إبراهيم اليوسف
elyousef@gmail.com
يلاحظ المتابع –في هذه الأيام- لما يكتبه كثيرون من كتابنا، أن هناك نقاط التقاء كثيرة، في الرؤى، لدى من لكلمتهم حضور فعلي، في متابعة ما يجري، من خلال إبداء الرأي، ومن بينهم كتاب شجعان، أشاوس، من داخل الوطن، قد ينام أحدهم ليلته، وهو يرتدي لباسه الكامل، تحسباً لأية مداهمة، من قبل رجال المخابرات، وإن الكاتب وفق هذه التوصيفات، إنما يواصل رسم صورة المثقف العضوي، التي جسدها كل من نورالدين ظاظا وعثمان صبري وغيرهما كثيرون، أحياء وراحلين…..،
elyousef@gmail.com
يلاحظ المتابع –في هذه الأيام- لما يكتبه كثيرون من كتابنا، أن هناك نقاط التقاء كثيرة، في الرؤى، لدى من لكلمتهم حضور فعلي، في متابعة ما يجري، من خلال إبداء الرأي، ومن بينهم كتاب شجعان، أشاوس، من داخل الوطن، قد ينام أحدهم ليلته، وهو يرتدي لباسه الكامل، تحسباً لأية مداهمة، من قبل رجال المخابرات، وإن الكاتب وفق هذه التوصيفات، إنما يواصل رسم صورة المثقف العضوي، التي جسدها كل من نورالدين ظاظا وعثمان صبري وغيرهما كثيرون، أحياء وراحلين…..،
هذا المثقف الذي يتفاعل مع المشهد الوطني، وينظر إلى الأمور، بعين ثاقبة، حاذقة، لا يعتورها الغبش، أو القذى، وهو أنموذج، ممن يحمل كل منهم صليبه، وكفنه، على ظهره، ويشهر قلمه، الأنموذج الذي ينبغي الالتفاف حولهم، ومساندتهم، وأسأل: أي سكرتير من أحزاب حركتنا الكردية التي “ستطير” بعد غد للقاء بالرئيس،وهذا شأنهم، أي هؤلاء أو أي من رفاقهم، يعرف بيت الشاعر إبراهيم بركات، الذي يعمل” عاملاً في إحدى محطات الوقود بقامشلي” وتم اعتقاله، بسبب قصيدة له، أهداها إلى الكاتب البيشمركة الملا عبد الله”، قاضي البارزاني الخالد، ولم يشمله “العفو”-وهذا الأخير أي الملا عبد الله أنموذج المثقف الكردي المضطهد، فقد مات ولم يسر في جنازته أكثر من عشرين شخصاً- ولم تدفع أجرة منزل بركات، في المقابل، منذ أشهر، وربما يتّهم بأنّه كان في الجامع العمري، وهو العلمانيّ، مع أنّه اعتقل قبل اشتعال فتيل الثورة، ومن منهم يعرف أن فلاناً ممن اعتقلوا، ليس في بيته ثمن خبز أولاده، في يوم غد، وفي مظنّتي أن ما يكسر ظهر كثيرين من الكتاب الشجعان، هو لامبالاة أهلهم الكرد، تجاههم، وقد وجدنا مفارقات أليمة، في هذا المجال، لا أريد الإشارة إليها، في هذا المقام، لأن جوع أبناء معتقل كردي-ونحن ثاني أكبر قومية كما سيقول العبارة ذاتها بعض سكرتيري أحزابنا الأجلاء لبشار الأسد، بعد ثمانية وأربعين ساعة وأنا لا أشك بوطنيتهم ونواياهم إلا أني أشك بصوابية التقاطهم للحظة التاريخية وقراءة اللوحة- إن جوع هؤلاء الأطفال لطخة عار على جبيننا، جميعاً، سواء أكنا خارج الوطن، أو داخله.
وفي المقابل، نجد أن خيار مواجهة الاستبداد بالكلمة، والورد، وغصن الزيتون، بات راجحاً، لدى كثيرين، وباتت دائرته تتسع، ولم يعد هناك من مناص-الآن- للوقوف في المنطقة الرمادية، التي أمحتها دماء أهلنا في مدن سورية، عديدة، لأننا بتنا أمام مجرّد ثنائية: مقاومة- والمقاومة هنا بالكلمة كما أكرر وأشدد-أو تخاذل، وكم أتألم، وأنا ألفظ هذه الكلمة التي لا تليق بأي مثقف، ولا أريد أن يجسدها أيّ منا، في أيام الشدائد، لأنني أعترض في قرارتي، على اللغة القاسية، لأكثر من زميل يكتب بشجاعة في الشأن الكردي، ولا عذر لمن لا يجند قلمه لخدمة إنسانه وبلده.
أجل،مهما يكن، فإنه لا بد من التحرر من عقدة الخوف، وما كنت لأذكر بذلك لولا لأننا جميعاً بحاجة إلى تراص الصفوف، مادام أن فرصة التعبير بالرأي متاحة أمام الجميع-أي ينبغي انتزاعها- في هذا الفضاء الافتراضي، في أقل تقدير، وإن بأسماء مستعارة، وهو أضعف الإيمان الآن، لأن لؤم القاتل واضح، وعلى الكلمة أن تكون أكثر وضوحاً في مواجهته.
ولقد رأى العالم كله أن أنموذج د.
جابر عصفور- الحائز على جائزة معمر القذافي العالمية للآداب” -على فكرة للقذافي جائزة مماثلة لحقوق الإنسان- وباتت أوراقه تكتشف، ولاسيما بعد قبوله بالاستوزار، في “حكومة الأيام المعدودة” الأخيرة، من حكم حسني مبارك، والتي أطاحت بها ثورة الشباب المصري المظفّرة، مع أن ليس بين صفوف كتابنا وأدبائنا وصحفيينا الكرد،أي أنموذج تابع للنظام، وهي حقيقة، أقولها،لا مجاملة لأحد، بل وإن كنت أكثر شفافية بخصوص أخوتنا الذين أستحث هممهم للانخراط في لجة الكتابة المباشرة المطلوبة، الآن، ولاسيما
أن كثيرين من كتابنا ومثقفينا، تغيب تواقيعهم عن البيانات التضامنية، مع المدن السورية المحاصرة،التي تصدر- وهو الحد الأدنى من العمل النضالي- والمؤلم أن بعضهم لا يزال يمارس حياته” الكتابية”، بشكل اعتيادي، من دون أن تستفزهم مناظر ضحايا الوطن، على أيدي جلاوزة النظام، البربريين، بعد أن توقف عقرب بوصلة هؤلاء الجلاوزة عند حماة وجسر الشغور ومعرة النعمان، وهم يواصلون زحفهم المدنس، تجاه مدن أخرى، لم يتعظ بعض بنيها مما يجري، ظناً منهم أنهم في منجى من ممارسات شريعة” الغاب” لأن من يأكل “الثور الأبيض”، لن يتورع عن التهام أي ثور غيره، حين يستفرد به، مادام أن خطّ سير الدبابة مرسوم، وإن حواجز –الوهم- التي نصنعها، لن تقف في طريقها، وهي تسير إلى مدننا الأخرى، أينما كانت.
وما خلا هذه الملاحظة، فإن أمام المثقف الكردي-أمامنا جميعاً- مهمات رئيسة، لا بدمنها وفق تصوري:
1-نبذ كل أسباب القطيعة التي تحول دون التواصل بيننا، لأن كل حد مرسوم إنما هو وهمي محض.
2-الالتقاء على كلمة سواء، وإطلاق مشاريع ثقافية، لأنه من غير المعقول أن يتم استمرار المثقف، دون وجود أي رابط مؤسسي ثقافي كردي، ولا أي مشروع ثقافي واضح لمهماته، في مرحلة ما بعد التغيير التي لا بد منها، مهما راوغ النظام، أو ناور لاستدامة لحظته الاستبدادية والإلغائية التي كان للكردي النصيب الأكبر في دفع ضريبتها، وذلك على الصعد كافة من لغة، وإعلام، وثقافة، وغير ذلك مما يتعلق بالشأن الثقافي الكردي، ضمن مجال اهتمام المثقف، بشكل مباشر.
3-التواصل مع المثقفين السوريين، ضمن الإطار الوطني، ورفع الحواجز التي وضعها النظام، مادام أن الثقافة الكردية هي ثقافة ثاني أكبر مكون وطني في سوريا، وذلك من خلال الاستفادة-في الظرف الحالي- من الثورة
4-العمل الدؤوب على أداء المثقف لدوره الحقيقي، في الشارع الوطني الكردي، كاملاً، من أجل نشر الحب، والوئام، وتقريب وجهات نظر الشعب الكردي في سوريا، في ما يخص النقاط الأكثر أهمية في هذه المرحلة الحساسة.
5- اختلاف وجهات النظر في قضايا الرأي، يجب ألا يؤدي إلى تفكير طرف بتخوين آخر، تكريساً لمشايعة حزبية، أو إيديولوجية، وعلينا-جميعاً-أن نكون بالمرصاد في وجه هكذا إساءات.
*ما أقدمه هنا ليس ورقة عمل، وإنما مجرد اقتراح للم الشمل، والمباشرة في تأدية المطلوب
وفي المقابل، نجد أن خيار مواجهة الاستبداد بالكلمة، والورد، وغصن الزيتون، بات راجحاً، لدى كثيرين، وباتت دائرته تتسع، ولم يعد هناك من مناص-الآن- للوقوف في المنطقة الرمادية، التي أمحتها دماء أهلنا في مدن سورية، عديدة، لأننا بتنا أمام مجرّد ثنائية: مقاومة- والمقاومة هنا بالكلمة كما أكرر وأشدد-أو تخاذل، وكم أتألم، وأنا ألفظ هذه الكلمة التي لا تليق بأي مثقف، ولا أريد أن يجسدها أيّ منا، في أيام الشدائد، لأنني أعترض في قرارتي، على اللغة القاسية، لأكثر من زميل يكتب بشجاعة في الشأن الكردي، ولا عذر لمن لا يجند قلمه لخدمة إنسانه وبلده.
أجل،مهما يكن، فإنه لا بد من التحرر من عقدة الخوف، وما كنت لأذكر بذلك لولا لأننا جميعاً بحاجة إلى تراص الصفوف، مادام أن فرصة التعبير بالرأي متاحة أمام الجميع-أي ينبغي انتزاعها- في هذا الفضاء الافتراضي، في أقل تقدير، وإن بأسماء مستعارة، وهو أضعف الإيمان الآن، لأن لؤم القاتل واضح، وعلى الكلمة أن تكون أكثر وضوحاً في مواجهته.
ولقد رأى العالم كله أن أنموذج د.
جابر عصفور- الحائز على جائزة معمر القذافي العالمية للآداب” -على فكرة للقذافي جائزة مماثلة لحقوق الإنسان- وباتت أوراقه تكتشف، ولاسيما بعد قبوله بالاستوزار، في “حكومة الأيام المعدودة” الأخيرة، من حكم حسني مبارك، والتي أطاحت بها ثورة الشباب المصري المظفّرة، مع أن ليس بين صفوف كتابنا وأدبائنا وصحفيينا الكرد،أي أنموذج تابع للنظام، وهي حقيقة، أقولها،لا مجاملة لأحد، بل وإن كنت أكثر شفافية بخصوص أخوتنا الذين أستحث هممهم للانخراط في لجة الكتابة المباشرة المطلوبة، الآن، ولاسيما
أن كثيرين من كتابنا ومثقفينا، تغيب تواقيعهم عن البيانات التضامنية، مع المدن السورية المحاصرة،التي تصدر- وهو الحد الأدنى من العمل النضالي- والمؤلم أن بعضهم لا يزال يمارس حياته” الكتابية”، بشكل اعتيادي، من دون أن تستفزهم مناظر ضحايا الوطن، على أيدي جلاوزة النظام، البربريين، بعد أن توقف عقرب بوصلة هؤلاء الجلاوزة عند حماة وجسر الشغور ومعرة النعمان، وهم يواصلون زحفهم المدنس، تجاه مدن أخرى، لم يتعظ بعض بنيها مما يجري، ظناً منهم أنهم في منجى من ممارسات شريعة” الغاب” لأن من يأكل “الثور الأبيض”، لن يتورع عن التهام أي ثور غيره، حين يستفرد به، مادام أن خطّ سير الدبابة مرسوم، وإن حواجز –الوهم- التي نصنعها، لن تقف في طريقها، وهي تسير إلى مدننا الأخرى، أينما كانت.
وما خلا هذه الملاحظة، فإن أمام المثقف الكردي-أمامنا جميعاً- مهمات رئيسة، لا بدمنها وفق تصوري:
1-نبذ كل أسباب القطيعة التي تحول دون التواصل بيننا، لأن كل حد مرسوم إنما هو وهمي محض.
2-الالتقاء على كلمة سواء، وإطلاق مشاريع ثقافية، لأنه من غير المعقول أن يتم استمرار المثقف، دون وجود أي رابط مؤسسي ثقافي كردي، ولا أي مشروع ثقافي واضح لمهماته، في مرحلة ما بعد التغيير التي لا بد منها، مهما راوغ النظام، أو ناور لاستدامة لحظته الاستبدادية والإلغائية التي كان للكردي النصيب الأكبر في دفع ضريبتها، وذلك على الصعد كافة من لغة، وإعلام، وثقافة، وغير ذلك مما يتعلق بالشأن الثقافي الكردي، ضمن مجال اهتمام المثقف، بشكل مباشر.
3-التواصل مع المثقفين السوريين، ضمن الإطار الوطني، ورفع الحواجز التي وضعها النظام، مادام أن الثقافة الكردية هي ثقافة ثاني أكبر مكون وطني في سوريا، وذلك من خلال الاستفادة-في الظرف الحالي- من الثورة
4-العمل الدؤوب على أداء المثقف لدوره الحقيقي، في الشارع الوطني الكردي، كاملاً، من أجل نشر الحب، والوئام، وتقريب وجهات نظر الشعب الكردي في سوريا، في ما يخص النقاط الأكثر أهمية في هذه المرحلة الحساسة.
5- اختلاف وجهات النظر في قضايا الرأي، يجب ألا يؤدي إلى تفكير طرف بتخوين آخر، تكريساً لمشايعة حزبية، أو إيديولوجية، وعلينا-جميعاً-أن نكون بالمرصاد في وجه هكذا إساءات.
*ما أقدمه هنا ليس ورقة عمل، وإنما مجرد اقتراح للم الشمل، والمباشرة في تأدية المطلوب