خالص مسور: التاريخ سيحاسب المتقاعسين وهواة الإنشقاق والمتهربين من وحدة الصف الوطني ومن يقصر عن ركب الحدث التاريخي التي تجري الآن في سورية والذي قد لايتكرر مرة أخرى وبهذا الزخم الثوري
بدابة نقول، أن مثل هذه الإقتراحات التي يطرحها موقع ولاطيمة، أو كميا كردا، أو أي من المواقع الإلكترونية الكردية الأخرى، يجب أن تكون موضع تقدير وثناء من قبلنا جميعاً لأنها النوافذ التي تؤدي إلى تفعيل الحراك السياسي الكردي على العموم، وتهيئتها لمواجهة الأحداث المستجدة على الساحة الكردية والعالمية على السواء.
وسندلي برأينا حول اقتراح موقع ولاطيمة الموقر حول إنشاء مركز قرار سياسي كردي فنقول:
من الأمور البدهية والتي لايختلف عليها إثنان اليوم، نرى أنه من الضروري العمل على إنشاء شكل من أشكال وحدة الصف أو إنشاء نوع من مركزية القرار الكردي وبدون تأخير وإبطاء، نظراً للظروف الإستثنائية والمصيرية الخطيرة التي تمر بها سورية على العموم وما يمس مستقبل الشعب الكردي على الخصوص.
وذلك ليصار إلى إيجاد صيغة سياسية لتوحيد الرؤية المشتركة للفعاليات الحزبية والمجتمعية الكردية على السواء تجاه الأحداث الجارية في وطننا سورية، والتمكين إلى توفير وزن وثقل سياسي مناسبين مبنية على الرؤية المشتركة للأحداث وسد الثغرات والقضاء على التشرذم والتشظي السياسي وتدعيم الثورة السورية الشعبية بكل زخم وقوة.
مما يتعين على قيادات الأحزاب والحركة السياسية الكردية اليوم التوقف برهة مع الذات ومراجعة النفس وترك الخصومات السياسية والخلافات الشخصية والمهاترات الحزبية العقيمة بل المسيئة للحركة السياسية الكردية نفسها جانباً، وأن تلعن ظلام التشرذم والتشت وتكيف نفسها وفق متطلبات المرحلة والظروف المستجدة التي تمر بها الحراك السياسي في سورية، والإنخراط بفاعلية في مسيرة الأحداث الجارية في سورية اليوم، حرصاً على تحقيق الأماني المشروعة للشعب السوري على العموم في الديموقراطية والحرية وما يتطلع إليه الشعب الكردي ضمن سورية ديموقراطية وتعددية موحدة.
وهو ما يتطلب – كما قلنا – من الأحزاب السياسية المبادرة بفعالية التنسيق مع مختلف الفعاليات المجتمعية الكردية وإحداث لجنة تنسيقية أو هيئة سياسية أو أي شكل من أشكال وحدة القرار الوطني ينوط به التفاوض عن الشعب الكردي مع الجهات المعنية، ويكون لها ناطقون رسميون يسمح لهم فقط بالإدلاء بتصريحات باسم الهيئة أو مركز القرار، على أن تضم هذه الهيئة سكرتيري الأحزاب إلى جانب – ما ذكرناه – من فعاليات مجتمعية مهتمة بمواكبة الحدث ونعني بالفعاليات المجتمعية ممثليسن عن المثقفين والمستقلين وتنسيقيات شبابية ومهتمين بالحراك الشعبي الذي يجري على الساحة السورية الآن، حتى تكون مستعدة للتعامل مع المستجدات التي تحدث في المنطقة العربية وسورية بالأخص، وحتى يتحمل كل فرد منا دوره ومسؤولياته في هذه الحراك والزخم الشعبي الإستثنائي الكبير، و العمل على دعم هذا الحراك أو بالأصح الثورة الشعبية السورية، والسير مع موكب الحرية وتنشق نسائم رياح التغيير والحرية القادمة بالديموقراطية والإزدهار للشعب السوري لامحالة، ونفض غبار العقود الماضية السوداء ورفع الغبن والمعاناة الأليمة عن الشعب السوري ككل، والتاريخ سيحاسب المتقاعسين وهواة الإنشقاق والمتهربين من وحدة الصف الوطني ومن يقصر عن ركب الحدث التاريخي التي تجري الآن في سورية والذي قد لايتكرر مرة أخرى وبهذا الزخم الثوري والظروف المواتية إلا بعد عقود أخرى من سنين من المعاناة والإضطهاد.
علي حامد: كان من الأجدر على هؤلاء القابعين بفنادق دمشق للتنسيق مع أطراف المعارضة الهزيلة، المكوث بقامشلو وقيادة التظاهرات وإخراجها من دائرتها الضيقة وتحويلها إلى تظاهرات بمئات الآلاف
ومن المؤكد ان شعبنا الكوردي، شارك ومنذ اليوم الاول في يوميات الثورة، لا بل كانت الفضائيات العالمية تنقل خروج اولى التظاهرات من المدن الكوردية في كل جمعة قبل غيرها من المدن السورية الاخرى، حتى ان اسماء قامشلو وعامودا وسرى كانييه اصبحت مشهورة عند معظم المهتمين بالاوضاع السورية، وكلمة ازادي الكوردية على كل لسان عربي، وادرك السوريون ان الكورد شعب حضاري ومتفهم لقضايا الوطن عامة، وليس لديه اي اجندة انفصالية خاصة بتمزيق سوريا كما دأبت الة الاعلام الامنية الحكومية السورية على الترويج لها، من اجل انتهاك حريات الكوردية وتمزيق النسيج الاجتماعي السوري على الدوام.
ولكن هذا الزخم الجماهيري الكوردي الفاعل، لم يقابله عقلية سليمة ومنظرة ومفكرة مدركة من قبل اكثرية التنظيمات العاملة على الساحة الكوردية، واي كانت تسمياتها ومسمياتها والرجال الذين يقفون خلفها شيابا كانوا او شبانا، فبدلا من الوحدة والتوحد وراء مطالب محددة واضحة منبثقة من ارضية مناسبة ملاصقة لهموم شعبنا، نرى بقايا تنظيمات او تجمعات جديدة لا تفرق رأسها من رجلها، ولاتعرف على اية بوصلة سياسية تضبط افكارها وتوجهاتها، والى جهة تميل و باي حلول ترضى، لا بل وصل الحد ببعضهم ان افترش ارض الشام باحثا لاهثا وراء المعارضة العربية وبالاخص اعلان دمشق، مقدمين فروض طاعتها العمياء لها، ولم يدركوا ان قامشلو هي الاولى بالمكوث فيها، وجماهيرها اولى بمنحها الطاعة والقبول، والتحرك بحسب متطلبات المرحلة الحساسة.
انا لا اقصد النيل من جهود احد وخاصة اذا كانت شريفة، ولكن احب الهمس في اذانهم، اننا يجب ان نثبت على ارضنا باقدام صلبة وان نترك هذه العادة السيئة الفاشلة في الاقتباس والبناء على اراء الغير، وهي الجهات التي اكدت على اخفاقها المريب لعشرات السنوات، وكأننا لسنا شعب متفرد بخصوصيته وتاريخه وقوته الجماهرية الخلاقة، ومع ذلك قد يهمس احد الاخوة ويقول ان هؤلاء يفعلون ذلك لانه فاقدون للشرعية اصلا يبين جماهيرهم، لذا يرغبون في ايجاد شريك سوري لهم، ليوهموا السشارع الكوردي عن بلهوانيتهم السياسية ومقدرتهم على نسج العلاقات النضالية مع اطياف المعارضة السورية الاخرى والانفتاح على الجميع.
بالله فليقل لي واحد من هؤلاء ماهو وزن السادة حسن عبد العظيم او ميشيل كيلو او لؤي حسين اوغيرهم حتى يلهثوا ورائهم وتسليمهم لجام حقوقنا القومية، مع ان اولئك لا يملكون من الشعبية والقوة على الارض غير بعض التصريحات الاعلامية ليس الا، بينما اثبتت الوقائع ان اي واحد منهم لم يستطع اخراج حتى عشرة اشخاص الى الساحات فيما مضى من الوقت.
وليقل لي احدهم كذلك ويشرح لي ما علاقتنا نحن الكورد بهذه التسميات الهلامية ، من امثال ” هيئة التغيير الديمقراطي” او” اجتماع سميراميس” او مؤتمر انطاليا” او ” مؤتمر الانقاذ الوطني” والحبل على الجرار، وهل هذه المخلوقات الاحادية الخلية غير القابلة للحياة، ستنصف حقوقنا القومية التي طالما تغنينا بها ورقصنا على انغامها لعشرات من السنين، برأي ان ايا منها لن تلبي ادنى حقوقنا، وان رغبة الظهور في الاعلام وايهام القواعد على انها تتقن لعبة السياسية هي الدافع وراء لهاث الكثير من ساستنا الى الحضور والمشاركة فيها.
ان من المعيب جدا ان نقول لغيرنا ان لمناطقنا التاريخية خصوصيتها القومية، ونحن بهذا الوزن الخفيف من السياسية، والله كان من الاجدر على هؤلاء القابعين بفنادق دمشق للتنسيق مع اطراف المعارضة الهزيلة، المكوث بقامشلو وقيادة التظاهرات واخراجها من دائرتها الضيقة وتحويلها الى تظاهرات بمئات الالاف، فالعيب كل العيب ان نرى مدن مثل درعا وحماه وحمص وريف دمشق تنتفض للثار من النظام، ونحن الذين اجرم بحقنا هذا المخلوق المجرم ابشع ما يمكن للعقل البشري ان يتصور من التفنن الجريمة .
لكل ذلك، ارجو من اطياف المعارضة الكوردية الحقيقية ومن الاشخاص المستقلين الذين يعلمون علم اليقين ان ارجلهم تلامس ارض الحقيقة و هموم الشعب الكوردي، الى التضامن واعلان برائتها من الراكضين وراء المعارضة السورية ولعنة الذين مازالوا يراهنون على عودة النظام من بعض الاغوات الذين باعوا انتمائهم القومي بحفنة من الليرات، وتشكيل كيان كوردي سياسي حقيقي لا يشكو من مركب الضعف والنقص، يكون محاورا جديا وشريكا فعالا مع المعارضة السورية المتمركزة في الساحات والشوراع وقلب الحراك الشعبي النابض، لان امتنا الكوردية وشعبنا المغلوب على امره، يستحق منا ان نقف الى جانبه ونحترم خصوصيته، واحترام مقدار التضحيات التي قدمها من اجل العيش بكرامة، ولا يهم ما سيكون اسم هذا التجمع، ومن سيترأسه، بمقدارما ان يكون معبرا حقيقيا لامال جماهيرنا التي سئمت من بعض تجار المضاربة وبهلواني البازرات السياسية الكاسدة.
علي حامد / مدرس جامعي
Alisalih93@yahoo.com
فتح الله حسيني: ليس بالضرورة أن يكون الجميع تحت مظلة الهيئة التي يراد تشكيلها، بل على الجميع حماية تلك المظلة
في هذه المرحلة الحرجة جداً، والتاريخية بامتياز، التي تمر بها البلاد، بلادنا سوريا، على الجميع تحمل مسؤولياته المناطة به، وأخذها بقوة، كما أخذ يحيى الكتاب بقوة، وربما على الجميع أيضاً تحمل المزيد من المسؤوليات بعيداً عن التزمت، ولغة التخوين والتشطيب التي عانينا من ها كثيراً، ومن ثم الانزلاق الى هاوية المعمعة الفارغة، والولوج مباشرة الى لب الموضوع دون الغمز واللمز من الشارع الكردي الثائر أو الحركة التحررية الكردية على حد سواء.
ما زال الكثيرون يرون، برؤاهم القصيرة، أن دور السياسي سائر لا محالة في اتجاه مضاد لددور المثقف، وما زال الكثير يرى في الملتزم حزبياً على أنه خائن ذكي والى المثقف على أنه مخلص من الشوائب، فيما تتطلب آلية كهذه، الفرز في الموضوع، وفي هذا المنحى، أؤكد، هنا، أن ليس كل من كتب مقالاً هو مثقف بالتأكيد يقف في جانب بعيد، ويقف بالضد منه من هو الحزبي الملتزم بهموم وبرنامج حزبه، علينا هنا، إذا كان في نيتنا ايجاد مخرج لتشكيل هيئة موحدة، لتكون مرجعية، ايجاد الآلية الوطنية للتخلص من كل المخلفات الخاطئة التي ألمت بنا، مرحلة مرحلة، لنتمكن من رسم خارطة جديدة، على الأقل، لوضعنا الكردي في سوريا، ومن ثم التفكير في وضه تلك الهيئة التمثيلية، موضع حراك، تمثلنا في محافلنا، القادمة على الأقل في دمشق راهننا.
أن آلية تشكيل هئية تمثيلية تتطلب بالضرورة، الوقوف على الجانب القومي من قضيتنا كقضية مزدوجة في سوريا، في أنها قضية شعب مختلف يجانب الشعب العربي في سوريا، وثانياً في أنه شعب سوري يستطيع رسم القرار الذي أنيط به الأخذ به، على الطرف الآخر، يتطلب منا ككررد، مثقفين وحزبين ومستقلين وفلاسفة ومنفيين قسريين وطوعيين، صحفيين، كتاب، فنانيين، هل أحدد بعد، أم هؤلاء فقط شرائح مجتمعنا، إذا يتطلب الانحياز الى مضمون وعدالة قضيتنا قبل تصفية الحسابات الشخصية والخاطئة من لدن البعض تجاه هذه الشخصية وتلك الشخصية.
ليس بالضرورة أن يكون الجميع تحت مظلة الهيئة التي يراد تشكيلها، بل على الجميع حماية تلك المظلة لتصبح مرجعاً للألم الكردي، في هذه الفرصة التاريخية لشعبنا الكردي في سوريا الذي دافع عن كرامته المهدورة في أحلك الظروف رغم قساوة الظروف التي خيمت على حياته وظروف هجرانه وسكونه في المكان.
الكل، نعم الكل، مطالب بوقفة عز، لا وقفة كراهية، لأن ما يهمنا أكل العنب وليس قتل الناطور، ما يهمنا استمرار الثورة لا المراهنة عليها، ولكل الحروب هدنة، ولكن معركة استراحة قصيرة للمحارب.
د.
محمود عباس: من الضروري أن يتشكل هيئتين منفصلتين شكلياً، أحدهم في الداخل والآخر في الخارج
لا اختلاف على أن الأغلبية من الكرد كانوا على قناعة بأن الآتي من الأيام ستكون ثورة داخلية في عمق التشرذم الكردي، والتفتت كاد أن يكون له نهاية، خاصة عندما أنبثق فجأة ندوة لقادة الأحزاب الكردية ( wek kumikê piştî tavên baranê)… وهكذا بداية لحلقة جديدة من السياسة في الواجهة، يدفعها شريحة من ماوراء الستارة، لتمرير أجندات متعددة الأطراف، وكأن الأغلبية كانت إما على وفاق عليه أو كانوا قد رضخوا له، لكن الأيام أثبتت العكس وظهرت التناقضات والتضاربات، وبدت للعيان ثانية إنشقاقات البيت الكردي السياسي، وما سبقتها من الإختلافات في المواقف، والتنازلات للقوى المعارضة العربية الشكلية، والتي تسير تحت أجندات قوى متعصبة للقومية العربية لا تقل عن البعث نفسه، وشخصيات كردية تمثل قوى كانت حتى البارحة تتقدم الحركة بثوريتها، والتي أظهرت بتصريحاتها وكأنها تعكس صوت الشارع الكردي، لكنها توضحت بعد أيام بأنها لم تكن سوى مزايدات على الحركة الكردية عامة وعلى شباب الشارع الكردي، وغيرها من الألاعيب السياسية أصبحت واضحة للجميع، والكثير منها للأسف مقرفة، ومؤسفة أكثر من حالات الإنشقاق الذي كانت عليه الحركة السياسية في السابق، ولا يعني هذا بأننا ضد التعامل والمحاورة مع الآخر، لكن الآخر الذي يعترف بالمحاوره وبكيانه، ذات الاستقلالية الخاصة.
لم أذكر الأسماء فهي بينة للجميع، ونحن الجميع في نفس القارب.
الإختلاف في الآراء حول المؤتمرات التي جرت والتي تجري وستجري في القادم من الزمن، في الداخل السوري وخارجه، يبين بؤس حقيقة الكيان السياسي الكردي، وضعفه في المحافل الوطنية والعالمية، وظهرت بأن المعارضة العربية مهما كانت ضعيفة لكنها تملك القدرة بالتلاعب بالقوى الكردية وبمقدراتها، كما ولها الإمكانية التلاعب ببوصلتهم السياسية، رغم ظهورهم أمام جماهيرهم بالتزمت في بعض المواقف التي طرحت من قبل القوى العربية في الخارج خاصة، تلك المواقف التي تصبح هناك في الأسواق الآخرى هشة.
المطالبة ببناء كيان كردي موحد تترأسه لجنة مشتركة من جميع الأطياف الكردية، تملك الصلاحيات الواسعة في إبداء الرأي في المحافل الوطنية والدولية، كان مطلباً قوياً ودائم الحضور منذ الإنشقاق الأول في الحزب الكردي، وقد أثير هذا في السنوات الآخيرة وبشكل واسع من قبل الحركة الثقافية والإعلامية الكردية وتحت مسميات متعددة، وكثيراً ما كانت هناك محاولات في ذلك الإتجاه، بعضها كانت جادة في الرغبة والعمل، وبعضها كانت من باب تسكيت صوت الجماهير والمثقفين، ومنها ما كانت واضحة في مزايداتها، لكن المهم الآن وما يتطلبه الواقع الكردي الجاري، والحركة الثورية المتسارعة في الشارع، والتي ستأتي على أنقلابات جذرية في الكثير من البنية التحتية للوطن والمواطن في الشرق عامة، وفي الداخل الكردي أيضاً، وليكونوا الكرد مهيئون لمثل هذا التغيير، يحتاجون في البداية إلى بنيان متين ملائم، لتقبل إعادة البناء، والوضع الحالي الذي عليه الحركة الكردية لا تبشر سوى بوضع مزري قادم، وأعني بهذا، الحركة الثقافية قبل السياسية، حيث التشتت والبعد عن الجماهير الكردية لا تختلف كثيراً عن وضع حركتنا السياسية، وأعني التشتت وربما بعض الضحالة في المفاهيم العامة، الحركتين الثقافية والسياسية معاً يهرولون وراء الشارع الكردي، ولم يحصل بأن أي منهم استطاع أن يمثل حقيقة الريادة للجماهير وشارعها، والأسباب عديدة، أغلبها موضوعية، خارج إرادة المثقف الكردي، وله ما يبرره في أغلب الحالات، وعلى رأسها الوضع الإقتصادي العام، يعدون على الأصابع المثقفون الذين هم مفرغون للبحث والدراسة، والتنقيب عن الأفضل.
لكن بالنسبة للسياسي فهي أسباب ذاتية أكثر من ما هي موضوعية وهم ورائها بقصد وتعمد، على الأقل في هذه الفترة، وهي ما تسمى عادة بخطأ فهم الماضي، والتخبط في قراءة الواقع، وعدم رؤية المستقبل بشكل واضح، والكثير منها بسبب تداخلها مع أجندات مصالح خاصة حزبية أو شخصية.
نحن أمام زمن صعب قادم، والجميع يدرك بأن المواجهة لا بد وأن تكون بكتلة واحدة حتى ولو كانت بمفاهيم مختلفة، لكن في النهاية نقف على رأي مؤكد بأنه لابد من تكوين هيئة وطنية كردية واحدة بممثلية مشتركة في إطار المفاهيم العامة، ومن جميع الأطراف، بلجنة تمثل الجماهير وجميع القوى، مع هيئة ثانية أوسع تتبعهم، يمكن العودة إليهم في حالة الإختلاف على المواقف أو الخطوات المتجهة لتكوين مستقبل ما، وأن تكون خارج مدارك الإملاءات الداخلية الكردية أولاً والخارجية ثانياً، وبالتأكيد مثل هذا التجمع سوف يؤدي إلى إزالة العديد من الأسباب الموضوعية والذاتية لدى الحركة الكردية بشكل عام، ولسوف يؤدي إلى فتح أبواب ربما كنا نحلم بطرقه، ولا زلنا لا نتجرأ بالتقرب منه.
مصاعب جمة حيلت في الماضي دون الوصول إلى هذه الغاية، والإنتقادات التي كثيراً ما تجاوزت الحدود، تدرجت إلى معارك كلامية حادة، أدخلت الحركة الكردية بمجمله والشعب الكردي عامة في دوامة من الضياع والصراع مع النفس أكثر من مما كانت عليه مع السلطة، لكن وكما ذكرنا وذكرها العديد من الأخوة المثقفين والكتاب، بأن الوقت قد حان لنعيد الحسابات حيث الزمن يجري لصالح القضية الكردية وما يتطلبه هو تكاتف ونية صافية في بناء هذه الهيئة التي ستكون فخر للحركة والجماهير معاً.
ويبقى السؤال الأهم والذي يقع خارج إطار التلقين والنصائح، ونحن الجميع الذين حاولنا أن نجاوب على سؤال الأخوة في موقع “welatê me” لم نتطرق إليه بشكل واسع، وهو أختيار الحركة أو المجموعة التي يجب أن تأخذ دور الريادة في هذا العمل، كما ولم نتطرق إلى أصعب الوسائل التي يجب أن تكون موجودة لتسهيل عمل الذين سيقومون بهذا الفعل المنير، ألا وهي الناحية المادية، والكل يدرك بأن هذه الوسيلة من أهم وأصعب الأبواب التي يجب طرقها وفتحها للدخول منها إلى الميدان الفعلي.
جميع المؤتمرات التي حدثت حتى اليوم منذ قيام الثورة الشبابية في سوريا تتبين بوصلتها من خلال الذين دعموها مادياً، أو من الذين وقفوا في الخفاء ومدوا الندوات بالغذاء اليومي.
لهذا على الذين سيتكفلون بمثل هذا العمل ، فيما إذا ظهر تحرك على الساحة في القادم من الزمن، أن يبحث بعمق عن المصدر السوي في التمويل، وبلا مصدر قوي سيكون البناء ضعيفأ، وقابلاً للنقد والنقد الجارح…
إضافة إلى ما اقترح، والذي يحتاج إلى تفصيل أعمق، نرى بأنه من الضروري أن يتشكل هيئتين منفصلتين شكلياً، أحدهم في الداخل والآخر في الخارج، لأننا لا نستبعد أن يكون هناك إملاءات جانبية على بعض الأطراف، وعلى الجهتين، والأشرس هي التي ستكون في داخل الوطن، ومن هناك يمكن أن تتشكل هيئة مشتركة، أولجنة تشرف على الهيئتين.
سؤال طرح، وكان قد طرح من قبل بعض الأخوة الكتاب، وتكررت الدعوات من قبل بعضهم قبل اسابيع، والأغلبية يفكرون به، ويحلمون بتحقيقه، ويبقى جميلاً وممتعاً في كل آن وحين، وكلما طرح وكلما أزاداد النقاش حوله، ستصبح الفكرة أثمن وأوضح، كالجوهرة التي لا يفقد الإنسان اللذة بالنظر إليها والحديث عنها، علنا يوماً نحصل على أمتلاكها ولمسها على أرض الواقع.
د.
محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
mamokurda@gmail.com
م.رشيد: فرصة ذهبية على الكورد انتهازها
بداية كل الامتنان والتقديرللجهود المبذولة لتوفير هذه المساحات الحرة (التي يجب ألا يراقبها سوى الوعي والخلق والضمير) من المنابر الأعلامية الحديثة (المواقع الالكترونية) لكل من يجد في نفسه الكفاءة والرغبة للتعبير وابداء الرأي في المسائل الهامة والشائكة والحساسة التي تهم الوجود الكوردي وتطلعاته، وايصاله إلى من يهمهم الأمر من الخاصة والعامة، بعد أن كانت مثيلاتها وأخواتها من الوسائل (حتى زمن غير بعيد) محتكرة ومقيدة من قبل أناس نصبوا أنفسهم نخباً وقادة وأوصياء وورثة حصريين للقضية الكوردية، يملكون كامل الحق والأهلية بالتصرف بها والتحكم بذمامها وتحديد مصيرها وكل ما يرتبط بها، فشكراً للعولمة التي فتحت للمظلومين والمهمشين والمقموعين..(الغالبية العظمى من الشعب) آفاقاً رحبة وشاسعة بفضل تقنياتها الحديثة والدقيقة (خاصة في مجال الاتصالات)، وبفضل مفاهيمها الداعية للحرية والديموقراطية وحماية حقوق الإنسان كي يعيش بسلام وأمان.
منذ أن وعيت، أعيش آمال القضية وآلامها (وأنا إبنها)، أبحث عن كثب في جذورها وحضورها، وأمعن في متونها وشؤونها، وأفتش عن أسباب تلكؤ مسيرتها وتعثر حلها، أيقنت دائماً وأبداً أن الإرادة الدولية كانت تقف حائلاً أمام تطلعاتها ورافضاً لطموحاتها، تلك الارادة المتمثلة بصانعي القرار العظام في العالم(الدول العظمى)، والمبنية على أساس مصالحهم عبر المساومات والتوازنات القائمة بين الأقطاب والأحلاف المتصارعة، ويأتي انقسام البيت الكوردي وتفرق صفوفه (إلى حد الاقتتال الداخلي في أغلب الأحيان) قاصماً للظهور ومحطماً فرص العبور، بسبب طغيان الايديولوجيا الحزبية وسلطان الروحية المتزمتة وغطرسة الأهواء والنزعات الفردية- العصبوية ..
والتمسك الأعمى بقوالبها والالتزام الحديدي بقواعدها والدفاع المستميت عن أحقيتها وأفضليتها.
يؤخذ على الكورد في مسيرة نضالهم التحرري بعدم تبنيهم لمختلف أشكال النضال معاً، وحصرها في السياسي والعسكري غالباً وإهمال غيرها، وعدم اتقانهم للمناورات والتكتيكات وسط الأطراف المتصارعة-المتوافقة على مصيرها، ولم ينجحوا في إيجاد تقاطعات وقواسم مشتركة مع مراكز القرار والإدارة والقوة في العالم، لذلك كانوا دائماً يخسرون على طاولة المفاوضات كل ما يحققونه في المعارك، لأنهم كانوا يضعون جميع بيوضهم في سلة واحدة، وتتكرر التجربة في كل مرة أكثر مأساة وفداحة بعد كل منعطف تاريخي يمرون فيه، ثم ينتظرون فرصاً جديدة ليستنهضوا من كبوتهم ويلملموا جراحهم ويرتبوا أوراقهم استعداداً لخوض جولات أخرى من الكفاح والجهاد التي لم تنته بعد، ولن تنتهي طالما بقوا أحياء على وجه البسيطة مضطهدين ومحرومين من أرضهم وسمائهم وثرواتهم.
الآن ورياح التغيير تهب على المنطقة ومنها سوريا، لإسقاط عروش الاستبداد والفساد، وتحقيق الحرية والكرامة للعباد، وتمكين جميع مكوناتها بمختلف ميولها ومشاربها لتكون شركاء في السلطة والثروة وإدارة البلاد، وهذه فرصة ثمينة للكورد (لاتعوض ولا تتكرر دائماً) ليثبتوا وجودهم وينالوا حقوقهم الوطنية والقومية المسلوبة منهم منذ عشرات السنين بفعل السياسات الشوفينيية والمشاريع العنصرية المطبقة بحقهم من قبل الأنظمة المتعاقبة على الحكم..
الكورد يمتلكون أوراقاً قوية رابحة إذا أجادوا إبرازها في الزمان والكمان المناسبين ونذكر بعضها :
1- الكورد (شعباً وأرضاً) جزء أساسي وأصيل من التاريخ السوري ونسيجه الاجتماعي والسياسي..وحضورهم الوطني فاعل ومشرف في جميع ميادين التحرير والبناء والتطوير..منذ تشكل الدولة السورية وإلى تاريخه.
2- عدالة حقوق الكورد ومشروعيتها وفق جميع المعايير الوطنية والانسانية والأممية تمنح الكورد الثقة بالنفس والجرأة والعناد، وتنزع عنهم ثوب الخجل والوجل ودواعي التردد والتهور والتعصب والعنف..في تداول قضيتهم، لأنهم يستندون على قاعدة قانونية وشرعية شعبية صلبة تفرض صداها ونبضها على كل من يجد نفسه مسؤولاً أو ممثلاً أومفاوضاً عنهم.
3- حضورهم الديموغرافي(يتجاوز تعداد الكورد الذين يتكلمون الكوردية 3 مليون ما عدا الذين اندمجوا في طوائف وأعراق أخرى، ويعتبرون القومية الثانية في البلاد) وتوزعهم الجغرافي على خارطة الوطن(في مناطقهم وفي المدن الكبيرة) والعالم في الشتات والمهجر.
4- وجود أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية وأخرى ثقافية..
تمتلك خبرات وكوادر وطاقات قادرة على تنظيم صفوف الكورد وقيادة نضالاتهم .
5- اهتمام الرأي العام العالمي لتطورات القضية الكوردية (لأهميتها وخصوصيتها وحساسيتها..) جعلها ملفاً ساخناً وحاضراً على طاولة المفاوضات والترتيبات والتوازنات..
الاقليمية والدولية (لا يمكن تجاوزه أو اهماله).
6- البعد الكوردستاني والمكاسب المحققة في الأجزاء الأخرى(الفدرالية في العراق،المكاسب الثقافية والبرلمانية والبلدية في تركيا) تعطي زخماً ودعماً لطبيعة المطالب وسقفها في سوريا، بشرط عدم تدخلها وفرض أجندتها ووصايتها على أي عضو عامل على الساحة الكوردية في سوريا.
7- البعد الوطني وتصاعد القوى الديموقراطية والوطنية محلياً، وتفهمها واستجابتها لمطاليب الكورد تمنحهم الثقة والشرعية والمصداقية والجدية..
للعمل معاً وفق برامج ومناهج مشتركة ضمن أطر وتشكيلات وطنية عامة وموحدة(كاعلان دمشق).
8- المنهج السلمي والديموقراطي والمدني للكورد في نضالاتهم، يكسبهم المزيد من الأصدقاء والأنصار في العالم، والمزيد من الفرص والآفاق والأدوار المميزة والفاعلة والراجحة..
في المواقف والمواقع في شتى الميادين والمجالات .
أما بشأن الدعوة للمشاركة في حوار هادئ وجدي ومسؤول لتأسيس هيئة تمثيلية ومركز قرار كوردي( حديث الساعة وموضوع البحث)، سبق وقد ساهمنا من تلقاء نفسنا وطرحنا وجهة نظرنا بما يملي علينا وعينا وواجبنا وضميرنا..وفي مناسبات عديدة برؤى وآراء مدونة على صيغة مشاريع ومقترحات، وعبرمقالات نشرناها في جرائد حزبية وأخرى مستقلة، وبخاصة بعد ظهور البيرسترويكا والغلاسنوست مع بداية تولي غورباتشيف زعامة الاتحاد السوفياتي سابقاً، وتأثيرها (الطفيف) على الوضع الكوردي سياسياً وفكرياً، تناولنا فيها أسباب أزمة الحركة الكوردية وسبل تجاوزها، وقدمنا مشروعاً عن تشكيل مرجعية كوردية، ومواضيع أخرى فكرية وسياسية تتعلق بثوابت وأسس للقضية الكوردية، وجميعها موثقة ومحفوظة في أرشيف المواقع الالكترونية الكوردية التي تولت آنذاك نشرها مشكورة (من بينها ولاتي مه وﮔه ميا كوردا بعد انطلاقتهما).
جاءت أحداث 12 آذار كنقطة تحول كبرى في مسارالقضية وأبعادها، تناولناها بموضوعية وواقعية، من منطق تحليلي وتوصيفي وتشخيصي..، وعندما داهمت موجة الاصلاح والتحول بلداننا منذ 15 آذار الماضي، وقفنا ملياً عند بداياتها وفصولها تحت عنوان سقط القناع عن القناع، ثم البوصلة الكوردية والبراغماتية اللازمة، وأخيراً وضعنا النقاط على الحروف كما نشاهدها ونقرؤها(يمكن العودة إليها).
والآن لم يبق أمامنا سوى التذكير ببعض المقترحات والتوصيات التي نراها هامة وضرورية لبلوغ الغاية المنشودة والمرجوة في الدعوة الكريمة التي أطلقوها محررو الموقعين العزيزين والقديرين ولاتي مه وﮔه ميا كوردا :
– المطالب الكوردية القومية تتركز في الاعتراف الدستوري بالكورد (أرضاً وشعباً) وإعادة حقوقهم الوطنية والقومية والانسانية..، والمسلوبة منهم بفعل السياسات الشوفينية والمشاريع العنصرية المطبقة بحقهم وإلغاء جميع القوانين والمشاريع الاستثنائية ومرجعياتها وتبعاتها، والتعويض عن المتضررين من جراء تطبيقها، هو شعار استرتيجي ثابت لا يجوز النقاش فيه، ومطلب جماهيري عام يفرض على الجميع الالتزام به والنضال من أجل تحقيقه.
– المطالب الكوردية الوطنية تتلخص بوضع دستور جديد، يلغي هيمنة أية قومية أو طائفة أو أية قوة سياسية أو دينية..على مقاليد السلطة، ويبنى على أساس الانتماء الوطني، دون تمييز أو تفضيل بسبب العرق أو الدين أو المذهب، لتشكيل دولة مدنية ديمقراطية تعددية يكون الشعب فيها مصدراً للشرعية والسلطة، وتتوفر في ظلها المساواة التامة (أمام القانون) في الحقوق والواجبات والشراكة الحقيقية في السلطة والثروة، وتتحقق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وفصل السلطات الثلاثة عن بعضها، وفصل الدين عن الدولة على مبدأ الدين لله والوطن للجميع.
– بسبب فشل جميع المحاولات الرامية لتأطير قوى الحركة التحررية الكوردية وتوحيدها ابتداء من المؤتمر التوحيدي الذي أشرف عليه البارزاني الخالد في ناوبردان عام 1970 ومشروع الجبهة بين البارتي واليساري في 1978، مروراً بالتنسيق بين اليساري والتقدمي والديموقراطي السوري، ثم التحالف الأول والتحالف الثاني ثم المجلس السياسي بمكوناته (الجبهة والتحالف والتنسيق) وأخيراً مجموع الأحزاب الكوردية التي تفككت أوصالها عند أول محك عملي واختبار فعلي بالرغم من توقيع جميعها على المبادرة الكوردية، لابد من الركون إلى الثوابت والاتفاق على القواسم المشتركة مع جواز حرية العمل والنشاط في الشكل والأسلوب وفق خصوصية كل فصيل وامكاناته وتحالفاته وظروفه على أرض الواقع..
دون إقصاء أو تهميش تحت أية ذريعة كانت.
– التأكيد على أن الحركة التحررية الكوردية تتكون إلى جانب الأحزاب السياسية من التنسيقيات الشبابية التي أوجدتها ثورة التغيير حديثاً، وكذلك الذين أثبتوا حضورهم في المجال الثقافي والإعلامي والسياسي والحقوقي ..، إضافة إلى المهتمين والمتعلقين فعلياً بالقضية من النخب والفعاليات الاجتماعية والدينية والمهنية..، ومنظمات حقوق الانسان ومؤسسات المجتمع المدني..والكل شركاء في القضية بما لها وماعليها.
– ضرورة منح الاعتبار وتقديم الدعم والرعاية للحركات الشبابية لتوحيد صفوفها وترتيب أمورها وتحسين أدائها، ومنعها من التهور أوالانفعال أو الانزلاق في مواقع لا تخدمها وأهدافها، تلك الحركات التي فوتت الفرصة على الشوفينيين والطائفيين والمتعصبين في الأوساط الشعبية والرسمية، واخفاق مساعيهم الرامية لتأليب بعض المكونات على الكورد وتخوينهم وعزلهم وطنياً، فأنجزت اللحمة الوطنية برمزية جمعة آزادي على امتداد الخارطة الســــورية..
وأوجدت شروطاً وظروفاً جديدة لتداول القضية الكوردية على الصعيدين الوطني والقومي.
– من الضروري تحديث وتطوير الأحزاب تنظيمياً وفكرياً وحراكاً وخطاباً..
لتلائم ظروف المرحلتين الراهنة والقادمة، والتخلص من النمط السلطوي الشمولي العقائدي..وتفكيك عقد الخصومة المزمنة بين أقطابها،وخروجها من أحضان الأوصياء والأولياء، واختزال أعدادها غير المنطقية وتكتلاتها غير المبررة في وحدات تجميعية تناسب حجم وطبيعة الشعب الكوردي، وذلك لتكون مقدمة سليمة لايجاد اطارعام وشامل تنبثق عنه هيئة تمثيلية ومركز قرار كوردي موحد.
– ضرورة الحضور الكوردي في كل اللقاءات والمبادرات والمؤتمرات والحوارات..
التي تعقد في الداخل والخارج وعدم التغيب عنها، جماعياً كان أوافردياً على كل الجبهات والاتجاهات ..وباسم أي كان، لأن المهم هو التمثيل الكوردي بحقوقه ومطاليبه من دون تنازل أو تفريط بها، وتحقيق مكاسب للقضية، وهنا تبرز أهمية التنسيق والتوحيد في الجهود، واستنفار كل الاحتياط واستغلال كل الطاقات دون استثناء أو تهميش..
وزجها في المعركة المصيرية في المرحلة الانتقالية الحالية(فترة المخاض)..
– ضرورة الاستئناس والاستفادة من تجربة كوردستان العراق أثناء العاصفة التي سبقت الإطاحة بنظام صدام، حيث وحّد الكورد صفوفهم وخطابهم آنذاك(ضمن الجبهة الكوردستانية)، وتحاوروا مع كل الأطراف حتى صدام نفسه، ونسقوا مع المعارضة بمختلف أطيافها، وتحالفوا مع القوى الداعمة للحرية والديمقراطية في العالم، وذلك لتثبيت حقوقهم وبلوغ أهدافهم وهذا ماحصل فعلاً.
– يجب توخي الحذر والحيطة من سرقة التضحيات والجهود المبذولة من قبل الجهات المتسلقة والانتهازية، التي لن تبرح أوكارها إلا بعد أن توضع الأحداث أوزارها، وتفصح عن أسرارها وأضرارها، وحينها ستكثر تنظيراتها وتفسيراتها وتحليلاتها ..
وخاصة الذين غابوا طيلة الأشهر الماضية عن وعي وتصميم، بعد أن كانوا أسوداً و ديكة على جميع المنابر الاعلامية بمناسبة أو بدونها حتى قبل نشوب الثورة بقليل..
– الثورة لا تعني كنس الماضي دفعة واحدة، بل تحتاج إلى تغيير تدريجي سلمي لكل ما بني وتراكم طوال عقود من الفساد والاستبداد، فلا يمكن شطب حقبة من التاريخ واقصاء شريحة من المجتمع (وهذا مرفوض) بمقالة في صحيفة أو هتاف في الشارع أو مقابلة في التلفزيون أو مشاركة في مؤتمر …لأن الكنس يكلف الوطن العظيم والفظيع من التضحيات وهدر الطاقات و… لذلك يبقى الحوار الوطني والحل السلمي هو المقترح وهو المفضل.
– نشأت الحركات الاحتجاجية في الشارع طلباً للحرية والكرامة والديموقراطية، لذلك فإن أي مصادرة لحرية الرأي والتعبير والتظاهر مرفوض،واعتبار أي محتج مندساَ أو إرهابياًً غير مقبول، في ذات الوقت أي اجبار أو اكراه على الاحتجاج مدان (كهتاف : يللي ما بيشارك ما في ناموس ).
– يجب التنبه للتدخلات المتعددة في الشأن الداخلي (الاقليمية والدولية)، فلكل منها أجنداتها الخاصة بها، مدروسة ومخططة فإما اقتصادية أو طائفية أو سياسية أو أمنية..
يتطلب الحذر من الانخراط فيها أوالانجرار ورائها ،وتجنب ارتكاب أخطاء تاريخية لا تندمل جروحها ولاتمحى آثارها بسهولة من ذاكرة الشعوب، ولا يجني الكورد منها سوى الانتقام والندم ودفع الثمن (…؟!).
– ضرورة الاستشارة والاستعانة بذوي الاختصاص والخبرة..
في كل المواضيع والمشاريع والقوانين المطروحة للنقاش والبحث..قبل إقرارها أوالتوقيع عليها، كما ينبغي الجمع بين القديم (الشيخ) ذو الخبرة والجديد (الشاب) ذو القدرة، وكذلك التواصل والتنسيق بين الداخل والخارج على مبدأ التكامل وتوزيع المهام وتبادل الأدوار في الحراك والنشاط.
– ينبغي على من يدعي الحرص والاهتمام بالقضية، الاحتكام إلى الضمير والعقل والواجب الوطني والقومي والانساني والانطلاق من المسؤولية الأخلاقية والتاريخية، والترفع عن المصالح الشخصية والأنانيات الحزبية، والتسامي فوق الصراعات والاصطفافات والتكتلات، والتحلي بالجدية والصدق والاخلاص (لمصلحة القضية فقط)، وأي استهتار أو أهمال لهذه المقتضيات سيجلب العجز والعقم والعار، لأن شروط اللعبة قد تغيرت وباتت مكشوفة للقاصي والداني، ولا يستطيع الصمود في الميدان سوى الجدير والقدير.
وفي الختام لا بد من جدولة المهام وترتيب الأولويات باعداد وثيقة شرف ومبادئ يلتزم بها كل الكورد المهتمين والمعنيين بالقضية الكوردية من المستقلين والمنضوين تحت راية أحزاب سياسية أو جمعيات ثقافية أو لجان حقوقية أو مؤسسات أعلامية… بالثوابت الوطنية والقومية والأممية والانسانية لها، من خصائص ووسائل وأهداف ..، وعدم المساومة عليها أو التفريط بها تحت أي ظرف أو دافع أو مبرر..، لتكون الأرضية المناسبة لتأسيس المرجعية، وستأتي خطوات التشكيل والتسمية والهيكلة تباعاً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأحزاب السياسية الكوردية تتبنى مهمة التمثيل حلياً و تمارسها عملياً على أرض الواقع في الحوارات واللقاءات الجارية داخل الوطن وخارجه، كما يجدر الاشارة إلى مبادرة مجموع الأحزاب وامكانية البناء عليها بعد اجراء بعض التعديل عليها.
—————- انتهت —————-
03-07-2011
د.زارا صالح: ان الوصول لهيئة جامعة وممثلة للطموح الكردي بات ضرورة ملحة وفورية ولاتحتمل التأجيل..
المطلوب دعوة لنكران الذات في سبيل وحدة الصف الكردي!!
التسونامي الذي عصف بالمنطقة العربية فرض آليات جديدة في شكل النضال الذي ابتكره الجيل الشاب المحرك الاساسي في الحراك الشعبي اليومي في مواجهة أدوات القمع الوحشية للانظمة الدكتاتورية وكان التطور النوعي في أدوات التكنولوجيا الحديثة الاثر الفعال في نجاح هذه الثورات ولم تتوقع الانظمة هذا الصعود والدور الهام للنيت والفيسبوك وفشلت في وضع الخطط المضادة لكبح مواهب وامكانيات الجيل الشاب في تسخير هذا التطور لخدمة الانتفاضات الشعبية فلجأت الى الحلول القمعية والعسكرية التي فشلت الى الان, بل تزداد تصعيدا كلما ازدادالقمع.
هذه التغيرات الجذرية في بنية الانظمة السياسية والاجتماعية وحتى الفكرية حول العديد من المسلمات الثابتة تاريخيا والمتحولة آنيا قد فرض على الواقع النضالي الكردي مهمة القيام بتحولات نوعية في بنيتها الفكرية وأشكال التعاطي مع هذا الطوفان الثوري الجديد الذي بات من المستحيل تناوله ببرامج وأساليب ربما كانت ناجعة لتلك المرحلة التاريخية أو ربما فشلت في تحقيق المأمول منها.
نحن أمام مرحلة هامة وحساسة من تاريخ قد نستطيع صنعه بقوانا الحية ونحقق الطموح والامال القومية والوطنية لشعبنا الكردي ولسوريا عموما, لان التغيير قادم لامحالة ولابد ان يكون الدور الكردي أكثر فاعلية لان الكرد يشكلون الرقم الصعب في معادلة التحول الديمقراطي في سوريا لهذا فان الجهود كافة يجب ان تصب نحو تحقيق هذه الاهداف النبيلة التي تتطلب من الجميع وخاصة الاحزاب الكردية أن لاتنظر الى الوراء وتترك خلفها كل مخلفات الارث القديم وتضع كل الخلافات والحساسيات جانبا في سبيل ايجاد اطار فعلي لوحدة الجهود الكردية بكل فعالياتها لانها القوة المنظمة ذو خبرة تاريخية يتطلب منها ان تكون الحاضن لمجمل الحراك الشعبي وذلك بالتنسيق مع التنسيقيات الشبابية الكردية ذات القوة التاشطة على الارض في تحريك الشارع الاحتجاجي الكردي, هذه الاساليب والفرص التاريخية التي لطالما حلمت به بعض أحزاب الحركة الكردية ولا ندري لماذا هذا التعاطي الخجول في الاستفادة من هكذا لحظات تاريخية والتي قد لاتتكرر مستقبلا.
وفي هذا الاطار للوقوف بمسؤولية أمام طموحات شعبنا الكردي الذي يسعى الى مواطنة حقيقية وشراكة متكاملة مع باقي مكونات الشعب السوري وضمان الحقوق المشروعة للشعب الكردي في اطار دستوري لابد من نكران للذات الشخصية والحزبية ووضع المصلحة العامة أولا وأخيرا للوصول الى تلك اللحظة التاريخية المرتقبة ومهما كانت النوايا والانا السائدة قوية فان التغيرات الديمقراطية وظروف الحرية والكرامة تستطيع حتى تحقيق واشباع تلك الغرائز والنرجسيات لاننا امام مرحلة يجب ان تتكاتف كل الجهود وتنصب في هذا المنحى والهدف النبيل, لهذا فان الوصول لهيئة جامعة وممثلة للطموح الكردي بات ضرورة ملحة وفورية ولاتحتمل التأجيل وهي مهمة الحركة الكردية اولا مع مشاركة الحراك الشبابي في سبيل الوصول لخطاب كردي موحد يلبي مطلب الشارع الكردي الذي له كلمة الفصل في شرعنة ممثليه ويكون الحراك الشعبي والاجتماعي والثقافي داعما قويا ومشاركا في دفع هذا الاتجاه لبلوغ تشكيل تلك الهيئة بغض النظر عن التسمية (مرجعية, أو اية هيئة تمثل وتوحد الصف الكردي), والاساس في تشكيل هذا الاطار أو المرجعية هي القوى السياسية والشبابية قوى الشارع وحراكه من الداخل السوري ومن ثم واستنادا عليه يتم تشكيل ممثليات خارج الوطن في خطوة لجمع الشتات الكردي في الخارج الذي يأخذ شكلا من المغالات في بروز الانا نظرا للظروف المختلفة عن الوطن ومعاييره النضالية لهذا فان وجود حاضن وجامع لقوى الخارج ضرورة ملحة لقوة العمل الجماعي والثقل الكردي في المعادلة السورية وكذلك الخروج بموقف موحد في طرح المطالب الكردية القومية المشروعة في المحافل وجهة التعاطي مع المعارضة السورية بحيث تلبي الرغبة الكردية في خطوطها العريضة في اطار الوطن السوري لان النظام باعتقادنا قد خرج من معادلة الرهان عليه ومصيره السقوط ولاجدوى من حوار معه لانه قد حسم خياره بعد هذا القتل والفتك بالشعب الاعزل .