الشعب الإيراني يستعد لاتخاذ الخطوة الأخيرة

عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*

خامنئي على وشك الموت، وفراقه بات قريبًا. هناك أدلة دامغة تؤكد صحة هذا الأمر. لكن بالطبع، لا يعوّل الشعب الإيراني على موت أي شخص لنيل “الحرية.  بل يمضي قدماً بثبات في طريقه الخاص، مدركًا أن هدفه سيتحقق في النهاية. رغم أن التعلق بأمل موت الديكتاتور موتة طبيعية يراود قلب كل إنسان، إلا أن الاعتماد على هذا الأمل في وضع السياسات والاستراتيجيات ليس بالأمر الواقعي!

وصف خامنئي خلال لقائه مع أعضاء مجلس الخبراء، يوم 7 نوفمبر 2024، دور هذا المجلس في تعيين “المرشد المقبل” بأنه دور بالغ الأهمية، مؤكدًا أن مجلس الخبراء مستعد للقيام بهذا الدور. (موقع خامنئي – 7 نوفمبر 2024).

تتزامن تصريحات خامنئي هذه مع أزمات داخلية وخارجية متفاقمة، أبرزها “إسقاط النظام الديني في إيران”. ولذلك فإن قضيتي خلافة”الولي الفقيه” و”إسقاط نظام الملالي” تمثلان أزمتين خطيرتين ومتزامنتين تهددان النظام الذي فرض نفسه على الشعب الإيراني لأكثر من 45 عامًا.

بعد نشر تصريحات خامنئي، سارع أئمة الجمعة وممثلو الولي الفقيه في المحافظات إلى تصدر المشهد للتستر على هذه الحقيقة الواضحة. قال أحدهم إن خامنئي يتمتع بـ “صحة ممتازة”. بينما أكد آخر أنه “لا داعي للقلق” وأن “الأمر لم يكن شيئًا يُذكر”. (موقع مجلس وضع سياسات أئمة الجمعة – 15    نوفمبر 2024). وأكد أحدهم على استمرارية النظام، وحذر الآخر الأعداء من التفاؤل. واعتبر البعض تلك التصريحات “مناورات لتضليل الشعب”، بينما رأى آخرون أنها بداية لحقبة جديدة للنظام…إلخ.

لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي التوتر والارتباك المتزايدين لحظة بلحظة بين قادة نظام الملالي، ولا سيما جانبهما السياسي؛ إذ بات “تلاشي النظام الديكتاتوري الديني” أمرًا وشيكًا، وأصبح “غضب الشعب الإيراني المتفجر” يهدد النظام بالإطاحة به، ولا مفر منها. خاصة وأن هذا النظام يفتقر إلى الشرعية الشعبية لسنوات عديدة، وقد شهدت إيران العديد من حركات التمرد ضد الدكتاتورية، وضحى أبناء الوطن بالغالي والنفيس. كما أن لدى الشعب الإيراني الآن رأس مال كبير يتمثل في “استراتيجية وحدات المقاومة” المنتشرة في جميع المدن الإيرانية.

وما زاد من مخاوف قادة النظام الديني الإيراني هو فشل سياسة إشعال الحروب التي تبناها نظام الملالي في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى صعود البديل الديمقراطي الوحيد “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” الذي حقق العديد من الانتصارات، ويحظى كل يوم بالمزيد من الدعم والتأييد على الصعيد العالمي.

الكلمة الأخيرة!

إن النظام الديكتاتوري الديني الذي يحكم إيران، وعلى رأسه علي خامنئي، أصبح الآن في أضعف حالاته وأكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى، ويُسمع اليوم صوت اتخاذ الخطوة الأخيرة من قبل الشعب والمقاومة الإيرانية. ويتعين على الإيرانيين أن يتوحدوا حول البديل الديمقراطي، المتمثل في “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، في ظل هذه الظروف الحساسة والخطيرة، وأن يستعدوا للمرحلة المقبلة لبناء “عهد جديد!

***

*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

كفاح محمود حينما كان الرئيس الراحل عبد السلام عارف يُنعى في أرجاء العراق منتصف ستينيات القرن الماضي، أُقيمت في بلدتي النائية عن بغداد مجالسُ عزاءٍ رسمية، شارك فيها الوجهاء ورجال الدين ورؤساء العشائر، في مشهدٍ يغلب عليه طابع المجاملة والنفاق أكثر من الحزن الحقيقي، كان الناس يبكون “الرئيس المؤمن”، بينما كانت السلطة تستعدّ لتوريث “إيمانها” إلى رئيسٍ مؤمنٍ جديد! كنّا…

نظام مير محمدي *   عند النظر في الأوضاع الحالية الدائرة في إيران، فإن من أبرز ملامحها ترکيز ملفت للنظر في القمع المفرط الذي يقوم به النظام الإيراني مع حذر شديد وغير مسبوق في القيام بنشاطات وعمليات إرهابية خارج إيران، وهذا لا يعني إطلاقاً تخلي النظام عن الإرهاب، وإنما وبسبب من أوضاعه الصعبة وعزلته الدولية والخوف من النتائج التي قد…

خالد حسو تعود جذور الأزمة السورية في جوهرها إلى خللٍ بنيوي عميق في مفهوم الدولة كما تجلّى في الدستور السوري منذ تأسيسه، إذ لم يُبنَ على أساس عقدٍ اجتماعي جامع يعبّر عن إرادة جميع مكونات المجتمع، بل فُرض كإطار قانوني يعكس هيمنة هوية واحدة على حساب التنوع الديني والقومي والثقافي الذي ميّز سوريا تاريخيًا. فالعقد الاجتماعي الجامع هو التوافق الوطني…

تصريح صحفي يعرب “تيار مستقبل كردستان سوريا” عن إدانته واستنكاره الشديدين للعملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت دورية مشتركة للقوات السورية والأمريكية بالقرب من مدينة تدمر، والتي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى. إن هذا الفعل الإجرامي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويؤكد على خطورة الإرهاب الذي يتهدد الجميع دون تمييز، مما يتطلب تكاتفاً دولياً جاداً لاستئصاله. كما يُعلن…