واليوم تتعرض الحركة إلى انتقادات من البعض وهجوم شرس من البعض الآخر .
إن الانتقادات الموجهة للحركة ككل أو لموقف سياسي منها ، أو لفصيل معين أو لشخصية سياسية معينة ، أو لمقال سياسي لأحد قادة الحركة هو أمر مقبول ، لابل هو عمل إيجابي وواجب أيضاً على المثقفين إذا كانت غايته تصويب الأخطاء وتقويم الاعوجاج ، كما أن إبداء النصح والمشورة للحركة بهدف دفعها إلى تبني مواقف أو سياسات معينة هو أيضاً عمل وطني نفتخر به ويلعب دوراً أساسياً في تحقيق المراقبة الذاتية والمراقبة الشعبية (أو مراقبة المثقفين لأداء الحركة) دوراً استراتيجياً في إنضاج أي موقف سياسي وبلورته ، إلا أن الهجوم على الحركة والتشهير بها وتشطيب دورها كاملاً ، فهو شيء آخر وبدون توجيه الاتهام لأحد أو العمل على دراسة خلفية هؤلاء وفتح صفحات سيرتهم الذاتية منذ بداية شبابهم وحتى الآن ، والأدوار التي قاموا بها في المجتمع الكردي .
نقول بعيداً عن كل هذا علينا القيام بوقفة تأمل ووقفة مع الذات أو نعلن عن انتهاء الحركة الكردية أو موتها ، فما البديل ؟ هل سيتم الدفاع عن الشعب الكردي وقضيته من خلال قوى غير سياسية ؟ هل سيترك الشعب الكردي وقضيته هكذا كل فرد يدافع من موقعه وبطريقته الخاصة ، وعندما يتم البحث عن الحلول السياسية للقضية الكردية لا يوجد من يقوم بهذا الدور .
إن الواجب يقتضي بإعادة تنظيم أنفسنا في قوة أو قوى سياسية تقوم بمهمة الدفاع السياسي عن الشعب الكردي وقضيته والعمل على إيجاد حلول لها ، وإن الذين يهاجمون الحركة الكردية يدركون حقيقة لا يمكن إخفاؤها بأي شكل من الأشكال وهو أن أي مجتمع أو أية قضية سياسية لا يمكن الدفاع عنها والبحث عن حلول لها إلا من خلال قوى سياسية تؤمن بأهداف المجتمع وتسعى إلى بلورتها بالشكل المطلوب وفق مقتضيات المرحلة ، أما الأخطاء والنواقص فهي من سنن الحياة ولا يمكن تلافيها بشكل مطلق ، فلولا الخطأ لما وجد الصواب ، ولكن المهم هو أن نعمل معاً على تصويب الأخطاء والإقلال منها قدر الإمكان لا العمل على جعل الشعب الكردي وقضيته مجردين من قوى سياسية منظمة تدافع عنه ، وهذا لا يخدم مصلحته البتة بل مصلحة قوى معادية للشعب الكردي ، فلنعمل من أجل بلورة أفضل الصيغ النضالية ومن أجل إنضاج المواقف والقرارات السياسية من خلال حوار هادئ وهادف وبنّاء ، والإصغاء إلى بعضنا البعض بلغة الحوار والتفاهم لا بلغة الضد التي لن تزيد إلا بعثرة القوى الكردية بمختلف أشكالها والتي نحن اليوم بأمس الحاجة إلى تجميع كل طاقات الكرد وفق الصيغ الممكنة والمتاحة .