قال العرب أن أبا رغال قد استدل جيش أبرهة الحبشي الطريق في صحراء العرب إلى شعاب مكة لغزوها وهدم الكعبة سنة عام الفيل فرجمه العرب قرب مكة ومنذ ذلك الحين أصبح ذلك المكان شعيرة للعبادة عندهم يرجم مقامه كل سنة (رمي الجمرات) ووصفوه فيما بعد بالشيطان الرجيم (الإبليس) لأنه خان قومه خدمة للأغيار وحسنا ما فعله العرب لأن أبا رغال هذا قد دخل دائرة الرجم بنفسه وخرج عن إرادة قوم ولعب بمصير الجماعة فلم يظلمه أحد فاستحق اللعنة .
لذا كان لدائرة الرجم (الخيانة) أحجامها حسب أنصاف أقطارها وقد تأخذ ألوانا مختلفة حيث تبدأ الخيانة أولا من الذات التي تخون خيالاتها مرورا بخيانة الزوجة والأصدقاء والجماعة والوطن …إلخ .
إن للكرد أيضاً من طواطم وثوابت وقيم جماعية ومصير مشترك وهو بالضبط كذلك لذا لا يمكن الفصل بين الكرد وقيمهم التي أوجدتهم هكذا كمتحد تاريخي كما ليس بمقدور أحدهم التصرف بمصير الكرد بمفرده بعيدا عن دائرة الوجود القومي والمصلحة العامة إلا إذا قبل ذلك المتصرف لنفسه الخيانة واختار الدخول إلى دائرة الرجم وحينها يكون قد خرج من دائرة الكردايتي.
فكيف يمكن التصور بأن كردي أو جماعة منهم تستطيع أن تخالف هذه القيم وأسباب وجود الكرد وتخون الأمانة وتعبث بسمات شخصية الكردايتي ومصير الكرد بمفردها فتغش وتكذب وتخون وتخدع وتتجاوز المباح من أجل المتاع وتقبل الذل والمهانة حرصاً على هذا المتاع وتخلي نفسها من تبعة مشاعر المجتمع الكردي سواء بسلوكها الذاتي أو بالدعوة إلى ذلك المجتمع وتشارك بذلك كله في إقامة مجتمع فوضوي غير قيمي قائم على الأنانية والانحراف والمعصية والسلوك الارتجالي وتوصف نفسها بأنها من النخب الكردوارية……!!!
لا يفهم لأحد أو من أي كردي باستطاعته أن يكون ذو شعور كردواري وبالمثل في السلوك والشخصية والتصرف والتفكير بالنية الطيبة فقط وهو يخالف في ذات الوقت كل أسباب وجود الكرد وعوامل بقائهم ويتلاعب بمصيرهم في سلوكه الواقعي من خلال تصرفات بعيدة كل البعد عن منظومة القيم الأخلاقية لوجود الكرد ومشاعرهم وفي خطى تقرير مصيرهم اعتمادا على نية سليمة بالقول أو باعتباره كردي بالفطرة والولادة ويبرر سلوكه الرديء بأنه راع لمصالحهم دون عمل في ذلك الاتجاه علما أن النية والعمل وجهان لأمر واحد لا دلالة لأحدهما بدون الآخر.
فالنية الطيبة وحدها بدون عمل هي كلام فارغ لا رصيد له من الواقع.
والعمل وحده المنقطع عن النية الكردوارية عمل ضائع عند العبد والمعبود كانتثار الغبار في الفضاء.
كما لا يفهم لأحد من الكرد كي يعيش ويتصف بالشخصية الكردوارية فقط بالنية الطيبة وهو ينساق مع هواه الذاتي في أمر من أمور الكرد ويتلاعب مصيرهم إيثارا لمغنم قريب أو راحة متاحة أو ضنا بالنفس عن التعب والجهد والأخطار أو ينساق مع الثقافة غير الكردية لراحة البال أو حرصا على المكانة والتقدير والاحترام لقاء منفعة خاصة ….