صيام الأحزاب الكردية إلى متى

  زانستي جومي

مازال الأحزاب الكردية صائمون قبل أن يأتي شهر الصوم على المسلمين جميعا و ذلك قبل و بعد 15/3/2011 إلى يومنا هذا, بالدعوة رسميا إلى المشاركة الفعلية في الحراك المجتمعي و التظاهرات التي تعم معظم المناطق و المحافظات السورية.

أمام الآلة العسكرية التي تستخدمها النظام الدموي في قتل و تشريد الآلاف من الشعب السوري نتيجة نضالهم السلمي الديمقراطي و اشتراكهم في المسيرات و التظاهرات التي كانت تنادي بالإصلاح و التغير, وصولا إلى الدولة المدنية.

إلى إن تعالت الشعارات و المطالب المحقة بترحيل النظام بأكمله و ذلك نتيجة غطرسة النظام في التعامل الأمني و الوحشي وصولا إلى حشر الجيش الوطني في قمع و قتل المتظاهرين السلميين .
 المبررات التي كان يقدموه مسئولي الحركة الكردية و ما زال إلى يومنا هذا بان موقف مجموعة الدول الأوربية و الموقف الأمريكي إضافة إلى موقف الجامعة العربية بما يتضمن موقف مجلس التعاون الخليجي و تغيير الموقف التركي من حين إلى آخر , غير واضحة المعالم وهم أيضا غير واثقين من التغير و حتى رحيل النظام السوري في هذه المرحلة على أقل تقدير.

كون لسوريا دور أساسي في استقرار المنطقة لامتلاكها لأكثر من ورقة ضغط إن تطلب الأمر (حزب الله, حماس,أوراق عراقية ….الخ) و أيضا كما صرح السيد رامي مخلوف إن استقرار سوريا هو من استقرار إسرائيل فهذا بحد ذاته كانت رسالة واضحة للجميع بمدى جدية السلطة الأمنية السورية في التعامل مع الملف الدولي.

 إذا قرار مشاركة أو عدم مشاركة الحركة الكردية في الحراك , كان و ما زال  يتوقف على سببين : الأول موقف العالم الخارجي و الداخلي (العالم العربي) و مدى جديته في التعامل مع الوضع السوري, على الرغم وصول  عدد الشهداء حتى الآن إلى أكثر من 2400 شهيد و أكثر من 15000 معتقل و تشريد أكثر من 10000 مواطن إلى خارج الحدود السورية .

و السبب الثاني موقف المعارضة الوطنية العربية من القضية الكردية في سوريا , لأن ما زال هناك غموض وبالأحرى التفاف على مطالب الشعب الكردي و تبين ذلك جليا في المؤتمرات التي عقدت حتى الآن إن كان في الداخل أو في الخارج , و كأن الشعب الكردي ليس له خصوصية كردية , والاضطهاد الذي عانى منه من النظام السوري منذ الأزل و حتى يومنا هذا لا يستحق هذا الشعب أن يكون شريكا في هذا الوطن السوري بأفراحه و أحزانه .

بل يجب القبول و التشارك في هذه الأزمة التي نمر بها جميعا للوصول إلى بر الأمان و إلا سيكون لكل فريق حساباته و آماله التي تنتعش و تكبر يوما بعد آخر.
الاستبداد و القتل و التدمير بيد الأجهزة الأمنية و شبيحتها و مع تدخل الدبابات و المدرعات إلى ساحات القتال و كأن المعركة بين الوطن من جهة و العدو من جهة أخرى تزداد يوما بعد آخر فمن درعا الجريحة إلى جسر الشغور ثم إلى حمص و مدينة حماه التي لم تشفى من جراحها القديمة الحديثة و صولا إلى دير الزور و من ثم إلى أي مدينة ذاهبة لا أحد يدري إلى القامشلي أم السويداء أم إلى حلب الشهباء التي لم تنتفض بعد وإنها على موعد قريب .

فمن كل هذه الأحداث و تغير مواقف الدول الأوربية بما فيها موقف روسيا و على لسان رئيسها ديمتري مدفيديف (سيلحق القيادة السورية مصير حزين) إذا لم تبدأ بالحوار مع العارضة و تباشر بالإصلاحات و إنشاء دولة عصرية , وأيضا موقف مجلس التعاون الخليجي التي دعت إلى وقف نزيف الدم في سوريا و صولا إلى تصعيد الموقف الأمريكي و الأوربي معا و التي دعت بما معناه بان (سوريا بدون بشار الأسد سيكون في أحسن حال) .


إن هذا التصعيد في المواقف الدولية و العربية , هل يتطلب أيضا من قيادة الحركة الكردية تصعيد في مواقفها و قول كلمة الفصل و الحقيقة التي تخاف منها , بان هذا النظام الفاسد لقد انتهى صلاحيته , باعتبار كان هذا من إحدى مبرراته لعدم تصعيد الموقف و خاصة و هي على أبواب لم الشمل الكردي من خلال عقد المؤتمر الوطني الكردي المنشود قريبا .

و أيضا بشأن المعارضة الوطنية السورية تستطيع الحركة الكردية من خلال لم الشمل الكردي من عامة الشعب إلى الساسة و المثقفين والكتاب …الخ أن تفرض وجودها و حتى شروطها على المعارضة و الشارع العربي لأنها صاحب حق و تستطيع أن تحرك الشارع الكردي و العربي معا إن أرادت ذلك لأنها تملك قاعدة تنظيمية و جماهيرية واسعة و لها تجارب كثيرة و باع طويل في هذا المجال و الأمثلة كثيرة أود التذكير بقليل منها (حفل نيروز, الاعتصام أمام وزارة الداخلية و مجلس الشعب و مجلس الوزراء, أمام المحكمة العسكرية يحلب/الاظناء/ , استشهاد الأستاذ عبد الحميد زيباري, تأبين الرفاق الحزبيين…….و الكثير الكثير من الأمثلة) فهذا أن دل على شيء يدل على قدرة الحركة الكردية على حراك الشارع .

إذا لماذا تبقى صائمة حتى الآن بعد كل هذه التغيرات و الإمكانات .
7/8/2011

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد حسو إن مسيرة الشعب الكوردي هي مسيرة نضال طويلة ومستمرة، لم تتوقف يومًا رغم الظروف الصعبة والتحديات المتراكمة، لأنها تنبع من إرادة راسخة ووعي عميق بحقوق مشروعة طال السعي إليها. ولا يمكن لهذه المسيرة أن تبلغ غايتها إلا بتحقيق الحرية الكاملة وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التمييز القومي أو الديني…

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…