من يخاف من. يا ترى

محمد سعيد آلوجي

لو رجعنا إلى ما تكون قد نشرته مواقعنا الكردية في الثلاثة أشهر الماضية.

لوجدنا أن أغلب كتابنا وسياسيينا قد ركزوا على ضرورة إيجاد هيئة تمثيلية لشعبنا الكوردي في سوريا من خلال مؤتمر وطني قومي كوردي.

على أن يمثل فيه جميع الأحزاب الكوردية التي تمثل حراكنا السياسي دون أن يستثنى منهم أي طرف، وأن يضم ممثلين عن تنسيقياتنا الشبابية الكوردية في ثورتنا السورية، ومن يمثل المستقلين بأطيافهم المختلفة وفق تأثيرهم على شارعنا الكوردي.
وبالنظر لتأخر أحزابنا الكوردية في الاستجابة لتلك الدعوات.

بادرت مجموعة من مثقفينا إلى تجميع أنفسهم في هيئة مستقلة تنشطت للدعوة إلى عقد ذلك المؤتمر المدعو له بالإجماع بغية تحقيق الهدف المنشود.

كما لاحظنا سرعة استجابة ممثلي تنسيقيات شبابنا الكورد إلى تلك الدعوات وتبنيها.

على أن يتمثل فيه كل تلك الفئات الشعبية والسياسية.

لنتفاجأ لاحقاً بدعوة من مجموع الأحزاب الكوردية إلى عقد مؤتمر وطني دون أن تقترن دعوتهم تلك ببرنامج خاص بهم.

لا سيما وأنهم كانوا قد صرفوا أوقات طويلة في تناول هذا الموضوع من قبل.

وقد نشرت هذه الأحزاب دعوتهم بتاريخ 14 / 7 / 2011 تحت عنوان “الأحزاب الكردية نحو عقد مؤتمر وطني كردي في سوريا لإنجاز هيئة تُمثل الشعب الكردي وحركته السياسية” في موقع ولاتي مه.
فكان لا بد لتلك الدعوة التي تأخرت عن دعوة المثقفين والتنسيقيات الكوردية.

إلا أن تحدث نوعاً من الإرباك لدى من يكونوا قد سبقوهم في تلك الدعوة.

والتي تسببت في إقدام بعض المستقلين على تقدم استقالاتهم من مشروعهم الذي كانوا قد أمضوا فيه أشواطاً متقدمة على تلك الأحزاب.

كما لمسنا تخوفاً لدى مسؤولي التنسيقيات  لمتابعةً نشاطاتهم في نفس الاتجاه.
وإن أردنا أن نقف على ما تكون قد وقفت عليه مجموع الأحزاب الكردية في اجتماعها الذي يكونوا قد تبنوا فيه دعوتهم تلك التي يقولون عنها بأنهم قد توقفوا في اجتماعهم الأخير مطولا عند العديد من القضايا الهامة ، وناقشوا من خلالها مختلف الآراء والمقترحات الخطية التي قدمتها الأحزاب الكردية على ضوء التطورات الحاصلة ومقتضيات المرحلة ، ليتوصلوا فيما بعد بشأنها إلى عدد من القرارات المناسبة ومن أبرزها.

هو ما جاء بقصد الحفاظ على وحدة الموقف الكردي والالتزام بالقرارات التي تتخذ في اجتماعاتها ، كما أكد الاجتماع على ضرورة العمل من أجل عقد مؤتمر وطني كردي في سوريا يشمل إضافة إلى الأحزاب الكردية مختلف الفعاليات الشبابية والثقافية والحقوقية والاجتماعية ، وصولا إلى إنجاز هيئة تمثل الشعب الكردي وحركته السياسية ، وتقود العمل السياسي واتخاذ القرارات المصيرية..

فأن كانت أحزابنا قد استطاعت أن تضمن وحدة الموقف الحزبي في دعوتهم إلى عقد المؤتمر الوطني.

فلا نظن بأنهم قد حققوا بها وحدة الشارح الكوردي ؟..
و لم يكتفي بعض من مسؤولي تلك الأحزاب بتلك الدعوة المشتركة التي أربكت شارعنا الكوري وحراكه.

بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك ليضيفوا على ما تم طرحه المزيد من التعقيدات على ما يرغبونه حقاً من طروحاتهم، وكأنهم لا يمثلون أحزابهم.

فقد كتب الدكتور عبد الحكيم بشار باسمه الشخصي والأستاذ إسماعيل حمي أيضاً وهما من يمثلان جناحين مهمين في تلك المجموعة من الأحزاب.

لينشر الدكتور بتاريخ 18 تموز 2011 تحت عنوان (الدكتورعبد الحكيم بشار .

نحو مجلس وطني كردي في سوريا
 ).

فيأتي ما نشره مؤخراً مغايراً كلياُ عن ما تكون قد نشرته تلك الأحزاب بشكل مشترك.


فما الذي يكون قد دفعه لأن يخرج بطرحه على دعوة الأحزاب المشتركة يا ترى.؟.

أهو لخوف منه على بريق حزبه كي لا يخبت ضمن تلك المجموعة من الأحزاب كما فسره البعض، وهو ما نشك به.

لأن ما نشره لم يأتي باسم حزبه بل جاء باسمه الشخصي، وهو ما يدعونا لأن نشك بما طرحه.

لربنا جاء لخوف على ما يكون قد ألزم به نفسه من دور ما زلنا نجهله.؟؟.
أما ما نشره الأستاذ إسماعيل حمي بتاريخ02.09.2011.

تحت عنوان “نحو مؤتمر وطني كردي في سوريا” وغيره.
  فلا بد أن ينطوي طرحه أيضاً على شيء من الغرابة، والغموض.

فإن كان طرحه قد جاء تأكيداً لما تكون قد طرحته تلك الأحزاب.

فهو ما لا يليق بمكانته كسكرتير لحزب يدعي صدارة تمثيلية له بين تلك الأحزاب.

وإلا فلا بد أن يجيب هو أيضاً على تساؤلات تصب في ذلك الاتجاه كي يزيل الغموض عن أسباب طرحه أيضاً..
على العموم فنرى بأنه بات يتعين علينا أن نقر بأن كل تلك الطروحات التي تداخلت ببعضها البعض لم تكن جميعاً تحمل الغاية النيلة نفسها.

وعلينا أن نقر بأن بعضها جاءت لغرض التشويش على ما يكون قد هدف إلى تحقيقه المخلصون من أبناء شعبنا.

ألا وهو الوصول إقرار هيئة تمثيلية حقيقية لنا.
يبقى علينا هنا أن نوفي بحق الأستاذ إبراهيم برو فيما نشره تحت عنوان “وجهة نظر حول انعقاد المؤتمر الوطني الكردي المنشود والذي كان قد نشره بتاريخ 18.08.2011 كمحاولة منه للفت الأنظار إلى الأسلوب الأمثل لتحقيق ما كانت ترمي إليه كل تلك الدعوات لعقد مؤتمر وطني قومي كوردي حقيقي وبأسلوب موفق وموضوعي.
لكن ما يحير أمثالي من المتابعين لتلك الدعوات والتوجهات.

هو جمود غير معلن لها جميعاً وإلى إشعار آخر..

فمن يخاف في تلك المعمعة من من يا ترى..

ومن يخاف على ما قد يفقده أن تحقق ذلك الهدف النبيل.؟؟.


فليكن بعلم الجميع بأن فترة الجمود هذه لا تفيد إلا أعداء شعبنا..

وعلى كل من يجد الحق إلى جانبه أن يسارع إلى تنشيط دعوته، ويمضي بها قدما من حيث ما تكون قد وصلت إليه دون أن يردعه منها أي خوف من أحد.

طالما أنه يؤمن بسمو أهدافه وصحة عمله.

ولا بد بأن شعبنا سوف يدعم المخلصين منهم.

فالشعوب لم تعد تخدع لا بالمتاجرين بقضاياها ولا بالمزاودين عليها..

11.09.2011

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد تقود إلى عواقب وخيمة. لاسيما في السياق الكردي، حيث الوطن المجزأ بين: سوريا، العراق، إيران،…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…