(ملف الآراء حول المؤتمر الوطني)

  هوشيار لعلي

في البداية لا بد أن نثمن جهود موقع ولا تي مه ومتابعتهم المتواصلة للمواضيع المهمة التي تهم الشعب الكردي بشكل خاص وسوريا بشكل عام، لدعوتهم للحوار الكردي الكردي الشامل لأننا أمام حدث كبير لا بد من تكاتف كل الجهود لإنجاح المؤتمر أولاً ولتشكيل قوة موحدة في إطار المستجدات التي تحدث في المنطقة والعالم والتي يتطلب منا جميعاً أن نكون قوة موحدة لأننا إن لم نكن كذلك سنهمل ولن نصل إلى أهدافنا المرجوة.

إن الآراء الواردة هي آراء جيدة، ولكن نجد أن المثقفين والكتاب وكأنهم وحدهم هم المعنيين بهذه المسائل ونجد بأن الأحزاب مغيبون عن هذه الآراء وغيرها.
 فانعقاد مؤتمر وطني هو من أولويات المرحلة الراهنة، هذه المرحلة التي يجب علينا أن نوحد البيت الكردي أولاً وأخيراً، ولكن نجد أو نحس وكأن الحركة الكردية تحاول سحب البساط من تحت أقدام الكتاب والمثقفين  وإهمالهم وانعقاد مؤتمر وطني خاص بهم أو يأتوا بمثقفين محسوبين عليهم .

منذ خمسين عاماً نسمع بوحدة الحركة الكردية ولكن نجدها كوحدة الدول العربية كلما مضى عليها الزمن يضاعف عددها، يبدو أن مفهوم الوحدة هي الإكثار من الأحزاب والانشقاقات،  ولا أظن أن ينجح المؤتمر الوطني إن لم تنجح وحدة الحركة مع المثقفين والكتاب، ولإنجاح هذه الوحدة يجب أن يكون على أساس المصلحة الكردايتية فوق كل المصالح الحزبية والشخصية، وجلوس جميع الأحزاب إلى الطاولة المستديرة أمام الوطنيين والمثقفين ومناقشة كل الأمور بشفافية  التي أدت وتؤدي إلى عدم وصولهم إلى آراء  مشتركة أو وحدة مشتركة أو أولويات تهم هذه المرحلة الراهنة.

ولا أظن أن أحداً يجلس في مجلس أو يدير ندوة سياسية أن يقول غير الكلام المنطقي والمعقول ولكن إذا جئنا إلى الواقع العملي فإن ذلك الشخص أو المسؤول ضد وحدة الحركة وضد كل مشروع لصالح الشعب الكردي (هنا يكمن اللغز) (نحن بدنا أعمال ما بدنا أقوال) لقد ملينا وسئمنا من المناظرات و الكلمات المعسولة التي سمعناها ونسمعها منذ أكثر من خمسين عاماً وخلال هذه الفترة لم نجد وحدة الحركة الكردية إلا من خلال بعض البيانات فقط والتي تأتي في الأوقات الحرجة، ولا أظن أن وحدة البيانات تجدي نفعاً في الواقع الحالي لذا فالمطلوب من الحركة والمثقفين والوطنيين مراجعة أنفسهم بعيداً عن الأنانية والتشنج لأن الوضع حساس لا نريد بيانات لا نريد ندوات لا نريد أقوال بن نريد أفعال ملموسة تنشط الحركة السياسية والثقافية حتى نصبح رقماً صعباً في المعادلة الجديدة التي لا يمكن أن تكون المعادلة صحيحة بدوننا.

بحيث يكون لنا مرجعية واحدة وقرار سياسي واحد ومطالب مشتركة وقيادة واحدة وإن لم نكن كذلك سنبقى دون طموحات شعبنا وسيبقى الحركة على هامش الواقع  الجديد .

إن شباب اليوم يخطون خطوات عملية وسيديرون الواقع الجديد نحو الغد المشرق مثلما  فعل شباب الثورة في تونس ومصر حيث وضعوا الحركة السياسية جانباً وقاموا بالثورة حتى أسقطوا تلك الأنظمة بالصدور العارية والهتافات التي خرقت عروشهم فسقطوا واحداً تلو الآخر وما زال الشباب هناك يديرون الأزمة، فهم الذين عملوا على استعجال محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك لا الحركة السياسية، لذا فمن الواجب أن نعي حجم الواقع الجديد وأن نخطو خطوات عملية  متزنة تليق بحقوقنا المشروعة بعيداً عن التعصب والأنانيات وأن تكون المصلحة الكردية فوق أي اعتبار حزبي أو شخصي.


الواقع حساس وحجم الحدث كبير ولا أظن إن لم نوحد صفوفنا نستطيع أن نكون على قدر المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتق الحركة السياسية أولاً وأخيراً، وإن إهمال أي مجموعة أو حزب إن كان صغيراً أو كبيراً ليس لصالح الحركة ولا لصالح القضية لأننا نجد بأن المؤتمرات التي عقدت في الخارج أغلبهم شخصيات معارضة تعيش في الخارج منذ عشرات السنين ولكن رغم ذلك نجدهم عروبيون قومويون لا يعترفون بحقوقنا المشروعة  فأي معارضة هذه؟ ورغم وجودهم في الخارج خلال هذه السنين فلم يتعلموا الديمقراطية وحقوق الإنسان.

فنحن أمام سيناريوهات مفتوحة أما إنقلاب عسكري أو حرب أهلية أو تفكك الأجهزة الداخلية وهروب القيادات والفوضى الذي سيعيشه البلد أو استلام الإسلاميين الحكم، أي نسير نحو مجهول  أمام هذه السيناريوهات ما هو المطلوب منا كحركة كردية أن نفعله لنحافظ على تماسك شعبنا أمام هذه المتغيرات الفجائية التي لا نعرف أبعادها حتى الآن، لأن تماسك الحركة الكردية أمام المتغيرات الحالية سيجعل المعارضة العربية في حاجة إلينا ولا يمكن تجاهلنا في المعادلة الجديدة  التي من الممكن أن تكون حقوق جميع الأعراق و الاثنيات مصانة حتى يحس كل مواطن بكرامته  بعيدا عن العنصرية و التمايز في سورية الجديدة سورية الديمقراطية.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…