إسقاط وليس إصلاح يا سيد نبيل العربي

مروان حمكو

غريب هذا الذي يجري من قتل وتنكيل وتمثيل وإعدامات وإعتقالات في وضح النهار وعلانية بحق أبناء الشعب السوري , بحيث وصلت هذه الافعال الشنيعة إلى أبعد من أن تكون جرائم بحق الإنسانية, وهكذا وبإنقضاء الشهر الخامس والدخول في الشهر السادس  ووصول عدد الشهداء للآلاف والمعتقلين لعشرات الآلاف وعدد اللاجئين حدث ولا حرج وكذلك المفقودين , والعثورعلى مقابر جماعية تقشعر لها الابدان , ومقتل اطفال وعجز بطريقة يندى لها جبين الإنسانية جمعاء , وبرغم هذا كله لا يزال الشعب السوري الذي سجل معجزات للتاريخ بإنه أكبر من أن يوصف , وتعجز قواميس الكلمات بتسمية بطولاته ووقوفه في وجه أعتى واقوى مجموعة إجرامية وعصابة متوحشة,
 والارقام المسجلة والصور الملتقطة المرئية منها والموثقة تثبت ذلك , و بأفعال لم يقوم بها حتى من يوصفون بالجناء من الحركة الصهيونية وإن كانوا قد فعلوا فكان ضد من يعادي قومياتهم وأديانهم وشعوبهم والدفاع عن مصالحهم, وذلك من أجل الحفاظ على شعوبهم  وحمايتها.

فهم يقتلون ويمشون ولكن لا يمثلون ولا يبشعون ولا يعيدون الكرة في قتل الجثة مرة ثانية .

نعم إنها جرائم ولكنها لا ترقى لجرائم البعث والاسد وجماعنه .

فيا سيد نبيل العربي فكنا نتامل منك دعوة الأسد للتنحي بناء على مطلب الشعب السوري لا ان تتفاوض وتتفق على مدة زمنية للإصلاح فزمن الإصلاح قد ولى ولم يعد يجدي نفعا, فاين كنت أنت وجامعتك طوال هذه المدة عندما كان يقتل فيها أبناء الشعب السوري, ولماذا في هذا الوقت بالذات …؟ عجباً لماذا تريدون إطالة عمر هذا النظام في القتل , بعد ان وصل الكثير من رؤساء العالم بأن لا امل من هذا النظام وبقاؤه , وهذا الرئيس الفاقد شرعيته , فيا سيد نبيل لما ذا لم تبادروا لمثل هذا التدخل في مصر وليبيا , هل لأن بشار غالٍ على قلبك وقلب من كلفوك ولا تريدون خسارته , أم تخافون من عواقب تحركاتكم , أم تحرككم هذا جاء بتكليف من الخارج من قوى عالمية أو إقليمية ….؟ بالله كفاكم …..

عيباً …! فكان من الواجب عليكم منذ سقوط العشرات من الشهداء ودخول الجيش لأغلب المناطق والبلدات السورية (جيش الممانعة والمقاومة الذي هجر الحدود التي وجد لحمايتها أصلاً) فكان حري عليكم آنذاك  بالتدخل ووقف حمام الدم  وليس بعد مرور أكثر من خمسة أشهر من القتل والتدمير فصحيح من إستحوا ماتوا .

كفاكم كذباً ونفاقاً , وإتركوا الشعوب  هي من تقرر بنفسها مالذي تريده وتختاره , وإن كنتم تريدون التدخل فعليكم حماية الشعوب لا الانظمة الطاغية المتجبرة لأن الشعوب باقية والحكام زائلون , فحتى اللحظة يا سيد نبيل وليكن في معلومك بأنك أنت وكل من كلفك لم تستطيعوا أن تدخلوا أي وسيلة إعلامية لتغطية هذا الذي يجري للشعب السوري , أو حتى إدخال أية لجنة للمراقبة , وحتى عند زيارتك الاولى اقنعك بشار بان الذي يحدث في سوريا هو صنيع مؤامرة وعصابات إرهابية , ومجرمين مندسين ولكنك لم تتعظ وقبلت وإقتنعت بكلامه , عندها كان يجب عليك بأن تطلب منه أي من بشار قطع اليقين بالشك بل و تأمر بإدخال لجنة مكلفة من قبلك  وبإسم الجامعة العربية لمراقبة الوضع عن قرب وتقصي الحقائق ومن بعدها  تتخذ قراراً بناء على تلك المشهادات وتعرضة على جامعتك العربية , ومن تتخذوا القرار المناسب والمنصف, لا ضير من زيارتك الثانية ولكن كنا نتأمل منك  قراراً حازماً بل وشرطاً فورياً ملزماً بتسليم السلطة والتنحي لتثبت للعرب وللعالم بأنك فعلا من يمثل القرار والضمير العربي ويتكلم بإسمه بالتأكيد .

كونك ذهبت بتكليف من قبل الجامعة العربية وليس بمبادرة فردية , وبعدها لتقول بانك قمت بما املاه عليك واجبك و ضميرك الاْخلاقي تجاه شعب عربي يقتل ويذبح على يد حاكمه , ألم تسأل يا سيد نبيل عن المسؤل عن هذه الدماء التي تسيل ليل نهار …؟ عن أوامر القتل ؟ عن محكمة عادلة ونزيهة بغشراف عالمي وعربي …؟ و من المسؤول عن تاجيج الفتنة الطائفية , عن التبعية المطلقة لايران , عن العناصر المجندة الغريبة لقتل الشعب السوري ….؟ عن الشبيحة …؟ عن ممول عمليات القتل …؟  كون الشعب السوري أمانة في رقبة الجامعة العربية أم اني مخطئ , أم تخشون تهمة التدخل بالشأن الداخلي , وعجبي .
فما اريده منكم يا سيد نبيل هو القليل من الحس الوجداني والاخلاقي تجاه ابناء الشعب السوري , فترى العالم برمته من معارض ومتفق حول الوضع السوري وانتم نيام أشبه بالموتى , لا تحرككم دماء رعيتكم , أهي رخيصة لديكم لهذه الدرجة… ؟ حسبي الله فيكم.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، نحتفل مع الشعب السوري بمختلف أطيافه بالذكرى الأولى لتحرير سوريا من نير الاستبداد والديكتاتورية، وانعتاقها من قبضة نظام البعث الأسدي الذي شكّل لعقود طويلة نموذجاً غير مسبوق في القمع والفساد والمحسوبية، وحوّل البلاد إلى مزرعة عائلية، ومقبرة جماعية، وسجن مفتوح، وأخرجها من سياقها التاريخي والجغرافي والسياسي، لتغدو دولة منبوذة إقليمياً ودولياً، وراعية للإرهاب. وبعد مرور…

إبراهيم اليوسف ها هي سنة كاملة قد مرّت، على سقوط نظام البعث والأسد. تماماً، منذ تلك الليلة التي انفجر فيها الفرح السوري دفعة واحدة، الفرح الذي بدا كأنه خرج من قاع صدور أُنهكت حتى آخر شهقة ونبضة، إذ انفتحت الشوارع والبيوت والوجوه على إحساس واحد، إحساس أن لحظة القهر الداخلي الذي دام دهوراً قد تهاوت، وأن جسداً هزيلاً اسمه الاستبداد…

صلاح عمر في الرابع من كانون الأول 2025، لم يكن ما جرى تحت قبّة البرلمان التركي مجرّد جلسة عادية، ولا عرضًا سياسيًا بروتوكوليًا عابرًا. كان يومًا ثقيلاً في الذاكرة الكردية، يومًا قدّمت فيه وثيقة سياسية باردة في ظاهرها، ملتهبة في جوهرها، تُمهّد – بلا مواربة – لمرحلة جديدة عنوانها: تصفية القضية الكردية باسم “السلام”. التقرير الرسمي الذي قدّمه رئيس البرلمان…

م. أحمد زيبار تبدو القضية الكردية في تركيا اليوم كأنها تقف على حافة زمن جديد، لكنها تحمل على كتفيها ثقل قرن كامل من الإقصاء وتكرار الأخطاء ذاتها. بالنسبة للكرد، ليست العلاقة مع الدولة علاقة عابرة بين شعب وحكومة، بل علاقة مع مشروع دولة تأسست من دونهم، وغالباً ضدّهم، فكانت الهوة منذ البداية أعمق من أن تُردم بخطابات أو وعود ظرفية….