الاولوية للاجماع الكردي في سوريا

  دلوفان سليمان

بعد عدة عقود من الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا وانقسام العالم إلى معسكرين )قطبين( وتكريس الأفكار القومية والعقائدية والأصولية ونشوء الاحزاب التقليدية ذات الفكر الأحادي في الشرق الأوسط والتي حكمت شعوبها بالحديد والنار فور وصول بعضها الى سدة الحكم وحرمان الآخر بالمشاركة ومصادرة الحريات وعدم تحقيق تطلعات هذه الشعوب نحو الديمقراطية والتعددية تحت شعار المقاومة ومحاربة الامبريالية العالمية متهمة كل من يخالفهم الرأي بخيانة الوطن وبالتالي تصفيتهم او زجهم في السجون 0ها هي الشعوب فاقت من نومها الطويل وخرجت من صمتها وكسرت حاجز الخوف تنادي بالحرية ولا ترضى بغيرها .
وان الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط حالياً والتغيرات الجذرية التي ستحصل في حياة الشعوب نتيجة الثورات الشبابية )الشعبية (أشبه بحرب عالمية ثالثة وانها نقطة انعطاف تاريخية في حياة الشعوب بكل ماتعنيه الكلمة فيمكن ان تؤدي الى تغيير المعادلات والتوازنات القائمة بين دول المنطقة وتغيير الوجه السياسي أيضاً وسقوط قوى وأحزاب وبروز أخرى جديدة على الساحة والذي ينبغي أن يظهراكثر من غيره هو الشعب الكردي المحروم من جميع حقوقه السياسية والثقافية والاجتماعية وخاصةً في سورية ولكن ليس بالسهولة التي نتصورها فلنجاح أي قوة سياسية أو شعبية تحتاج الى توفر شرطين هما الظرف الموضوعي والظرف الذاتي .

اما الظرف الموضوعي فهو متوفر الآن وعلى أحسن ما يرام ولذلك نحن بصدد توضيح وشرح الظرف الذاتي .

ان الأكراد في سورية يشكلون أكثر من 15% من مجموع عدد سكان سورية وهو أكبر ثاني قومية بعد القومية العربية في البلاد وهو يعيش على أرضه التاريخية ويتكلم بلغته ونتيجة حرمانه من حقوقه فهو مهتم بالسياسة والأحداث التي تجري من حوله في المنطقة أكثر من غيره وضحى كثيراً في سبيل تأمين حقوقه المشروعة ففي عام 2004 انتفض ضد الظلم والمشاريع العنصرية المطبقة بحقه في كل أماكن تواجده وقدم عشرات الشهداء ولكن الظروف الموضوعية لم تكن صالحة في ذلك الوقت فقُمعت .

أما الآن فالوضع مختلف تماماً فالظرف الموضوعي مناسباً كما ذكرنا أما الظرف الذاتي فأعتقد أنه ليس على ما يرام والوقت ينفذ يوماً بعد يوم وأخشى كما يخشاه الكثيرون أن تمر هذه المرحلة كما مرّت مراحل كثيرة وفرص عديدة في تاريخ المنطقة دون أن يحقق الشعب الكردي مطاليبه وكان السبب في ذلك دائماً يعود إلى عدم قدرة الأكراد ذاتياً للوصول إلى المؤتمرات ومراكز صنع القرار0 ولعدم تكرار التجارب السابقة ووقوع الأكراد في فخ الأنظمة والمؤامرات الدولية مرة أخرى لابد لأكراد سورية في رأي أن يتخذوا الخطوات التالية :
عقد مؤتمر وطني شامل لأكراد سورية يشمل جميع الأحزاب والحركات الشبابية والجمعيات الثقافية والفعاليات الإجتماعية والكتّاب والمفكرين والشخصيات الوطنية بدون إستثناء .
مناقشة الوضع الذي يمر فيه سورية حالياً بكل شفافية ووضوح ووضع النقاط على الحروف وتحديد الموقف الكردي منه بشكل صريح وواضح لاغبار عليه .


الإعلان عن حقوق الأكراد في سورية بشكل كامل وعدم المساومة عليه مهما كلف الأمر .


تشكيل لجان منتخبة من هذا المؤتمر .


منها :
أ- لجنة سياسية مهمتها متابعة الأمور السياسية والمشاركة في المؤتمرات وفي الحوار مع الأطراف المختلفة في سورية كممثل شرعي ووحيد للشعب الكردي في سورية لقطع الطريق أمام كل من يدّعي إنه ممثل للأكراد أينما كان.


ب- لجنة شعبية للتواصل مع الجماهير وإقامة ندوات في جميع المناطق وبشكل مستمر وشرح ما يجري على الأرض لتوحيد موقف وكلمة الشعب .
ج- لجنة اعلامية للتواصل مع الإعلام ونشر كل ما يجري في سورية عامةً وفي المناطق الكردية بشكل خاص في الاعلام والمواقع الإلكترونية.
وإن العمل على تنظيم والترتيب لهكذا مؤتمر يقع على عاتق الأحزاب والقادة الأكراد أولاً والشخصيات الوطنية والمثقفين ثانياً لأنهم القوة الأكثر تنظيماً بين الشعب وعليهم القيام بمسؤلياتهم التاريخية تجاه القضية الكردية في سورية وأن نضالهم الذي تجاوز نصف قرن من الزمن من المفروض أن يعطي ثماره الآن .
إن الذي طرحته هو أقل مايمكن فعله الآن وهو إسعافٌ أولي والطريق طويل في رأيي ويحتاج إلى مواقف صعبة وتضحيات حسب القاعدة التي تقول )ما أُخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة(.
وأقول ثانيةًللأحزاب الكردية اتّحدوا لأن الإتحاد قوة ودعوا الخلافات الثانوية والمصالح الشخصية الضيّقة جانباً وإذا أعتمدتم على شعبكم ستكونوا أقوياء وممثلين حقيقيين له .
إنه رأيٌ شخصيٌ ليس إلا ….


Dlo.d@hotmail.com

8/8/2011

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…