نظرة على مؤتمر جامعة دهوك حول الايزيدية

خالد علوكة

إنعقد للفترة من 28-29 نيسان الماضي المؤتمر العلمي الدولي الاول عن الايزيديين في جامعة دهوك بالتعاون مع الهيئة العليا لمركز لالش دهوك وتحت عنوان ( الايزيديون -الدين – الثقافة – التاريخ الجغرافيا )وبرعاية السيد مسروربارزاني رئيس حكومة اقليم كوردستان العراق .

 شئ جيد وفكرة انتقالية دوليا ان نرى انعقاد مؤتمر علمي ولاول مرة في العراق حول الديانة الايزيدية و بمشاركة كبيرة من الباحثين والضيوف الذي حضره في اليوم الاول اكثر من 1000 شخص مشارك فيه 95 باحث من اكثر من 11 دولة .

غاية المؤتمر ايزيدي- ديني  مما يضيف خصوصية لمجريات يوميات المؤتمر وعليه ممكن ادراج بعض الملاحظات حول المؤتمر لكونه ايزيديا ونحن منها واتمنى أن تؤخذ بنظر الاعتبار في المؤتمرات القادمة انشاءالله حتى تكلل وتظهر عِرق الديانة بابهى وانقى صورة واقعية كما هي عليها:-

1-كونه مؤتمر ديني يفترض الافتتاح يكون بموسيقى الدف والشِبّاب المقدسة والتي تلازم السماعات السبع المقدسة للايزدية ، وفقرة يقدمها احد شيوخنا او ابيارنا وبالزي الايزيدي الابيض ويلقى قول او نص ديني موافقا لحالة المؤتمر الازيدي .

2- تقليص البحوث المشاركة لصالح النوعية وتخفيف الزخم الحاصل مما اثقل كاهل المؤتمر – كما ذكر د.ابراهيم أحمد سمو في مقال له عن المؤتمر.

3- عدم وجود اساتذه ايزيديين في اللجنة العلمية لمناقشة البحوث الواردة، والمؤتمر ايزيدي ! .

4- تدوير واعادة بعض البحوث والدراسات المقدمة للمؤتمر وليست حديثة حتى تظهر لنا مستوى تقدم الثقافة والبحوث الايزيدية.

 5- فترة اليومين للمؤتمر قليلة وبهذا الحجم والدعوات والبحوث المقدمة مما يضعف  خوارج وبدائل إدراك اي بحث علمي لدى الحضور .

6- على الرغم من تسميته بالمؤتمر العلمي وهو (ديني ايزيدي) ماهي العلمية في مؤتمر ديني بحت.

7- زيادة عدد الباحثين المشاركين من جامعات ومؤسسات العراق الاخرى واحتمال انعقاده مستقبلا خارج الاقليم ، مع مراعاة وجود شعب ايزيدي كبير خارج الاقليم وطالما هو دولي لابد من الشمولية في المشاركة والحضور ودعوة اي ايزيدي للحضور بغض النظر عن اتجاهه فمن حقه كونه ايزيدي والمؤتمر ايزيديا يَجمعنا .

8- كان يفترض كل جلسة حوارية يكون خلفها كادرمتخصص يعرض ملخصا يوميا لكل بحث ودراسة وباكثر من لغة طالما المؤتمر فيه مشاركين من عدة دول ولغات وثقافات ورأينا لقاء كثير شخصيات دون نبذه عن بحوثهم.

9- يُعول في لائحة المؤتمر ولو اعتبارياً مشاركة المجلس الروحاني الايزيدي اسوة بغيره ، مع غرابة غياب واضح لرجال الدين الايزيديين بلباسهم الابيض المعهود .

10-ترجيح كفة الاولية لبحوث الكفاءات الازيدية وتقديمها على الاخرين فليس وارداً لدينا باحثين لهم مؤلفات وبحوث وبشهادات معترفة ويتقدم غيرنا مع( جل احترامنا) ليلقى بحوث ونسمع منه على ديانتا.

11- طالما المؤتمر ازيدي ديني  فان اوليات ورقة العمل ليس كافيا حضورهائل وحوارات جانبية وصور مع جل احترامنا للجميع ! بينما هناك معوقات للايزيدية ملحة وجوهرية لاحلول لها منها: مصير سنجار والسبايا الايزيدية – وعودة النازحين – وزيادة عدد مقاعد الكوتا الايزيدية – ومصير قانون الاحوال الشخصية الايزيدي ؟.

12- طالما المؤتمر ايزيدي المرجح ابعاده عن التجاذبات والانقسامات السياسة والفكرية لكون مناطق تواجد الايزيدية واسعة وملتهبة وفي (قلق دائم) وتحتاج دعم امني لاستقرارها وابعادها عن صراعات لامصلحة لها فيها ونحن الاكثر تعرضاَ للخسارة من بقية المكونات وزاد الطين بله قلق كبير من توجهات جيران سنجار الغربي في سوريا.  

واذكر بنموذج ناجح ينفعنا عن معرض اربيل الدولي للكتاب في نيسان 2025م الذي انعقد في اربيل لفترة عشرة ايام .ونشهد كيف هيأ الاستاذ فخري كريم رئيس مؤسسة المدى للثقافة والاعلام والفنون (وهي مؤسسة مستقلة ) ومن معه حضورا عالميا وثقافيا مشهودا واتخذوا شعار لغوي ذو بُعد ثقافي تعبوي بعنوان ( العالم يتحدث بالكوردي) وكونه معرض للكتاب الثقافي لكن الاستاذ كريم دعى اكبر عدد من المفكرين والفلاسفة والشعراء من دول اجنبية وعربية عديدة والقوا محاضراتهم باللغة العربية (كمثال)وامام حضور كوردي كبير مما وسع المجال الكوردي بالخروج من سجن اللغة للعالم واصبح المعرض شمولي الثقافات والحضارات واللغات والحضور دون الالتفاف لتوجهات وافكار واحزاب او اديان اي شخص ودار نشر مشارك، وكان لفرقة ميزو السنجارية وقفة ملفتة لحضورنا الايزيدي الفني.

وكل عمل ناجح مصدره التعاون وقبول الاخر وطالما الموضوع ديني ازيدي فالمؤمنين ادرى واولى بالمعرفة في امر دينهم وجوهره.

وفي الختام شكرا للقائمين والداعمين للمؤتمر وكل من شارك ولسنا بعيدين عنه رغم المسافات ومع اي مؤتمر قادم  يسعدنا دوما بنتائج وافية وبحضور جمعي ايزيدي خالص..

مايو / 2025م – كندا  

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…