خليل كالو والكتابة الانتقامية

د.

آلان حسين


بعد أن يعد السيد خليل كالو اسم24 حزباً كوردياً، ويظهر ضعيفاً في الذاكرة و منهجية البحث والكتابة،  ويريد تسفيه الأحزاب الكوردية، فيورد طرفة عن الشخصية الكوردية الدينية الساخرة: ملاعيسى قرطميني الذي له أحفاده، بل أبناء أحفاده،  وللأسف يتمادى في إساءة هذه الشخصية في مقاله” نكتة من قلم بائس”، والمنشور في ولاتي مه الكريم، إذ يقول عنه: إنه حي يرزق ويرتزق،   ثم يأتي بطرفة على لسانه تقال في المجالس عادة، وليس كتابياً، وهي إساءة لهذه الشخصية، والنكتة ليست له، فهي مسروقة وليست للقلم البائس حقاً، وأسأل السيد كالو:
متى ارتزق الملا المذكور على باب بيتك وبيت أهلك؟، وظاهرة الملالي في المنطقة  معروفة في كوردستان، وهناك من درس الفقه والشرع ولم يغد ملا في قرية، ومن بين هؤلاء الخالد الملا مصطفى البرزاني والشيخ سعيد بيران والقاضي محمد، والآلاف من ملالينا قادة الثورات، والمبشرين بالقومية الكوردية كالخاني والجزيري..

وغيرهم…

الملا عيسى شخص ساخر، يرتقي لمستوى” الملا نصر الدين، ومهذب، ووطني، وهو جدير بجمع كل طرائفه، لتكون تراثاً دسماً، ولم يكن السبب في تقسيم الحركة الكوردية، ولا توزيع أراضي الكورد على الغمر، ولم يكن مثلاً في البارتي ويقول عنه رفاقه” الفتنجي” ولم ينتقل إلى الأوجلانية بعد سطوع نجمها، ولم يتخاذل في صفوفها، ولم يصبح متغزلاً بالكل، ليجد طريقاً له، وعندما فشل في التقرب من سكرتيرية الأحزاب بدأ غاراته عليها، ولم يساهم الملا عيسى في تقسيم كوردستان إلى أربعة أقسام، وبعض أقربائه الآن في صميم الثورة، وهو لم يسرق، ولم يرتش، ولم يكن منبوذاً بل اجتماعياً محبوباً، ولم يعتد على كرامة أحد، وله رؤيته في الحياة، وهو جزء من ظاهرة دينية، لكنه متحرر، متنور ولايشكل حاجزاً ضد إقامة كوردستان، ولم يفكر بانتهازية ليشكل لجنة تكون وسيلة لجعله  تحت الأضواء، ومسؤولاً، وشخصية كوردية تحصل على مكاسب ما بعد الثورة، بعد ن أشبع كل الناس شتماً، وإساءات، كما كان يفعل أي شرير متهور.

كان بإمكان الكويتب خليل كالو أن يقول” قال أحد الملالي، أو أن يكتب بلغة مؤدبة، غير فلتانة،  فهو عندما يتعلق الأمر بعضوالملا االمذكر، فإنه يشير إلى ذلك بصراحة، وعندما يتعلق الأمر بعضوه-أي خليل كالو- فيتكلم عن لسانه، لعضوه المذكر،  والهروب هنا واضح، واللعب واضح، فكان الأجدى به أن يقول سأفعل مثل الملا وأقطع “عضوي” لا أن ينتقل إلى عضو آخر هو لسانه، محسناً لفظه، متذكراً الآداب الاجتماعية والأخلاقية عندما يقع الأمر عليه

الإشارة إلى “قرطمين” وهي قرية جبلية في كوردستان-توركيا- حاول توسيع الإساءة إلى الآلاف من ينسبون إلى هذه القرية، فهل يعقل أن يكتب أحد عن قبيلته “د” مع أن فيها أناساً كثيرين من الوطنيين المعروفين..

وحاشاهم…

الأخ خليل يكتب عن الأحزاب الكوردية، قبل الثورة وأثناءها، ولن يتخلص من كوابيسه وعقده الشخصية، والنزعة الانتقامية، ورفض الآخر، وهي نزعات مرضية واضحة في شخصيته، فقد  استغل دعوة موقعين إنترنيتيين بطلين هما: “ولاتي مه وكميا كوردا” الى عقد مؤتمر كوردي، وشكل لجنة ومع تقديرنا لها، ظهرت غاية هؤلاء جعل اللجنة حصان طروادة للوصول إلى المؤتمر، وليس جعل المؤتمر الكوردي وسيلة لخلاص الشعب الكوردي، والمساهمة في إنجاح الثورة، ولقد أصيب بالصدمة عندما عرف أن ” طبخته فاضية” و”خرج من المولد بلاحمص”، لأن فكرة المؤتمر ظهرت أنها وسيلة لاستغلال الثورة واللعب بالمشاعر لتحقيق أهداف ذاتية، وهذا ما عرفه الكل، وهذا ما تبين بالفعل عندما علم الأخ كالو أنه لا يحقق أهدافه فانسحب، ونسي المؤتمر والقضية كلها عندما تم المس بذاته المتورمة، وأنه ” ما يطلعلوا شيء”، فنسي القضية، وبدأ يسب الأحزاب بالجملة، وقدم ” مانيفستاً” بأسماء الأحزاب منها ما هو غير موجود حاليا إلا في ذهن الأخ خليل، وهو يشكل قصوره وأحلامه وليكون المؤتمر” حصاناً” يوصله إلى أحلام ما بعد الثورة، ويكون قائداً ورئيساً وملكاً وبهلواناً، يحقق أحلامه المغتالة .

الأحزاب الكوردية تخطأ جداً جداً، وهذا ما سيبين التاريخ، حقيقة ذلك، ولكن هل أذكر الأخ كالو بأن من يأتي مرة ومرتين للاحتجاجات، يأتي فقط بعد كل مرة يبين فيها أحد المحللين في التلفزيون أن النظام” انتهى” ثم يغيب إلى خلوته، وهل يعلم بأنه يرفض الاشتراك في المظاهرات لسبب بعد قريته عن ” قامشلو”؟، وعندما أمن له زملاءه سيارة قال: أنا مراقب ومهدد ، وهل يعلم أنه حتى  بعد مرور شهرين على الثورة كان يهرب إلى التراث، ولم يكتب للآن ما هو جدي، وهل يعلم أنه ليس أشجع من أي سكرتير، وما يفعله ب” ضرب النعل ألف مرة والسندان مرة، يفعل ما يرضي السلطة ولا يخيفها، والسلطة تبحث عن كتاب ينقدونها ويشوهون صورة الأحزاب معا، مع ان نقد السيد خليل للأحزاب كثير  ونقده للسلطة” مخنث”

السيد كالو مشكلته أنه لا يعرف حتى الآن، أن كيبورد الكمبيوتر ووفرة المدونات تجعل من كل حاصل على محو الأمية كاتباً، فهل يعتقد أن ما يكتبه يرقى إلى مستوى الكتابة، ويمكنه أن يكون كاتبا؟؟؟ً.

أرجع الآن لما بدأت به، هناك حرمات للناس، وهناك أمور لا تكتب، وان كان كالو من الذين يكتبون عن كل شيء، ليكتب مرة واحدة عن نفسه وأخطائه، وعن” الجحيش” المرتزقة ضد الثورة، ولا أقول أخطاء المقربين من وسطه وأهله، إنه ينتقم، أما لماذا فلنسأل كيف كانت بيئته الخاصة؟، من يعجب كالو؟، من يحبهم كالو؟؟ هل هو وحده” الصح” وكل ملايين الكورد “خطأ”، بئس أمة لا يوجد فيها مثقف ومناضل  وبطل وبهلوان وكاتب وحكيم غير كالو.

 أتحدى أن يكون السيد بجرأة” أجبن ” سكرتير حزب كوردي؟، السيد كالو ينتقم ومن ينتقم هناك موقعه ليس بين المثقفين وليس بين الكتاب وليس بين الناشطين بل في إحدى المستشفيات.

ولأن السيد كالو سرد طرفة للملا عيسى القرطميني، فإنني سأسرد واحدة أخرى له: ذات مرة شتم أحد مجانين ” تربسبي”  ابن ملا عيسى فشتمه الملا بنفس الشتائم التي لا تليق به، فعلها طبعاً للسخرية، فقال له أحدهم  : كيف تتصرف مثل هذا المجنون الجاهل؟، فرد الملا: لو كان مجنوناً حقاً لسب ” نفسه” مرة واحدة، في حياته، لكنه يعرف ما يقول، ولله في مثل مجنون تربسبي شؤون.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

بعد مرور إحدى وستِّين سنةً من استبداد نظام البعث والأسدَين: الأبِّ والابن، اجتمعت اليوم مجموعةٌ من المثقَّفين والنّشطاء وممثِّلي الفعاليات المدنيَّة الكرديَّة في مدينة «ڤوبرتال» الألمانيّة، لمناقشة واقع ومستقبل شعبنافي ظلِّ التغيُّرات السياسيّة الكُبرى التي تشهدها سوريا والمنطقة. لقد أكَّد الحاضرون أنَّ المرحلة الحاليَّة تتطلَّب توحيدالصّفوف وتعزيز العمل المشترك، بعيداً عن الخلافات الحزبية الضيِّقة. لقد توافق المجتمعون على ضرورة السّعي…

يونس حمد الراتب هو الحد الأدنى الذي يحصل عليه الموظف يتقاضاها من الدولة نظير واجباته وجهوده. لذلك مع الراتب الذي يتقاضاه هذا الشخص إلى حد ما، يمكنه إعالة أسرته وأطفاله لمدة شهر وسوف يستمر هذا العمل حتى وتأتي نهاية شهر آخر ويحصل على راتب آخر أيضًا وسوف تستمر. هذا الحق لكل عامل وموظف في أي دولة، بغض النظر عن…

صبري رسول دخل السّيد أحمد الشّرع مدينة دمشق في السّابع من ديتسمبر كرجلٍ سياسيّ قبل أن يكون عسكرياً بعد إن زحفت قواته من إدلب أقصى الشّمال الغربي إلى عاصمةٍ تُعَدّ من أكثر المدن تحصيناً في سوريا، حيث قوات حزب الله والحرس الثّوري الإيراني وقوات الحرس الجمهوري تحيط بها، وإحدى العواصم التي اختلف عليها العالم كلّه. سوريا التي حكمها وجهٌ واحد،…

صلاح بدرالدين قد تضيع اللحظة التاريخية ولكن لن يفوت الأوان دائما هناك لحظات تاريخية في حياة الشعوب خصوصا عندما يلتقي الذاتي والموضوعي في الزمن المحدد الذي قد لايطول الى الابد ، عن الأسبوعين الأخيرين مابعد التحرير اتحدث ، والفرصة السانحة لنا نحن الكرد ، لنعيد ترتيب بيتنا الخاص عبر المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع ، والمقصود نعيد…