لأول مرة تحتضن الساحة أبناءها…رغم الحصار..
رغم الممانعة..
رغم الجبروت..احتضنت الساحة أبناءها…
الكل متحفز..المسلم..
والمسيحي..العلوي..
والسني..
والدرزي..
والأشوري السرياني..العربي والشركسي..
وهو محتضن المجرد والمكتوم..و… بعد غياب طويل..
استطاع هذا المجرد المكتوم بصمته… وصبره …وبهيبته، التي لم تطوى رغم الأربعة والأربعين سنة، أن يشكل النواة للصرخة الأولى لهذه الساحة التي ك واها النحنحات..
.ننحنحي إجلالاً وإكباراً لك أيها المارد القادم من أعماق التاريخ…
أسراب القبعات الخضر قد حطت رحالها وانتشروا حول الساحات والساحات المجاورة… والهراوي تلوح إيذاناً بالبطش..ودمشق تأن منذ الصباح الباكر من رنين أجهزة اللاسلكي..حتى عصا شرطي المرور قد تحول من عصا لتنظيم السير إلى عصا لتفريق المتحفزين..
أكل هذا من أجلك أيها الصامت؟!!.
أكل هذا من أجلك أيها المجرد المكتوم؟!! وأنت العاجز حتى على حمل أمتعتك لأقرب فندق ترتاح فيه..
أنت الذي أمضيت عقوداً على قارعة الطريق..لا مأوى لك ولا معين..لا سنداً لك ولا صديق..حتى كاد اللحد يحد من اللحد في دنياك… لتبعث بصمتك النارا والدما..
أتعلم أيها المجرد والمكتوم ما الذي فعلته في هذا اليوم؟!!..
أتعلم … أتعلم بأنك تحولت إلى ومضة وطنية..؟؟..
أتعلم بأنك رديت عليهم ترياقك؟..
أتعلم بأنك دبيت الرعب في قلوبهم ..؟؟ أتعلم…بأنك أجبرتهم على الاستنفار..؟؟..
إنما والأجمل من كل هذا..
أريد أن أخبرك بأنك وبفضل يومك هذا..
جعلت من الساحة مكاناً للقاء كل الأحبة..لا أخفيك أيها الحنون في يومك هذا، التقيت مع رفاق لم أراهم منذ سنوات طويلة… وقبلت أشخاصاً كنت معهم على جفاء سياسي..
لأول مرة فرضت على الشيوعي والإسلامي والقومي البعثيين منهم والناصري..والاشتراكي منهم واليساري..
حتى الفوضويين أصحاب نظرية “سيان” كانوا على الموعد في الساحة..
رغم إن التمثيل كان نسبي إنما كان سوري بامتياز..
لا أحد يستطيع أن ينكر ذلك..
ورسالتك قد وصلت أيها المجرد والمكتوم… وصلت على أمل أن……؟!!!
على أن تفهمها السلطة..
على أمل أن تفهمها كل التنظيمات التي تعيش في بوتقة السلطة..
على أمل أن يفهمها أبناؤنا بقبعاتهم الخضر..
والحمر..
على أمل أن يفهمها كل إنسان يشاطرك إنسانيتك المجردة…