نظرة على بعض الاعلام الرسمي والحزبي الكردي السوري.. مظاهرة قامشلو (جمعة بشائر النصر) أنموذجاً

سيامند ابراهيم

تأتي أهمية رسالة الإعلام  في نقل الحقائق على أرض الواقع بعيداً عن التزييف, أو القفز فوق حقائق المجريات التي تنقل حدث ما, ولا تستطيع قوة مهما عظمت أن تطمس الحقائق الماثلة أمام الشعب, وإن غيبت لفترة وجيزة, أو إن أبعدها البعض عن سابق إصرار وترصد؟!
وتأتي أهمية صدقية هذه الرسالة الإعلامية من خلال ما تتصف به من مهنية حرفية في دقة نقل الخبر, وبدون أي تحيز كان حزبي أو شخصي أو من جانب القوى التي تسيطر على ماكينة الإعلام؟

وهذا ما لاحظناه أيضاً بشكل فاقع في عدم مصداقية الإعلام السوري الرسمي من حيث رواية (مندسين, سلفيين, عصابات مسلحة) ومن حيث الرؤى الواحدة في نقل الأحداث عبر قنواتها الفضائية السورية والدنيا؟!
 ففي حلقة النقل المباشر في قناة الدنيا السورية قبل شهر في مدينة القامشلي قال المذيع لأحد الشباب الكرد الملقنين من قبل التلفزيون: هل رأيت اليوم أية مظاهرة في القامشلي؟

– وأذكر أن اسم الشاب احمد… فقال الشاب بكل وقاحة وهو يكذب:
أنا اليوم مررت مرتين أمام جامع الوحدة (قاسمو) ولم أرى أية مظاهرة احتجاجية في القامشلي؟! والحقيقة أنها كانت قد خرجت مظاهرة تقدر بحوالي 1500 شخص من مكونات القامشلي؟
ومن ناحية الحراك السلمي الذي يجري في قامشلو التي عشناها وشاركنا فيها من كل الجوانب, فإنني سأتطرق إلى بعض الجوانب السلبية لرسالة الإعلام السوري من خلال (اليو تيب) والانترنت وما ينقل إلى الفضائيات من التظاهرات الجمعية والليلية, الإعلامي منها فيما يخص نقل التظاهرات التي تجري في المدن والنواحي الكردية إعلاميا, وباعتبار أن السلطات السورية منعت التغطية الإعلامية الأجنبية وكذلك العربية, و بالنسبة للمناطق الكردية تجري نقل الأحداث عبر الموبايل من قبل هواة ومتطوعين أو من قبل شباب التنسيقيات الكردية, ونقلها مباشرة أو بعد ساعات إلى المحطات الفضائية أو المواقع الالكترونية الكردية أو الفيسبوك وكل يكتب أو يغني وينقل على هواه من الهواة, أو نقل الأحداث من قبل الأحزاب الكردية التي تكلف بعض عناصرها بنقل وتصوير الأحداث كما تراها هي حسب مزاجها, ورؤيتها في التركيز على شخصياتها الحزبية والتضخيم الحزبي والعددي وسآخذ ثلاث نماذج من التغطية الإعلامية  الكردية:
وقبل أن نلج في موضوعنا هذا نحب أن نستذكر مقولة الخبير الإعلامي (وليم مولسبي) فيقول عن رواية الخير:” وصف أو تقرير دقيق غير  متحيز للحقائق الهامة حول واقعة جديدة تهم القراء”
لذا أحببنا رسم ورصد التقارير التي تكتب وتنشر في المواقع الحزبية الكردية وأخذت موقع حزبين اهتما ونشرا أخبار جمعة البشائر ورأيت السلبيات التي يتم في رصد هذه المظاهرات والتي لم تتوقف أخطاء هذه المواقع؟ لذا أنقل ما جرى بكل أمانة من خلال معايشتي وخروجي المستمر وسماع ومشاهدة كل صغيرة وكبيرة في تظاهرات القامشلي وإليكم وقائع هذه الجمعة.


    في جمعة بشائر النصر خرج حوالي 2500 متظاهر من أبناء القامشلي من الأكراد, العرب و الآثورين في مظاهرة مميزة اتسمت بالنظام, والحماس الزائد في رفع عشرات اللافتات والحضور المميزة من غالبية الأحزاب الكردية باستثناء الذين قرروا عدم الخروج منذ البداية؟! لكن يجب علينا أن نقول أنه ثمة لا يخلو هذا التظاهرات من حضور خجول بعد الشهر الثاني من هذه الثورة السورية؟ وحضور بعض القواعد من هذه الأحزاب تشارك معنا في هذه التظاهرات, لكن بالنسبة للقيادات الحزبية فحضورها ضعيف باستثناء البعض من الشخصيات الحزبية أو الناشطين الحزبيين الذين يخرجون بشكل فردي إلى هذه المظاهرات.

ولا يتقيدون بقرارات أحزابهم؟
 وأما بالنسبة لبقية الأحزاب العددية التي لا وجود لها سوى على الورق, فيحضر بشكل دائم بعض محاميهم, أو بعض شبابهم القليل جداً.

وعودة إلى تظاهرة هذه الجمعة حيث بدا الحماس الزائد والثقة, والحرارة الشبابية الزائدة في تنظيم هذه المظاهرة المميزة بعكس المظاهرات السابقة التي اتسمت نوعاً ما ببعض الفوضى, والحضور المتواضع؟! وقد بدا بشكل جلي أن قرارات الدول التي طلبت من الرئيس السوري (التنحي) فعلها في رفع وتيرة الشعارات وتزايد الحضور اليوم وخاصة من جانب الأحزاب التي شاركت بأحزابها (التنسيق) والعدد الكبير المميز من رجال الدين, المثقفين, والناشطين السياسيين المستقلين الذين لم ينقطعوا عن الحراك, وقبل دوار الهلالية توقفت المظاهرة, ألقيت بعض الكلمات فقد كانت كلمتي في هذا اليوم هي الأولى, بعد كلمة أحد شباب التنسيقيات الكردية, ثم كان دور فتاة كردية نشيطة في ترديد نشيد حماة الديار, وأي رقيب, ثم ألقى السياسي حسن صالح كلمة قيمة حيا فيها الشباب ومظاهراتهم, وقال إن النظام ساقط, وحيا الأخوة العربية الكردية والآثورية, وندد بشدة الأحزاب التي لم تخرج إلى الحراك, وغيرهم والآثوريين؟! وقد سقط منذ زمن, ثم ألقى خوشناف أحد ممثلي شباب التقدمي أكد فيها على الوحدة الوطنية وسلمية الشعارات, والتظاهر بشكل سلمي, وأخلاقي, فرد عليه عريف التظاهرة: وقال نحن لسنا بحاجة إلى أحد أن ينصحنا ويعلمنا دروساً في الأخلاق مظاهراتنا سلمية وحضارية؟!  و قد ألقى أحد الأخوة العرب كلمة قصيرة حيا فيها الثورة والوحدة الوطنية, و عدم الإساءة , ثم ألقى الأستاذ مشعل التمو كلمة حماسية: أكد على روح الشباب وهو في السجن, وأسقط النظام عدة مرات, و أكد على الوحدة الوطنية وميلاد سوريا جديدة, لا سوريا القمع والإرهاب؟!
ثم ألقى الأستاذ أبجر موشي كورية من المنظمة الآثورية كلمة مؤثرة حيا فيها هذا التلاحم العربي الكردي الآثوري, وأنهم جزء من هذا الحراك.

ثم ألقى أحد الشباب قصيدة ثورية ألهبت حماس الشباب.
لكن لنأتي على ما نشر من أخبار هذه المظاهرة إعلاميا مستقلاً وحزبياً
فموقع ولاتي مه: ينشر بشكل عام جميع ما تظهر من لافتات تأتي بها جميع التنسيقيات السورية الكردية أو العربية, أو الآثورية ولا فرق بين واحدة و أخرى, وفي هذا الأسبوع لم يتم نشر تقريرها المكتوب والمصور لأسباب قاهرة ومؤلمة.
 فقد نشر تقرير (شباب سوا) الذي وصلها ويشكرون عليه, لكن أن يبدأ التقرير :”
 بدعوة من ائتلاف شباب سوا و باقي المجموعات الشبابية في مدينة قامشلو احتشد نحو خمسة آلاف شخص في مظاهرة اطلق عليها (جمعة بشائر النصر)”  وقبل نهاية التقرير تنقل مجريات التظاهرة من جهة الكلمات على هذا النحو:
 و هكذا حتى وصلت لنقطة النهاية المتفق عليها من قبل المجموعات الشبابية حيث ألقيت كلمة باسم المجموعات الشبابية من قبل أحد الناشطين الشباب و من ثم ألقى كل من الأساتذة حسن صالح نائب سكرتير حزب يكيتي الكوردي و مشعل تمو الناطق باسم تيار المستقبل الكوردي و ممثل من المنظمة الآثورية و ممثل من قبل المشاركين العرب” ويبدوا أنهم قليلو الخبرة في الجانب الإعلامي لكن يجب عليهم أن لا يصابوا بالغرور ويضعوا الدعوة باسم تنسيقيتهم حصراً, لأننا نأتي إلى المشاركة ليس بدعوة أحد منهم, ولكن هي أصبحت دعوة عامة وشاملة.

ونأمل أن لا يتفرد أية تنسيقية شبابية في التمظهر الإعلامي وسحب البساط نحوهم, فنحن نثمن من بدأ بالخروج إلى التظاهرة, ومن شارك, ومن له الفعالية الشبابية أكثر, و الحاجة الماسة أن ينتهوا من مرض الصراعات الشخصية والأنانية الموجودة على شاكلة صراعات الأحزاب الكردية , ويكون الهم الأول والأخير هو وحدة التنسيقيات الشبابية في عموم سوريا, و الابتعاد عن شباب الأحزاب التي تأتي إلى المظاهرات وتتحرك وفق أجندة رؤساء هذه الأحزاب؟! وقولوا لهم: إن فعلاً أنتم معنا قلباً وقالباً في هذا الحراك, فليصدر حزبكم بيان يعلن فيه مشاركة شبابنا في هذا الحراك.

والمرحلة المقبلة ستكون خطيرة, ومستقبل القضية ملقاة على أكتافكم وليس على أكتاف الأحزاب الكردية التي ستنتهي مع نهاية النظام.

فأنتم ستكونون أمل الشعب الكردي ومستقبله, وسوف تنسقون مع التنسيقيات العربية وغيرهم في بناء سوريا الجديدة وانتزاع حق الشعب الكردي منهم بروح الأخوة والحوار وغيرها من الطرق السلمية.

ونأتي الآن إلى تقرير حزب اليكيتي الكردي المنشور في (ولاتي مه) السبت 20 8 :

تقرير عن تظاهرات جمعة بشائر النصر في المناطق الكردية

في قامشلي: خرجت حشود كبيرة من جامع قاسمو قدر بأكثر من ثمانية آلاف من أبناء الشعب الكردي إلى جانب المئات من الأخوة العرب والآثورين وغيرهم من مكونات مدينة قامشلي, فضلاً عن المشاركة النسائية المميزة.

شارك في التظاهرة التنسيقيات الشبابية وبعض الأحزاب الكردية بقواعدها ومنظماتها الشبابية ورموزها القيادية البارزة  منهم الأستاذ حسن صالح نائب سكرتير الحزب والأستاذ المحامي صبري ميرزا من حزبنا – حزب يكيتي الكردي في سوريا-  والأستاذ فواز محمود من حزب آزادي الكردي في سوريا والأستاذ مشعل التمو الناطق الرسمي لتيار المستقبل فضلا عن العديد من المثقفين وغيرهم.

وقد سارت المظاهرة باتجاه دوار الهلالية ترفع الأعلام السورية بالإضافة إلى بعض الأعلام الكردية تتخلها الشعارات والأغاني الثورية الكردية وأغاني الثورة السورية وفي نهاية التظاهرة ألقيت كلمة باسم المجموعات الشبابية من قبل أحد الناشطين الشباب كما ألقى الأستاذ حسن صالح نائب سكرتير حزب يكيتي الكردي كلمة أثنى فيها على تلاحم مكونات المنطقة الكردية من كرد وعرب وآثوريين وغيرهم المشاركين في الثورة, وكذلك ألقيت كلمات من جانب كل من  الأستاذ مشعل تمو الناطق باسم تيار المستقبل الكردي و ممثل من المنظمة الآثورية و ممثل من قبل المشاركين العرب.
19/8/2011
لجنة الإعلام المركزي لحزب يكيتي الكردي في سوريا

وهنا نلاحظ أن تقرير هذا الحزب يتعمد أن يكتب هذه التغطية مركزة على عناصر حزبها القيادية حيث يتم التركيز على الشخصيات القيادية لليكتي؟ وهذه ليست أول مرة يصدر منهم هذا التصرف الإعلامي الخاطئ والذي يبتعد عن حقائق المجريات التي تجري في المظاهرات؟! فلنتناول التغطية الإعلامية لهذه الجمعة ولنرى المغالطات والنظرة الحزبية الضيقة, ويبدوا أن الذي يكتب في إعلامهم أولاً يفتقد إلى المهنية الإعلامية, وثانياً المحاباة لبعض الشخصيات الحزبية من الأحزاب القريبة منهم ولنثبت صحة كلامنا انظروا: يتم التركيز على الشخصيات الحزبية من حزبهم فيأتي على ذكر الأستاذة حسن صالح, صبري ميرزا, ثم ينتقل إلى رفيقهم الحزبي السابق في اتحاد الشعب الأستاذ فواز أبو زيد, ومشعل التمو..

وينسى العديد من الشخصيات الأخرى التي كانت حاضرة في المظاهرة ويتغاضى عن ذكر الأساتذة مصطفى أوسو, زرادشت محمد, الصيدلي عبد الكريم عمر, محمد سعيد الوادي, حسن عاكولي, بافي شفان اليساري السابق, و المهندس زهير البوش, المهندس عبد الحليم من الشيوعيين, المهندس فيصل عزام, وبعض الشخصيات الحزبية التي لا أعرف أسمائهم مع الاعتذار, فهؤلاء جميعاً كانوا يسيرون في المظاهرة على نسق واحد؟! وتم التغاضي عن سابق إصرار وتصميم عن الكثيرين من الكتاب والمثقفين الذين شاركوا في هذه المظاهرة؟!  و الأمثلة عديدة ومنهم الأساتذة (دلداري آشتي, د.

كسرى حرسان, خالص مسور, خالد جميل محمد, ابراهيم بركات, فرمز بونجاق , محمد سيد حسين, ومن الشخصيات الدينية الأستاذ عبد الصمد عمر وغيره, ومن الناشطات الصيدلانية ميديا محمود, والشاعرة نارين متيني وغيرهم الكثير الكثير؟!!  

ولنأتي على موقع التقدمي لنرى الضعف الواضح في التغطية الإعلامية و الفقر في نشر صور القيادات الكردية والثقافية
الالاف يتظاهرون في القامشلي و عامودا و سري كانييه في جمعة “بشائر النصر”
تظاهر اليوم الجمعة 19/8/2011 عدة آلاف في مدينة القامشلي و من مختلف ابناء المنطقة كردا و عربا و آثوريين في يوم جمعة “بشائر النصر”
و احتشد الالاف و بمشاركة المنظمات الشبابية للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا و التنسيقيات الشبابية و عدد من رفاق المنظمة الآثورية رافعين لافتات تطالب بالحرية و الاعتراف الدستوري بحقوق الشعب الكردي في سوريا و هاتفين بشعارات تضامنية مع المدن السورية و اسقاط النظام .
و قد ألقى خلالها أحد الرفاق كلمة باسم المنظمة الشبابية للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا حيا فيها المتظاهرين على شجاعتهم  للخروج و المطالبة بحق الشعب في العيش بحرية و كرامة و دعا فيها المتظاهرين الى التحلي بروح الوحدة الوطنية بين مكونات الشعب السوري كردا و عربا و آثوريين و الى المطالبة بالديمقراطية للشعب السوري و رفع المطالب المحقة لابناء شعبنا الكردي في سوريا “
كما شهدت عامودا و سري كانييه “رأس العين” مظاهرات شارك فيها الالاف من ابناء المدينتين و منظمات الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا .

وفي موقع الأستاذ عبد الحميد حاج درويش نرى التركيز على حضور شباب حزبهم  في الدرجة الأولى, وعدم التطرق بشكل مسهب إلى حضور الحراك الشبابي وحضور الكثيرين من الشخصيات الثقافية والدينية والسياسية الأخرى؟! ويبدوا بشكل جلي أنهم لا يطيقون كتابة أسماء الشخصيات التي لا تنسجم مع رؤاهم شخصياً؟!  لماذا لم يكتبوا أسماء أحزاب ( اليكتي, آزادي, الآلوجي, التيار, , وحتى رئيس التحالف الصيدلي عبد الكريم تم التغاضي عن اسمه ؟! ولم يذكر حتى من الذين قرأوا الكلمات في هذه التظاهرة من المثقفين و السياسيين؟! همشوا ولم يذكر أننا قرأنا كلمات نقدنا بحدة الأحزاب التي لم تشارك حتى الآن في هذه التظاهرات السلمية؟! أو حضور الكتاب الكرد وحتى لم يذكر اسم رفيقهم النشيط الخلوق في كل هذه التظاهرات السلمية (خوشناف)
ومن التنبيه, وقول الحقيقة أنه  ليس بهكذا إعلام متخلف, مقزز, ولا يبعث على القراءة والمتابعة من قبل الجمهور الذي ينتظر نقل صورة بانورامية شاملة, ومتكاملة للحدث أي كان؟!  والمسئولية الأولى والأخيرة تقع على من كتب, وصور؟ فهل الذي كتب لموقع اليكيتي ميديا حضر التظاهرة أم شاهد بعض الصور, أم قيل له حضر فلان أو لم يحضر فلان, أم اتفق حزبياً على أن يتم الكتابة بهذه الصيغة أو التركيز على أعضاء الحزب الأوحد؟! أم وقف ونظر إلى الصفوف الأولى من التظاهرة ولم يرفع عينيه أو راح يتجول في المظاهرة من جاء ومن لم يحضر ومن قرأ ومن هرب؟! وهذا كلام موجه للكل بدون استثناء؟!
نريد إعلاما نظيفاً نفتخر به ونتابعه من حيث غنى التحاليل السياسية والثقافية؟! ولم لا يكون مأجوراً ويدار من قبل شخصيات إعلامية متمرسة, ومطلعة على الأحداث اليومية, وما أكثر شبابنا وخبرات رجالنا في هذا المجال! وبالتأكيد فإن هذه المواقع الحزبية تملك المال والاماكانيات الكبيرة لتأسيس مواقع ضخمة تنقل الصورة الحقيقة للشعب الكردي في سوريا,  وتبين رؤاهم ونظرتهم في المعارضة والنظام والحل وهكذا نرتقي؟! ولا نضمحل ويضحك علينا الآخرين بحيث يصفوننا بدائيين في عصر العولمة؟!
وإذا قال البعض إنني متحامل في نظرتي وكلامي! إذٍ لماذا يهرع ويتوسل بعض سكرتيري هذه الأحزاب إلى نشر مقالاتهم وبياناتهم ومقابلاتهم الحزبية إلى المواقع الكردية وخاصة (موقع ولاتي مه و كميا كردا) قبل التوقف الأخيرة؟! ولماذا لا يعرف القراء مواقعهم الحزبية؟! ثمة الكثير والكثير من النقد الايجابي لكن لا متسع لنا أكثر من ذلك؟!
المواقع الحزبية هذا هو الإعلام الحقيقي في عصر هذه التكنولوجيا المتقدمة جداً! ويا سادة يا كرام؟! هذا إعلام يتسم بنظرة حزبية ضيقة؟!  و لا تعطي المتابع خارج الوطن الصورة الصحيحة الكاملة والمتكاملة عما يجري في المظاهرة؟! وماذا لو جاء أحد المؤرخين بعد سنة أو نصف قرن وأجرى دراسة عن الثورة السورية, وتناول الحراك الشبابي في قامشلو, فعلى تقرير من يعتمد؟ هل يعتمد على موقع اليكتي, التقدمي, أو لتنسيقية هذه المجموعة أو هذا الموقع أو ذاك؟!  ونستنج أن الاعلام الحزبي الكردي يسند إلى أناس لا يتمتعون بالمهنية العالية, وهو إعلام منغلق يدار بواسطة أناس ليس من اختصاصهم؟ وتلعب المزاجية في الكتابة والنشر وهذا يفقد هذا الإعلام المصداقية ويبتعد القراء عن قراءة هذه التقارير الصحفية, و الفضائية والانترنيتية, ويبدوا أنهم لازالوا غرقين في النظرة الخشبية للأمور؟! وأنهم لايزالون يعيشون في القرى القديمة؟!  وينطبق على هذه الأخطاء الإعلامية بعض المواقع المستقلة كموقع (ولاتي) الذي يبالغ مراسلهم الذي وقع في نفس أخطاء المواقع الحزبية من حيث تضخيم حجم المظاهرات الجمعية والليلية, لكن في جمعة البشائر فيها تفاصيل أكثر دقة من الكل حيث نشروا ما يلي”….

وتقدمت المظاهرة علم استقلال سوريا و يليها العلم الكوردي و من بعدهم صف من القيادات و الشخصيات الوطنية الكوردية و العربية ، كما شوهدت أعلام صغيرة للآشوريين ضمن المظاهرة ، بالإضافة لمكبرات صوت كانت تهتف من خلالها الهتافات المنددة بجرائم النظام البعثي و أغاني وطنية كوردية و عربية.


لتستمر المظاهرة التي شهدت أيضا نماذج مصغرة لبعض رموز النظام متدلين من حبل المشنقة و أسلحة مصنوعة من الخضروات في إشارة إلى السلمية التي تواجهها قوات الأمن و الشبيحة بالدبابات و البارجات البحرية ” ووقع مراسلهم  (هلبست) إلى تفاصيل حضور الشخصيات الحزبية الكثيرة واقتصارهم على الذين يعرفهم أو قرأ عنهم فلم يتطرق إلى كلمتي الأولى, ولا إلى كلمة خوشناف من حزب التقدمي ؟! ويبقى سؤال مهم يسأل لهؤلاء الإعلاميين أو مسئولي هذه المواقع الالكترونية إلى درجة الحصافة والنباهة والذكاء الخارق لهم بحيث يظنون أن القارئ غبي لا يعرف كم هو عدد المشاركات في الحراك الثقافي, ومن تهرب وخنع, ومن يشارك, ومن يوزع للسوريين المواعظ؟!  ونستنتج أن المجتمع السليم ينتج إعلاماً سليماً معافى يرتقي بالمجتمع إلى درجة عالية من الرقي والتقدم ويكسب ثقة الجمهور, والإعلام المنحاز يموت بعد لحظات و ويفقد مصداقيته وهذا شيء خطير نبثها للكل؟
وأخيراً فقد تم بث يو تيب يوم أمس على أنه تغطية مظاهرة الليلة؟! وهذا غير صحيح؟! فالذي تم بثه اليوم هم كان لأمس؟!
ملاحظة: جميع فعاليات هذا المظاهرة موثق بالفيديو والصور وشكراً لكم.

قامشلو  20/8/2011

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…