرصاص .. والى مزبلة التاريخ .. الطاغية الصربي ” سلوبودان ميلوشيفيتش ” الذي حكم يوغسلافيا زهاء 30 عاما بالحديد والنار .. القي القبض عليه من قبل السلطات الاتحادية اليوغسلافية بسب اضطهاده و ظلمه وجرائم ضد الانسانية ” صرعات عرقية ” و الابادة الجماعية في البوسنه و كوسوفوا و كرواتيا ” و الاختلاس .. مات من الخوف في زنزانة محكمة لاهاي قبل انتهاء محاكمته .. والى مزبلة التاريخ ” .. الطاغية ” رضا بهلوي ” سفاح ايران .. حكم البلاد ” بالحديد والنار ” بين عام 1925 حتى تنحيه عن الحكم مجبرا اثر الغزو البريطاني السوفيتي لايران عام 1941 حارب الكورد وقتل الالاف منهم ودمر مساكنهم و قتل الاف الناس الابرياء و رجال الدين الشيعة .. نفي الى الهند ثم الى جنوب افريقيا واخيرا مات ذليلا و بمرض خبيث في القاهرة .. والى مزبلة التاريخ .. الطاغية ” محمد رضا بهلوي – الابن ” الدكتاتور الذي حكم ايران 37 سنة سمي ” سفاح ايران الجديد ” ، لانه قام باعمال منافية لحقوق الانسان وضد الشعوب الايرانية .. وقام بشن هجوم فاشي على جمهورية مهاباد الكوردية “التي تاسست 22 / 1 / 1946 بقيادة ” الزعيم قاضي محمد ” وانتهت في 15 / 12 / 1946 ” وامر الطاغية محمد رضا النازي السفاح باعدام رئيس الجمهورية الشهيد ” قاضي محمد – مع عدد من ضباطه ووزرائه ” واخيرا اطيح بحكمه عام 1979 من قبل ثورة الخميني و طرد مع عائلته من ايران ، ولم تقبل به اية دولة سوى مصر .. ومات في القاهرةعام 1980 بعد صراع مع مرض سرطان الغدد الليمفاوية ، والى مزبلة التاريخ … الطاغية ” حافظ الاسد ” الذي حكم سوريا منذ عام 1970 الى 2000 ” بالحديد و النار .. كان مستبدا ظالما لعب دورا خبيثا في استمرار الحرب العراقية الايرانية من خلال تحالفه مع ايران .. وهو مسؤول عن قتل الالاف من الشعب السوري .. حارب الكورد ومنع عنهم الهوية الوطنية .. المجرم الخائن ” عبد السلام عارف ” انفجر بطائرته في السماء و اصبح قطعة من الفحم الاسود وبلا قبر .. والى مزبلة التاريخ .. الطاغية ” هواري بومدين ” الدكتاتور الجزائري الذي كان الوسيط بين السفاحين ” صدام حسين و شاه ايران ” لابرام معاهدة التامر ضد الكورد والتي اطلق عليها ” اتفاقية الجزائر ” تنفيذا لاوامر وزير خارجية امريكا ” هنري كيسنجر ” وتسبب هذا الفعل الاجرامي قتل الالاف الكورد المدنيين و البيشمركة وفي النهاية مات مسموما بعد عودته من العراق .. والى مزبلة التاريخ .. الطاغية ” محمد انور السادات ” حكم جمهورية مصر العربية 11عاما .. عاش ايامه الاخيرة معتقدا انه فرعون مصر الجديد .. انتهت حياته برصاصة جيشه يوم احتفاله بعيد النصر في 6 / 10 / 1981 .. الطاغية ” معمر القذافي ” الدكتاتور الذي حكم ليبيا اكثر من 40 سنة بالحديد و النار ارتكب ابشع جريمة بحق السيد ” موسى الصدر ” رحمه الله حيث دعاه لزيارة ليبيا ثم قام بقتله وتغيب جثته الى يومنا .. واخيرا تم القبض عليه من قبل ثوار وجماهير الشعب الليبي و تم سحله في شوارع العاصمة و قتله .. والى مزبلة التاريخ ” .. الطاغية ” صدام حسين ” السفاح الفاشي حكم العراق 35 سنة كان مجرما محترفا يقلد ” الجزار استالين ” في جرائمه البشعة ضد الشعب الكوردي ، وهو المسؤول عن ” ابادة جماعية للكورد وبالاسلحة الكيماوية في حلبجة .. وابادة جماعية للكورد الفيليين في بغداد وكركوك وخانقين ومندلي وفي بدرة وجصان ” وفي النهاية تم القبض علية و محاكمته ومع زمرته الفاشيين ، واعدم شنقا والى مزبلة التاريخ .. .. الطاغية ” بشار حافظ الاسد ” تسلم السلطة بعد وفاة والده المجرم السفاح ” حافظ الاسد ” عام 2000 كان دكتاتورا مجرما فاشيا استخدم الاجهزة الامنية و العسكرية لقمع الشعب السوري كما فعل والده السفاح وهو المسؤول عن اشعال حرب اهلية عام 2011 و قتل الالاف من سكان المدن و المناطق السورية و حارب الكورد بشتى الوسائل البشعة وزج شبابهم في زنزانات التعذيب و الموت وحرمهم من ابسط حقوقهم الوطنية و الثقافية و الاجتماعية و غيرها .. ويعتبر اكثر ظلما حارب شعبه بالاسلحة المحرمة دوليا واستعمل اخبث انواع القمع والتسلط و الخوف وزج الابرياء السوريين وخاصة من الكورد في زنزانات التعذيب و الموت السرية واعدم الالاف منهم ، فتح الحدود السورية امام القاعدة وداعش للدخول الى العراق .. واخيرا هرب الى موسكو بمساعدة الروس من احدى قواعدهم في سوريا ، وهو مطلوب لمحاكمة دولية .. هذا هو نهاية الطغاة الذين اجرموا بحق شعوبهم والبشرية ، اما هلكوا بامراض خبيثة او قتلوا رميا بالرصاص او اعدموا شنقا او تم نفيهم او لاذوا بالفرار من البلاد ، كما فعل المجرم الفاشي بشار الاسد ” .. ان مصيرالطغاة في الدنيا مزبلة التاريخ .. وفي الاخرة عذاب جهنم خالدين فيها …قوله تعالى بسم الله الرحمان الرحيم ” ان الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا ” سورة النساء / 168 .. و الكلمة الاخيرة : هل يستخلص حكام تركيا وايران والعراق وسوريا الدروس و العبر والمواعظ ؟ ( احترام حقوق الانسان وتجنب الحروب والتعايش السلمي و منح الكورد ” الحكم الذاتي ” وقبل فوات الاوان ؟؟ .