شرف المحاولة ..!!

خليل كالو
 

    قد يخفق المرء في أمر حسن ولكن يكفيه شرف المحاولة ويشكر عليه من قبل ذوات الضمائر الحية وما تاريخ كل الشعوب مليء بهذا النموذج المضحي وقد ينجح المرء في أمر سيء الذي هو عمل سهل ومتاح في كل لحظة فيلعن من الآخرين لعنة الإساءة جراء شره هذا وهكذا هو حال طبيعة الحياة والبشرية الذي نصفه خير ونصفه الآخر شر ونسبي في ذات الوقت.

فالتطور والتغيير والتحديث والتقدم دائما من صنع من حاول وفكر وسعى وكما أن الهدم والرجعية والخراب دائما من صنع من أعاق وتآمر واستبد فلا يجري أمر إلا وكان خير بالنسبة لهذا وشر بالنسبة لذاك
 ولكن محاولات البشر بأمور خيرة هي التي غيرت من شكل وجوهر الحياة البشرية وتطورها ولم يكن للأشرار في هذا التغيير والتقدم من شيء سوى أنه كان حافزا للخيرين في الصمود والتصدي لمفرزات ونتائج وثقافة الشر وبالتالي خلق ثقافة أخرى بالتوازي ألا وهي ثقافة الانجاز والإبداع وما كل الشعوب المتخلفة والمتأخرة عن ركب الحضارة كان سبب حالتهم تلك هو غياب ثقافة الانجاز وسواد ثقافة التقليد والغل والتمسك بالموروث القديم الذي هو سبب أصل كل تأخر وسكون.

فكل الشعوب التي تراها الآن في المقدمة كانت يوما ما متخلفة مثلنا ومرت يوما ما بعصر الإنسان البدائي وما تاريخ الشعوب الأوربية الآن خير دليل ومثال على ما نقول ولكن ما الذي جرى وتحول في نفوس وعقول هذه هؤلاء الأقوام  حتى نالوا هذه الدرجة من الرقي الحضاري والمادي ..؟  الجواب بسيط وسهل للغاية هو الموروث الفكري والفلسفي السليم وثقافة الانجاز والمحاولة ممن أقتدر و نيل وسام السمو فكل هذه العناصر مجتمعة أصبحت الحافز الأول والدافع الأساسي لكل مجتهد أراد  نيل شرف المحاولة  .

 
    دائما الحق يحتاج إلى رجلين..

رجل ينطق به ورجل يفهمه.

ومثلما يضيع الحق إذا ما غاب هذان الرجلان أو اختزل الأمر في رجل واحد أو قيل نصف الحقيقة واحتكر ولا ينطق به حينها يقال لهذا الشخص بالشيطان الأخرس فكم من شيطان أخرس قد جلس على موائدكم  وشبع باسم القيم والثوابت والكردايتي يا أيها الكرد ويحتال الآن في وضح النهار.

تعلمون بأن ألد أعداء الشيطان هي الحقيقة و قول الحقيقة فقط فانطقوا بها دائما ولا تخافوا.

فلن تتقدموا يوما نحو الغايات قيد أنملة إلا إذا تمسكتم بثقافة الإصرار على الإتيان بالحق ونشره بين أولادكم وهذه الثقافة سهلة المنال ويمكن تكوينها وتأسيسها من خلال ملاحظاتكم وتجاربكم اليومية إذا ما كانت لكم ذاكرة قوية كما هي مرمية بين أرجلكم وتحتاج فقط إلى قليل من الجرأة والشجاعة والنطق بالحق وقول الصدق في وجه الباطل والمحتال و قول كلمة (لا) في عين الخطأ وإن تطلب ذلك ثمناً.

ولكن كيف يمكن معرفتها من بين الثقافات التي تعبئ العقول ..؟  هذا الأمر سهل المنال ولا يحتاج إلى شهادات علمية وسياسي محتال وكاهن دجال فكل ثقافة غير منتجة لا تقدم الخير والصلاح لكم انبذوها وتوقعوا ضررها من تلقاء ذاتكم ولن يجلب النفع لكم لا الآن ولا بعد حين  كما لا تعولوا على كلمة “ربما” أبداً بل كلوا من ثمرات أيديكم وتعلموا من تجاربكم بقليل من التفكير العميق.

    أنتم أيها الكرد كثيرا ما تعولون على الأموات (الأفكار الميتة ونهازو الفرص) فهم على مقربة خطوة واحدة من دار الآخرة .

كما لا تكونوا أسرى الثقافات المعوقة والأفكار البالية والذهنيات الصوانية والشخصيات البليدة التي تحاول أن تقودكم والتي لا يمكن أن تكون منتجة يوما من الأيام ونتائج أفعالها التاريخية منظورة أمامكم وسجلاتها الذاتية تؤكد صحة أخبارها وهي الخيبة وراء الخيبة والفشل وراء الفشل فنحن الآن أولاد الخيبة وإذا ما استمرت هذه الأحوال الشاذة بالمجتمع الكردي سوف نكون نحن غداً آباء للمخيبين .

فكم من محتال قد قادكم يوم ما وماذا كانت النتائج ..؟ فلا تعيدوا الكرة والمحاولة مع السيئ وأن الذي تعرفه لا تجربه ولا توهم نفسك بكلمة “ربما” أو أنه قد تحسن وترك من وسلوكه فاعلم بأنك على خطأ كبير وتسير عكس قانون الطبيعة فالشيطان هو دائما الشيطان فلن يكون يوما إلا شيطانا وكذلك السيئ هو السيئ إلا إذا ما قام هذا السيئ بتركه سلوكه القديم وإتباع سلوك جديد وهذا أمر صعب .

كما لا يمكن بسلوك السارق والانتهازي والذهنية المتآمرة خلق الجديد أو الإبداع في أمر يخص مسالة الكردايتي ولكن المحاولة والتفكير في أمر مصيركم اعتمادا على وجدانكم خطوة طيبة سوف يكون دافع لخطوة أخرى وهكذا نحو غاية أنتم تنتظرونها.

إذن فكروا جيدا مع شبابكم الذين هم أمل مستقبلكم  وقد تجدون الحل لمشاكلكم شرط ألا تخافوا من نطق كلمة الحق في وجه كل باطل وأفاق أثيم .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لقد شهدت البشرية تحوُّلاً جذرياً في طرق توثيقها للحياة والأحداث، حيث أصبحت الصورة والفيديو- ولأول وهلة- الوسيلتين الرئيسيتين لنقل الواقع وتخليده، على حساب الكلمة المكتوبة. يبدو أن هذا التحول يحمل في طياته نذر موت تدريجي للتوثيق الكتابي، الذي ظل لقرون طويلة الحاضن الأمين للمعرفة والأحداث والوجدان الإنساني. لكن، هل يمكننا التخلي عن الكتابة تماماً؟ هل يمكننا أن ننعيها،…

ا. د. قاسم المندلاوي الكورد في شمال شرق سوريا يعيشون في مناطقهم ولا يشكلون اي تهديد او خطر لا على تركيا ولا على اي طرف آخر، وليس لديهم نية عدوانية تجاه اي احد ، انهم دعاة للسلام في كوردستان والمنطقة والعالم .. ويزيد نفوسهم في سوريا اكثر من 4 مليون نسمة عاشو في دهاليز الظلم و الاضطهاد ومرارة الاحزان…

د. منصور الشمري لا يُمكن فصل تاريخ التنظيمات المتطرفة عن التحولات الكبرى في أنظمة التواصل، فهي مرتبطة بأدوات هذا النظام، ليس فقط من حيث قدرتها على الانتشار واستقطاب الأتباع، بل كذلك من جهة هويتها وطبيعتها الفكرية. وهذا ما تشهد عليه التحولات الكبرى في تاريخ الآيديولوجيات المتطرفة؛ إذ ارتبطت الأفكار المتطرفة في بداياتها بالجماعات الصغرى والضيقة ذات الطبيعة السرية والتكوين المسلح،…

بوتان زيباري في قلب جبال كردستان الشاهقة، حيث تتشابك القمم مع الغيوم وتعزف الوديان أنشودة الحرية الأبدية، تتصارع القضية الكردية بين أمل يتجدد ويأس يتسلل إلى زوايا الذاكرة الجمعية. ليست القضية الكردية مجرد حكاية عن أرض وهوية، بل هي ملحمة إنسانية مكتوبة بمداد الدماء ودموع الأمهات، وحروفها نُقشت على صخور الزمن بقلم الصمود. ولكن، كما هي عادة الروايات الكبرى،…