شيرزاد عادل اليزيدي
في مقال لكاتب هذه السطور في “كوردستاني نوي” بعنوان :” د .
لطيف رشيد ومنظمة الفاو : رجل مناسب في مكان مناسب” نشر قبل انعقاد مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الدولية الاخير في روما ببضعة ايام وفي سياق التوكيد على اهمية ترشحه ممثلا عن العراق لرئاسة المنظمة الدولية اشرت الى اعلان الجامعة العربية دعمها مرشح العراق في هذه المعركة الانتخابية ما شكل حدثا يستحق بحد ذاته التوقف عنده حيث أن الدعم الرسمي العربي (المعلن وليس المضمر كما تكشف لاحقا) لترشيح الرجل عبر قياسا الى واقع منطقتنا المتخلف على صعيد العلاقات المتأزمة بين تراكيب مجتمعاتنا ومكوناتها القومية والمذهبية عن تطور نوعي هام لمفاهيم التعددية والشراكة وقبول الآخر فدعم الدول العربية لمرشح كردي في محفل دولي اممي لو كان صادقا ومبدئيا وليس مجرد وعود كلامية لشكل دلالة ذات مغزى وعلامة فارقة على طريق القطع مع المفاهيم الاحادية في العالم العربي خاصة في زمن الثورات والانتفاضات الراهنة العاصفة به.
لطيف رشيد ومنظمة الفاو : رجل مناسب في مكان مناسب” نشر قبل انعقاد مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الدولية الاخير في روما ببضعة ايام وفي سياق التوكيد على اهمية ترشحه ممثلا عن العراق لرئاسة المنظمة الدولية اشرت الى اعلان الجامعة العربية دعمها مرشح العراق في هذه المعركة الانتخابية ما شكل حدثا يستحق بحد ذاته التوقف عنده حيث أن الدعم الرسمي العربي (المعلن وليس المضمر كما تكشف لاحقا) لترشيح الرجل عبر قياسا الى واقع منطقتنا المتخلف على صعيد العلاقات المتأزمة بين تراكيب مجتمعاتنا ومكوناتها القومية والمذهبية عن تطور نوعي هام لمفاهيم التعددية والشراكة وقبول الآخر فدعم الدول العربية لمرشح كردي في محفل دولي اممي لو كان صادقا ومبدئيا وليس مجرد وعود كلامية لشكل دلالة ذات مغزى وعلامة فارقة على طريق القطع مع المفاهيم الاحادية في العالم العربي خاصة في زمن الثورات والانتفاضات الراهنة العاصفة به.
لكن للاسف سرعان ما تبدد كل ذلك التفاؤل والاستبشار وتكسر على صخرة الطبع الذي يغلب التطبع في الذهنية القومية العروبية التي لا زالت للاسف مستحكمة في هياكل ومؤسسات وتوجهات النظام الرسمي العربي المأزوم ولاسيما الجامعة العربية درة تاج هذا النظام المتهالك التي ليس سرا انها غدت ومنذ زمن لزوم ما لايلزم خاصة مع مواقفها المخجلة من المجازر والقمع الدموي الذي تجابه به الانتفاضات الشعبية العربية في غير بلد عضو فيها من سورية الى اليمن .
فالمجموعة العربية لم تكتف بنكث وعودها في التصويت الجماعي للمرشح العراقي بل انها لعبت دورا سلبيا حتى في دفع دول وكتل اخرى لعدم التصويت له ما كشف عن نية مبيتة لاجهاض حظوظ الرجل في الفوز التي لم تكن ضعيفة بكل الاحوال لا موضوعيا ولا ذاتيا لكنها العقلية اياها المتوجسة من الاخر لاسيما الاخر الكردي الذي لطالما مثل هاجسا مرضيا في لاوعي الآيديولوجيات والنزعات العروبية الحاكمة اللاواعية تعريفا تابى الا أن تعيد انتاج طرائقها وسياساتها الكارثية الخاطئة التي اوصلت العالم العربي الى ما هو عليه الان وجلبت الويلات والمصائب على مختلف شعوب المنطقة وليس فقط الشعوب العربية .
ألم يتعظ يا ترى المحرضون في مؤتمر الفاو في روما على المرشح الكردي العراقي من ممثلي الدول العربية لدوافع واعتبارات محض عنصرية بما آل اليه مصير السودان مع مطلع هذا العام حيث صوت غالبية شعب جنوب السودان لصالح الاستقلال عن الدولة السودانية في حدث تاريخي مثل ثورة سبقت ثورتي تونس ومصر ( كما أشار حازم صاغية في حوار أخير له مع “كوردستاني نوي” وكما أشرت في مقالي المعنون :”عام انهيار الدولة البوليسية العربية” – “الحياة” ) ثورة ليس فقط على الاستبداد السلطوي العربي المكين بل على مجمل الصيغة الدمجية الاعتباطية للدولة العربية الفاشلة ما بعد الاستقلالات في التوحيد القسري لقوميات واثنيات وطوائف مختلفة .
اليست مثل هذه المواقف والممارسات كما شهدنا مؤخرا في نكث الوعد بدعم مرشح العراق الكردي لرئاسة منظمة الفاو بشكل معيب وغير لائق لا أخلاقيا ولا دبلوماسيا ولا عروبيا ولا اسلاميا بطبيعة الحال اليست هكذا تصرفات دفعا صريحا للاكراد للبحث عن بدائل لخيارهم الاتحادي مع العرب وممارسة حقهم في تقرير المصير طالما ان الثقافة البعثية الاحادية والاقصائية متغلغلة ومتمكنة الى هذا الحد اقله في الوسط الرسمي العربي كي لانشير الى الوسط الشعبي .
والمفارقة ان احد الزملاء الأعزاء العرب العراقيين عاتبني مشكورا بعد قراءة المقالة التي كتبتها عن ترشح رشيد لرئاسة الفاو المذكورة أعلاه لعدم تركيزي كما يجب في المقال على دلالات واهمية دعم الجامعة العربية لمرشح كردي عراقي باعتباره مؤشرا صحيا يستحق الثناء والتوقف عنده باسهاب ولا اخفيكم انني قد اقتنعت بملاحظة الصديق القيمة تلك ولمت نفسي على عدم الاهتمام كما يجب في متن مقالتي تلك بمغزى الدعم العربي لانتخاب رشيد لرئاسة الفاو بل وفي قراراة نفسي كدت أقر بوقوف نزعة عنصرية لاشعورية ما لدي وراء ذاك اللاتركيز على الدور العربي في المسألة حتى انني فكرت في كتابة مادة اخرى للاضاءة اكثر على هذا الجانب تحديدا .
لكن الان ادركت كم انني كنت بعيد النظر ولو لا شعوريا عندما لم اركز كثيرا على دور الجامعة العربية في ترشح الرجل لذلك المنصب الدولي الحساس الذي كان سيكون نيله مكسبا دبلوماسيا وسياسيا واخلاقيا خالصا ليس للاكراد فقط بل لعموم العراقيين والعرب قاطبة فالرجل في النهاية لم يكن مرشح دولة كردستان المستقلة بل كان مرشح دولة العراق العضو الفعال والمؤسس في جامعة الدول العربية اقله كما ينص دستورها الدائم لكن يبدو ان العراق التعددي الفيدرالي ايضا ككل وليس كاقليم كردستان فقط وكدولة سباقة في ولوج عملية التحول الديموقراطي في المنطقة العربية لا زال عسيرا هضمه وقبوله كما هو في الاوساط السياسية الرسمية العربية التي وللاسف يبدو ان زلزالا مزلزلا ومدمرا بحجم الثورات والانتفاضات الشعبية المتناسلة في العالم العربي الآن لم يفلح بعد في زلزلة قناعاتها وثوابتها البليدة القائمة على نزعات تسلط واستعلاء وتفوق مريضة ليس على الأكراد وغيرهم من قوميات واثنيات وأديان وطوائف في منطقتنا فحسب بل وأساسا على العرب أنفسهم والدليل هو الموقف المخزي للنظام الرسمي العربي مما يحل بالشعوب العربية المنتفضة الآن على حكامها المستبدين من جرائم وفظاعات اوليس هذا الموقف المتفرج في احسن توصيف ينم عن احتقار ونبذ واضحين لهذه الشعوب العربية المنتفضة لحريتها وان بعد طول سبات .
فالمجموعة العربية لم تكتف بنكث وعودها في التصويت الجماعي للمرشح العراقي بل انها لعبت دورا سلبيا حتى في دفع دول وكتل اخرى لعدم التصويت له ما كشف عن نية مبيتة لاجهاض حظوظ الرجل في الفوز التي لم تكن ضعيفة بكل الاحوال لا موضوعيا ولا ذاتيا لكنها العقلية اياها المتوجسة من الاخر لاسيما الاخر الكردي الذي لطالما مثل هاجسا مرضيا في لاوعي الآيديولوجيات والنزعات العروبية الحاكمة اللاواعية تعريفا تابى الا أن تعيد انتاج طرائقها وسياساتها الكارثية الخاطئة التي اوصلت العالم العربي الى ما هو عليه الان وجلبت الويلات والمصائب على مختلف شعوب المنطقة وليس فقط الشعوب العربية .
ألم يتعظ يا ترى المحرضون في مؤتمر الفاو في روما على المرشح الكردي العراقي من ممثلي الدول العربية لدوافع واعتبارات محض عنصرية بما آل اليه مصير السودان مع مطلع هذا العام حيث صوت غالبية شعب جنوب السودان لصالح الاستقلال عن الدولة السودانية في حدث تاريخي مثل ثورة سبقت ثورتي تونس ومصر ( كما أشار حازم صاغية في حوار أخير له مع “كوردستاني نوي” وكما أشرت في مقالي المعنون :”عام انهيار الدولة البوليسية العربية” – “الحياة” ) ثورة ليس فقط على الاستبداد السلطوي العربي المكين بل على مجمل الصيغة الدمجية الاعتباطية للدولة العربية الفاشلة ما بعد الاستقلالات في التوحيد القسري لقوميات واثنيات وطوائف مختلفة .
اليست مثل هذه المواقف والممارسات كما شهدنا مؤخرا في نكث الوعد بدعم مرشح العراق الكردي لرئاسة منظمة الفاو بشكل معيب وغير لائق لا أخلاقيا ولا دبلوماسيا ولا عروبيا ولا اسلاميا بطبيعة الحال اليست هكذا تصرفات دفعا صريحا للاكراد للبحث عن بدائل لخيارهم الاتحادي مع العرب وممارسة حقهم في تقرير المصير طالما ان الثقافة البعثية الاحادية والاقصائية متغلغلة ومتمكنة الى هذا الحد اقله في الوسط الرسمي العربي كي لانشير الى الوسط الشعبي .
والمفارقة ان احد الزملاء الأعزاء العرب العراقيين عاتبني مشكورا بعد قراءة المقالة التي كتبتها عن ترشح رشيد لرئاسة الفاو المذكورة أعلاه لعدم تركيزي كما يجب في المقال على دلالات واهمية دعم الجامعة العربية لمرشح كردي عراقي باعتباره مؤشرا صحيا يستحق الثناء والتوقف عنده باسهاب ولا اخفيكم انني قد اقتنعت بملاحظة الصديق القيمة تلك ولمت نفسي على عدم الاهتمام كما يجب في متن مقالتي تلك بمغزى الدعم العربي لانتخاب رشيد لرئاسة الفاو بل وفي قراراة نفسي كدت أقر بوقوف نزعة عنصرية لاشعورية ما لدي وراء ذاك اللاتركيز على الدور العربي في المسألة حتى انني فكرت في كتابة مادة اخرى للاضاءة اكثر على هذا الجانب تحديدا .
لكن الان ادركت كم انني كنت بعيد النظر ولو لا شعوريا عندما لم اركز كثيرا على دور الجامعة العربية في ترشح الرجل لذلك المنصب الدولي الحساس الذي كان سيكون نيله مكسبا دبلوماسيا وسياسيا واخلاقيا خالصا ليس للاكراد فقط بل لعموم العراقيين والعرب قاطبة فالرجل في النهاية لم يكن مرشح دولة كردستان المستقلة بل كان مرشح دولة العراق العضو الفعال والمؤسس في جامعة الدول العربية اقله كما ينص دستورها الدائم لكن يبدو ان العراق التعددي الفيدرالي ايضا ككل وليس كاقليم كردستان فقط وكدولة سباقة في ولوج عملية التحول الديموقراطي في المنطقة العربية لا زال عسيرا هضمه وقبوله كما هو في الاوساط السياسية الرسمية العربية التي وللاسف يبدو ان زلزالا مزلزلا ومدمرا بحجم الثورات والانتفاضات الشعبية المتناسلة في العالم العربي الآن لم يفلح بعد في زلزلة قناعاتها وثوابتها البليدة القائمة على نزعات تسلط واستعلاء وتفوق مريضة ليس على الأكراد وغيرهم من قوميات واثنيات وأديان وطوائف في منطقتنا فحسب بل وأساسا على العرب أنفسهم والدليل هو الموقف المخزي للنظام الرسمي العربي مما يحل بالشعوب العربية المنتفضة الآن على حكامها المستبدين من جرائم وفظاعات اوليس هذا الموقف المتفرج في احسن توصيف ينم عن احتقار ونبذ واضحين لهذه الشعوب العربية المنتفضة لحريتها وان بعد طول سبات .