زيور العمر
تحدثت قبل عدة أيام , في عداد برنامج يومي للإتصال مع الداخل , مع أحد شباب الحراك الكوردي الذي أثق في قدرته على توصيف ما يجري في الشارع الكوردي.
قال لي شابنا المجرب أن ˝ الوضع العام لحراك الشارع الكوردي سئ جدا ً.
الأحزاب, التدخلات الخارجية و التصرفات الصبيانية للبعض في أوساط الشباب الكورد عوامل تعيق تصاعد الزخم الجماهيري في الشارع ˝, بل أكد أن ˝حركة الشارع الكوردي و أعداد المنضمين الى حراكه في تناقص مستمر , حيث لم يتجاوز أعداد المشاركين في المظاهرات الليلية في مدينة القامشلي منذ بداية شهر رمضان 1500 متظاهر , و في أخر جمعة «جمعة بشار النصر » كان العدد حوالي ثلاثة آلاف متظاهر˝ .
قال لي شابنا المجرب أن ˝ الوضع العام لحراك الشارع الكوردي سئ جدا ً.
الأحزاب, التدخلات الخارجية و التصرفات الصبيانية للبعض في أوساط الشباب الكورد عوامل تعيق تصاعد الزخم الجماهيري في الشارع ˝, بل أكد أن ˝حركة الشارع الكوردي و أعداد المنضمين الى حراكه في تناقص مستمر , حيث لم يتجاوز أعداد المشاركين في المظاهرات الليلية في مدينة القامشلي منذ بداية شهر رمضان 1500 متظاهر , و في أخر جمعة «جمعة بشار النصر » كان العدد حوالي ثلاثة آلاف متظاهر˝ .
هذا التوصيف لحالة الشارع في المناطق الكوردية يتقاسمه العديد من المتتبعين و مع ذلك فإن المناقشة في حيثياته و تالياً أسبابه و خلفياته ما تزال محل تجاهل و عدم إهتمام المثقفين و الكتاب الكورد الذين إنشغل البعض منهم في الفترة الماضية بالرد على بعضهم بالأصالة أو بالنيابة في معارك هامشية لا يبرعون سوى في خوضها دون سواها من المعارك الأساسية و المصيرية الماثلة أمامنا أما البعض الأخر فكان حدسه الشخصي تجاه إحتياجاته الذاتية و في هذه المرحلة على وجه الخصوص طاغيا ً و كأننا في حملة إنتخابية يحرص كل منا على تعداد مناقبه و خصاله و إستعراض تاريخه ( البطولي ) , خاصة و انني قبل أيام كنت أستمع الى مثقف كوردي لا يشق له غبار وفق « المقاييس الكوردية» في التقييم و التبجيل و التطبيل و كيف كان يردد على إمتداد حديثه الممل و الفارغ ميزات أناه المسطحة.
و في عودة الى حراك الشباب الكورد و الصعوبات التي تعترض طريقه و الآثار و التداعيات المترتبة عن إستمرار هذه الصعوبات, تشير المعطيات الماثلة أن التحديات التي يواجهها الشباب الكورد تنطوي على قدر كبير من الجدية و الخطورة بحيث بات فتح النقاش في شانها أمر في غاية الأهمية ليس من باب إستشفاف آفاقه و مستقبله (اي الحراك الشبابي) و إنما من منطلق المسؤولية و الحرص على ضرورة تطوره و إرتقاءه و نجاحه في نهاية المطاف.
فمستقبل شعبنا و قضيته منوط ببقاء هذا الحراك و إستمراره و إلتفاف الشعب الكوردي بجميع شرائحه و فعالياته الإجتماعية و الثقافية حوله و تقديم كافة أشكال الدعم و المساندة له.
و لعل أهم هذه الصعوبات هي قدرة النظام السوري , الى حد الآن على الأقل ,على كبح جماح الحراك الشبابي الكوردي و حصره في دائرة محددة , بحيث يشعر العديد من هؤلاء الشباب أنهم محاصرون و مكبلون بسلاسل صنع محلية بطلب من السلطة أو جهات معينة لا يروق لها خروج المظاهرات الكوردية عن نطاق معين لأسباب منها متعلق بمصلحة للنظام و أخرى متعلقة بأجندات إقليمية كوردية لها إمتدادات بين كورد سوريا , فضلا ً عن مصالح جهات خارج الحدود تعمل على شراء الذمم و النفوس بين بعض الشباب الكورد .
فإذا ادركنا سر بقاء النظام السوري الى حد الآن و ترجمنا فهمنا و قراءتنا له في سياسات و مواقف بشكل صائب لكان الحال في المشهد السياسي الكوردي ليست بالشكل الراهن ,فالأمر هنا لا يتعلق بحسن النوايا خاصة إذا اخذنا بعين الإعتبار أن الثورة السورية منذ إنطلاقتها في 15 آذار وجدت صعوبة في جذب « الأطراف » القومية و الدينية .
فمشاركة الكورد على سبيل المثال في كافة المناطق في أيام الجمعة لم تتجاوز 10 آلاف متظاهر , و في السويداء و بمحاذاة الجولان لم نلحظ مشاركة الدروز , فضلا عن عدم تجاوب المسيحيين بجمع طوائفهم من سريان و أشوريين و أرمن , ناهيك عن العلويين , بمعنى أن الأطياف القومية و الدينية في سوريا بقيت بمنأى عن المشاركة الحقيقية في الثورة السورية الى حد الآن , الأمر الذي تم تفسيره على أنه يأتي في سياق السياسة التي إعتمدها النظام السوري على إمتداد نصف قرن و تمثلت في اللعب على تنوع الفسيفساء السوري من خلال إنتهاج سياسة فرق تسد بين أطياف المجتمع السوري القومية و الدينية و المذهبية .
فكل رؤية تنطلق من هذه القراءة كفيل لإصحابها بعدم الوقوع في شرك النظام و سياساته التقسيمية تجاه الشعب السوري .
فما حدث بالنسبة للمكون الكوردي هو أن فعالياته السياسية , الحزبية منها على وجه الخصوص , قامت من خلال كل الوسائل المتاحة أمامها , بتجسيد السياسة السلطوية تجاه الشعب الكوردي تارة عبر التشكيك في قوى المعارضة السورية و مواقفها من القضية الكوردية و سبل حلها في سوريا , و تارة أخرى من خلال التحذير من السياسات الإقليمية بصفة عامة و الدور التركي بصفة خاصة , فإتخذت منهما ذريعة في مطالبة الجمهور الكوردي بعدم التجاوب مع حركة الشارع السوري و الحراك الشبابي الكوردي , الأمر الذي ساهم في تعزيز مخاوف الصامتين لدى الجمهور بعد أن إستطاعت و نجحت في كبح جماح قواعدها و جماهيرها , و حدث كل هذا بالتزامن مع محاولات بعض الأحزاب الكوردية لإيحاء الشارع الكوردي بأنها مشاركة في حركة الشارع و موجة الإحتجاجات في المناطق الكوردية من خلال إرسال عدة قياديين و نفر محدد من محازبيها للمشاركة في تظاهرات الجمعة , حتى وصلت في بعض الأحيان الى درجة الإدعاء بأنها هي من أشعلت موجة الإحتجاجات و قادتها وحالت دون سقوط الضحايا بين الكورد , و ذلك في تناقض صارخ مع مواقفها من النظام السوري و الثورة السورية .
بالإضافة الى ما سبق , فإن حالة الحراك الشبابي الكوردي ايضا ليس على ما يرام بسبب تصرفات و سلوكيات بعض الدخلاء عليه في الداخل و الخارج الذين يحولون دون حدوث حالة من الإنسجام السياسي و الإتفاق الميداني بين المجموعات الشبابية .
فقد شهدت المظاهرات الكوردية في الأونة الأخيرة بعض المظاهر الغريبة التي لا يجد المرء من بد سوى وضع إشارات الإستفهام أمامها من قبيل قيام بعض الشباب بين المتظاهرين بإعلان إستعداده لتقديم تعويض مالي لك من يتعرض الى مكروه , أو هنالك من يروج بين الشباب الكورد أن مدير المنطقة في القامشلي مثلا يريد لقاء بعض الشباب للتباحث بشأن الإفراج عن المعتقلين الكورد على خلفية المشاركة في المظاهرات الإحتجاجية ضد النظام , فضلا ً عن البيانات الإستباقية التي تحرص بعض المجموعات على نشرها دون مبرر او سبب سوى الإيحاء بأنها موجودة على الأرض و انها تشكل القوة الشبابية الأكبر في الشارع الكوردي , و هي كلها سلوكيات و مظاهر سلبية تؤثر على حراك الشباب و مساعيهم للتوحد أو التأطر ضمن إئتلاف واسع يجمع تحت مظلته كافة المجموعات الشبابية الكوردية .
و عليه فإن الشباب الكورد و حراكهم الإحتجاجي الضاغط في الشارع أمام إمتحان صعب و يواجهون ظروف شائكة في ظل مواجهة جملة من التحديات الحقيقية حيث لا يوجد من سبيل سوى العمل الجاد من أجل تجميع أكبر عدد ممكن من التنسيقيات و المجموعات الشبابية و في أسرع وقت ممكن من أجل :
أولا : الإتفاق على رؤية سياسية موحدة للحراك الشبابي الكوردي.
ثانيا ً: تشكيل لجان إعلامية و تنظيمية و ميدانية مشتركة .
ثالثا ً: إبعاد كل العناصر الإنتهازية و الوصولية التي تريد التسلق على أكتاف الشباب عن الحراك الشبابي و خاصة في الخارج.
رابعاً: تشكيل إطار يعمل من أجل هؤلاء الشباب في الخارج .
و في عودة الى حراك الشباب الكورد و الصعوبات التي تعترض طريقه و الآثار و التداعيات المترتبة عن إستمرار هذه الصعوبات, تشير المعطيات الماثلة أن التحديات التي يواجهها الشباب الكورد تنطوي على قدر كبير من الجدية و الخطورة بحيث بات فتح النقاش في شانها أمر في غاية الأهمية ليس من باب إستشفاف آفاقه و مستقبله (اي الحراك الشبابي) و إنما من منطلق المسؤولية و الحرص على ضرورة تطوره و إرتقاءه و نجاحه في نهاية المطاف.
فمستقبل شعبنا و قضيته منوط ببقاء هذا الحراك و إستمراره و إلتفاف الشعب الكوردي بجميع شرائحه و فعالياته الإجتماعية و الثقافية حوله و تقديم كافة أشكال الدعم و المساندة له.
و لعل أهم هذه الصعوبات هي قدرة النظام السوري , الى حد الآن على الأقل ,على كبح جماح الحراك الشبابي الكوردي و حصره في دائرة محددة , بحيث يشعر العديد من هؤلاء الشباب أنهم محاصرون و مكبلون بسلاسل صنع محلية بطلب من السلطة أو جهات معينة لا يروق لها خروج المظاهرات الكوردية عن نطاق معين لأسباب منها متعلق بمصلحة للنظام و أخرى متعلقة بأجندات إقليمية كوردية لها إمتدادات بين كورد سوريا , فضلا ً عن مصالح جهات خارج الحدود تعمل على شراء الذمم و النفوس بين بعض الشباب الكورد .
فإذا ادركنا سر بقاء النظام السوري الى حد الآن و ترجمنا فهمنا و قراءتنا له في سياسات و مواقف بشكل صائب لكان الحال في المشهد السياسي الكوردي ليست بالشكل الراهن ,فالأمر هنا لا يتعلق بحسن النوايا خاصة إذا اخذنا بعين الإعتبار أن الثورة السورية منذ إنطلاقتها في 15 آذار وجدت صعوبة في جذب « الأطراف » القومية و الدينية .
فمشاركة الكورد على سبيل المثال في كافة المناطق في أيام الجمعة لم تتجاوز 10 آلاف متظاهر , و في السويداء و بمحاذاة الجولان لم نلحظ مشاركة الدروز , فضلا عن عدم تجاوب المسيحيين بجمع طوائفهم من سريان و أشوريين و أرمن , ناهيك عن العلويين , بمعنى أن الأطياف القومية و الدينية في سوريا بقيت بمنأى عن المشاركة الحقيقية في الثورة السورية الى حد الآن , الأمر الذي تم تفسيره على أنه يأتي في سياق السياسة التي إعتمدها النظام السوري على إمتداد نصف قرن و تمثلت في اللعب على تنوع الفسيفساء السوري من خلال إنتهاج سياسة فرق تسد بين أطياف المجتمع السوري القومية و الدينية و المذهبية .
فكل رؤية تنطلق من هذه القراءة كفيل لإصحابها بعدم الوقوع في شرك النظام و سياساته التقسيمية تجاه الشعب السوري .
فما حدث بالنسبة للمكون الكوردي هو أن فعالياته السياسية , الحزبية منها على وجه الخصوص , قامت من خلال كل الوسائل المتاحة أمامها , بتجسيد السياسة السلطوية تجاه الشعب الكوردي تارة عبر التشكيك في قوى المعارضة السورية و مواقفها من القضية الكوردية و سبل حلها في سوريا , و تارة أخرى من خلال التحذير من السياسات الإقليمية بصفة عامة و الدور التركي بصفة خاصة , فإتخذت منهما ذريعة في مطالبة الجمهور الكوردي بعدم التجاوب مع حركة الشارع السوري و الحراك الشبابي الكوردي , الأمر الذي ساهم في تعزيز مخاوف الصامتين لدى الجمهور بعد أن إستطاعت و نجحت في كبح جماح قواعدها و جماهيرها , و حدث كل هذا بالتزامن مع محاولات بعض الأحزاب الكوردية لإيحاء الشارع الكوردي بأنها مشاركة في حركة الشارع و موجة الإحتجاجات في المناطق الكوردية من خلال إرسال عدة قياديين و نفر محدد من محازبيها للمشاركة في تظاهرات الجمعة , حتى وصلت في بعض الأحيان الى درجة الإدعاء بأنها هي من أشعلت موجة الإحتجاجات و قادتها وحالت دون سقوط الضحايا بين الكورد , و ذلك في تناقض صارخ مع مواقفها من النظام السوري و الثورة السورية .
بالإضافة الى ما سبق , فإن حالة الحراك الشبابي الكوردي ايضا ليس على ما يرام بسبب تصرفات و سلوكيات بعض الدخلاء عليه في الداخل و الخارج الذين يحولون دون حدوث حالة من الإنسجام السياسي و الإتفاق الميداني بين المجموعات الشبابية .
فقد شهدت المظاهرات الكوردية في الأونة الأخيرة بعض المظاهر الغريبة التي لا يجد المرء من بد سوى وضع إشارات الإستفهام أمامها من قبيل قيام بعض الشباب بين المتظاهرين بإعلان إستعداده لتقديم تعويض مالي لك من يتعرض الى مكروه , أو هنالك من يروج بين الشباب الكورد أن مدير المنطقة في القامشلي مثلا يريد لقاء بعض الشباب للتباحث بشأن الإفراج عن المعتقلين الكورد على خلفية المشاركة في المظاهرات الإحتجاجية ضد النظام , فضلا ً عن البيانات الإستباقية التي تحرص بعض المجموعات على نشرها دون مبرر او سبب سوى الإيحاء بأنها موجودة على الأرض و انها تشكل القوة الشبابية الأكبر في الشارع الكوردي , و هي كلها سلوكيات و مظاهر سلبية تؤثر على حراك الشباب و مساعيهم للتوحد أو التأطر ضمن إئتلاف واسع يجمع تحت مظلته كافة المجموعات الشبابية الكوردية .
و عليه فإن الشباب الكورد و حراكهم الإحتجاجي الضاغط في الشارع أمام إمتحان صعب و يواجهون ظروف شائكة في ظل مواجهة جملة من التحديات الحقيقية حيث لا يوجد من سبيل سوى العمل الجاد من أجل تجميع أكبر عدد ممكن من التنسيقيات و المجموعات الشبابية و في أسرع وقت ممكن من أجل :
أولا : الإتفاق على رؤية سياسية موحدة للحراك الشبابي الكوردي.
ثانيا ً: تشكيل لجان إعلامية و تنظيمية و ميدانية مشتركة .
ثالثا ً: إبعاد كل العناصر الإنتهازية و الوصولية التي تريد التسلق على أكتاف الشباب عن الحراك الشبابي و خاصة في الخارج.
رابعاً: تشكيل إطار يعمل من أجل هؤلاء الشباب في الخارج .