إبراهيم اليوسف
قرأت مقال الأديب الفلسطيني رشاد أبي شاور المعنون ب: “أنا كردي من ديار بكر؟” بعد مقاله الاستفزازي الأول “سورية عربية عربية عربية” الذي كنت قد خصصت له وقفة سابقة،مناقشاً إياه، وأتبعه بإشارات التعجب والتهكم، من رسالة خاصة أرسلها إليه السياسي الكردي مزكين ميقري” أطلعني عليها مشكوراً” وهي جد مهذبة، وكأنه يرافع بثقة عن نقاء أصله، في الوقت الذي لايعرف أحدنا نقاء عرقه، أو لونه، وإن كان بيده اختيار حاضره، فقد تكون أرومته غير حاضره، وذلك نتيجة دورة التاريخ الرهيبة..!.
قرأت مقال الأديب الفلسطيني رشاد أبي شاور المعنون ب: “أنا كردي من ديار بكر؟” بعد مقاله الاستفزازي الأول “سورية عربية عربية عربية” الذي كنت قد خصصت له وقفة سابقة،مناقشاً إياه، وأتبعه بإشارات التعجب والتهكم، من رسالة خاصة أرسلها إليه السياسي الكردي مزكين ميقري” أطلعني عليها مشكوراً” وهي جد مهذبة، وكأنه يرافع بثقة عن نقاء أصله، في الوقت الذي لايعرف أحدنا نقاء عرقه، أو لونه، وإن كان بيده اختيار حاضره، فقد تكون أرومته غير حاضره، وذلك نتيجة دورة التاريخ الرهيبة..!.
وإذا كان أبو شاور قد تطوع في مقاله الأول، ليقع في فخِّ الإعلام المضلل، من دون أن يعرف ماذا حدث في- مؤتمر اسطنبول- الذي تمَّ الاتفاق بين الجانبين الكردي والعربي في دمشق-كما يقول المناضلان مشعل التمو وأنور البني- على نقاط محددة، وبعد أن طار المعارض هيثم المالح،إلى تركيا-وأنا أحترم سنوات سجنه-والتقى هو وبعض المؤتمرين من أمثاله، ب”المضيف” التركي الطيب أردوغان، الذي رآه العالم كله، وهو “يحمحم” مدافعاً عن الشعب السوري، في وجه الآلة العسكرية، ” قبيل الانتخابات التركية، قائلاً” لن نسكت على مايجري في سوريا” وها هو” لم يصدق”، وكاد الكثيرون من المخدوعين به، يتغزلون بيده” البيضاء” بيد أن وعيده سرعان ما خبا، وصوته توارى، و” ذاب الثلج، وبان المرج” وبات يتحدث بلغة مخنثة، وإن كان الشعب السوري البطل، لا يعول على أحد، سوى صدق قضيته، وهو مواجه آلة الإبادة الشاملة التي يقوم بها النظام الأمني، الآيل إلى الاندثار لا محالة، فهاهو في مقاله الثاني يواصل” الحفر” في الاتجاه نفسه، كمن يمتلك ناصية” الحقيقة” بكلتا يديه، صارخاً: هي ذي براهيني و أدلتي الدامغة..!.
كان احتجاج هؤلاء الشبان، الأبطال في مؤتمر اسطنبول أنهم خدعوا،من قبل ” مغتصبي المؤتمر” الإقصائيين، الأسوأ من النظام الأمني، رؤى وتفكيراً، مؤكدين أنهم ” غواة كراس” لا ” عشاق حرية”، إلا أن الإعلام الذي يقلب الحقائق، وبلتطقها من الزاوية المثيرة، على مبدأ” عضَّ الرجلُ الكلبَ”، كان وراء إبراز نقطة واحدة، هامشية من أجل عدة نقاط، أستعيدها، على مسمع، ومرأى، أبي شاورنا وهي:
1- عدم إشراك الشباب الكردي في إدارة المؤتمر ولجنته التحضيرية.
2- عدم السماح لأحد من الشباب الكردي بالمساهمة في إلقاء كلمته
3- تبديل بلاغ المؤتمر المتفق عليه في دمشق بآخر، لم يؤخذ رأي المؤتمرين الكرد به، بل خرج مكتوباً ” في مكاتب المضيف” المتطير من الكرد.
4- وضعت اللجنة التحضيرية- التي ستتشدد على عبارة- الجمهورية السورية- لافتة علقت على أحد جدران قاعة المؤتمر،وفيها” العبارة عينها” بحسب الاتفاق في لجنة تحضير المؤتمر في دمشق، لتبادر ” هي نفسها”بنزعه بشكل استفزازي، و من دون محاورة الطرف الكردي، والبقية عند القارئ الكريم ، وعند أبي شاور إن كان معنياً بفهم ما هو واضح، وناصع من الحقائق.
إن بداية عمر عبارة – الجمهورية العربية السورية، لا تعدو زمن الاستبداد القوموي، الشوفيني، في نهايات خمسينيات القرن الماضي، الاستبداد الذي حكم سوريا، بالنار، والحديد، وكان حزب البعث في ما بعد أحد- نتائجه-وامتداداً طبيعياً له، بينما نجد، وبالعودة إلى وثائق الدولة السورية، أن اسم سوريا كان- الجمهورية السورية- تماماً مثل : دولة الكويت- فلسطين- البحرين- ليبيا- المغرب- الأردن- العراق إلخ…………..
أخونا أبو شاور، وإن لانت لغته، في غارته الجاهلية، الجديدة،على الكرد، يتامى العالم، وضحايا الغرب، كما أن احتلال فلسطين، جاء بتخطيط وتنفيذ من الغرب، لكنه يصر على حشر أنفه في قضية أخرى، هي خاصة بأبناء الشعب السوري، وهو التدخل في شؤون سواه، وإن كان أجدر به أن- يخلص لقضيته التي كان من مقوِّمات الأديب الكردي أن يكتب فيها، ولقد كتب كثيرون منا عن هذه القضية، كما يكتبون عن قضيتهم، وأنا منهم، وها أبو شاور يقول: إنه كتب مرة واحدة في حياته عن الكرد، عندما اعتقل القائد عبدالله أوج آلان، وإن كان ذلك يدعو إلى شكره، لكن لم يكتب عن مجازر “حلبجة”، التي ارتكبها المجرم صدام حسين، صاحب الكوبونات الشهير، ومن ارتكب جرائم الأنفال، والهجرة المليونية، وغيرهما، بحق كرد العراق، كما إنه لم يكتب عن مجازر نظام البعث السوري بحق مواطنيه الكرد، وغيرهم، ولايعرف المعارضة السورية، بينما نعرف نحن أسماء الفصائل الفلسطينية، وقياداتها، وشهدائها، ولنا آلاف الأبناء الذين استشهدوا دفاعاً عن” عروبة” تراب فلسطين، ليس في زمن صلاح الدين فقط، بل حتى الآن.
ومادام أبو شاورنا يقول في مقاله المذكور:” أنا كردي”، لأن “مواطنيته” الكردية- ونحن نرحب بها- تستدعي أن يخلص لها – وهو المدين للكرد بوجوده وهويته – لاسيما وأنه لولا اليد البيضاء للكرد، لكان يبرطم -الآن- بلغة أخرى، ناسياً لغته العربية.
وإذا كان أبو شاور يشهد بأن هناك كرداً في فلسطين، وإن أعداد هؤلاء -كما أرى- آلاف الأسر، فليعلم أن أحداً لا يرى في هؤلاء إلا مواطنين فلسطينيين، بعكس حال الكردي، في ما سمي بالعراق، وإيران، وسوريا، وتركيا، لاحقاً، في ” لعبة الأمم” المذمومة لديه، وإن هؤلاء الكرد ليعدون كما يقول في مثل هذا المقام البروفسيور عزالدين مصطفى رسول” أشجاراً لنا في تراب آخر” والكرد في سوريا، ليسوا أقلية، بل هم جزء من شعب يعيش فوق ترابه، بيد أنه يدعو إلى الشراكة الحقيقية مع أخوته، من سائر أشكال الفسيفساء السوري، وهنا مأثرته ووطنيته التي ترجمها على امتداد تاريخ بلده.
ومن دواعي الاستغراب، أن أباشاور يزوِّر بعض الحقائق، متحدثاً عن جواسيس إسرائيليين في إقليم كردستان، وكأنه ضبطهم هناك، مصدقاً أكذوبة أطلقها الإعلام المغرض، لتشويه صورة الكردي، وأتذكر أن الرئيس جلال الطلباني قال بشكل ساخر، رداً على هؤلاء المزورين: سأعطي كل من يضبط إسرائيلياً في الإقليم مبلغ ..كذا، ولكن لم يكتب أديبنا أبو شاور عن السفارات الإسرائيلية، في بعض العواصم العربية، وهي واقع، وحقيقة، وليست أكذوبة، مادام أن الكرد لم يقبلوا بسفارة إسرائيلية في إقليمهم..!.
أجل، أديبنا الكبير، لقد اعتديت على الكرد، عندما تنطعت للهجوم على مجموعة من الشباب الكردي، الذي يصر على ربط مصيره، بمصير أخيه العربي، والآشوري والأرمني، والسرياني، والشاشاني، في سوريا، وهم بعكس ماقال أخي مزكين يمثلون ضمير الكردي إن لم يمثلوا أحزاباً ما- وبعيداً عن الحسابات الحزبية- لتكون سوريا بلد كل هؤلاء، بلداً يعود إلى صفائه الذي عرف به، حين وضع حجر أساسه بناة سوريا الأوائل، ومن بينهم الكرد، لا أن تأتي وتدافع عن إجراء شوفيني، موقوت، يقف ضده كل أخيار سوريا، ممن سيكنسون كل آثار لاستبداد، من أجل سوريا مدنية تعددية، ديمقراطية تسع لكل أبنائها الحقيقيين.
كان احتجاج هؤلاء الشبان، الأبطال في مؤتمر اسطنبول أنهم خدعوا،من قبل ” مغتصبي المؤتمر” الإقصائيين، الأسوأ من النظام الأمني، رؤى وتفكيراً، مؤكدين أنهم ” غواة كراس” لا ” عشاق حرية”، إلا أن الإعلام الذي يقلب الحقائق، وبلتطقها من الزاوية المثيرة، على مبدأ” عضَّ الرجلُ الكلبَ”، كان وراء إبراز نقطة واحدة، هامشية من أجل عدة نقاط، أستعيدها، على مسمع، ومرأى، أبي شاورنا وهي:
1- عدم إشراك الشباب الكردي في إدارة المؤتمر ولجنته التحضيرية.
2- عدم السماح لأحد من الشباب الكردي بالمساهمة في إلقاء كلمته
3- تبديل بلاغ المؤتمر المتفق عليه في دمشق بآخر، لم يؤخذ رأي المؤتمرين الكرد به، بل خرج مكتوباً ” في مكاتب المضيف” المتطير من الكرد.
4- وضعت اللجنة التحضيرية- التي ستتشدد على عبارة- الجمهورية السورية- لافتة علقت على أحد جدران قاعة المؤتمر،وفيها” العبارة عينها” بحسب الاتفاق في لجنة تحضير المؤتمر في دمشق، لتبادر ” هي نفسها”بنزعه بشكل استفزازي، و من دون محاورة الطرف الكردي، والبقية عند القارئ الكريم ، وعند أبي شاور إن كان معنياً بفهم ما هو واضح، وناصع من الحقائق.
إن بداية عمر عبارة – الجمهورية العربية السورية، لا تعدو زمن الاستبداد القوموي، الشوفيني، في نهايات خمسينيات القرن الماضي، الاستبداد الذي حكم سوريا، بالنار، والحديد، وكان حزب البعث في ما بعد أحد- نتائجه-وامتداداً طبيعياً له، بينما نجد، وبالعودة إلى وثائق الدولة السورية، أن اسم سوريا كان- الجمهورية السورية- تماماً مثل : دولة الكويت- فلسطين- البحرين- ليبيا- المغرب- الأردن- العراق إلخ…………..
أخونا أبو شاور، وإن لانت لغته، في غارته الجاهلية، الجديدة،على الكرد، يتامى العالم، وضحايا الغرب، كما أن احتلال فلسطين، جاء بتخطيط وتنفيذ من الغرب، لكنه يصر على حشر أنفه في قضية أخرى، هي خاصة بأبناء الشعب السوري، وهو التدخل في شؤون سواه، وإن كان أجدر به أن- يخلص لقضيته التي كان من مقوِّمات الأديب الكردي أن يكتب فيها، ولقد كتب كثيرون منا عن هذه القضية، كما يكتبون عن قضيتهم، وأنا منهم، وها أبو شاور يقول: إنه كتب مرة واحدة في حياته عن الكرد، عندما اعتقل القائد عبدالله أوج آلان، وإن كان ذلك يدعو إلى شكره، لكن لم يكتب عن مجازر “حلبجة”، التي ارتكبها المجرم صدام حسين، صاحب الكوبونات الشهير، ومن ارتكب جرائم الأنفال، والهجرة المليونية، وغيرهما، بحق كرد العراق، كما إنه لم يكتب عن مجازر نظام البعث السوري بحق مواطنيه الكرد، وغيرهم، ولايعرف المعارضة السورية، بينما نعرف نحن أسماء الفصائل الفلسطينية، وقياداتها، وشهدائها، ولنا آلاف الأبناء الذين استشهدوا دفاعاً عن” عروبة” تراب فلسطين، ليس في زمن صلاح الدين فقط، بل حتى الآن.
ومادام أبو شاورنا يقول في مقاله المذكور:” أنا كردي”، لأن “مواطنيته” الكردية- ونحن نرحب بها- تستدعي أن يخلص لها – وهو المدين للكرد بوجوده وهويته – لاسيما وأنه لولا اليد البيضاء للكرد، لكان يبرطم -الآن- بلغة أخرى، ناسياً لغته العربية.
وإذا كان أبو شاور يشهد بأن هناك كرداً في فلسطين، وإن أعداد هؤلاء -كما أرى- آلاف الأسر، فليعلم أن أحداً لا يرى في هؤلاء إلا مواطنين فلسطينيين، بعكس حال الكردي، في ما سمي بالعراق، وإيران، وسوريا، وتركيا، لاحقاً، في ” لعبة الأمم” المذمومة لديه، وإن هؤلاء الكرد ليعدون كما يقول في مثل هذا المقام البروفسيور عزالدين مصطفى رسول” أشجاراً لنا في تراب آخر” والكرد في سوريا، ليسوا أقلية، بل هم جزء من شعب يعيش فوق ترابه، بيد أنه يدعو إلى الشراكة الحقيقية مع أخوته، من سائر أشكال الفسيفساء السوري، وهنا مأثرته ووطنيته التي ترجمها على امتداد تاريخ بلده.
ومن دواعي الاستغراب، أن أباشاور يزوِّر بعض الحقائق، متحدثاً عن جواسيس إسرائيليين في إقليم كردستان، وكأنه ضبطهم هناك، مصدقاً أكذوبة أطلقها الإعلام المغرض، لتشويه صورة الكردي، وأتذكر أن الرئيس جلال الطلباني قال بشكل ساخر، رداً على هؤلاء المزورين: سأعطي كل من يضبط إسرائيلياً في الإقليم مبلغ ..كذا، ولكن لم يكتب أديبنا أبو شاور عن السفارات الإسرائيلية، في بعض العواصم العربية، وهي واقع، وحقيقة، وليست أكذوبة، مادام أن الكرد لم يقبلوا بسفارة إسرائيلية في إقليمهم..!.
أجل، أديبنا الكبير، لقد اعتديت على الكرد، عندما تنطعت للهجوم على مجموعة من الشباب الكردي، الذي يصر على ربط مصيره، بمصير أخيه العربي، والآشوري والأرمني، والسرياني، والشاشاني، في سوريا، وهم بعكس ماقال أخي مزكين يمثلون ضمير الكردي إن لم يمثلوا أحزاباً ما- وبعيداً عن الحسابات الحزبية- لتكون سوريا بلد كل هؤلاء، بلداً يعود إلى صفائه الذي عرف به، حين وضع حجر أساسه بناة سوريا الأوائل، ومن بينهم الكرد، لا أن تأتي وتدافع عن إجراء شوفيني، موقوت، يقف ضده كل أخيار سوريا، ممن سيكنسون كل آثار لاستبداد، من أجل سوريا مدنية تعددية، ديمقراطية تسع لكل أبنائها الحقيقيين.