تقرير عن تظاهرات جمعة بشائر النصر في المناطق الكردية

دخلت الثورة السورية شهرها السادس, وعلى مدى الشهور الخمسة الماضية ترك أبناء الثورة العزل يواجهون آلة القتل والقمع والبطش, بينما المجتمع الدولي كان مغيبا باستثناء بعض الإدانات والعقوبات الخجولة, وقد بدأت بشائر النصر تهل مع بداية الشهر السادس حيث بدأ المجتمع الدولي يتحرك لفرض العزلة على النظام السوري بشكل جدي مع طلب حكومات العديد من الدول من الرئيس السوري التنحي بعد أن أعطي فرصا على مدى خمسة شهور بكاملها لم تمنح لأي نظام آخر من قبله منذ أن بدأت الثورات الشعبية في العالم العربي, وقد شهدت هذه الجمعة مظاهرات حاشدة على امتداد الجغرافيا السورية منادية النظام بالرحيل لبناء دولة ديمقراطية تعددية.

وكان للمناطق الكردية منذ انطلاقة الثورة حضورا مميزا في هذه التظاهرات وخاصة مدن قامشلي وعامودا ودرباسية وسري كانيه (رأس العين) وكوباني وديريك.
فقد خرجت حشود كبيرة في هذه المناطق في جمعة بشائر النصر, ترفع شعارات الثورة والشعارات التي تؤكد على تضامنها مع المدن المحاصرة والمنكوبة من جراء اقتحام الجيش والأجهزة الأمنية لها وارتكاب المجازر فيها مثل اللاذقية وحماه وحمص ودرعا وريف دمشق وغيرها من المدن السورية مؤكدة على وحدة الشعب السوري في مواجهة آلة قمع وبطش النظام, وقد شاركت في هذه التظاهرات مختلف فئات الشعب الكردي إلى جانب مختلف المكونات القومية والدينية من عرب وآثوريين مسلمين ومسيحيين وإيزيديين ومن مختلف الأعمار رجالاً ونساء كهولا وشبابا.
في قامشلي: خرجت حشود كبيرة من جامع قاسمو قدر بأكثر من ثمانية آلاف من أبناء الشعب الكردي إلى جانب المئات من الأخوة العرب والآثورين وغيرهم من مكونات مدينة قامشلي, فضلاً عن المشاركة النسائية المميزة.

شارك في التظاهرة التنسيقيات الشبابية وبعض الأحزاب الكردية بقواعدها ومنظماتها الشبابية ورموزها القيادية البارزة  منهم الأستاذ حسن صالح نائب سكرتير الحزب والأستاذ المحامي صبري ميرزا من حزبنا – حزب يكيتي الكردي في سوريا-  والأستاذ فواز محمود من حزب آزادي الكردي في سوريا والأستاذ مشعل التمو الناطق الرسمي لتيار المستقبل فضلا عن العديد من المثقفين وغيرهم.

وقد سارت المظاهرة باتجاه دوار الهلالية ترفع الأعلام السورية بالإضافة إلى بعض الأعلام الكردية تتخلها الشعارات والأغاني الثورية الكردية وأغاني الثورة السورية وفي نهاية التظاهرة ألقيت كلمة باسم المجموعات الشبابية من قبل أحد الناشطين الشباب كما ألقى الأستاذ حسن صالح نائب سكرتير حزب يكيتي الكردي كلمة أثنى فيها على تلاحم مكونات المنطقة الكردية من كرد وعرب وآثوريين وغيرهم المشاركين في الثورة, وكذلك ألقيت كلمات من جانب كل من  الأستاذ مشعل تمو الناطق باسم تيار المستقبل الكردي و ممثل من المنظمة الآثورية و ممثل من قبل المشاركين العرب.
ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى أن مدينة  قامشلي شهدت على مدار الأسبوع وبشكل يومي بعد صلاة التراويح مظاهرات حاشدة عند جامع قاسمو ولم تحدث خلالها أية احتكاكات بينهم وبين الأجهزة الأمنية التي كانت تتواجد بكثافة على مفارق سارع حسكة, بينما عمدت الأجهزة اليوم إلى اعتقال بعض الشباب في أحد الشوارع الفرعية بعد انفضاض التظاهرة.
في عامودا: خرجت تظاهرة من الجامع الكبير قدر عدد المتظاهرين بنحو ثلاثة آلاف متظاهر من مختلف الأعمار, شارك فيها التنسيقيات الشبابية ومنظمات بعض الأحزاب الكردية فضلا عن بعض فعاليات المدينة الاجتماعية في المدينة, رفع المتظاهرات العشرات من اللافتات التي تدعو إلى إسقاط النظام وتدين القمع الوحشي للمتظاهرين السلميين في مدن دير الزور واللاذقية وحمص ودرعا وريف دمشق وغيرها من المدن المنتفضة وقد شهدت مدينة عامودا خلال أيام الإسبوع مظاهرات مسائية بعد صلاة التراويح.
في درباسية: خرجت مظاهرة حاشدة من أمام جامع حج سلطان بعد صلاة التراويح في تمام الساعة التاسعة والنصف قدرت بأكثر من ثلاثة آلاف متظاهر, مرددين شعارات الثورة السورية, ومطالب حل القضية القومية الكردية ومنددين بالقمع الوحشي الذي يرتكب بحق المتظاهرين السلميين في المدن السورية.

وقد شارك في هذه التظاهرة تنسيقيات الشباب ومنظمات الأحزاب الكردية وفعاليات المدينة وريفها.
في سري كانيه (رأس العين): خرجت تظاهرة حاشدة شارك فيها تنسيقيات الشباب ومنظمات بعض أحزاب الحركة الكردية, رفعت فيها شعارات الثورة التي تطالب برحيل النظام بالإضافة إلى التأكيد على أهمية حل القضية القومية في سوريا وألقى الأستاذ محمود عمو كلمة عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا, في نهاية المظاهرة, شدد فيها على أهمية مشاركة مختلف شرائح ومكونات مدينة سري كانيه في الثورة.
في كوباني (عين عرب): حاول المئات من أبناء شعبنا الكردي من الشباب التجمع للتظاهر لكن التواجد الأمني الكثيف حال دون تمكن المتظاهرين من التجمع, كما تمكنوا من ذلك في الجمعة الماضية حيث استطاعت مجموعات من الشباب اختراق الحصار الأمني والتظاهر .
بينما تشهد مدينة ديريك تظاهرات كل يوم أحد تشارك فيها إلى جانب تنسيقيات الشباب بعض منظمات الأحزاب الكردية.
19/8/2011
لجنة الإعلام المركزي لحزب يكيتي الكردي في سوريا

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…