فالتطور والتغيير والتحديث والتقدم دائما من صنع من حاول وفكر وسعى وكما أن الهدم والرجعية والخراب دائما من صنع من أعاق وتآمر واستبد فلا يجري أمر إلا وكان خير بالنسبة لهذا وشر بالنسبة لذاك
فكل الشعوب التي تراها الآن في المقدمة كانت يوما ما متخلفة مثلنا ومرت يوما ما بعصر الإنسان البدائي وما تاريخ الشعوب الأوربية الآن خير دليل ومثال على ما نقول ولكن ما الذي جرى وتحول في نفوس وعقول هذه هؤلاء الأقوام حتى نالوا هذه الدرجة من الرقي الحضاري والمادي ..؟ الجواب بسيط وسهل للغاية هو الموروث الفكري والفلسفي السليم وثقافة الانجاز والمحاولة ممن أقتدر و نيل وسام السمو فكل هذه العناصر مجتمعة أصبحت الحافز الأول والدافع الأساسي لكل مجتهد أراد نيل شرف المحاولة .
دائما الحق يحتاج إلى رجلين..
رجل ينطق به ورجل يفهمه.
ومثلما يضيع الحق إذا ما غاب هذان الرجلان أو اختزل الأمر في رجل واحد أو قيل نصف الحقيقة واحتكر ولا ينطق به حينها يقال لهذا الشخص بالشيطان الأخرس فكم من شيطان أخرس قد جلس على موائدكم وشبع باسم القيم والثوابت والكردايتي يا أيها الكرد ويحتال الآن في وضح النهار.
تعلمون بأن ألد أعداء الشيطان هي الحقيقة و قول الحقيقة فقط فانطقوا بها دائما ولا تخافوا.
فلن تتقدموا يوما نحو الغايات قيد أنملة إلا إذا تمسكتم بثقافة الإصرار على الإتيان بالحق ونشره بين أولادكم وهذه الثقافة سهلة المنال ويمكن تكوينها وتأسيسها من خلال ملاحظاتكم وتجاربكم اليومية إذا ما كانت لكم ذاكرة قوية كما هي مرمية بين أرجلكم وتحتاج فقط إلى قليل من الجرأة والشجاعة والنطق بالحق وقول الصدق في وجه الباطل والمحتال و قول كلمة (لا) في عين الخطأ وإن تطلب ذلك ثمناً.
ولكن كيف يمكن معرفتها من بين الثقافات التي تعبئ العقول ..؟ هذا الأمر سهل المنال ولا يحتاج إلى شهادات علمية وسياسي محتال وكاهن دجال فكل ثقافة غير منتجة لا تقدم الخير والصلاح لكم انبذوها وتوقعوا ضررها من تلقاء ذاتكم ولن يجلب النفع لكم لا الآن ولا بعد حين كما لا تعولوا على كلمة “ربما” أبداً بل كلوا من ثمرات أيديكم وتعلموا من تجاربكم بقليل من التفكير العميق.
كما لا تكونوا أسرى الثقافات المعوقة والأفكار البالية والذهنيات الصوانية والشخصيات البليدة التي تحاول أن تقودكم والتي لا يمكن أن تكون منتجة يوما من الأيام ونتائج أفعالها التاريخية منظورة أمامكم وسجلاتها الذاتية تؤكد صحة أخبارها وهي الخيبة وراء الخيبة والفشل وراء الفشل فنحن الآن أولاد الخيبة وإذا ما استمرت هذه الأحوال الشاذة بالمجتمع الكردي سوف نكون نحن غداً آباء للمخيبين .
فكم من محتال قد قادكم يوم ما وماذا كانت النتائج ..؟ فلا تعيدوا الكرة والمحاولة مع السيئ وأن الذي تعرفه لا تجربه ولا توهم نفسك بكلمة “ربما” أو أنه قد تحسن وترك من وسلوكه فاعلم بأنك على خطأ كبير وتسير عكس قانون الطبيعة فالشيطان هو دائما الشيطان فلن يكون يوما إلا شيطانا وكذلك السيئ هو السيئ إلا إذا ما قام هذا السيئ بتركه سلوكه القديم وإتباع سلوك جديد وهذا أمر صعب .
كما لا يمكن بسلوك السارق والانتهازي والذهنية المتآمرة خلق الجديد أو الإبداع في أمر يخص مسالة الكردايتي ولكن المحاولة والتفكير في أمر مصيركم اعتمادا على وجدانكم خطوة طيبة سوف يكون دافع لخطوة أخرى وهكذا نحو غاية أنتم تنتظرونها.
إذن فكروا جيدا مع شبابكم الذين هم أمل مستقبلكم وقد تجدون الحل لمشاكلكم شرط ألا تخافوا من نطق كلمة الحق في وجه كل باطل وأفاق أثيم .