الدكتور منذر سليمان شبيح سوري تكلم من واشنطن

  علي حامد

اظهر الدكتور منذر سليمان وجهه العروبي العنصري المقيت اكثر من اي وقت سابق، من خلال تهجمه على الشعب السوري والقومية الكردية، مقابل دفاعه عن عروبة سوريا المزعومة وذلك في برنامج “حديث الثورة” التي تبثه قناة الجزيرة الاخبارية منذ “بدايات الربيع العربي” في يوم 25 /7/ 2011 ، والذي قدمته المذيعة الجريئة “غادة” وشارك فيه كل من “سمير عيطة” رئيس تحرير نسخة لوموند العربية، و”زهير سالم” الناطق باسم تنظيم اخوان المسلمين، و”منذر سليمان” كباحث ومحلل في شؤون الامن القومي من واشنطن، وشارك فيه الاعلامي الامني بامتياز “شريف شحادة” من داخل سوريا، وذلك بخصوص “قانون الاحزاب” الذي اصدرته السلطة السورية، بغية الترخيص لبعض الاحزاب بشروطها التعجيزية والمفصلة بحسب مقاس البعث واهوائه الاجرامية.
     وفي سياق الاسئلة الموجهة الى “منذر سليمان” بخصوص القانون، انبرى هذا الشبيح بمهاجمة الثورة والحراك الجماهيري السوري، وبدا مضطربا منرفزا مهاجما رغبة بعضهم ـ وقصد بذلك الطرف الكردي ـ بنزع عروبة سوريا، وشخص حالة مؤتمر استنبول، وذكر ان من يفعل ينادي بنزع العروبة عن البلاد يريد الشر بسوريا، وانه لايمكن فك العروبة عن سوريا، لان سوريا لم تنزل من السماء بل هي في المحيط العربي وانها ستكون عربية دائما.

   وبلغ به السفه والوقاحة درجة، اكاد اجزم فيها ان موقف “شريف شحادة” المعروف للجميع بسبب كثرة خروجه على الفضائيات وتصريحاته المتكررة، كان افضل من موقفه العروبي العنصري، واما موقف “زهير سالم” فقد هاجم “منذر” ووصفه بالعقلية الاقصائية، وبرر وجود ظاهرة الاختلاف في المعارضة السورية وان ذلك لا يعد نقيصة، ورفض اتهامها بالاستقواء بالخارج كما ادعى “منذر”، وضرب مثالا بمجلس الشعب السوري وسخر منه مقارنة بالمعارضة وان المجلس  يوافق على كل شيء دون اختلاف، و ان الشعب السوري هو اقوى من البعث ومليشياته، وان الجماهير ستهز شجرة الحرية قريبا وان الحلول الترقيعية لن تفيد النظام، وذكر ان البعث اراد بقانونه وشروطه اقصاء الاخوان والاكراد ، وانه مادام هناك ديمقراطية فان البقاء سيكون للاقوى وانه لا مبرر للخوف كما يفعل البعث.
   من جانبه عمل “منذر سليمان” على طمس الحقيقة، والادعاء ان الحوار هو سبيل خلاص الشعب السوري وليس التظاهر، وان الانتقادات الموجهة للرئيس بشار الاسد غير منطقية، وان الحراك السلمي هو وحده طريق الاصلاح ـ وليس التغيير ـ وان مصلحة سوريا وسلامة الوطن يجب ان يكون باليات الحوار فقط، وبلغ به الوقاحة امرا اجبر المذيعة على التدخل والقال له ان النظام هو من يقتل الشعب وانه بادر الى الحل الامني منذ البداية، مما  دفعه الى القول ان بعض الممارسات الخاطئة ـ وليست جرائم ـ كانت قد ارتكبت من قبل بعض المسؤولين، وان بعض ابناء الشعب قاموا باستهداف مؤسسات الدولة مما استوجب الوقوف بوجههم.

     لقد خرجت بنتيجة منطقية من الذي بث على قناة الجزيرة من نقاش الاطراف، وهو امر يجب الانتباه له مليا ويتمثل بوضوح حقيقة ان من يقفون ضد ثورة الشعب السوري بكل ادواتهم وحيلهم ودسائسهم، هم انفسهم من يبكون على عروبة سوريا ويعادون الكرد، ورغبتهم بالعيش في دولة منزوعة عنها اسم اي قومية، لان سوريا هي بلد الجميع وليست بلدا للعرب وحدهم، وان كلام “منذر سليمان” وغيره يدل على ان النظام بدأ باستخدام كل شبيحته وانواعهم الموجودين في الداخل والخارج على السواء، من اجل الحفاظ على كرسيه المتهاوي.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد إذا كان الاستثمار من الأمور الهامة التي تأخذها بعين الاعتبار أيُّ دولة أو حكومة سواءً أكانت متطورة وشبه مستقرة أم خارجة لتوها من الحرب ومنهكة اقتصادياً؛ وبما أنَّ معظم الدول تشجع على الاستثمار الأجنبي المباشر بكونه يساهم بشكلٍ فعلي في التنمية الاقتصادية، ويعمل على تدفق الأموال من الخارج إلى الداخل، ويجلب معه التقنيات الحديثة، ويعمل على توفير…

من أجل إعلامٍ حرّ… يعبّر عن الجميع نقف في هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة، نحن، الصحفيين والكتاب الكرد في سوريا، للتأكيد على أن حرية الكلمة ليست ترفاً، بل حقٌ مقدّس، وضرورة لبناء أي مستقبل ديمقراطي. لقد عانى الصحفيون الكرد طويلاً من التهميش والإقصاء، في ظلّ الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة ولاسيما نظام البعث والأسد، حيث كان الإعلام أداة بيد النظام العنصري لترويج…

عبدالرحمن کورکی (مهابادي)* في الوقت الذي تتكشف فيه يوميًا أبعاد جديدة للانفجار الذي وقع في أحد الموانئ الجنوبية لإيران يوم 26 إبريل 2025، يتردد سؤال يعم الجميع: من هو المسؤول عن هذه الكارثة؟ هل كانت متعمدة أم عيرمتعمدة؟ هل يقف وراءها فرد أو تيار معين، أم أنها عمل قوة خارجية؟ سؤال لا يزال بلا إجابة حتى الآن!   التكهنات…

إبراهيم اليوسف يبدو التدوين، في زمن باتت الضوضاء تتكاثر فيه، وتتراكم الأقنعة فوق الوجوه- لا كحرفة أو هواية- بل كحالة أخلاقية، كصرخة كائن حرّ قرّر أن يكون شاهداً لا شريكاً في المذبحة. التدوين هنا ليس مجرد حبرٍ يسيل، بل ضمير يوجّه نفسه ضد القبح، حتى وإن كان القبح قريباً، حميماً، أو نابعاً من ذات يُفترض أنها شقيقة. لقد كنتُ- وما…