تيار المستقبل والخطاب التخويني

وليد حاج عبد القادر

الى الأصدقاء في تيار المستقبل الكردي

بعد القراءة المتأنية لبيانكم الهام والموجه للرأي العام السوري والكردي ، وبالتالي توضيحكم الصريح وبما لاريب فيه حول انحيازكم ـ للمعارضة السورية !! ـ ويبدو أنكم نسيتم ـ أو هكذا يفهم من بيانكم ـ إضافة كلمة العربية الى تلك المعارضة الموقرة ، إلا اللهم إذا كان المقصود ـ انتماءكم ـ كتيار المستقبل وتمثيلكم للشعب الكردي في سورية وبالتالي إسباغها ـ هذه المعارضة التي تعنونها ـ بالنزعة السورية العامة متجاهلين ـ التيار ـ حقيقة المعارضات الكردية ـ بالرغم مما بينكم وبينهم ـ ، وهنا ـ شخصيا ـ لست بطور الدفاع عن / 11 / حزبا وأكثر من مائة قيادي وكادر لمجموع هذه الأحزاب ،
 وإنما فقط هي صيغة البيان التي استغربتها من مجموعة كتيار المستقبل بلغتها وكأنها تحاول الجرجرة الى استبداد وقمع من نوع آخر أسقطته التجربة الكردية منذ زمن طويل حتى ولم تنفعها أو أسعفتها الإغتيالات إن بالتنفيذ أو الوعيد ، هذه الجرجرة التي لم تبدأ فقط بالكذب ، وما انتهت بالتخوين ، إن حجب الشمس بالغربال عجزت عنها أعتى الدكتاتوريات ومن هنا : أيها الأصدقاء غالبيتكم أعرفكم معرفة شخصية ولا أشكك بانتمائكم الوطني كما لن نسمح ـ بالصفة الوجدانية القومية العامة ـ لأحد وتحت أية يافطة خلاف ، تخوين أحد ما لم تكن ديدن الخيانة واضحة لا لبس فيها ، ولعله بات من اليسر والسهولة ولوج هكذا مصطلحات كما ونعتها لابل تعميمها وبالمطلق مع من يخالف ، كما المعارضة السورية (!! ) فهي لم تصبح بعد قوة قاهرة إلهية وبطاقة جبرية / لتمنح حق الحرية أو الحياة / هذا من جهة ومن جهة أخرى قد يتوافق مضمون هذا البيان في بعض من جزئياته على بعض من ـ أطراف الحركة الكردية ـ التي لا تزال لها أجندتها ، كما مواقفها من المظاهرات والإحتجاجات الكردية ، ولكن !! هل التخندق في جبهة ما تسمونه ـ المعارضة السورية ـ تجب بالضرورة أن تكون على حساب المعارضة أو التجمع الكردي ؟؟ أو لنسمه ما نشاء وتحت أية يافطة ليست في سقفها العالي يتجاوز ـ بالمطلق ـ والحق المدني والذي يبدو أن العمل على تأسيسه وتسويقه وبالتالي المأسسة عليه قد بدأ منذ فترة ليست بقصيرة ، وحتى هذا الحق قد تماهى وتلاشى تماما  من ابجدية وتصريحات ، لابل مواقف وممارسات بعض من الأدعياء و ـ دهاقنة ـ المعارضة السورية مثل ـ هيثم المالح ـ و ـ د .

وائل الحافظ ـ و ـ عمادالدين رشيد ـ لابل وحتى عند ذوي رؤى ومواقف ديمقراطية وبكتب متعددة ، وعند المحك !! / د.

برهان غليون مثلا ومواقفه إن في مؤتمر استنبول ، وكذلك مواقفه في برنامج بانورما ـ قناة العربية حول الطوائف في سورية واعتبار الكرد كطائفة بنسبة 4 بالمائة وغير مشاركة بالمظاهرات ، هذه النقطة بالضبط جادلت الدكتور غليون بها شخصيا في مكالمة هاتفية وقد أبدى أسفه وكيف أن هذه المسألة قد فاتته سهوا !! / .

إن التعمية الممارسة على حقيقة وتاريخية الوجود الكردي في سورية وارتباطه بمصير مشترك ـ وما يجري الآن في الصفوف الخلفية ـ هي من نتاج وممارسات بعض من ـ المعارضات ـ السورية !! .

وحسب معرفتي واحتكاكي معكم ـ كمجموع القوى السياسية الكردية ـ أعلم أن شعار وحدة المصير والبلاد وعلى مبدأ الإعتراف الدستوري بالشعب الكردي ، فإذا كانت هذه الأمور هي / أجندة حزبية أو أمنية لا تخدم بأي شكل المصلحة القومية الكردية ولا مستقبل التعايش المشترك في سورية المستقبل … / هذا المستقبل وبمعطياتها ونتائجها ، كما إفرازاتها سوف لن تتوضح بأكثر من كلمة مواطن سيظل اسما موصوفا على عربي فقط لربما يختصر منه المدة فتصبح منذ أكثر من ثلاث سنوات بدل خمس على سبيل المثال ، إن الواقعية لا تعني أبدا والتضاد مع الإنتماء الوطني ولا هي بالمطلق المماهاة القومية أيضا من خلال تمييع إحادي الجانب للبعد القومي كانتماء وفي هذه المسألة بالضبط تتوجب الدقة في المصطلح كما في الإتهام وإلا فأنني أحيل الأصدقاء في تيار المستقبل الى مجريات الثورة السورية الملتهبة من ـ ديركا حمكو ـ الى السويداء وأسأل ببداهة : لمصلحة من ؟ ومن يغيّب النضال الكردي عن المشهد السوري العام وحركته الإحتجاجية ؟ تلك الفعاليات الكردية التي كانت ولأشهر في بدايات الثورة صور خلفية ولساعات طويلة في القنوات التلفزيونية !! ..

نعم أبها الأصدقاء في تيار المستقبل : لنكن واقعيين ومن دون تخوين أو تسفيه ولا تنميق للعبارات ، أيتذكر الأصدقاء في التيار جملة المواقف والهجمات ـ العروبية ـ التي تلت غزوة ـ عفوا مؤتمر ـ استنبول الأول ؟ وبالتالي حجم التصريحات التي زادت وزاودت على تصريحات الشبيح احمد حاج علي ومأثورته !! الأكراد العرب السوريين ؟؟!! .

نعلم أيها الأصدقاء : أنه الإستبداد والأولوية لإسقاط هذا الإستبداد ، ولكننا ندري أيضا بأنها المخاطرة الكبرى في الزحف وبأقدامنا وأرجلنا الى استبداد آخر من هنا تأتي أهمية وتلازم الحق الكردي والمدغم ببرنامج صريح وواضح تطلقه ، أو تعلنه المعارضة ـ السورية ـ حتى يمكن أقلها خلق أرضية أولية من الإرتياح لدى الجماهير الكردية وكمسلمة لا بد منها ، وباختصار شديد ومكثّف أرجو من الأصدقاء في تيار المستقبل وـ مجموع أحزاب الحركة الكردية ـ العودة مثلا : مجريات الأحداث في سورية وحركة الإحتجاجات والمظاهرات وبالتالي التغطية الإعلامية لمناطق سورية ومنذ شهرين ، أي من عمر وجود ـ اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ـ وال ـ سي دي ـ الذي يعممه هذا الإتحاد باسم لجنته الإعلامية على وكالات الأنباء والقنوات الفضائية التلفزيونية وليشاهدوا معنا ـ التيار ومجموع الأحزاب ـ مدى الغبن وبالتالي التغييب الممنهج إن للوجود الكردي وكذا مساهماته في النضال الإحتجاجي ،  إلا اللهم إذا كنا نكتفي مثلا بمداخلة يتيمة مع ـ ج ، ي ـ وكذلك شريط الفيديو المصوّر للصديق مشعل التمو ـ ، أما ما تم ويتم منذ أكثر من عشرة أيام فهي نتيجة لضغوط شخصية من قبل نشطاء وكتاب كرد ـ أ ب.

ال  ، وآخرون ـ إن على اتحاد التنسيقيات أو مسؤولي تلك القنوات والمشرفين عليها بلغت في مرات كثيرة حد الإنفعال ، وكمثال على بعض من الرسائل المرسلة اليهم / … الأخ ـ الأخت … الأكراد منذ أكثر من شهر عليهم نوع من التعتيم الإعلامي ، حتى مظاهراتهم لا تعرض لها مقاطع والمشكلة إننا نعرف أنها تصرف من التنسيقيات ..

كذلك لايتم أي لقاء معهم فهل من المعقول ألاّ يستطلع رأيهم مثلا في كلمة العاهل السعودي ، ودور تركيا وما تقوم بها والجميع يعلم حساسية الأكراد منهم … الخ / وفي رسالة الى قناة العربية والى أحد المسؤولين المباشرين عن الأخبار والبرامج السياسية ..

/ ..

مساء الخير وكل رمضان وانتم بخير ، استغراب بالشارع الكردي من تقرير العربية ونسبة 4 بالمائة ، بالرغم من التغطية الرائعة والمحايدة لها وبالتالي مواكبتها لإنتفاضة الكرد في سورية عام 2004 ولأكثر من مرة وتقرير ورد في العربية عن نسبة الأكراد 15 / 20 بالمائة ، ونقطة الإنزعاج الثانية هي ربطهم بالطوائف ، وكذلك دمجهم مع الطوائف غير المشاركة ، علما بأن الأكراد كانوا من المساهمين الأوائل في المظاهرات ـ أمام وزارة الداخلية ـ والقامشلي خرجت وتخرج منذ الأسبوع الثاني في الثورة ….

الخ / وكانت الجهود الكردية الخاصة مستندة الى شبكة من العلاقات العامة هي التي كانت تنسق بين النشاط الكردي وغالبية وسائل الإعلام وايجاد التواصل مع الحدث والفعل الكردي ـ وبصمت ـ الى حين احتكار اتحاد التنسيقيات وبالتالي ـ شئنا أم أبينا ـ وممارستهم للدور التغيبيي الممنهج ، والذي عاد ليتنشط ومن جديد وإن ببطء ولكنها تحت ضغط ومتابعة البعض من الكرد ـ من جديد ـ وكواجب وممارسة ذاتية غير مصبوغة بأية انتماء حزبي محدد إلا اللهم ، للحركة الكردية وفضاء الشعب الكردي كتشبث تاريخي بحقوقه القومية المشروعة ، كحق لا هبة وبالتأكيد وبلا مواربة ، فإذا كانت هذه الأمور تتموضع في خانة / … الإشاعة والدجل المتبع لتمييع الوعي القومي النضالي ../ فلعلني وعلى هدي قانون المندس والمندسين أتمنى أن أكون أولهم ، وإلا ـ وأقولها بحسرة ـ لماذا نتمسك بخصوصيتنا الكردية كأحزاب أو تيارات ،ولماذا ولمصلحة من يتم هذا التجاهل ومعها ذلك الكم الكبير من التحامل ؟؟   

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…