إبراهيم اليوسف
elyousef@gmail.com
elyousef@gmail.com
قرأت بامتعاض كبير، مقال الإعلامي السوري فيصل القاسم، و المعنون ب”الوحدة الوطنية: خطٌّ أحمرُ، والمنشور في جريدة الشرق القطرية،متمالكاً أعصابي، طيلة الشريط اللغوي الاستفزازي، المكتوب بروح التربص والإيقاع و الحقد ضد الشريك الكردي، لاسيما و أن مقاله من ألفه إلى يائه، يعتمد على مبدأ التزوير، وهو يتعرض لواقعة الخلاف المفتعل بين المكون الكردي في مؤتمر استانبول، الأخير، واللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر، من قومجيين متأسلمين، ولا أقول إسلاميين، البتة، لينظر للوحة من خلال زاوية ضيقة، تتناقض والعنوان العريض الملفق الذي دعا إليه.
النكتة السخيفة السمجة التي يستشهد بها القاسم-وباعترافه الشخصي، في استهلالة مقاله، تتلخص في أن الوزيرة البريطانية آن وينترتون، من حزب المحافظين، حاولت أن تنال من الجالية الباكستانية في بريطانية، خلال جلسة عابرة، فوصل فحواها إلى أذن إيان دنكين الذي هاتفها، على غرة،ليبين لها أنها مطرودة من حكومة الظلّ، لأن ” التلاعب بالنسيج العرقي والاجتماعي في بريطانيا، أو بعبارة أخرى فإن الوحدة الوطنية في البلاد خط أحمر، لا يجوز لأحد تجاوزه، مهما علا شأنه، وأن ي مس به سيعرِّض صاحبه لأقسى العقوبات”.
ثم يستطرد الإعلامي الجهبذي القاسم، ليدعم رأيه بفشل الحركات الانفصالية في أوربا، وأن أوربة الحريصة على وحدتها الوطنية، تتدخل في شؤون الوحدة الوطنية في العالم العربي، وهذا صحيح، ثم يتحدث عن سوءات التمزيق في هذا العالم، ليشير إلى الوفد الكردي-عن سابق ترصد للكرد جميعاً وليس لهم فحسب- من دون أن يسميهم وهو يقول: متى يفهم هؤلاء أن تصرفهم الأحمق هذا لا يصب في مصلحتهم أبداً، ولا في مصلحة الثورة، فالأكثرية السورية ترفض ذلك رفضاً قاطعاً، وليس لدي شك بأن النظام سعيد جداً بأمثال هؤلاء” المعارضين، لأن عملهم يخدم ديمومة بساطير الطغاة.
بصراحة، إن القاسم يقدم” مفرقعة” قومجية، ليلتقي بقراءته للخلاف بين المكون الكردي وزملائهم في مؤتمر استانبول، بطريقة مبتسرة، عاجلة، كما فعل سلفه الشيخ عدنان عرعور، فالمكون الكردي في المؤتمر-وكنت على اتصال ببعضهم- تذمروا قبل بدء المؤتمر، بيوم كامل، وتعاملوا معهم بعقل استعلائي، استعراضي، مستقوين بالمضيف التركي، وبغيره، ثم إن من تم اعتماد أسمائهم من قبل نسخة ” دمشق”، من التوصيات والمقترحات، وهم بالأسماء ستة أشخاص، تم تجاهل خمسة منهم، لتوجه الدعوات بحسب أهواء هؤلاء المهيمنين-أصلاً- على المؤتمر-وهو سلوك بعثي- وهماً منهم بأنهم بذلك سيساس لهم قيادة دفة المؤتمر، من دون أن يعلموا أن الكردي-أياً كان- رضع السياسة مع حليبه، ولا يمكن لأي من دهاة السياسة، وعناترها، اللعب عليهم، وبهم، أجل، فالخلاف كان باستبعاد الأسماء المعتمدة في دمشق، والإصرار على طريقة البعث وجبهته، بتوزيع “وقت” المؤتمر ونعمة إلقاء الكلمات، ومكاسب الجلوس وراء المنصة، لأنفسهم، متجاهلين الكرد، إلا أن هؤلاء وببهلوانية، وإرضاء لمن يمول مثل هذا المؤتمر، والتقاء مصالحهم بمصالح قومجيي النظام، فقد مارسوا لعبة” نزع لافتة كتب عليها: ” الجمهورية السورية” بحسب الاتفاق، ووضع أخرى مكانها وهي” الجمهورية العربية السورية ولدي بعض الملاحظات السريعة ألخصها في مايلي:
1-لقد رحبنا جداً، بانحياز القاسم للثورة، وقطع علاقته بالاستبداد، ورحبنا بتسجيل اسمه في قوائم الشرف السورية، بدلاً من قوائم العار، بعد أن كان سفيراً إعلامياً للنظام السوري، يوجه ببهلوانية دفة النقد الحقيقي الموجه إليه، في وقائع موصوفة، عبر برنامجه” الاتجاه المعاكس”، وكان من ثمرة ذلك استقباله في مطار دمشق بسيارة من نوع” الليموزين” والبقية عند القارىء الكريم.
2-إن من يدعو إلى عروبة سوريا، هو لأخطر على الوحدة الوطنية، وليس من يدعو إلى “سوريَّة سوريا”، مادام أن الكرد ليسوا انفصاليين، بل يطالبون بالاعتراف الدستوري بحقهم، بالإضافة إلى مقاطعة كل سوءات وجرائم النظام، مادام أن مصطلح” الجمهورية العربية السورية”، هو أحد إنجازات النظام الأمني، وإن كان قد توارث ذلك من نظام أسوأ منه، سابق عليه، وأرسخ في الاستبداد، والإرهاب، وإن هؤلاء-حمقى التصرف-إنما بدعوتهم هذه، قد طالبوا بإعادة المياه إلى مجاريها، لنكون أمام سوريا، التي أسسها بُناتها الأولون، وكانت تسميتها الأولى، لا المزورة، التي يندب، في الدفاع عنها كل من فيصل القاسم، و الشيخ العرعور، مع احترامي له، وغيرهما، وإن كان القاسم يرى في الطرف الذي خرج من المؤتمر”حمقى” فلمَ يغضُّ النظر عن ذم ِّ طرف آخر، في المؤتمر نفسه، كان هو المحرِّف للاتفاق، وهو الذي أثار القضية، بتخطيط مسبَّق لتقديم الكرد على أنهم مخطئون..؟!.
– أحد من المؤتمرين الكرد لم يتحدث عن الانفصالية، والحركة الكردية في سوريا -برمتها- تتحدث عن ” مبدأ الشراكة” الوطنية، مع أخوتهم السوريين،عامة، فمطالبة تثبيت الشراكة، تقرأ لدى القاسم ومن” لفَّ لفه”، من قاصري النظر، على أنه الانفصال، ثم ولماذا لا؟، إن كان الشعب الكردي في سوريا يطلب ذلك-وهو لا يطلبه- فليطمئنَّ..!- وليس الأكثرية التي يتشدق به بهلوان اللعب بالكلمات والحقائق القاسم.
لم تكن في الخريطة الجغرافية والسياسية” لا سوريا” ، ولا عروبة سوريا، وإن الكرد في سوريا، إنما يعيشون فوق ترابهم، ولنا في التاريخ البعيد، والمتواصل في المنطقة خير الأدلة، وإن كانت المنطقة برمتها ساحة حضارات متعاقبة، وكان الكرد سكانها الأصلاء، منذ أجدادهم الحوريين، وحتى الآن.
وبالرغم من ذلك، فالكرد السوريون كانوا من أوائل من واجهوا الاستبداد، وكانت انتفاضة12 آذار2004، التي أسقط الكرد تماثيل الأسد، وهنا، أسأل إعلامينا” أو لم يكن عدم التفافه وسواه مع الثوار الكرد، حين كان سقوط النظام أسهل وأيسر، وقوفاً، مع الاستبداد، ثم أن الكرد أسقطوا من حسابهم تذكر الماضي، الألقريب، والأليم، هاجسهم الأول إسقاط النظام، ولكن أن يكون أصحاب الوعيد “العرعور” الذي أحترمه لدينه، ولعلمه، وهيئته، لا لرؤيته وخطابه الطائفي، والسيد القاسم، ألم يكن عدم ظهورهما-آنذاك- لظروف تخصُّ إقامة كل منهما ومصدر رزقه، وغير ذلك، تخاذلاً بحق أخوتهم ومواطنيهم الكرد..
بل وتواطؤاً…!.
أوافق الأخ القاسم، أن الوحدة الوطنية خطٌّ أحمرُ، ولكن ليس على طريقته-هذه- بل إن إثارة الموضوع، بهذه الطريقة، من قبله وسواه، هي محاولة لاستجرارنا، ككرد، لتوضيح الحقائق، فحسب، ردَّاً على المزوِّرين، خالطي الأوراق، وهو ما لا يخدم هذه الوحدة، ناهيك عن أي محاولة للتجييش ضد الكرد، أياً كان مصدره، فهي مؤامرة على الوطن ووحدته، وإن الاستقواء بخطاب الأكثرية-كما يوهم إليه- ضد الأقلية، إنما هو محاولة ل” صبِّ” الزيت على النار”، ناهيك عن أن ” حمل سيف النظام” وتطبيق نظريته “القومجية” المنافقة، لاالقومية التي أحترم، وأجل، وأنا الإنساني، في رؤيتي،هي التي أتعبت وطننا ومواطنه، محاولةً ل”صب” الماء الآسن، في طاحونة النظام نفسه.
ثم يستطرد الإعلامي الجهبذي القاسم، ليدعم رأيه بفشل الحركات الانفصالية في أوربا، وأن أوربة الحريصة على وحدتها الوطنية، تتدخل في شؤون الوحدة الوطنية في العالم العربي، وهذا صحيح، ثم يتحدث عن سوءات التمزيق في هذا العالم، ليشير إلى الوفد الكردي-عن سابق ترصد للكرد جميعاً وليس لهم فحسب- من دون أن يسميهم وهو يقول: متى يفهم هؤلاء أن تصرفهم الأحمق هذا لا يصب في مصلحتهم أبداً، ولا في مصلحة الثورة، فالأكثرية السورية ترفض ذلك رفضاً قاطعاً، وليس لدي شك بأن النظام سعيد جداً بأمثال هؤلاء” المعارضين، لأن عملهم يخدم ديمومة بساطير الطغاة.
بصراحة، إن القاسم يقدم” مفرقعة” قومجية، ليلتقي بقراءته للخلاف بين المكون الكردي وزملائهم في مؤتمر استانبول، بطريقة مبتسرة، عاجلة، كما فعل سلفه الشيخ عدنان عرعور، فالمكون الكردي في المؤتمر-وكنت على اتصال ببعضهم- تذمروا قبل بدء المؤتمر، بيوم كامل، وتعاملوا معهم بعقل استعلائي، استعراضي، مستقوين بالمضيف التركي، وبغيره، ثم إن من تم اعتماد أسمائهم من قبل نسخة ” دمشق”، من التوصيات والمقترحات، وهم بالأسماء ستة أشخاص، تم تجاهل خمسة منهم، لتوجه الدعوات بحسب أهواء هؤلاء المهيمنين-أصلاً- على المؤتمر-وهو سلوك بعثي- وهماً منهم بأنهم بذلك سيساس لهم قيادة دفة المؤتمر، من دون أن يعلموا أن الكردي-أياً كان- رضع السياسة مع حليبه، ولا يمكن لأي من دهاة السياسة، وعناترها، اللعب عليهم، وبهم، أجل، فالخلاف كان باستبعاد الأسماء المعتمدة في دمشق، والإصرار على طريقة البعث وجبهته، بتوزيع “وقت” المؤتمر ونعمة إلقاء الكلمات، ومكاسب الجلوس وراء المنصة، لأنفسهم، متجاهلين الكرد، إلا أن هؤلاء وببهلوانية، وإرضاء لمن يمول مثل هذا المؤتمر، والتقاء مصالحهم بمصالح قومجيي النظام، فقد مارسوا لعبة” نزع لافتة كتب عليها: ” الجمهورية السورية” بحسب الاتفاق، ووضع أخرى مكانها وهي” الجمهورية العربية السورية ولدي بعض الملاحظات السريعة ألخصها في مايلي:
1-لقد رحبنا جداً، بانحياز القاسم للثورة، وقطع علاقته بالاستبداد، ورحبنا بتسجيل اسمه في قوائم الشرف السورية، بدلاً من قوائم العار، بعد أن كان سفيراً إعلامياً للنظام السوري، يوجه ببهلوانية دفة النقد الحقيقي الموجه إليه، في وقائع موصوفة، عبر برنامجه” الاتجاه المعاكس”، وكان من ثمرة ذلك استقباله في مطار دمشق بسيارة من نوع” الليموزين” والبقية عند القارىء الكريم.
2-إن من يدعو إلى عروبة سوريا، هو لأخطر على الوحدة الوطنية، وليس من يدعو إلى “سوريَّة سوريا”، مادام أن الكرد ليسوا انفصاليين، بل يطالبون بالاعتراف الدستوري بحقهم، بالإضافة إلى مقاطعة كل سوءات وجرائم النظام، مادام أن مصطلح” الجمهورية العربية السورية”، هو أحد إنجازات النظام الأمني، وإن كان قد توارث ذلك من نظام أسوأ منه، سابق عليه، وأرسخ في الاستبداد، والإرهاب، وإن هؤلاء-حمقى التصرف-إنما بدعوتهم هذه، قد طالبوا بإعادة المياه إلى مجاريها، لنكون أمام سوريا، التي أسسها بُناتها الأولون، وكانت تسميتها الأولى، لا المزورة، التي يندب، في الدفاع عنها كل من فيصل القاسم، و الشيخ العرعور، مع احترامي له، وغيرهما، وإن كان القاسم يرى في الطرف الذي خرج من المؤتمر”حمقى” فلمَ يغضُّ النظر عن ذم ِّ طرف آخر، في المؤتمر نفسه، كان هو المحرِّف للاتفاق، وهو الذي أثار القضية، بتخطيط مسبَّق لتقديم الكرد على أنهم مخطئون..؟!.
– أحد من المؤتمرين الكرد لم يتحدث عن الانفصالية، والحركة الكردية في سوريا -برمتها- تتحدث عن ” مبدأ الشراكة” الوطنية، مع أخوتهم السوريين،عامة، فمطالبة تثبيت الشراكة، تقرأ لدى القاسم ومن” لفَّ لفه”، من قاصري النظر، على أنه الانفصال، ثم ولماذا لا؟، إن كان الشعب الكردي في سوريا يطلب ذلك-وهو لا يطلبه- فليطمئنَّ..!- وليس الأكثرية التي يتشدق به بهلوان اللعب بالكلمات والحقائق القاسم.
لم تكن في الخريطة الجغرافية والسياسية” لا سوريا” ، ولا عروبة سوريا، وإن الكرد في سوريا، إنما يعيشون فوق ترابهم، ولنا في التاريخ البعيد، والمتواصل في المنطقة خير الأدلة، وإن كانت المنطقة برمتها ساحة حضارات متعاقبة، وكان الكرد سكانها الأصلاء، منذ أجدادهم الحوريين، وحتى الآن.
وبالرغم من ذلك، فالكرد السوريون كانوا من أوائل من واجهوا الاستبداد، وكانت انتفاضة12 آذار2004، التي أسقط الكرد تماثيل الأسد، وهنا، أسأل إعلامينا” أو لم يكن عدم التفافه وسواه مع الثوار الكرد، حين كان سقوط النظام أسهل وأيسر، وقوفاً، مع الاستبداد، ثم أن الكرد أسقطوا من حسابهم تذكر الماضي، الألقريب، والأليم، هاجسهم الأول إسقاط النظام، ولكن أن يكون أصحاب الوعيد “العرعور” الذي أحترمه لدينه، ولعلمه، وهيئته، لا لرؤيته وخطابه الطائفي، والسيد القاسم، ألم يكن عدم ظهورهما-آنذاك- لظروف تخصُّ إقامة كل منهما ومصدر رزقه، وغير ذلك، تخاذلاً بحق أخوتهم ومواطنيهم الكرد..
بل وتواطؤاً…!.
أوافق الأخ القاسم، أن الوحدة الوطنية خطٌّ أحمرُ، ولكن ليس على طريقته-هذه- بل إن إثارة الموضوع، بهذه الطريقة، من قبله وسواه، هي محاولة لاستجرارنا، ككرد، لتوضيح الحقائق، فحسب، ردَّاً على المزوِّرين، خالطي الأوراق، وهو ما لا يخدم هذه الوحدة، ناهيك عن أي محاولة للتجييش ضد الكرد، أياً كان مصدره، فهي مؤامرة على الوطن ووحدته، وإن الاستقواء بخطاب الأكثرية-كما يوهم إليه- ضد الأقلية، إنما هو محاولة ل” صبِّ” الزيت على النار”، ناهيك عن أن ” حمل سيف النظام” وتطبيق نظريته “القومجية” المنافقة، لاالقومية التي أحترم، وأجل، وأنا الإنساني، في رؤيتي،هي التي أتعبت وطننا ومواطنه، محاولةً ل”صب” الماء الآسن، في طاحونة النظام نفسه.