بيان استقالة من الهيئة المستقلة للحوار الكردي ـ الكردي لتأسيس مركز قرار جامع

    خليل كالو ودلكش مرعي

 كلمة لا بد منها في البداية.

لقد قام الهيئة المستقلة منذ تاريخ 19/6/ وعلى مدى خمسين يوما بالتمام والكمال من هذا التاريخ  بالعمل لأجل تأسيس مركز قرار كردي جامع بالتعاون والمشاورة مع كافة الأحزاب الكردية والحراك الشبابي الكردي بمبادرة من الهيئة ذاتها دون غيرها (كنا أول المبادرين) وفي ذلك الحين تم الاتفاق مع موقعي ولاتي مه وكميا كوردا بنشر بيان حول هذا الخصوص وكتب العديد من الأخوة الأفاضل من الكتاب والمثقفين حول الموضوع ذاته ومن ثم قامت عدد من أعضاء الهيئة المستقلة التي تشكلت فيما بعد بالاتصال ميدانياً مع قادة الأحزاب واحد تلو الآخر وقد حصل التجاوب من البعض وآخرين قبلوها على مضض ومنهم من استهوته الفكرة وآخر استمتع بها وقال بعضهم بأن هذا التوجه كان مشروعهم الحزبي …إلخ
علما أن الجميع كانوا في سبات وحيرة من أمرهم Di guhê gê de razayîbûn   ومنذ ذلك الحين تلمسنا أن كل حزب وطرف صار يفكر بعدد كراسيه ومدى نفوذه في هذا التجمع الكردي المتوقع تشكيله وبدأ البعض منها تفكر بالعقلية الإقصائية  ومنذ عدة أيام وفي اتصال مباشر اتفق مبدئيا حول عدد من المسائل الأساسية حتى يرى هذا المشروع النور وكان أولها هو قبول كل الأحزاب والحراك الشبابي الكردي من دون أي استثناء أوإقصاء أحد  في مثل هذا التجمع الكردي الشامل وثانيها عدم تدخل الأحزاب في شؤون المستقلين  والشباب وانتقائهم لا من قريب ولا من بعيد سوى التشاور فقط عن هوية المرشحين وقدراتهم الذاتية “”علما أن للهيئة خطة وآلية عملية سلسة تنفذ في المناطق وقد شارفت الكثير منها على انتهاء أعمالها وتشكيل هيئاتها المناطقية وهي جاهزة لأي مؤتمر قادم “”..


 
    برأينا ورأي كل عاقل أن المؤتمر هو وسيلة من أجل غاية وليس غاية بذاته كما يفكر به الأحزاب (11) والسعي للاستيلاء على المشروع  برمته والالتفاف على إرادة الكرد  وتنصيب نفسها وصية عليهم وتشكيل لجنة تحضيرية من تلك الأحزاب دون المستقلين والشباب سيفشل المشروع من أساسه وسوف يولد نكسة واستياء كبيرين لدى الشارع الكردي وأن أية محاولة من قبيل هذا العمل المتهور والفردي هو سطو وإهانة لعقل ومشاعر الكرد وفي ذات الوقت هو منهج استبدادي متخلف لتشكيل قوائم الظل كم كان يفعله البعثيون أيام الانتخابات علما أن البعض منها قد سعت منذ البداية وصرحت بأنها مبادرتها  وحينها أثارت الفوضى  والغبار من حولها وبعد اجتماع تلك الأحزاب مساء 8/7 وتشكليها لجنة تحضيرية من دون المستقلين تبين بالدليل القاطع على الأقل من قبلنا أن مقاربة هذه الأحزاب غير جدية وغير سليمة كما كان متوقعا ونياتها ليست صافية تجاه العمل الجماعي الكردواري ومصرون على مصادرة وسطو رأي وإرادة الشعب الكردي والقول أنها ممثلة للكرد في الوقت الذي لم ينتخبها أحد ولا نعتقد أن أحد سوف يتعامل معها إذا ما تمادت في أفعالها التسلطية وما لم تستقم على عمل كردواري وعليها  الإدراك أن عصرها وأيام وجودها  في الحياة السياسة الكردية  سوف تشارف على الانتهاء إذا ما أصرت على سلوكها هذا .

   نحن (خليل كالو ودلكش مرعي)  نبرئ ذمتنا حيال التاريخ بأننا لا نستطيع التعامل والتفاهم مع العقليات الإقصائية والخشبية على حساب مسائل كردوارية مصيرية وأن الهيئة المستقلة والهيئات المحلية المتشكلة في المناطق جميعها سوف تستمر في أعمالها وكذلك  جميع أعضاء الهيئة المستقلة الباقون للحوار الكردي ـ الكردي لتأسيس مركز قرار كردي جامع ونتمنى لهم الموفقية والنجاح في عملهم  ومن الآن فصاعدا ليس لنا علاقة بهذه المبادرة ولن نشارك للتأسيس في أي مؤتمر قادم بهذا الشكل اللا ـ ديمقراطي والتعسفي لأن هذا المؤتمر سيكون مؤتمر للأحزاب فقط ومن لف لفهم من العطاليات المستقلة التي ستحضر بالعباءات والإملاءات الحزبية ونحن على يقين تام أن هذا المؤتمر سوف يأخذ قراراته الطابع الحزبي المعهود ولن يكون فعالا  يتماشى من مستجدات وتطورات الداخلية والوطنية بل سيكون هيكلا فارغا كسابق الهياكل المتشكلة وننأى بأن نكون شواهد زور في التاريخ  باسم  النشطاء المستقلين والحراك الشبابي لإعطاء أحد الشرعية باسمهم ولن نساهم في صنع هياكل خاوية وكان الأمل هو أن يشارك فيه كل الكرد  ويكون للمستقلين والشباب الدور الفاعل لامتلاك القرار باعتبارهم  في هذه المرحلة هم الضمانة الوحيدة  وصمام الأمان لأي مؤتمر أو تجمع كردي منشود يحترم فيه إرادة الشعب الكردي ويلتزم الجميع بأدنى  مبادئ احترام وحرية الرأي والتعبير والديمقراطية.

ومرة أخرى نعتذر من  كافة الأخوة الأفاضل ونشكر جهودهم المضنية في هذا المسعى ونتمنى للجميع التوفيق .

   

  دلكش مرعي
  خليل كالو

9/8/2011

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد تقود إلى عواقب وخيمة. لاسيما في السياق الكردي، حيث الوطن المجزأ بين: سوريا، العراق، إيران،…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…