التقرير السياسي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

منذ بدء الحركة الاحتجاجية واتساعها المضطرد ضدّ القتل العشوائي واسترخاص واستباحة دماء المتظاهرين السسوريين السلميين والمطالبين بالحرية والكرامة وإنهاء عهد اللون الواحد والحزب الواحد ، وذلك في تفاعل واضح مع المحيط الرافض للاستبداد والمستبدين والفساد والمفسدين ابتداءً من تونس ومصر وانتهاءً بما آلت إليها الأوضاع لدينا في سوريا حيث اختار النظام الحل الأمني والعسكري واعتماد القوة العارمة لإخماد الحراك الشعبي وإنهاء المظاهرات سبيلاً وحيداً تاركاً مصير حديثه عن الإصلاح الذي طالبت به المعارضة الوطنية الديمقراطية منذ سنين خلت والوعود الإصلاحية والمراسيم والقوانين التي أصدرها للمجهول ،
 حيث تبين بأنّ تلك الوعود كانت بمثابة رسائل للداخل والخارج هدفها التغطية على استخدام السلاح من جهة وممارسة لعبة الوقت لحين مرور العاصفة من جهة أخرى لكن يبدو أنّ الرهان على الوقت هذه المرّة لن يكون يسيراً فضلاً عن كونه قراراً ليس حكيماً.

وكتجسيد لخياره العسكري قام النظام بإقحام الجيش في مدينة حماة ودير الزور وغيرهما وذلك عشيّة شهر رمضان وبالتزامن مع حلول عيد الجيش بشكل مستفز ومنافي لكل قيم وأخلاق القوات المسلحة والذي يشكل سابقة خطيرة وانزياح فاضح للمهمة السامية المنوطة بها ألا وهي الدفاع عن حدود الوطن لتتحول إلى مهمة الدفاع عن النظام في مواجهة الشعب عبر زجه في أتون الصراع السياسي القائم.

   

هذه العملية لاشكّ أنها ستؤثر على وحدته واستقرار كيانه إذا ما استمرّ الوضع على حاله ، وإذا أراد النظام أن تكون هذه خطوة استباقية لقطع الطريق أمام المتظاهرين الذين عبّروا عن إرادتهم وإصرارهم على مواصلة المظاهرات وتوسيعها في مواجهة آلة القمع والتي أسفرت عن المزيد من القتل والدمار وإراقة الدماء الزكيّة وازدياد عدد الشهداء والجرحى حيث بلغ عدد الشهداء في مدينة حماة لوحدها أكثر من مئة شهيد وترافق ذلك مع قيام الأجهزة الأمنية باعتقال المزيد من الناشطين السياسيين والمهتمين بالشأن الوطني العام حيث اعتقلت هذه الأجهزة كلاً من الشيخ نواف البشير و الدكتور احمد طعمة عضوا الأمانة العامة لإعلان دمشق والدكتور وليد البني و نجليه و الأستاذ محمد حجي درويش المشهود  لهم بمساعيهم في ترسيخ الوحدة الوطنية و العمل لتحقيق التغيير الوطني الديمقراطي السلمي بالإضافة إلى اعتقال العديد من المواطنين في مدينة القامشلي على خلفية مشاركتهم في المظاهرات السلمية .
وهنا نريد التأكيد على النقاط التالية :
1-     فشل الحل الأمني العسكري واستمرار المظاهرات والاحتجاجات بالرغم من الأعداد الهائلة للقوات الأمنية والعسكرية وأنّ دخول الدبابات والمدرعات في  كثير من المدن السورية دليل واضح على ذلك الفشل.
2-     اتضاح صورة التموضع السياسي في البلد حيث النظام من جهة والمعارضة الوطنية الديمقراطية –  ونحن منهم – والمتظاهرين والمحتجين وتنسيقيات الشباب وباقي فئات الشعب من جهة أخرى .
3-     في موقف واضح من المجتمع الدولي تجاه أعمال القتل والاعتقال وارتكاب المجازر في المدن أصدر مجلس الأمن الدولي بياناً رئاسياً وإن لم يكن قراراً ملزماً يؤكد إدانة الخرق الواسع لحقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين وطالب السلطات السوريّة التصرف وفق القانون الدولي بشأن احترام حقوق الإنسان وأكّد على أن المسئولين عن العنف يجب أن يخضعوا للمحاسبة وقد تمّ إصدار البيان بعدما تبين للممانعين (البرازيل , روسيا , الهند, جنوب أفريقيا) أن ممانعتهم تشكل تشجيعاً ونقطة ارتكاز للنظام في تماديه في التجاوزات وارتكابه مزيداً من العنف ضدّ المدنيين .
4-     جاء هذا الموقف الدولي في الوقت الذي تبدو فيه جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال دون إعلان أي موقف تجاه ما يحدث في سوريا.


إنّ البيان الرئاسي لمجلس الأمن يشكل بداية النهاية للتهاون مع النظام وهو بمثابة إدانة وتحذير سيما بعد تكليف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتقديم ملخص عن الوضع في سوريا بعد أسبوع من التكليف مما يعني ذلك وضع النظام تحت المراقبة والمحاسبة .
في سياق آخر ومن قبيل التفاعل مع الأزمة المتفاقمة تكثر الاجتهادات ومحاولات المساهمة في إيجاد حل سياسي من خلال السعي لعقد مؤتمرات للمعارضة السورية  ومنها الجهود الجادة التي بذلتها شخصيات وطنية عديدة في الداخل والخارج .
أما على ساحة الكردية فأننا كجزء من تآلف أحزاب الحركة الوطنية الكردية نثمّن عالياً مشروع عقد مؤتمر وطني كردي يشارك فيه إلى جانب الأحزاب الكردية فعاليات ثقافية وشخصيات وطنية مستقلة وممثلين عن المنظمات الحقوقية والمدنية وغيرها .
إنّ هذه الخطوة تعد سابقة طالما سعينا في حزبنا على تحقيقها منذ سنين حيث لم تلق لها آذاناً صاغية من لدن بعض أحزابنا أما وإن اتفق الجميع بشأنها الآن فهذا فأل خير وسيكون المؤتمر طريقاً لتقديم خطاب سياسي كردي موحّد إلى جانب انبثاق مرجعية أو ممثلية سياسية كردية عنه .
8 / 8 /2011
اللجنة السياسية

لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا  (يكيتي)

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…