وقد واجهت الانظمة الحاكمة المستبدة الثورة بكافة وسائلها لقمعها لكن ثمارها أينعت في كل من تونس ومصر بسرعة لم يتصورها أحد في الوقت الذي ما زال الشعب الليبي واليمني والسوري يواصل ليله بنهاره لإنجاح ثورته مع فارق تجلى في الثورة السورية دون الليبية واليمنية في إلتهام الثورة لأبنائها في بعض المناطق السورية وبالتحديد في المناطق ذات الأغلبية الكردية (ديريك، القامشلي، عامودا، الدرباسية ،رأس العين، كوباني، عفرين)،
ان الثورة والثورة المضادة أمر طبيعي شهدتها شعوب العالم كلها ولكن الأمر لا يبدو طبيعياً إذا ما تعلق الأمر بإشاعة الدعاية المغرضة ضد الشارع الثائر بهدف النيل من همة ونشاط تنسيقيات الشباب الكردي، ومنع الناس من الالتحاق بالمظاهرات منذ اليوم الأول للثورة السورية، والتدخل في شؤونهم لزرع حالة الانقسام بينهم، وتأسيس تنسيقيات مشبحة و مرتبطة ليتمكنوا من الولوج بينهم لبث الفرقة والتشتت وخلق الخلافات، كلها لعرقلة نضالهم والنيل من الثورة السورية وتشويه سمعة التنسيقيات عن طريق التنسيقيات التي تعمل عمل الشبيحة في المناطق الكردية الآنفة.
الأمر الغريب الذي يستوجب الوقوف عليه هو تشويه سمعة الشارع والشعب الكردي في سوريا عامة، فالشارع العربي لم يشهد ما يشهده الشارع الكردي، والقوى السياسية العربية المنظمة من أحزاب وغيرها لا تقع نفسها في ذلك الخطأ الشنيع والمتواطئ وهي أبعد من أن تجلب للشعب السوري لعنة الثورة وأحكامها بعد النصر.
ان ظاهرة التشبيح لم يعد مرتبطة بالنظام وحده فقد بدأ النظام بتعميمه بدءاً من خاصرة المناطق الأكثر ارتباطاً و ضعفاً وتفككاً والمناطق الكردية يبدو أكثر المناطق تقبلاً بالتعميم والتنفيذ وهي حالة معنية من كافة المتضررين من النظام برصدها وتثبيتها، ولا يمكن للمسؤولين عن تلك الحالة التشبيحية وتعميمها التملص من المسؤلية كما لا يمكن للمرؤوسين أيضاً التملص من قرار رؤسائهم قانونياً، لذلك على الجميع وخاصة أصحاب الأقلام الحرة المندمجة في الثورة القيام بواجبهم الثوري والوطني في التصدي لتلك الحالة ورصد وقائعها وتثبيتها.
15/08/2011