لقد بات سقوط النظام السوري القمعي مسالة وقت لا اكثر ، فمن تابع جمع “سقوط الشرعية” و”ارحل” و”اسرى الحرية”، والجموع الهائلة التي خرجت تهتف للحرية وبسقوط النظام يدرك ان النظام بات يترنح مثل السكران الذي قد يوقع من جراء ادنى حركة فجائية، ومن نافلة القول ان الفضل في ذلك يعود الى الشباب السوري الثوري ، الشهداء منهم والمعتقلين في السجون، والذي ما زال يصدح بصوته في الساحات والميادين.
وازاء هذه الحالة التي باتت واضحة وضوح الشمس في رابعة الضحى، لم يعد من المناسب على الجانب الكوردي الركض وراء المعارضة وايا كانت، لان هؤلاء غير مستعدون لان يعترفوا بحقوقنا، واكون شاكرا وممتنا اذا جاء احدهم بنص من : برهان غليون، ميشيل كيلو، هيثم المالح، هيثم المناع، فايز السارة ، حسن عبدالعظيم ، جورج صبرا، عبدالمجيد المنجونة، علي البيانوني، وغيرهم، يعترف فيها اعترافا كليا بالحقوق القومية الكوردية، واقصد الاعترف الحقيقي غير المخفي وراء التحجج بالديمقراطية والمواطنة وغيرها من التي كان البعث اشد الناس تفننا في القائها وابعد الناس عن تحقيقها على ارض الواقع، ولا يمكن باي حال من الاحوال الفهم مما تقدم، اننا نحاول النيل من نضال هؤلاء في مقارعة النظام البعثي القمعي، او التشكيك في ممارستهم لسلاح الكفاح السلمي من اجل الولوج الى اعتاب مرحلة جديدة يكون البعث والاجهزة الامنية عناصر خارجة عن روح المرحلة القادمة.
ان الهدف الجدي والغاية التي يجب علينا جميعا ان نسعى اليها حاليا، بعيدا عن ضغوطات النظام ووعوده الفاشلة، وحالات الغضب من القائمين على مؤتمرات المعارضة هنا وهناك، هو ان نعمل على بناء اقليمنا الكوردي والذي سيشمل كل مناطقنا التاريخية ، اقليما يلمنا من الشتات والضياع ، اقليما يحفاظ على تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، اقليما يكون ذا شخصية اعتبارية وقانونية ودستورية، اقليما مزدهرا بثرواته وببتروله وزراعته وسكانه، اقليما يحفظ للاقليات الموجودة بين ظهرانينا حقوقهم الدستورية، اقليما يكون الاول على مستوى الوطن السوري في كل شيء في مثقفيه وكتابه وشبابه الواعي واحزابه الملتزمة بالعمل الجاد البعيد عن الايديولوجيات المفرقة، اقليما يجاور اقليم كوردستان العراق، وكوردستان المركزية ويرتبط بهما ارتباطات العضو بالجسد، اقليما ينهض بالحالة المزرية للاهالي ويؤسس لبنية تحية قوية ينصف فيه الفقراء والمحتاجون، اقليما يؤسس الجامعات والمعاهد والمدارس الحديثة ويرفر فرص العمل للجميع بالتساوي.
اكاد اسمع بعضهم يهمس، ويقول ان الرجل حالم اكثر من اللازم، وانه يتخيل امورا لن تكون، واجد نفسي ارد عليهم: اخواني من كان يصدق ان بامكان الكورد في العراق تاسيس اقليمهم القومي بعد كل المآسي والويلات من الداخل المجرم والخارج اللامبالي؟ ومن كان يصدق ان بامكان السوريين دحر نظام البعث الغاشم بهذه الروح البطولية نادرة المثيل؟ ومن كان يصدق ان بامكان اتباع جون قرنق تاسيس جمهورية جنوب السودان بعد عقود من النضال الشاق؟، اوليس ماوتسي تونغ هو القائل ان من الشرارة تندلع النيران؟ وقبله قال ماركس ان الشعوب عندما تهب للتحرر فانها لن تخسر الا قيدها؟ نعم اعلم ان المهام كبيرة جدا ، ولكن هل من حدود لهمة الشباب؟ وخاصة اذا كان شبابا قوميا حتى العظم، يفهم اصول الديمقراطية والمواطنة والنضال السلمي ولكنه في الوقت نفسه يعلم ان الله والشرائع وهبته حقه في نباء اقليمه القومي تكون قامشلو عاصمتها مهما كان الثمن.