فكل قوي جبار قد خوزق الذي بعده وتربع على العرش وسوف يستمر هذا القانون إلى الأبد وستكون عقلية وثقافة الخوزقة لها حضورها في كل زمان ومكان حتى في أعتى الدول التي تدعي الديمقراطية فحتى الآن السماء يخوزق الأرض والمطر يخوزق الزرع والدكتاتور يخوزق العبد والصبية الجميلة تخوزق الشاب القبيح والأب يخوزق الأم والكاتب يخوزق الكلمة والشاعر يخوزق القصيدة والحزب يخوزق المتحزب والزعيم يخوزق الكرد ورئيس القبيلة يخوزق الحاشية والكذب يخوزق الصدق والموت يخوزق الحياة إذا الحياة خازوق بخازوق.
ولكن أن يخترق ويتخوزق المرء في ضميره وأخلاقه ووجدانه وأخلاقه ويدخل بنفسه دائرة الرجم الكبرى فهذا أمر عظيم.
إذن قد تكون يوما ما خازقا للآخرين فهذا أمر ممكن حينما تكون أنت القوي أوقد تكون مخوزق فهذا أمر ممكن أيضا وهذا هو الاحتمال الراجح لدى أغلبنا وحينها أعلم أنك أنت الضعيف فشتان بين الخازق والمخزوق من حيث فعل التأثير والأذى سوى أن لهما مصدر لغوي واحد ولكن أن تكون خازقا ومخزوقا في نفس الوقت فهذا هو الأمر المحير الذي يثير التساؤل والإشكالية التي يستوجب التوقف عندها لمعرفة هذا الفعل المزدوج والمركب والمتداخل إذ كيف يمكن أن يجتمع الأمران في كائن واحد فهذا ما يحتاج إلى بقعة ضوء وسط تعتيم الضمير والوجدان وأزمة الأخلاق لدى البعض ممن يدعي زعامته هذه الأيام .
هناك وفي هذه الأيام ممن يزعم أنه مؤتمري يستطيع أن يصبح خازوقا للآخرين وهو في الأصل مرمي في الشارع يظن بأنه له المقدرة للرد على الخازوق الذي تخوزق به منذ طفولته السياسية من الآخر الذي يعرفه والمحيط الذي وجد فيه حيث هناك بين كل خازوق يوجد خازوق .صحيح أن كل كائن حي منا قد رضع من ثقافة التخوزق أي أن كل من يجد الآخر أمامه متراخيا فيقوم بخوزقته من دبره وهكذا دواليك.
هذه الفلسفة القردية والجدلية المتناقضة في ذاتها قد دخلت في حراك الشارع الكردي مرة أخرى ولم يسلم من هذه الظاهرة الكونية الطبيعية.
فهناك من كان مخزوقا من قبل أشد الخزق وعلى أثره أزيلت شخصيته و هدرت كرامته وهو غير محترم من كل الجوانب ولا أحد يعترف بهويته و منهم لا يزال يتقبل ويتلقى الخوازيق عن سابق إصرار وتصميم ومسرور إلى حد النشوة بها وممن..؟ من الآخر الذي هو صورة طبق الأصل عن الخازوق المعهود الذي تعودنا عليه ويعتبرنا نحن الكرد صعاليك وموالية له في نفس الوقت الذي نخوزق بعضنا البعض صباح مساء دون أن نحس بالألم الخوزاقي بل نتلذذ على ما نحن عليه وحتى كل من خرج يوما إلى الشارع قد أصبح زعيما ويريد أن يخوزق الذي على بجانبه وإن صح هذا الكلام فهذا يعني أن كل واحد منا يستطيع القول بامتلاكه خازوق الحقيقة على هذا المنوال بالرغم من التقدير والاحترام لكل شخص ذو النية الطيبة ووجدان الكردواري النظيف ولكل من شارك ويشارك بضمير وإحساس إنساني في أي عمل كردواري فهم جميعاً وفي كل الأحوال كرد لهم قضية وجهودهم مشكورة .
لقد خطر على البال أن يتخوزق فكرة المؤتمر وتطرح أرضاً ومن قبل كانت الحكاية في مواضيع متشابهة عندما ركبوا موجة الكردايتي إلى أن أفلسوها والآن جددوا ركوب المؤتمر الكردي لخوزقة الكرد ولتشتيت أمالهم وكي يسعى أحدهم أو حتى جماعة بعينها للظهور بمظهر الكركوزاقي حيث أن أمثال هؤلاء الانتهازيين يقتنصون الفرص ويملئون الفراغ إذا ما وجدوه شاغرا في ظل غياب الردع أو قد تسعى تلك الجماعة للدعاية عن نفسها من خلال هذا الجو الذي للفت الانتباه وإثارة الغبار من حولها فكل هذا هو أمر متوقع وطبيعي إذا ما أخذ الموروث الثقافي والفكري الأناني السائد لدى الشعب الكردي بالحسبان وليس هذا فحسب بل يحدث مثل هكذا أمور في سياق هكذا أحداث اجتماعية وسياسية لدى كل الشعوب حتى المتحضرة منها ولكن الذي لم يخطر ببالنا ولم نفكر به وربما هو قصر نظر أو هبل منا أساسه النية الطيبة تجاه ما يحدث هو أن يمد أحدهم يده إلى مصير الكرد ويتلاعب به في هذه الظروف العصيبة ولا يزال يفكر كما في العهد السلف هذا ما لم يكن في الحسبان … لحديث الخازوق بقية ..