نص كلمة المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لولادة أول تنظيم كردي

ألقى السيد نصر الدين برهك (ابو علاء) عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) هذه الكلمة في الاحتفال المركزي الذي أقامه الحزب بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لولادة أول تنظيم كردي 
أيتها الأخوات … أيها الأخوة
أيتها القوى الوطنية والديمقراطية
أيها الحضور الكريم

نجتمع اليوم لإحياء ذكرى أثيرة على قلوبنا جميعاً ، ذكرى تأسيس البارتي كأول تنظيم سياسي  كردي في سوريا في الرابع عشر من حزيران عام 1957 حيث برز البارتي كضرورة نضالية وحاجة ملحة استدعتها طبيعة المرحلة وظروف شعبنا ، فكان لابد لهذا الشعب أن يجمع طاقاته وينظم صفوفه ضمن صيغة نضالية وتنظيمية تعبر عن وجوده وخصوصيته القومية المتميزة وإرادته المشتركة .
فجاء الميلاد على يد مجموعة من المتنورين الكرد وفي مقدمتهم الدكتور نور الدين ظاظا مستلهمين اسم الحزب من الحزب الديمقراطي الكردستاني – إيران 1945 والحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق 1946  كاستجابة لإرادة الشعب الكردي في سوريا ليجسد طموحاته القومية المشروعة وتطلعاته نحو الحرية والديمقراطية ، فاعتمد النضال القومي والوطني والنهج الديمقراطي ، ولاقت أهداف الحزب قبولاً وتجاوباً من قبل الجماهير الكردية ، التي انضمت إلى صفوفه بالآلاف ، فتوسع الحزب وتمدد ليدخل كل البيوت الكردية ، فلا يكاد يخلو بيت كردي إلا وساهم وساند ، وقدم الدعم لمسيرة الحزب النضالية على مدى أكثر من خمسة عقود من الزمن من  النضال الشاق والمستمر لمواجهة كافة الإجراءات التعسفية والسياسات الشوفينية المطبقة بحق شعبنا ، وفي هذا المجال نحيي جهود كافة الرفاق وكوادر الحزب ونخص بالذكر منهم الرواد الأوائل ، ومنهم من ترك بصمات لا تمحى في تاريخ الحزب ، الحاج دهام ميرو ، والأستاذ كمال درويش ، والأستاذ محمد نذير مصطفى .
وبالرغم من تلك الظروف القاسية ، كان لحزبنا ، الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا        ( البارتي ) دور مؤثر ورائد في المجتمع الكردي ليس على الصعيد السياسي فقط بل على كاقة الصعد ، الثقافية ، والاجتماعية أيضاً ، والتزاماً بنهج البارزاني الخالد ، نهج الكردايتي , والتزاماً بمصالح الشعب الكردي في سوريا بتلازم النضال الوطني والقومي والديمقراطي , مما أهله لأن يلعب دوراً رئيسياً في تجميع الطاقات الكردية ضمن صيغ نضالية مشتركة لتوفير العامل الذاتي الكردي تجاه كل ما يجري , لتوظيف جميع الإمكانات والطاقات المتوفرة لأبناء شعبنا الكردي للاستفادة من أية فرصة مؤاتية , ومن حقه الطبيعي أن يحصل على الاعتراف الدستوري بوجوده , ويتمتع بحقوقه المشروعة ضمن وحدة البلاد , فعمل البارتي ولا يزال على جمع صفوف الحركة الكردية ، وله مساهمات مشهودة في هذا المجال ، وفي كافة المراحل النضالية التي مر بها شعبنا ، ومرت بها قضيتنا ، لمواجهة حالة الانقسام والتشرذم في جسم الحركة الكردية .
ومؤخراً تم تشكيل المجلس السياسي الكردي في سوريا بمساعدة فعالة من حزبنا , ومن ثم الوصول إلى صيغة ( أحزاب الحركة الوطنية الكردية ) والاتفاق على مبادرة وطنية مشتركة تعبر عن رؤية هذه الحركة وطنياً وقومياً , وتجسد الإرادة السياسية للشعب الكردي في سوريا ومساهمته في مجمل الحراك العام في البلاد ، تجاه الأزمة التي تعصف بها  والتي تتلخص في :
1- إزالة كافة الإجراءات التعسفية المطبقة بحق شعبنا الكردي
2- الاستجابة للمطالب الوطنية العامة لأبناء الشعب السوري في الحرية والديمقراطية ووضع دستور جديد ينظم الحياة العامة وغيرها …
3- الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي وإقرار حقوقه القومية المشروعة بإيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية ضمن إطار وحدة البلاد .
أيها الأخوة :
لقد توسعت دائرة الاحتجاجات إلى أن عمت معظم المحافظات السورية نتيجة مجابهة المسيرات السلمية بالقوة العسكرية والأمنية , واستخدام آلة القمع التي أزهقت أرواح المئات من المواطنين وجرح الآلاف , واعتقالات واسعة , وفبركات إعلامية مكشوفة , وقصف للقرى والبلدات بالأسلحة الثقيلة بدل الاستجابة لمطالب المحتجين المنادين بالحرية والديمقراطية ، ونرى بأن مايحصل الآن في البلاد هو حراك وطني جماهيري سمته الأساسية طموحات الشعب السوري المطالب بالحرية والكرامة وإنهاء حالة الاستبداد وحكم الحزب الواحد واللون الواحد , وإنهاء احتكار جميع مفاصل السلطة والثروة , فلم تعد تجدي نفعا الحلول الأمنية والقمعية والأقوال دون الأفعال , وتوزيع المنح  والمكرمات لهذه الفئة أو تلك , أو الالتفاف حول القضايا الجوهرية التي تهم المواطنين ، أي أن المشكلة تكمن في معالجة هذا التردي في الأوضاع العامة من سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية ، والتردي في مسألة الحريات العامة وحقوق الإنسان والديمقراطية , ولذلك نؤكد بأن موقفنا في البارتي يتجسد في :
1- تأييدنا للاحتياجات الشبابية والمظاهرات السلمية , وتقدير الحماس الوطني العام في سوريا ورفض كل أشكال الشحن الطائفي والإثني والمذهبي لتمتين الوحدة الوطنية للوصول إلى التغيير الديمقراطي الحقيقي .

 
2- العمل مع  جميع قوى المعارضة الوطنية السورية للوصول إلى صيغة تتناسب وظروف المرحلة , وضرورة ترفع الجميع عن صغائر الأمور ، والاتفاق على تشكيل مجلس تنسيق وطني عام يهيئ لطاولة حوار وطني تضم كافة مكونات المجتمع السوري ، ومختلف التيارات السياسية ، حتى تكون سنداً وضماناَ لإرادة الشعب السوري المطالب بالحرية ، وبذلك يتم إنقاذ البلاد من الأزمة الراهنة وفق المبادرة التي طرحتها أحزاب الحركة الوطنية الكردية لتكاتف جميع القوى والفعاليات الوطنية  .
عاشت الذكرى الرابعة والخمسون  لتأسيس البارتي حافزاً وملهماً للنضال
المجد والخلود  لشهداء الوطن كافة
وكان الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) قد أحيى هذه المناسبة في الرابع عشر من حزيران عام 2011 باحتفال مركزي حضرته وفود الأحزاب الكردية ولجان حقوق الإنسان ، ومنظمات المجتمع المدني ، ووفد المنظمة الآثورية الديمقراطية ، والآلاف من الجماهير الكردية ، وقد بدأ عريف الحفل المناسبة بالترحيب بالضيوف باسم قيادة الحزب ، ثم أعلن عن افتتاح الحفل بالنشيد القومي الكردي (أي رقيب) أدته فرقة نارين للغناء والفولكلور الكردي ، أعقبتها أغنية ( partine em  ) وترجمتها بالعربية  (نحن بارتيون) ، فكلمة الحزب التي ثبتناها في المقدمة ، ثم كلمة حزب يكيتي الكردي في سوريا وألقاها سكرتير الحزب الأستاذ إسماعيل حمي ، فكلمة المرأة التي ألقتها إحدى رفيقات الحزب في التنظيم النسائي .
كما ألقيت في المناسبة كلمات وقصائد أخرى نذكر منها :
– القصيدة القيمة التي ألقاها الأستاذ خليل صاصوني باللغة الكردية
– كلمة للشاعر السيد موسى زاخوراني باللغة الكردية ، أتبعها بقصيدة مؤثرة باللغة العربية .
وقد تلقت قيادة الحزب عدداً من البرقيات بهذه المناسبة نذكر منها :
– برقية المنظمة الديمقراطية الآثورية
– برقية اللجنة الكردية لحقوق الإنسان ( الراصد )
– برقية السيد كاميران برواري
– برقية كوجكا قامشلو
وكان مسك الختام نشيد ( أي شهيدان ) وقد أدته فرقة نارين خير أداء ، ثم الكلمة الترحيبية الوداعية من السيد عريف الحفل وهو يعلن انتهاء فعاليات الاحتفال .
في 15/6/2011
إعلام الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي )

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد تقود إلى عواقب وخيمة. لاسيما في السياق الكردي، حيث الوطن المجزأ بين: سوريا، العراق، إيران،…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…