وليد حاج عبد القادر
إن المتتبع للمشهد الكردي وغزارة بعض من الأقلام التي ألفها الشارع ، وهي تنقد وتنقد ومحصلة ـ نقدها ـ كما ـ دراساتها وتنظيراتها ـ تودي وبشفافية واضحة الى تلك النقطة لا غيرها ، محاولة زيادة تشرذم فاعليات الشعب الكردي وقواها المنظمة ليس إلا ـ وأحدد هنا بالضبط أولئك الساعين والمساهمين بجدارة في صناعة التشرذم وبالتالي إيجاد المسوغات التي أدت سابقا وتؤدي الآن ، كما لاحقا ـ لحالات التشرذم تلك ـ متجاهلين ـ كما ـ شبيحة السلطة الإعلاميين ـ وعي وذاكرة الشعب الكردي ، بين من يكتب نافيا على مجموع الحركة السياسية التضحيات الكبيرة التي قدمتها منذ التأسيس وحتى ـ اللحظة ـ وبعبارات صريحة / ..
لم تستطع الأحزاب الكردية أن تكون يوما ما.
لم تستطع الأحزاب الكردية أن تكون يوما ما.
وللأسف طبعا قدوة وممثلا حقيقيا وفعليا للشعب الكردي ، وذلك لأنها أخطأت ، أصلا ، حين وصفت نفسها بممثل الشعب والوحيد ايضا … / ـ من مقال للأخ الكاتب بيكس رشيد ـ أن مثل هذه الإستطلاعات والأحكام المبتكرة بصفاتها القطعية بحق حركة نشأت وتموضعت في سيرورتها بالترافق مع سيل الإعتقالات والملاحقات وبالتالي ـ أنتجت ـ أدواتها ، أحزابها ـ وإن أخذت منحا إنشقاقيا ، مرضيا بامتياز ، لم تشفع لها ـ بالمطلق ـ لا سيل ـ الأيديولوجيا المستوردة ، ولا الإصطفافات الكردستانية وأوانيها المستطرقة ـ من حيث أهمية هذا الجزء ، والضرورة الحتمية للجزء الأكبر ، مرورا بإستراتيجيات الأممية العالمية وثوراتها اللامتناهية والبعد الإستراتيجي لبعض من قضايا المنطقة كضرب من ضروب ـ ممانعة اليوم مثلا ـ وبالتالي ضرورة الإنخراط الإستراتيجي فيها ـ واختصارا ، كانت وستبقى كل هذه الممانعات هروبا حقيقيا من الشرخ البنيوي في آلية تطور وبالتالي بناء هياكل الحركة الكردية ، تلك الشروخ التي تستند ـ وما زالت نسبيا الى الآن ـ في بعض من حيثياتها على التطور العائلي / العشائري ، وبالتالي نزعة الفرد وسيكولوجيته بتفرعاتها وتوزعاتها دون أن نخفي ـ ولاءاتها الكردستانية ـ والتي ـ برأيي ـ حاولت ـ تلك الولاءات ـ أو نظّر لها البعض ـ لابل ـ وسعوا لإيجاد مسوغات ـ أيديولوجية فكرية ـ ما لبثت أن انهارت ـ على يد صانعيها بالذات ، بالرغم من محاولات التعويم ، والسباحة صوب البريسترويكا التي أطاحت بها ـ أيضا ـ البيتزا والهامبورغر ، بسرعة فائقة ، وبالرغم من كل هذه المنغصات وبطء السلحفاة التي تسير بها ناقلة الحركة الكردية وتطوراتها ـ بنيويا ـ و ـ سيل الإنشقاقات ـ وبالتالي في كثير من المحطات الهامة ، فتبرز حالة ثورية متصاعدة تسبق فيها الجماهير قواها المنظمة ، لابل وتتجاوزها ـ كما حصل في انتفاضة قامشلو الرائعة ـ ولكنها وإن بدا الخلاف والإختلاف بين الطابعين التنظيمي وآلياتها التي لربما تبدو مقيدة ومحسوبة نسبيا والإتجاه الجماهيري العفوي الذي لا يلبث وتحت ضغط الحاجة الماسة الى قوى منضبطة وبالتالي محنكة سياسية ، فيتم العودة ومن جديد الى ما يمكن تسميتها ب ـ مأسسة الإنتفاضة أو الثورة ..الخ ـ .
وهنا وإن كان الخلاف مازال على أشده في تفسيرات وبالتالي توصيفات أحزاب الحركة الكردية لإنتفاضة قامشلو عام 2004 إلا أنها استعادت توازنها في أيام الإنتفاضة وبالتالي ريادتها للفعل الجماهيري كأداة منظمة وفاعلة وأصبحت هي ـ غالبية قواها المنظمة ـ راعيتها بامتياز .
هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى أتت سلسلة الاحداث المتتالية لتثبت هذه الوجهة وبالتالي التمسك بها ـ الحركة الكردية ـ على شكل إرادة سياسية منظمة ، من حيث الإستمرارية في احتفالات نوروز كحالة نضالية وبالتالي قيادة أنشطة الجماهير وما تلى ذلك من أحداث مختلفة ، لم تنته بإغتيال الشيخ الشهيد الخزنوي ، وما تلتها من أعمال قتل واعتقالات كيفية ازدادت معها وتيرة بقية الفعاليات النضالية المختلفة والتي قادتها بعضا من الأحزاب الكردية .
أن نكران هذه النضالات وبالتالي دماء الشهداء الكرد وعذابات مناضلي هذه الحركة ومعتقليها الذين سجلوا دروسا في الصمود والدفاع عن قضيتهم العادلة ، وتصديهم لكل آلة التعريب والتغريب والطغيان اللغوي / الثقافي ، بالحفاظ ، أو خلق جيل ـ أقله ـ يعلم كيف يقرأ ويكتب بلغته الأم ، لتحسب ـ بجدارة ـ لهذه الأحزاب .
أن شطب أمر ما من الذاكرة الشعبية لا يتم بجرّة قلم ـ كما يتصوره البعض ـ كما لا يمكن إجتزاء قضية ما ، إلا اللهم إذا ما كان المجتزء دكتاتورا ، يملك فرقة رابعة أخرى ، أو ما شابه ، هذا أولا ، وثانيا : أن يطلق أحدنا شعارا ما ، أمر جيد ولكن الأهم هو ممارستها ميدانيا وعلى أرض الواقع وما خلاها فهي تنظير ، إن لم نقل مزاودة فارغة في بازار إفتراضي ليس إلا ؟ .
وهنا وبغض النظر عن كل ما جرى ، وبتمييز دقيق بين المقولة الناقدة لنحو أفضل ، ، نتمنى على السادة ، الساديين في حكمهم تجاه الحركة الكردية بمجموع احزابها ، كما وردات فعلهم السلبية ، لأنهم ـ يفترضون ـ لابل و ـ يتمنون ـ على الحركة أن تنجرّفي ـ الخطيئة ـ ، لا بل مطلوب منهم أن ـ يجرجروا ـ الحركة ـ إليها ، خاصة ونتذكر جميعا ـ جعجعات ـ البعض الذين سقطوا سهوا في بحر اللذة الحرام التي كانت على أحزاب الحركة الكردية المساومة و وو فإذا به / بهم المناضلون الشرسون في تلك الساحات الإفتراضية !! .
والتي أتت ـ تلك البطولات السرفانتسية ـ على قاعدة : لما ، ولماذا ، متى ..
ما الذي ..الخ وجاء الرد من جديد ومن الشارع الكردي أيضا : أن الحركة بمجموع أحزابها هي الممثلة الشرعية والوحيدة للشعب الكردي وأسوة كما احتراما لمنسقيات الشباب العامة على مستوى سورية لم تنخرط الحركة رسميا في المظاهرات إلا حينما اقتضت الضرورة ـ أحزاب التنسيق مثلا ـ ولكن هل هذا عنى في وقت ما أن غالبية الأحزاب لم تحتضن المتظاهرين الشباب ، أو لم تعلن للقاصي والداني أن أمن الشباب هو خط أحمر وهم ـ أقله ـ موجودون في الساحة ويعنون ما يقولون ؟ ! .
هذا من ناحية ، أما بخصوص طلب السلطة للقاء الحركة الكردية وبالتالي إعلانها على الملأ ، أما كان ما كان فيها من الصحة لتتشكل تلك الرافعة القوية من الضغط لئلا يتم اللقاء وسط هذا الدم الذي يسفك ؟؟ .
أن خط غالبية قوى الحركة الكردية واضحة وصريحة ، لابل وحجتها قوية في الحفاظ على السلم الأهلي في المنطقة ، دون المساس بجوهر الإحتجاجات والمطالب هي على النقيض تماما من أولئك الذين يحاولون وبشتى الوسائل ـ زجّ أنفهم ـ في آلية تنظيم وعمل المجموعات الشبابية ، لابل وهناك من إدعى ويدّعي بأنه الواحد ، الأوحد الذي لا يقهر ، وأنه تلك الهالة والقوة المغناطيسية فيدير بروموت كونتروله ـ وللأسف ـ لا تتبدل معه كما لا تتغير سوى تلك الذبذبات والقنوات التلفزيونية ، على أشكالها ومشاربها ، فيظهرون على الفضائيات يرددون ـ غوغائيا ـ ما يدعون وما لا يدعون أيضا ، ولكن ومن جديد ، في اللحظة المناسبة ، في الفعل الميداني نراهم متغيبون وليسوا بمغيبين ، كما منظريهم الذين تاهت بهم دروب قامشلو وعامودا وهامت بين الأمواج خلف المتوسط حالة اشتداد وتيرة الإستجوابات قبل أن تتفاعل الى موضة اعتقالات ـ أيامها ـ .
وما جرى يوم أمس ـ 14 / 6 / في محاولة التظاهر بقامشلو خير مثال على ـ إدّعاءات ـ اولئك البعض فقد علمت من بعض الأصدقاء بأن الأعداد لم تتجاوز الثلاثين وكانوا ـ الشباب ـ الأكثر إخلاصا والأبعد عن الجعجعة والهوبرة الإعلامية ، أما الذين يدعون تمثيلهم للشباب فإذا بهم غير موجودين إلا في الغرف المغلقة ودردشات الفضائيات والبالتوك والإذاعات ، خاصة إذا ما علمنا بأنه هناك أكثر من ثلاثين مجموعة شبابية ، لو تكلف بعض من ـ سادتها ـ وحضر من كل مجموعة واحد لشكلت مظاهرة ، ولكنها هي هي تلك السيكولوجية المريضة وفي ظنهم ـ بأن ـ رهانهم قد تحقق في الإساءة الى الحركة الكردية في سورية وبالتالي دفعها لتحويل مسارها الى ما لاتبتغيه ، وجميعنا يتذكر ذلك الهيجان النقدي غير المبرر ، لا بل وحافزية البعض لسوق الكرد الى متاهات ، فكان التملق والتحلق صوب الحركات الشبابية دون أن تكون لهم أية أرضية أوتمثيل ولا حتى قابلية الإستعداد لأية تضحية شخصية مهما كانت بسيطة فحاولوا زرع البعض كعقبات أمام الشباب الميدانيين ومن ثم إيجاد من يمثل شخصيته أو عائلته لجني ثمار الثورة المتقدة ، ضامنين أن النتائج قد تكون سريعة ، مع العلم أن هذه الثورة ، والتي ستنتصر حتما ، قد تطول عكس حسابات هؤلاء ، كما إنه لابد من تضحيات على أرض الميدان ـ وهذا ما تحاشاه بعضهم شخصيا في نضالاتهم عبر تاريخهم غير الخافي على أحد ـ وهنا أقترح على الشباب أن يتجرؤوا ويعلنوا الحقيقة ، بأن كل من يدّعي مساندة ثورة الشباب ـ من هذا النمط ـ غير صادق وله أجنداته الخاصة التي التي يبتغبها أو يحاول أن يصل إليها ، وهذا ينطبق على العجوز كما الشاب ، وكذلك أن يبرز ـ الشباب ـ أهمية المؤيدين والمناصرين للحركات الشبابية ،والذين يتقدمون الصفوف ـ بممثلين عنهم ـ فيشكلون بسواعدهم ستارا يحمي جموعهم في الداخل ـ وعلى قاعدة احترامي بصفة شخصية ـ لجميع الآراء البناءة والمواقف الصادقة من جميع من في الخارج ، ومن جديد وتكثيفا لكل الآراء والقناعات ـ أقول هيّا ـ لنحدّ من وتيرة النقد اللامنتقد ، كمن لا يعجبه تسريحة ذاك القيادي المشارك في التظاهر ، أو بحة صوت الآخر ونبرته في النطق ، أو طريقة إلقاء ذلك القيادي لخطابه ..
الخ … دعونا نقول ـ مسلّمين ـ بأن من يحرك الشارع ـ أي شارع ـ هو من يعيش نبض ذلك الشارع ويحسّ به وبالتالي يتذوق الظروف الصعبة نفسها ، وأن من يتصدى بصدره العاري لآلة السلطة المستبدة ، هو من يتلظى ـ يوميا ـ بسطوة ذلك الحاكم الجائر، وحتما هو الذي لم يقدّم نفسه مطلقا ـ ذات يوم ـ على أنه من صاغ أو حرّك ، أو صعّد في فعاليات الأنشطة المتصاعدة ، ومن هنا تتوضح وببساطة ـ بقناعتي ـ آلية الفرز الموضوعي والفعال والتي أخذت تتبلور وتتضح بين الفينة والأخرى وهي ـ تغربل ـ المتهافتين والذين ـ ظنّوا ـ بأن الموجة قد جهزت وقد حان أوان ركوبها ليس إلا ، ، وختاما ودرءا لأي التباس ـ بقناعتي ـ يتضح مدى مسؤولية الحركة السياسية الكردية ـ اليوم أكثر ـ والتي يجب عليها أن تبادر وبشكل واضح وشفافية أكبر الى قيادة الإحتجاجات بصيغتها الجمعية المعلنة وبالتالي ريادة النضال الميداني ومن منطلق النقد البناء للحركة ـ أحدد هنا ـ تلك الزوايا الضيقة التي يحاول بعض من الإنتهازيين وذوي ثقافات ـ الأيكس بايرد ـ من الظهور وبالتالي التسلل ثانية للإصطياد في ماء ـ عبثا ـ يحاولون ـ هم بالذات ـ تعكيرها ليس إلا !!
وهنا وإن كان الخلاف مازال على أشده في تفسيرات وبالتالي توصيفات أحزاب الحركة الكردية لإنتفاضة قامشلو عام 2004 إلا أنها استعادت توازنها في أيام الإنتفاضة وبالتالي ريادتها للفعل الجماهيري كأداة منظمة وفاعلة وأصبحت هي ـ غالبية قواها المنظمة ـ راعيتها بامتياز .
هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى أتت سلسلة الاحداث المتتالية لتثبت هذه الوجهة وبالتالي التمسك بها ـ الحركة الكردية ـ على شكل إرادة سياسية منظمة ، من حيث الإستمرارية في احتفالات نوروز كحالة نضالية وبالتالي قيادة أنشطة الجماهير وما تلى ذلك من أحداث مختلفة ، لم تنته بإغتيال الشيخ الشهيد الخزنوي ، وما تلتها من أعمال قتل واعتقالات كيفية ازدادت معها وتيرة بقية الفعاليات النضالية المختلفة والتي قادتها بعضا من الأحزاب الكردية .
أن نكران هذه النضالات وبالتالي دماء الشهداء الكرد وعذابات مناضلي هذه الحركة ومعتقليها الذين سجلوا دروسا في الصمود والدفاع عن قضيتهم العادلة ، وتصديهم لكل آلة التعريب والتغريب والطغيان اللغوي / الثقافي ، بالحفاظ ، أو خلق جيل ـ أقله ـ يعلم كيف يقرأ ويكتب بلغته الأم ، لتحسب ـ بجدارة ـ لهذه الأحزاب .
أن شطب أمر ما من الذاكرة الشعبية لا يتم بجرّة قلم ـ كما يتصوره البعض ـ كما لا يمكن إجتزاء قضية ما ، إلا اللهم إذا ما كان المجتزء دكتاتورا ، يملك فرقة رابعة أخرى ، أو ما شابه ، هذا أولا ، وثانيا : أن يطلق أحدنا شعارا ما ، أمر جيد ولكن الأهم هو ممارستها ميدانيا وعلى أرض الواقع وما خلاها فهي تنظير ، إن لم نقل مزاودة فارغة في بازار إفتراضي ليس إلا ؟ .
وهنا وبغض النظر عن كل ما جرى ، وبتمييز دقيق بين المقولة الناقدة لنحو أفضل ، ، نتمنى على السادة ، الساديين في حكمهم تجاه الحركة الكردية بمجموع احزابها ، كما وردات فعلهم السلبية ، لأنهم ـ يفترضون ـ لابل و ـ يتمنون ـ على الحركة أن تنجرّفي ـ الخطيئة ـ ، لا بل مطلوب منهم أن ـ يجرجروا ـ الحركة ـ إليها ، خاصة ونتذكر جميعا ـ جعجعات ـ البعض الذين سقطوا سهوا في بحر اللذة الحرام التي كانت على أحزاب الحركة الكردية المساومة و وو فإذا به / بهم المناضلون الشرسون في تلك الساحات الإفتراضية !! .
والتي أتت ـ تلك البطولات السرفانتسية ـ على قاعدة : لما ، ولماذا ، متى ..
ما الذي ..الخ وجاء الرد من جديد ومن الشارع الكردي أيضا : أن الحركة بمجموع أحزابها هي الممثلة الشرعية والوحيدة للشعب الكردي وأسوة كما احتراما لمنسقيات الشباب العامة على مستوى سورية لم تنخرط الحركة رسميا في المظاهرات إلا حينما اقتضت الضرورة ـ أحزاب التنسيق مثلا ـ ولكن هل هذا عنى في وقت ما أن غالبية الأحزاب لم تحتضن المتظاهرين الشباب ، أو لم تعلن للقاصي والداني أن أمن الشباب هو خط أحمر وهم ـ أقله ـ موجودون في الساحة ويعنون ما يقولون ؟ ! .
هذا من ناحية ، أما بخصوص طلب السلطة للقاء الحركة الكردية وبالتالي إعلانها على الملأ ، أما كان ما كان فيها من الصحة لتتشكل تلك الرافعة القوية من الضغط لئلا يتم اللقاء وسط هذا الدم الذي يسفك ؟؟ .
أن خط غالبية قوى الحركة الكردية واضحة وصريحة ، لابل وحجتها قوية في الحفاظ على السلم الأهلي في المنطقة ، دون المساس بجوهر الإحتجاجات والمطالب هي على النقيض تماما من أولئك الذين يحاولون وبشتى الوسائل ـ زجّ أنفهم ـ في آلية تنظيم وعمل المجموعات الشبابية ، لابل وهناك من إدعى ويدّعي بأنه الواحد ، الأوحد الذي لا يقهر ، وأنه تلك الهالة والقوة المغناطيسية فيدير بروموت كونتروله ـ وللأسف ـ لا تتبدل معه كما لا تتغير سوى تلك الذبذبات والقنوات التلفزيونية ، على أشكالها ومشاربها ، فيظهرون على الفضائيات يرددون ـ غوغائيا ـ ما يدعون وما لا يدعون أيضا ، ولكن ومن جديد ، في اللحظة المناسبة ، في الفعل الميداني نراهم متغيبون وليسوا بمغيبين ، كما منظريهم الذين تاهت بهم دروب قامشلو وعامودا وهامت بين الأمواج خلف المتوسط حالة اشتداد وتيرة الإستجوابات قبل أن تتفاعل الى موضة اعتقالات ـ أيامها ـ .
وما جرى يوم أمس ـ 14 / 6 / في محاولة التظاهر بقامشلو خير مثال على ـ إدّعاءات ـ اولئك البعض فقد علمت من بعض الأصدقاء بأن الأعداد لم تتجاوز الثلاثين وكانوا ـ الشباب ـ الأكثر إخلاصا والأبعد عن الجعجعة والهوبرة الإعلامية ، أما الذين يدعون تمثيلهم للشباب فإذا بهم غير موجودين إلا في الغرف المغلقة ودردشات الفضائيات والبالتوك والإذاعات ، خاصة إذا ما علمنا بأنه هناك أكثر من ثلاثين مجموعة شبابية ، لو تكلف بعض من ـ سادتها ـ وحضر من كل مجموعة واحد لشكلت مظاهرة ، ولكنها هي هي تلك السيكولوجية المريضة وفي ظنهم ـ بأن ـ رهانهم قد تحقق في الإساءة الى الحركة الكردية في سورية وبالتالي دفعها لتحويل مسارها الى ما لاتبتغيه ، وجميعنا يتذكر ذلك الهيجان النقدي غير المبرر ، لا بل وحافزية البعض لسوق الكرد الى متاهات ، فكان التملق والتحلق صوب الحركات الشبابية دون أن تكون لهم أية أرضية أوتمثيل ولا حتى قابلية الإستعداد لأية تضحية شخصية مهما كانت بسيطة فحاولوا زرع البعض كعقبات أمام الشباب الميدانيين ومن ثم إيجاد من يمثل شخصيته أو عائلته لجني ثمار الثورة المتقدة ، ضامنين أن النتائج قد تكون سريعة ، مع العلم أن هذه الثورة ، والتي ستنتصر حتما ، قد تطول عكس حسابات هؤلاء ، كما إنه لابد من تضحيات على أرض الميدان ـ وهذا ما تحاشاه بعضهم شخصيا في نضالاتهم عبر تاريخهم غير الخافي على أحد ـ وهنا أقترح على الشباب أن يتجرؤوا ويعلنوا الحقيقة ، بأن كل من يدّعي مساندة ثورة الشباب ـ من هذا النمط ـ غير صادق وله أجنداته الخاصة التي التي يبتغبها أو يحاول أن يصل إليها ، وهذا ينطبق على العجوز كما الشاب ، وكذلك أن يبرز ـ الشباب ـ أهمية المؤيدين والمناصرين للحركات الشبابية ،والذين يتقدمون الصفوف ـ بممثلين عنهم ـ فيشكلون بسواعدهم ستارا يحمي جموعهم في الداخل ـ وعلى قاعدة احترامي بصفة شخصية ـ لجميع الآراء البناءة والمواقف الصادقة من جميع من في الخارج ، ومن جديد وتكثيفا لكل الآراء والقناعات ـ أقول هيّا ـ لنحدّ من وتيرة النقد اللامنتقد ، كمن لا يعجبه تسريحة ذاك القيادي المشارك في التظاهر ، أو بحة صوت الآخر ونبرته في النطق ، أو طريقة إلقاء ذلك القيادي لخطابه ..
الخ … دعونا نقول ـ مسلّمين ـ بأن من يحرك الشارع ـ أي شارع ـ هو من يعيش نبض ذلك الشارع ويحسّ به وبالتالي يتذوق الظروف الصعبة نفسها ، وأن من يتصدى بصدره العاري لآلة السلطة المستبدة ، هو من يتلظى ـ يوميا ـ بسطوة ذلك الحاكم الجائر، وحتما هو الذي لم يقدّم نفسه مطلقا ـ ذات يوم ـ على أنه من صاغ أو حرّك ، أو صعّد في فعاليات الأنشطة المتصاعدة ، ومن هنا تتوضح وببساطة ـ بقناعتي ـ آلية الفرز الموضوعي والفعال والتي أخذت تتبلور وتتضح بين الفينة والأخرى وهي ـ تغربل ـ المتهافتين والذين ـ ظنّوا ـ بأن الموجة قد جهزت وقد حان أوان ركوبها ليس إلا ، ، وختاما ودرءا لأي التباس ـ بقناعتي ـ يتضح مدى مسؤولية الحركة السياسية الكردية ـ اليوم أكثر ـ والتي يجب عليها أن تبادر وبشكل واضح وشفافية أكبر الى قيادة الإحتجاجات بصيغتها الجمعية المعلنة وبالتالي ريادة النضال الميداني ومن منطلق النقد البناء للحركة ـ أحدد هنا ـ تلك الزوايا الضيقة التي يحاول بعض من الإنتهازيين وذوي ثقافات ـ الأيكس بايرد ـ من الظهور وبالتالي التسلل ثانية للإصطياد في ماء ـ عبثا ـ يحاولون ـ هم بالذات ـ تعكيرها ليس إلا !!
ملاحظة : ما أوردته من بعض جمل وردت في مقال السيد بيكس لا يعني بالمطلق التخصيص بقدر التعميم مبديا إحترامي الشخصي لمجمل تصوراته التي وردت في متن مقالته