وليد حاج عبد القادر
بالرغم من التحولات العاصفة بنيويا وعلى أصعدة متعددة إن في وعي أوممارسة الشارع في أكثر من دولة عربية والتي تحطمت فيها كل حواجز الخوف الذي تراكم لعقود طويلة ، وبالرغم من كل هذه الحالة الهيستيرية والمتعفنة من قبل الأنظمة المتعطشة لدماء شعوبها ، فتبدو كل الوسائل مباحة لها في سبيل الحفاظ على سلطتها المباركة ، ومعها يبدو أن ذوي ـ الإحتياجات الخاصة ـ من منظّري ـ التبريرات ، والباحثين عن الفزاعات ، فرسان التحليلات وبالتالي الإستحواذ القومي / العروبي بكل الوسائل الممكنة ، ما زالت تسعى وبكل جهودها وطرقها المختلفة للإحتفاظ على هيمنتها مستخدمة كعادتها اساليب الديماغوجيا والتدليس كما التزييف إن لواقع الأمور ، كما وحيثيات التاريخ ،
بالرغم من التحولات العاصفة بنيويا وعلى أصعدة متعددة إن في وعي أوممارسة الشارع في أكثر من دولة عربية والتي تحطمت فيها كل حواجز الخوف الذي تراكم لعقود طويلة ، وبالرغم من كل هذه الحالة الهيستيرية والمتعفنة من قبل الأنظمة المتعطشة لدماء شعوبها ، فتبدو كل الوسائل مباحة لها في سبيل الحفاظ على سلطتها المباركة ، ومعها يبدو أن ذوي ـ الإحتياجات الخاصة ـ من منظّري ـ التبريرات ، والباحثين عن الفزاعات ، فرسان التحليلات وبالتالي الإستحواذ القومي / العروبي بكل الوسائل الممكنة ، ما زالت تسعى وبكل جهودها وطرقها المختلفة للإحتفاظ على هيمنتها مستخدمة كعادتها اساليب الديماغوجيا والتدليس كما التزييف إن لواقع الأمور ، كما وحيثيات التاريخ ،
فمن مسالة التضاد ، أو الإيحاء الصريح بالصراع ، أو العدوانية فيما بين الحرية ـ المنشودة ـ وتصوريرها كهدف تدك وتحطم ـ الهويات ـ كما وتفتتها ، تلك الهويات التي تمأسست إن بفعل مخطط استعماري بائس تدعي هي في الأساس بأنها ضحيتها الأولى ـ العروبية ـ كما تطبيقاتها ـ اتفاقية سايكس بيكو ـ ، أو تلك الهويات التي نشأت وتراكبت بقوة جبرية لتؤسس في نواتها خلايا ، أو بالأحرى ذرات انشطارية ، فكانت الهوية إذن انتماءا لبلد اختصرت في حكم دولة ، واعتصرت في حزب حاكم ، ولتختزل في شخص فرد ، فتكتسب والحالة هذه هلاما مقدسا منزّل ، ومع هذا نظلّ ـ وكأن القرف والإشمئزاز من ممارسات وتنظيرات بعض من ـ الكتبة المؤدلجين ـ المأزومين فكرا وتوجها عنصريا قوميا ، بوحدانية من خلال خلق الله ـ سبحانه وتعالى ـ لشعبه المختار ـ وهم ليسوا ـ العبرانيين هنا ـ وبمطلق الأحوال وتلك العقلية او الممارسة الفكرية والمعتقدية والتي توحي بلا أدنى شك ـ بقدسية ايمانهم ونضالهم ـ في ترسيخ ـ نزعة الهوية العروبية ببعدها الشمولي والمستحوذ ـ سابقا ، إن بلبوس ـ اشتراكي ذي سمة ماركسية ـ الإحتواء المزدوج ـ ، إذا جاز التعبير وبدقة أكثر ، التعريب الماركسي ، وهذا ما اختطه بعض من الفصائل الشيوعية ، وماركسيين عرب منذ ثمانينيات القرن الماضي وبعد فشل هذه التوجهات ، أعيد انتاجها ـ عروبيا ـ ولكن بلبوس كهنوتي فتتنطح لها من خلال تهليلاتها ـ الإسلاموية ـ بعد ذاك السيل من الصراع التناحري ، والتاريخ الطويل في صراع وجود ولا وجود ، تخللته وفي أحايين كثيرة سيلان للدماء كما اعتقالات مجحفة وطويلة ، ولكنها النزعة ـ العروبية ـ فكل شيء مباح في سبيل إنجاح هذه النزعة ، ومن هنا لم نستغرب إيجاد هذا التلاحم والترابط القوي بين الحركة القومية العروبية والإتجاهات الإسلامية ، ولتصبح بقدرة قادرهم ، وأي توجه آخر لإثبات ـ الذات القومية ـ للأقوام الأخرى من كرد وأمازيغ وغيرهم ، هي خطوة من فعل القوى الشريرة ، والتي لاهدف لها سوى تجزئة ما يسمونه ـ بالمجزأ ـ فتبدو عندهم وكصفة إخبارية ، يقول منظرهم عوني فرسخ … / ..
ولم يفت المنظرين الإستراتيجيين الأوربيين إدراك أن الأمة العربية تشكّلت على أساس الإنتماء الحضاري للثقافة العربية الإسلامية وليس الإنتساب السلالي الى جنس عربي وبحيث جاءت ذات طبيعة تركيبية تضم التنوع ضمن إطار الوحدة .
ولقد شهد القرن التاسع عشر أعمالا متصاعدة الوتيرة على عدة محاور التقت جميعها على محاولة تخريب مقومات الوجود القومي العربي واستغلال خاصية التنوع ضمن إطار الوحدة ، وذلك بالإهتمام الملحوظ بالأوضاع الإجتماعية والسياسية للجماعات المتميزة بخصائص ذاتية ، كالأكراد والأمازيغ والشيعة والمسيحيين العرب على اختلاف طوائفهم والدروز والإسماعيليين والعلويين ..
الخ / ..وليستمر الكاتب ، هكذا بالخلط المتعمد بين ماهو ديني وقومي ، وفق منهج أجوف ، وليفرز كما ينتج في ـ ذاتيته ليست إلا ـ مساواة جوفاء مقززة ، وغير موجودة في الواقع ، فيقول من جديد ..
/ ..
وليس بين مواطني اي قطر عربي جماعة مهمشة لتميزها بخاصية ذاتية عرقية او دينية أو مذهبية ولا هي معزولة عن المحيط نتيجة لتمايزها وإنما تشكل جزءا لا يتجزا من النسيج الإجتماعي الوطني ..
/ ..
فإذا بديار ـ العروبيين وكأنموذج سورية والعراق البعثيتين ـ هي الأيتوبيا المعاصرة ، فيبدو كل المشاريع التعريبية / محمد طلب هلال ـ وكذلك تعريب وتهجير الكرد في العراق البعثي / إجراءات تطورية لخدمة التنمية كما وحدانية العنصر العروبي !! ولكنها في الحقيقة ـ التنمية كما والمساواة البعيدة عن محاولات الصهر القومي ـ غير موجودة حتى في اشد رومانسياتهم بأحلامها الوردية ، ولا يكتفي الكاتب في سياق ـ تحليله ـ العفلقي فيسوق حججه وبنوع من الهيستريا كنزعة تبريرية للممارسات العامة لأية سلطة ـ بنزعتها العروبية ـ وتحولات هذه السلطة من مستبدة الى ديكتاتورية ـ من جديد نموذجي سورية والعراق ـ فردية ، فيتجاهل الكاتب وبصفاقة غير محتملة في تسويف وتشويه التاريخ حتى القريب من جهة وكمبرر سخيف لمجمل الممارسات الخاطئة لأنظمة القمع فيبررها قائلا / وليس من مجتمع انساني يخلو من التناقضات الثانوية بين مكوناته الإجتماعية أو لاتقع فيه أخطاء من السلطة القائمة فيه تجاه بعض جماعاته الإجتماعية ، كما أنه حين يكون المجتمع يواجه تناقضات رئيسية خاصة في مواجهة الآخرين يعطى هذه التناقضات الأولوية باعتبارها الأحق بالمواجهة ، فيما يجري حل التناقضات الثانوية سلميا / وليصل في سفاهته الى درجة تسخير التاريخ بلا علمية فظة كمسوغ لتبرير رؤيته المؤامراتية ، وكهروب صريح متلازم باستخفاف كبير إن للذاكرة الجمعية من جهة ، أو وحتى منه ماهو مدون ومؤرشف فيستمر قائلا في ـ ملهاته !! ـ / غير أن منظري ودعاة مخطط التفتيت على مدى القرنين الماضيين شغلوا بتحري التناقضات الثانوية في المجتمعات العربية ، وتقصي أخطاء السلطات وسواها بحق الجماعات المصنفة أقليات في الأدبيات الإستعمارية والإستشراقية ، وإثارتها على نحو مستفز ، بحيث أن محدود المعرفة بالتاريخ والواقع العربيين ينتهي الى تصور أن هناك مظالم تاريخية وقعت ولا تزال بحق الجماعات المصنفة أقليات عرقية وطائفية وان يتواصل هذا النهج في الفكر والممارسة الأوربية ثم الأمريكية على مدى قرنين من الزمن ، ففي ذلك اللالة الواضحة على أن مخطط التفتيت العرقي والطائفي هو الإستراتيجية الإستعمارية الدائمة والمستمرة لإدارة الصراع مع قوى التحرر والوحدة والتقدم العربية / وفي الحقيقة كنت سأعف النفس حتى مجرد النقاش مع هكذا انشاء وسرد لاقيمة له بالمطلق لاستناده على أمر مزور في الأساس ، لولا استهتاره وتسويفه الفظ للتاريخ وبأحداثه القريبة جدا !!وتوظيفها وباستخفاف لتسويق نظرية المؤامرة المتعشعشة في ذهنه كنتاج حتمي لفكره المازوم أزمة عفلق وعقيدته القومية ، فيبدو كاتبنا ، وكأنه يسطر درسا إنشائيا في كراس المناضل ، كنشرة مأزومة بنتاج بعثي وبدرجة حصرية !! ان نظرة مبسطة على تأويلات السيد عوني يتبدى كم هو مجتن على التاريخ فيجتزه ، ويقوننه وفق رؤيته ونهجه المخالف لبسط الحقائق الواقعية منها والتاريخية ، فيقوّل التاريخ بما هو ليس فيه ، وكذا عمر المؤامرة ـ قرنين مثلا وبالتالي استدعاء آرسين لوبين وشارلوك هولمز ، كما آجاثا كريستي لتبيان مداخل الخلل البسيط وبالتالي صياغة برامج التدخل ومن ثم التلاعب – بالريموت كونترول – في قضايا العروبة ويتناسى كاتبنا بأن عمر الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين وضد العثمانيين لم يمض عليها اكثر من 95 عاما ، وباختصار شديد نحيل كاتب المقال الى تاريخ السلطنة العثمانية وسنجاريه وبشكل أوسع ونتصفح معه منذ بدايات 1800 ميلادي وما تلاها – – وسلسلة الثورات المتعددة في تخومها الشرقية والجنوبية ، وعلى سبيل الذكر لا الحصر ادعوه ـ كونه عراقي وعلى تماس مع كردستان والشعب الكردي ـ الذي يعتبره فضاءا تعريبيا / معربا بالمطلق / فليعد ـ ولو مكرها ـ لقراءة أحوال كردستان والشام والعراق إبان تلك الفترة ولعلني لا ـ أغيظه ـ لو ذكرته بعدد من الثورات الكردية منتصف القرن التاسع عشر ـ ثورة الشيخ عبيدالله النهري 1860 وسبقتها ثورة البدرخانيين 1845 – 1855 وكذلك انتفاضات سمكو آغا الشكاكي والبارزانيين في بدايات القرن العشرين وثورات الجان بولاتيين ، وطبيعي أن لا نسهو عن زحف ابراهيم باشا المللي ووصوله الى دمشق لملاقاة جيش لبراهيم محمد علي وبالتالي الزحف سوية صوب الآستانة ـ وعلى العموم ن لو أن الكاتب كلف نفسه وراجع ازمة أو ما عرف ـ بالمسألة الشرقية حينذاك وبتفاصيلها وماتلاها من اتفاق سايكس بيكو والذي يتباكى على نتائجها امثال السيد عوني ليل نهار لتمزيقه أوصال بلاد العرب ، فيتناسى كما ويستهوي ابتلاع شعب ووطن بخجم الشعب الكردي وكردستان ، وللإنصاف لقد شاهدت مناطق عربية متعددة ثورات متعددة تتوق للتحرر والإنعتاق من سطوة الإحتلال العثماني وفي حالات كثيرة وجدت نوع من العلاقات وبالتالي التشابك في مصالح الثورات الكردي والعربية ايضا ..
وفي المحصلة ووفق التنصيص الذي ينتهجه الكاتب عوني فرسخ ومدرسته ـ العروبية ـ وتحريفه لحقائق التاريخ ، بالرغم من براغماتيته ن لما كنا تكلفنا حتى مجرد قراءته ، لولا أنها نهج يلاحظ ممارسته وبمنطق مغال حتى عليه أيضا من لدن بعض ممن يدّعون ـ معارضة السلطة السورية ـ وبالتالي وجود بعض من التيارات كما التوجهات ـ الما وراء حدودية ـ للهيمنة على الواقع السوري والإستئثار ومن جديد بلبوس مختلف من حيث الشكل ومن دون حتى أية رتوش قد تصيب الجوهر ، فهل هي الهوية الجديدة التي يسعون اليها ؟ و ـ نجرجر لها !! ـ وتلك المحاولات الحثيثة لتجنيدنا لها بالرغم من حجم الإبهام التي هي فيه ـ الهوية ـ وايضا جملة قناعات وممارسات ـ مطلقيها ـ بالرغم من تعدد المصطلحات كما التصريحات ولتتأنق من جديد تحت يافطة ـ المواطنة ـ وكا مافيها وحتى دونها ـ لا يستحق مجرد النقاش ـ على حد قول المحامي هيثم المالح !!…
ولم يفت المنظرين الإستراتيجيين الأوربيين إدراك أن الأمة العربية تشكّلت على أساس الإنتماء الحضاري للثقافة العربية الإسلامية وليس الإنتساب السلالي الى جنس عربي وبحيث جاءت ذات طبيعة تركيبية تضم التنوع ضمن إطار الوحدة .
ولقد شهد القرن التاسع عشر أعمالا متصاعدة الوتيرة على عدة محاور التقت جميعها على محاولة تخريب مقومات الوجود القومي العربي واستغلال خاصية التنوع ضمن إطار الوحدة ، وذلك بالإهتمام الملحوظ بالأوضاع الإجتماعية والسياسية للجماعات المتميزة بخصائص ذاتية ، كالأكراد والأمازيغ والشيعة والمسيحيين العرب على اختلاف طوائفهم والدروز والإسماعيليين والعلويين ..
الخ / ..وليستمر الكاتب ، هكذا بالخلط المتعمد بين ماهو ديني وقومي ، وفق منهج أجوف ، وليفرز كما ينتج في ـ ذاتيته ليست إلا ـ مساواة جوفاء مقززة ، وغير موجودة في الواقع ، فيقول من جديد ..
/ ..
وليس بين مواطني اي قطر عربي جماعة مهمشة لتميزها بخاصية ذاتية عرقية او دينية أو مذهبية ولا هي معزولة عن المحيط نتيجة لتمايزها وإنما تشكل جزءا لا يتجزا من النسيج الإجتماعي الوطني ..
/ ..
فإذا بديار ـ العروبيين وكأنموذج سورية والعراق البعثيتين ـ هي الأيتوبيا المعاصرة ، فيبدو كل المشاريع التعريبية / محمد طلب هلال ـ وكذلك تعريب وتهجير الكرد في العراق البعثي / إجراءات تطورية لخدمة التنمية كما وحدانية العنصر العروبي !! ولكنها في الحقيقة ـ التنمية كما والمساواة البعيدة عن محاولات الصهر القومي ـ غير موجودة حتى في اشد رومانسياتهم بأحلامها الوردية ، ولا يكتفي الكاتب في سياق ـ تحليله ـ العفلقي فيسوق حججه وبنوع من الهيستريا كنزعة تبريرية للممارسات العامة لأية سلطة ـ بنزعتها العروبية ـ وتحولات هذه السلطة من مستبدة الى ديكتاتورية ـ من جديد نموذجي سورية والعراق ـ فردية ، فيتجاهل الكاتب وبصفاقة غير محتملة في تسويف وتشويه التاريخ حتى القريب من جهة وكمبرر سخيف لمجمل الممارسات الخاطئة لأنظمة القمع فيبررها قائلا / وليس من مجتمع انساني يخلو من التناقضات الثانوية بين مكوناته الإجتماعية أو لاتقع فيه أخطاء من السلطة القائمة فيه تجاه بعض جماعاته الإجتماعية ، كما أنه حين يكون المجتمع يواجه تناقضات رئيسية خاصة في مواجهة الآخرين يعطى هذه التناقضات الأولوية باعتبارها الأحق بالمواجهة ، فيما يجري حل التناقضات الثانوية سلميا / وليصل في سفاهته الى درجة تسخير التاريخ بلا علمية فظة كمسوغ لتبرير رؤيته المؤامراتية ، وكهروب صريح متلازم باستخفاف كبير إن للذاكرة الجمعية من جهة ، أو وحتى منه ماهو مدون ومؤرشف فيستمر قائلا في ـ ملهاته !! ـ / غير أن منظري ودعاة مخطط التفتيت على مدى القرنين الماضيين شغلوا بتحري التناقضات الثانوية في المجتمعات العربية ، وتقصي أخطاء السلطات وسواها بحق الجماعات المصنفة أقليات في الأدبيات الإستعمارية والإستشراقية ، وإثارتها على نحو مستفز ، بحيث أن محدود المعرفة بالتاريخ والواقع العربيين ينتهي الى تصور أن هناك مظالم تاريخية وقعت ولا تزال بحق الجماعات المصنفة أقليات عرقية وطائفية وان يتواصل هذا النهج في الفكر والممارسة الأوربية ثم الأمريكية على مدى قرنين من الزمن ، ففي ذلك اللالة الواضحة على أن مخطط التفتيت العرقي والطائفي هو الإستراتيجية الإستعمارية الدائمة والمستمرة لإدارة الصراع مع قوى التحرر والوحدة والتقدم العربية / وفي الحقيقة كنت سأعف النفس حتى مجرد النقاش مع هكذا انشاء وسرد لاقيمة له بالمطلق لاستناده على أمر مزور في الأساس ، لولا استهتاره وتسويفه الفظ للتاريخ وبأحداثه القريبة جدا !!وتوظيفها وباستخفاف لتسويق نظرية المؤامرة المتعشعشة في ذهنه كنتاج حتمي لفكره المازوم أزمة عفلق وعقيدته القومية ، فيبدو كاتبنا ، وكأنه يسطر درسا إنشائيا في كراس المناضل ، كنشرة مأزومة بنتاج بعثي وبدرجة حصرية !! ان نظرة مبسطة على تأويلات السيد عوني يتبدى كم هو مجتن على التاريخ فيجتزه ، ويقوننه وفق رؤيته ونهجه المخالف لبسط الحقائق الواقعية منها والتاريخية ، فيقوّل التاريخ بما هو ليس فيه ، وكذا عمر المؤامرة ـ قرنين مثلا وبالتالي استدعاء آرسين لوبين وشارلوك هولمز ، كما آجاثا كريستي لتبيان مداخل الخلل البسيط وبالتالي صياغة برامج التدخل ومن ثم التلاعب – بالريموت كونترول – في قضايا العروبة ويتناسى كاتبنا بأن عمر الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين وضد العثمانيين لم يمض عليها اكثر من 95 عاما ، وباختصار شديد نحيل كاتب المقال الى تاريخ السلطنة العثمانية وسنجاريه وبشكل أوسع ونتصفح معه منذ بدايات 1800 ميلادي وما تلاها – – وسلسلة الثورات المتعددة في تخومها الشرقية والجنوبية ، وعلى سبيل الذكر لا الحصر ادعوه ـ كونه عراقي وعلى تماس مع كردستان والشعب الكردي ـ الذي يعتبره فضاءا تعريبيا / معربا بالمطلق / فليعد ـ ولو مكرها ـ لقراءة أحوال كردستان والشام والعراق إبان تلك الفترة ولعلني لا ـ أغيظه ـ لو ذكرته بعدد من الثورات الكردية منتصف القرن التاسع عشر ـ ثورة الشيخ عبيدالله النهري 1860 وسبقتها ثورة البدرخانيين 1845 – 1855 وكذلك انتفاضات سمكو آغا الشكاكي والبارزانيين في بدايات القرن العشرين وثورات الجان بولاتيين ، وطبيعي أن لا نسهو عن زحف ابراهيم باشا المللي ووصوله الى دمشق لملاقاة جيش لبراهيم محمد علي وبالتالي الزحف سوية صوب الآستانة ـ وعلى العموم ن لو أن الكاتب كلف نفسه وراجع ازمة أو ما عرف ـ بالمسألة الشرقية حينذاك وبتفاصيلها وماتلاها من اتفاق سايكس بيكو والذي يتباكى على نتائجها امثال السيد عوني ليل نهار لتمزيقه أوصال بلاد العرب ، فيتناسى كما ويستهوي ابتلاع شعب ووطن بخجم الشعب الكردي وكردستان ، وللإنصاف لقد شاهدت مناطق عربية متعددة ثورات متعددة تتوق للتحرر والإنعتاق من سطوة الإحتلال العثماني وفي حالات كثيرة وجدت نوع من العلاقات وبالتالي التشابك في مصالح الثورات الكردي والعربية ايضا ..
وفي المحصلة ووفق التنصيص الذي ينتهجه الكاتب عوني فرسخ ومدرسته ـ العروبية ـ وتحريفه لحقائق التاريخ ، بالرغم من براغماتيته ن لما كنا تكلفنا حتى مجرد قراءته ، لولا أنها نهج يلاحظ ممارسته وبمنطق مغال حتى عليه أيضا من لدن بعض ممن يدّعون ـ معارضة السلطة السورية ـ وبالتالي وجود بعض من التيارات كما التوجهات ـ الما وراء حدودية ـ للهيمنة على الواقع السوري والإستئثار ومن جديد بلبوس مختلف من حيث الشكل ومن دون حتى أية رتوش قد تصيب الجوهر ، فهل هي الهوية الجديدة التي يسعون اليها ؟ و ـ نجرجر لها !! ـ وتلك المحاولات الحثيثة لتجنيدنا لها بالرغم من حجم الإبهام التي هي فيه ـ الهوية ـ وايضا جملة قناعات وممارسات ـ مطلقيها ـ بالرغم من تعدد المصطلحات كما التصريحات ولتتأنق من جديد تحت يافطة ـ المواطنة ـ وكا مافيها وحتى دونها ـ لا يستحق مجرد النقاش ـ على حد قول المحامي هيثم المالح !!…
** المقتطفات من مقال عوني فرسخ / مخطط التفتيت استراتيجية أمريكية دائمة / عدد 11786 الجمعة تاريخ 26 – 8 – 2011 صفحة 16