موسى موسى
بداية لا من الإشارة بان الشعب السوري دخل مرحلة العمل الميداني منذ ثورته الشعبية في الخامس عشر من آذار 2011 ويعمل بكل قواه في سبيل الوصول بها الى نهايتها الحتمية في الانتصار على النظام المستبد الجائر بضرورة اسقاطه، وما زال بعض المثقفين الكرد في سوريا يجادلون جدلاً بيزنطياً حول سوريا وعروبتها وكأن اسم سوريا المقترن بالعروبة أو دونها هو المحدد والناظم لهوية سوريا، علماً ان هناك الكثير من الدول ومنها بعض الدول العربية التي التي لا يستدل على عروبتها من اسم الدولة، مما يعني ان عروبة الدولة وعدم عروبتها لا يقاس بالاسم، بل هناك محددات أخرى لهوية الدولة وعلى أساسها ينص الدستور على هوية الدولة، فالدستور يكون هو الناظم الأول والأساسي للدولة من حيث السلطات وعلاقاتها مع بعضها والمبادئ السياسية والاقتصادية والثقافية وهوية الدولة، بغض النظر عن طريقة صياغة الدستور، ولعل إيراد بعض الأمثلة يوضح هذا الأمر دستورياً:
أولاً: مملكة البحرين: لا شك في ان مملكة البحرين دولة عربية رغم خلوو اسم الدولة من “العربية”
لكن الدستور البحريني نص في مادته الاولى على عروبة واسلامية الدولة بمعنى ان العبرة ليس في الاسم بل في الدستور المحدد لهوية الدولة.
ثانياً: دولة قطر: اسم الدولة لا يدل على عروبة قطر بالنسبة لمن لا يعرفها كما في حالة البحرين وسلطات الدولة وشعبها أيضاً لا يعولون على الإسم في تحديد هوية الدولة وشعبها بقدر ما يتركون ذلك للدستور، لذلك نص الدستور القطري في مادته الاولى على عروبة دولة قطر ولغتها العربية الرسمية وشعبها كجزء من الامة العربية.
ثالثاً: سلطنة عمان: مثلها أيضاً مثل كل من البحرين وقطر من حيث اسم الدولة وباعتبار ان هوية الدولة يجب أن تكون محددة فقد أدرج ذلك التحديد في المادة الاولى والثانية من الدستور حيث نصت المادة الاولى منه على ان سلطنة عمان دولة عربية اسلامية … والمادة الثانية نصت على ان لغة الدولة الرسمية هي العربية.
وبشأن اللغة الرسمية في الدولة، لا يشترط أن تكون معبراً أو مححداً لهوية الدولة فهناك بعض الدول التي تكون لغتها الرسمية غير لغة أهلها نتيجة لظروف معينة مرت بها تلك الدول أو نتيجة للظروف المتعلقة بشب تلك الدولة، فالمكسيك والتشيلي وغيرهما من الدول لا تعتمد لغة شعبها كلغة رسمية رئيسية في الدولة.
رابعاً: الجزائر، فالدولة هي : الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، الملاحظ في الدستور الجزائري خلوه من مححدات الهوية الجزائرية باستثناء المادة الثالثة منه الذي ينص على ان اللغة العربية هي اللغة الوطنية والرسمية، وكما أسلفنا ان اللغة الرسمية في الدولة في بعض الحالات المتعلقة بالتركيبة السكانية لا يشترط ان تكون لغة شعبها وهذا الوضع غير متوفر في منطقة الشرق الاوسط لذلك تعتبر رسمية اللغة بمثابة محدد لهوية الدولة، أما ديباجة الدستور الجزائري فقد حددت الثقافة والقيم و المكونات الاساسية لهويتها بالاسلام والعروبة والأمازيغية.
والدول التي أسلفناها كأمثلة من حيث ان اسم الدولة ليس هو المحدد لهوية الدولة ليست الوحيدة فهناك موريتانيا ولبنان ودولة فلسطين وتونس والاردن والكويت وغيرها.
ودستور الدولة لا يحدد هوية الدولة أو هوية شعبها إلا بالاستناد على حقائق لا يشترط أن تكون موغلة في التاريخ، فالحديث والواقع يكون هو الغالب في ترجيح محددات على أخرى، وبالنسبة لحالة سوريا إذا ما كان للكرد مقومات يجعل من الصعب تجاوزهم في اعتبارهم جزء من الثقافة والهوية السورية أم لا نظرياً، لا بد من أن نعتمد على شريحة معينة من المثقفين الكورد المختصين في علم الاجتماع والفلسفة لتنوير هذا الجانب بغض النظر عن الناحية التاريخية، ويكون لكل من الأساتذة الأفاضل الدكتور عبد الباسط سيدا، والدكتور سربست نبي، والاستاذ محمد قاسم، والفيلسوف الكردي ابراهيم محمود، خير إنارة لنا في هذا الجانب.
من غير المستساغ إضفاء “ العربية “ على اسم سوريا لأنه كما أوردناه لا يمكن التباهي لحاكم أو رئيس دولة بهذه الاضافة أن يتقدم على الحكام العرب الآخرين بالتمسك بمصالح العرب، فقد دلت تجربة البعث في كل من سوريا والعراق وأذيالهم في البلدان الأخرى مدى تسلطهم واستبدادهم واقصائهم للآخر ليتفردوا هم وحدهم بالتعامل مع أعداء أمتهم، وما كانت العروبة لديهم إلا مطية لمصالحهم وتفردهم بالسلطة في دولهم ومحاولة التسلط على مقدرات شعوب المنطقة أيضاً.
البعض من الكورد بجدالهم هذا ونكرانهم كلمة العربية على اسم الدولة لا يعود لا عليهم ولا على العرب أو الكورد بفائدة، وطريقة الرد على المتمسكين بالعربية السورية يضع العراقيل أمام الجميع في الوصول الى تفاهمات على هذه المواضيع، وأحبذ هنا أن أذكِر هؤلاء الاخوة كيف ان الاحزاب الكردية قد دخلت في فترة ليست بالبعيدة مع بعضها بمزاد علني على الحقوق الكردية وبدأ كل طرف يزايد على الآخر ليبين كل للآخر بانه الحريص الوحيد والحقيقي لمصالح الشعب الكردي فكان منتوجهم: الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي على أرضه التاريخية، والقضية الكردية هي قضية أرض وشعب، والفيدرالية، والحكم الذاتي، والادارة الذاتية، وكردستان الغربية، وكردستان سوريا، هذه المواضيع التي سوقوها للشعب الكردي حتى بدأ المثقف الكردي أيضاً يترددها دون أن يتمعن فيها، فهلا ما زالوا وفي ظل الثورة السورية متمسكون بها ؟؟ وما موقف الشعب وموقف المثقفين من طروحاتهم اليوم، ألم تجتمع إحدى عشر حزباً كردياً في دمشق بتأسيسهم لهيئة التنسيق الوطنية وأجمعوا على ان سوريا جزء من الوطن العربي؟؟؟ وهل جابههم مثقف كردي بمقال كما يجابهون اليوم مثقفاً وكاتباً عربياً عندما يقول سوريا عربية عربية عربية، ليس دفاعاً عن الكاتب الفلسطيني شادي أبو شاور بل توضيحاً بان الذي يستحق النقد والهجوم هم الاحزاب الكردية الذين أجمعوا على عروبة سوريا، قياساً على هجومهم لأبو شاور، فلماذا غمض الجفن هنا والهجوم هناك، أم ان تلميع أخطاء الاحزاب الكردية( إن كان هذا خطأً وليس أمراً آخر) أصبح شيمة يتسابق اليها المثقف الكردي، ولماذا؟؟؟
الى هؤلاء المثقفين أقول بان سوريا الجديدة ستكون عربية شئنا أم أبينا ولستم بقادرين على تجريدها من العروبة للأسباب التالية:
1 ـ اللغة العربية ستكون اللغة الرسمية في الدولة وعندها ماذا سيكون بامكانكم العمل.
2 ـ من السهولة لدى العرب عدم إضفاء العربية على اسم سوريا لأنه كما سبق ليس اسم الدولة هو المحدد لهوية الدولة، ولكن هل بامكانكم انهاء عضوية سوريا كدولة من الجامعة العربية.
3 ـ وهل بامكانكم سحب الاتحادات مثل اتحاد المحامين، واتحاد الصحفيين، واتحاد الطلبة، والبرلمان، ومجمع اللغة وغيرها من الاتحادات العربية.
4 ـ وهل بامكانكم المشاركة في صياغة دستور لا يمت بصلة الى اللغة أو الهوية الثقافية، أو الأرض العربية، أو الأمة العربية.
5 ـ وهل يجوز لعضو البرلمان أو لعضو المجلس البلدي او مجلس المحافظة أو المحامي والمهندس والمعلم والمدرس والقاضي أن لا يتكلموا العربية، أليس كل شئ عربياً في سوريا الحاضرة والمستقبلة، وهل القوميات الاخرى يؤسسون لشئ غير هذا؟؟؟
6 ـ وهل بامكانكم انشاء منظمات غير قومية وانضمام سوريا اليها كمنظمة دول حوض المتوسط، أو منظمة دول شرق المتوسط، أو منظمة دول المتوسط المتعدد القوميات.
أما التركيز فقط على اسم سوريا وإن تحقق ذلك فلا يعتبر بتقديري ذلك الانجاز البطولي الذي نأمله، وعليه يؤسف لتلك الأقلام التي يملك أصحابها قدرة لا يستهان بها أن تنجر الى ردات الفعل وهناك ماهو أهم من ذلك وهي ليست بخافية على أصحاب تلك الاقلام.
لكن الدستور البحريني نص في مادته الاولى على عروبة واسلامية الدولة بمعنى ان العبرة ليس في الاسم بل في الدستور المحدد لهوية الدولة.
ثانياً: دولة قطر: اسم الدولة لا يدل على عروبة قطر بالنسبة لمن لا يعرفها كما في حالة البحرين وسلطات الدولة وشعبها أيضاً لا يعولون على الإسم في تحديد هوية الدولة وشعبها بقدر ما يتركون ذلك للدستور، لذلك نص الدستور القطري في مادته الاولى على عروبة دولة قطر ولغتها العربية الرسمية وشعبها كجزء من الامة العربية.
ثالثاً: سلطنة عمان: مثلها أيضاً مثل كل من البحرين وقطر من حيث اسم الدولة وباعتبار ان هوية الدولة يجب أن تكون محددة فقد أدرج ذلك التحديد في المادة الاولى والثانية من الدستور حيث نصت المادة الاولى منه على ان سلطنة عمان دولة عربية اسلامية … والمادة الثانية نصت على ان لغة الدولة الرسمية هي العربية.
وبشأن اللغة الرسمية في الدولة، لا يشترط أن تكون معبراً أو مححداً لهوية الدولة فهناك بعض الدول التي تكون لغتها الرسمية غير لغة أهلها نتيجة لظروف معينة مرت بها تلك الدول أو نتيجة للظروف المتعلقة بشب تلك الدولة، فالمكسيك والتشيلي وغيرهما من الدول لا تعتمد لغة شعبها كلغة رسمية رئيسية في الدولة.
رابعاً: الجزائر، فالدولة هي : الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، الملاحظ في الدستور الجزائري خلوه من مححدات الهوية الجزائرية باستثناء المادة الثالثة منه الذي ينص على ان اللغة العربية هي اللغة الوطنية والرسمية، وكما أسلفنا ان اللغة الرسمية في الدولة في بعض الحالات المتعلقة بالتركيبة السكانية لا يشترط ان تكون لغة شعبها وهذا الوضع غير متوفر في منطقة الشرق الاوسط لذلك تعتبر رسمية اللغة بمثابة محدد لهوية الدولة، أما ديباجة الدستور الجزائري فقد حددت الثقافة والقيم و المكونات الاساسية لهويتها بالاسلام والعروبة والأمازيغية.
والدول التي أسلفناها كأمثلة من حيث ان اسم الدولة ليس هو المحدد لهوية الدولة ليست الوحيدة فهناك موريتانيا ولبنان ودولة فلسطين وتونس والاردن والكويت وغيرها.
ودستور الدولة لا يحدد هوية الدولة أو هوية شعبها إلا بالاستناد على حقائق لا يشترط أن تكون موغلة في التاريخ، فالحديث والواقع يكون هو الغالب في ترجيح محددات على أخرى، وبالنسبة لحالة سوريا إذا ما كان للكرد مقومات يجعل من الصعب تجاوزهم في اعتبارهم جزء من الثقافة والهوية السورية أم لا نظرياً، لا بد من أن نعتمد على شريحة معينة من المثقفين الكورد المختصين في علم الاجتماع والفلسفة لتنوير هذا الجانب بغض النظر عن الناحية التاريخية، ويكون لكل من الأساتذة الأفاضل الدكتور عبد الباسط سيدا، والدكتور سربست نبي، والاستاذ محمد قاسم، والفيلسوف الكردي ابراهيم محمود، خير إنارة لنا في هذا الجانب.
من غير المستساغ إضفاء “ العربية “ على اسم سوريا لأنه كما أوردناه لا يمكن التباهي لحاكم أو رئيس دولة بهذه الاضافة أن يتقدم على الحكام العرب الآخرين بالتمسك بمصالح العرب، فقد دلت تجربة البعث في كل من سوريا والعراق وأذيالهم في البلدان الأخرى مدى تسلطهم واستبدادهم واقصائهم للآخر ليتفردوا هم وحدهم بالتعامل مع أعداء أمتهم، وما كانت العروبة لديهم إلا مطية لمصالحهم وتفردهم بالسلطة في دولهم ومحاولة التسلط على مقدرات شعوب المنطقة أيضاً.
البعض من الكورد بجدالهم هذا ونكرانهم كلمة العربية على اسم الدولة لا يعود لا عليهم ولا على العرب أو الكورد بفائدة، وطريقة الرد على المتمسكين بالعربية السورية يضع العراقيل أمام الجميع في الوصول الى تفاهمات على هذه المواضيع، وأحبذ هنا أن أذكِر هؤلاء الاخوة كيف ان الاحزاب الكردية قد دخلت في فترة ليست بالبعيدة مع بعضها بمزاد علني على الحقوق الكردية وبدأ كل طرف يزايد على الآخر ليبين كل للآخر بانه الحريص الوحيد والحقيقي لمصالح الشعب الكردي فكان منتوجهم: الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي على أرضه التاريخية، والقضية الكردية هي قضية أرض وشعب، والفيدرالية، والحكم الذاتي، والادارة الذاتية، وكردستان الغربية، وكردستان سوريا، هذه المواضيع التي سوقوها للشعب الكردي حتى بدأ المثقف الكردي أيضاً يترددها دون أن يتمعن فيها، فهلا ما زالوا وفي ظل الثورة السورية متمسكون بها ؟؟ وما موقف الشعب وموقف المثقفين من طروحاتهم اليوم، ألم تجتمع إحدى عشر حزباً كردياً في دمشق بتأسيسهم لهيئة التنسيق الوطنية وأجمعوا على ان سوريا جزء من الوطن العربي؟؟؟ وهل جابههم مثقف كردي بمقال كما يجابهون اليوم مثقفاً وكاتباً عربياً عندما يقول سوريا عربية عربية عربية، ليس دفاعاً عن الكاتب الفلسطيني شادي أبو شاور بل توضيحاً بان الذي يستحق النقد والهجوم هم الاحزاب الكردية الذين أجمعوا على عروبة سوريا، قياساً على هجومهم لأبو شاور، فلماذا غمض الجفن هنا والهجوم هناك، أم ان تلميع أخطاء الاحزاب الكردية( إن كان هذا خطأً وليس أمراً آخر) أصبح شيمة يتسابق اليها المثقف الكردي، ولماذا؟؟؟
الى هؤلاء المثقفين أقول بان سوريا الجديدة ستكون عربية شئنا أم أبينا ولستم بقادرين على تجريدها من العروبة للأسباب التالية:
1 ـ اللغة العربية ستكون اللغة الرسمية في الدولة وعندها ماذا سيكون بامكانكم العمل.
2 ـ من السهولة لدى العرب عدم إضفاء العربية على اسم سوريا لأنه كما سبق ليس اسم الدولة هو المحدد لهوية الدولة، ولكن هل بامكانكم انهاء عضوية سوريا كدولة من الجامعة العربية.
3 ـ وهل بامكانكم سحب الاتحادات مثل اتحاد المحامين، واتحاد الصحفيين، واتحاد الطلبة، والبرلمان، ومجمع اللغة وغيرها من الاتحادات العربية.
4 ـ وهل بامكانكم المشاركة في صياغة دستور لا يمت بصلة الى اللغة أو الهوية الثقافية، أو الأرض العربية، أو الأمة العربية.
5 ـ وهل يجوز لعضو البرلمان أو لعضو المجلس البلدي او مجلس المحافظة أو المحامي والمهندس والمعلم والمدرس والقاضي أن لا يتكلموا العربية، أليس كل شئ عربياً في سوريا الحاضرة والمستقبلة، وهل القوميات الاخرى يؤسسون لشئ غير هذا؟؟؟
6 ـ وهل بامكانكم انشاء منظمات غير قومية وانضمام سوريا اليها كمنظمة دول حوض المتوسط، أو منظمة دول شرق المتوسط، أو منظمة دول المتوسط المتعدد القوميات.
أما التركيز فقط على اسم سوريا وإن تحقق ذلك فلا يعتبر بتقديري ذلك الانجاز البطولي الذي نأمله، وعليه يؤسف لتلك الأقلام التي يملك أصحابها قدرة لا يستهان بها أن تنجر الى ردات الفعل وهناك ماهو أهم من ذلك وهي ليست بخافية على أصحاب تلك الاقلام.
07/08/2011