صالح دمي جر- بيروت
كلنا يعلم أن الإجتماعات والمؤتمرات واللقاءات التي كثرت في الآونة الأخيرة , متناولة ً الوضع السوري والسبل الآيلة إلى تدوير الزوايا الحادة بين الأطراف المختلفة أولاً في إنتماءاتها الاثنية والعقائدية و الفكرية وثانياً في بعض تفاصيل توصيف الأزمة وتصنيف المكونات الفاعلة فيها, ومحاولة ً وضع بعض الأسس والمبادئ التي تصورت للحظة أنها يمكن أن تكون مخرجاً للأزمة السورية , لم ترقى عملياً الى ملامسة سقف الثورة ومطاليبها, لأنها عانت نوعاً من الغربة بينها وبين الشباب الغاضب في الشارع.
هذا الشباب الذي فرض الواقع بكل معطياته و تجلياته , وأثبت أنه لم ولن يكون بإستطاعة أية جهة لا مؤتمر انطاليا ولا مؤتمر بروكسل ولا هيئة التنسيق ولا مؤتمر الإنقاذ ولا أي إطار آخر أن يمثله و يشق طريقه إلى حوار يؤسس لحل, قبل تهيئة مناخ وبيئة ملائمة تحقق حزمة مطالب تبدأ بالإنسحاب الفوري للجيش من المدن السورية ولا تنتهي بإصدار مراسيم أو تعديل مواد في الدستور.
وإذا كانت أغلب هذه الاطر قد إعترفت بغياب الصفة التمثيلية لديها وهي اللصيقة نوعاً ما بالشارع, فكيف يمكن والحالة هذه أن يجد ما سمي باللقاء التشاوري حول الحوار الوطني موطئ قدم له فيه ؟ بأي منطق يمكن أن تتحدث القيادة السورية عن جلوس الى الطاولة وبحث حلول ,وهي التي تتبع نهجاً إستعلائياً يحمل من البدائية والغباء ما يثير القرف والإشمئزاز, وعقلية فجة لا يمكن أن تؤدي إلا لمزيد من التباعد والنفور وترجمة أية مبادرة كإصطياد في الماء العكر.
طبعاً غير ممكن بل ومن المستحيل حتى مجرد التفكير بإمكانية التوصل لحل ٍ يرضي الشعب تحت تهديد فوهات المدافع للصباحات السورية وأماسيها ورص الدبابات كالجراد على جنبات الطرق الرئيسية ومداخل المدن المكلومة.
إذا أردنا أن نراضي أحداً إختلفنا معه فضربناه وأدميناه, ينبغي أولاً أن نمسح الدماء من على وجهه كخطوة نهدء بها بعضاً من روعه , تمهيداً لمناقشة الخلاف معه وحله .هذا إذا كنا نتحدث عن فردٍ يمكن أن تبرر بعض أخطاءه فعل الضرب, فكيف إذا كان هذا المدمى شعبٌ طالب بحق ٍ حرمناه منه على مدى عقود طويلة , فثار وإنتفض؟!
مشكلة النظام السوري هي أنه يحاول أن يضحك و يتذاكى على الشعب بكل مكوناته.
فهو على سبيل المثال يعتقل المئات بل الآلاف من المتظاهرين المسالمين والعزل ويتم تعذيبهم بطرق بشعة, ومن ثم يطلق سراحهم ويقال ها نحن ذا نجري إصلاحات , تماما كما فعل مع الكرد عندما أعاد الجنسية لبعضم واعتبر ذلك إصلاحاً حقيقياً ما بعده إصلاح .
يا لهذه الإصلاحات الذكية!!!
وها قد وصل إستخفاف السلطة بالكرد وتقزيم قضيته إلى درجة إعتلى فيها من كرّدته حديثاً, منبرالمونولوج البعثي ليتحدث بكل وقاحة عن أكثرية كردية ساحقة تؤيد الإصلاحات المزعومة لبشار الأسد , راجياً منه – بعيداً عن اي منطلق شوفيني – الشفقة على كرده وإستيزار إثنين منهم لا أكثر, ضماناً لحقهم في المواطنة .
حق المواطنة , هذا أقصى ما يستطيع النظام السوري أن يقدمه للشعب الكردي الذي قدّرعلى مايبدو لقيادات أحزابه أن لا تصيب الحكمة في إتخاذ القرارات المصيرية أمام كل إستحقاق يمكن أن يلحق الفائدة بالقضية , نتيجة تشرذمها وضياعها على مفارق الطرق.
وطبعاً لم يكن عدم ذكر الكرد أوما يشير إليهم في البيان الختامي لهذا اللقاء إلا إمعاناً في تهميش الشعب الكردي, كما لم يكن هذا البوق الذي أتى على قدر النفخ فيه زعيقه, إلا نتاج الأحزاب الكردية المتشرذمة و موقفها الذي بدأ يشهد نوعاً من الخلافات التي تؤسس لشرخ بين مكوناتها السياسية, سيوجه القضية الكردية ككل إلى ما لا تحمد عقباه إذا ما تفاقم.
مؤسفٌ حقيقةً أن يتم تحويل بعض قيادات الأحزاب الكردية إلى بيادق – وبرضاها- توضع كيفما شاء المزاج العربي بشقيه المعارض والموالي ويتم إضفاء صفة الوطني واللاوطني عليها حسب الإصطفاف المتوقع منها لصالح كل طرف وفق قاعدة (على قدر تصفيقك نعطيك).
هذه القيادات التي كان من الممكن أن تكون مؤثرة في المعادلة الداخلية و أن تكون بيضة القبان كما هم كرد العراق , لوأنها صبرت بعض الوقت وإستطاعت أن تتخلص من هذه العاهة المزمنة المتمثلة في التعاطي العاطفي مع السياسة ,التي كانت وما زالت تنخرعقلها من خلال تهافتها الصبياني على إصطفافات تحمل من التناقض ما يلحق الضرر بالقضية الكردية وما سيؤول إليه مستقبلها السياسي, في ظل غياب رؤى وآفاق تجسد ما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بينها وبين الشباب الكردي الثائر مثل أخيه العربي .
وإذا كانت أغلب هذه الاطر قد إعترفت بغياب الصفة التمثيلية لديها وهي اللصيقة نوعاً ما بالشارع, فكيف يمكن والحالة هذه أن يجد ما سمي باللقاء التشاوري حول الحوار الوطني موطئ قدم له فيه ؟ بأي منطق يمكن أن تتحدث القيادة السورية عن جلوس الى الطاولة وبحث حلول ,وهي التي تتبع نهجاً إستعلائياً يحمل من البدائية والغباء ما يثير القرف والإشمئزاز, وعقلية فجة لا يمكن أن تؤدي إلا لمزيد من التباعد والنفور وترجمة أية مبادرة كإصطياد في الماء العكر.
طبعاً غير ممكن بل ومن المستحيل حتى مجرد التفكير بإمكانية التوصل لحل ٍ يرضي الشعب تحت تهديد فوهات المدافع للصباحات السورية وأماسيها ورص الدبابات كالجراد على جنبات الطرق الرئيسية ومداخل المدن المكلومة.
إذا أردنا أن نراضي أحداً إختلفنا معه فضربناه وأدميناه, ينبغي أولاً أن نمسح الدماء من على وجهه كخطوة نهدء بها بعضاً من روعه , تمهيداً لمناقشة الخلاف معه وحله .هذا إذا كنا نتحدث عن فردٍ يمكن أن تبرر بعض أخطاءه فعل الضرب, فكيف إذا كان هذا المدمى شعبٌ طالب بحق ٍ حرمناه منه على مدى عقود طويلة , فثار وإنتفض؟!
مشكلة النظام السوري هي أنه يحاول أن يضحك و يتذاكى على الشعب بكل مكوناته.
فهو على سبيل المثال يعتقل المئات بل الآلاف من المتظاهرين المسالمين والعزل ويتم تعذيبهم بطرق بشعة, ومن ثم يطلق سراحهم ويقال ها نحن ذا نجري إصلاحات , تماما كما فعل مع الكرد عندما أعاد الجنسية لبعضم واعتبر ذلك إصلاحاً حقيقياً ما بعده إصلاح .
يا لهذه الإصلاحات الذكية!!!
وها قد وصل إستخفاف السلطة بالكرد وتقزيم قضيته إلى درجة إعتلى فيها من كرّدته حديثاً, منبرالمونولوج البعثي ليتحدث بكل وقاحة عن أكثرية كردية ساحقة تؤيد الإصلاحات المزعومة لبشار الأسد , راجياً منه – بعيداً عن اي منطلق شوفيني – الشفقة على كرده وإستيزار إثنين منهم لا أكثر, ضماناً لحقهم في المواطنة .
حق المواطنة , هذا أقصى ما يستطيع النظام السوري أن يقدمه للشعب الكردي الذي قدّرعلى مايبدو لقيادات أحزابه أن لا تصيب الحكمة في إتخاذ القرارات المصيرية أمام كل إستحقاق يمكن أن يلحق الفائدة بالقضية , نتيجة تشرذمها وضياعها على مفارق الطرق.
وطبعاً لم يكن عدم ذكر الكرد أوما يشير إليهم في البيان الختامي لهذا اللقاء إلا إمعاناً في تهميش الشعب الكردي, كما لم يكن هذا البوق الذي أتى على قدر النفخ فيه زعيقه, إلا نتاج الأحزاب الكردية المتشرذمة و موقفها الذي بدأ يشهد نوعاً من الخلافات التي تؤسس لشرخ بين مكوناتها السياسية, سيوجه القضية الكردية ككل إلى ما لا تحمد عقباه إذا ما تفاقم.
مؤسفٌ حقيقةً أن يتم تحويل بعض قيادات الأحزاب الكردية إلى بيادق – وبرضاها- توضع كيفما شاء المزاج العربي بشقيه المعارض والموالي ويتم إضفاء صفة الوطني واللاوطني عليها حسب الإصطفاف المتوقع منها لصالح كل طرف وفق قاعدة (على قدر تصفيقك نعطيك).
هذه القيادات التي كان من الممكن أن تكون مؤثرة في المعادلة الداخلية و أن تكون بيضة القبان كما هم كرد العراق , لوأنها صبرت بعض الوقت وإستطاعت أن تتخلص من هذه العاهة المزمنة المتمثلة في التعاطي العاطفي مع السياسة ,التي كانت وما زالت تنخرعقلها من خلال تهافتها الصبياني على إصطفافات تحمل من التناقض ما يلحق الضرر بالقضية الكردية وما سيؤول إليه مستقبلها السياسي, في ظل غياب رؤى وآفاق تجسد ما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بينها وبين الشباب الكردي الثائر مثل أخيه العربي .
12-7-2011