جيكرخون علي
لم تصدق المعارضة السورية أن الرياح التغيير سوف تهب على سوريا بعد أن هبّت على عديد من دول المنطقة ، ولم تتوقع أن مصدر هذه الرياح سيكون الشعوب ، الكثيرون هم الذين كانوا يعولون على الرياح الخارجية إن هبّت هبّوا معها وإن خفّت خفّوا معها وإن تناغمت تناغموا معها وإن توقفت توقفوا معها ، ولم يصدق أحدً أن رئيس النظام السوري وأركانه سيتعرضون لعقوبات دولية ، ولكن ما حدث فاق توقعات الكل والشعب كسر حاجز الخوف ورفع الشعار المعروف ” الشعب يريد إسقاط النظام ” والآن تدخل الثورة الشعبية السورية شهرها الثالث تاركة خلفها أكثر من ألف شهيد وآلاف الجرحى والمعتقلين والمفقودين وحصار المدن واجتياحها بالمدافع والدبابات ، وبالرغم من كل ما يحدث على الأرض من قتل وتدمير واعتقالات اقتصر نشاط المعارضة على الإعلام عبر وسائله المتاحة وعقد بعض اللقاءات التي لم تتجاوز مخلفات ماقبل الثورة .
الثورة الشعبية في المنطقة فرضت على كافة القوى والفعاليات الدولية والإقليمية والمحلية نمطاً جديدا من التعامل مع قضايا المنطقة فالولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تدعم الأنظمة في المنطقة حفاظا على مصالحها باتت الآن تطالب تلك الأنظمة لتلبية مطالب شعوبها وكذلك الأمر دول الاتحاد الاوربي والمانيا وانكلترا ، هذا ما يدفعنا إلى القول : أن الثورات مهما كانت شكلها أو نوعها تأتي لتفرض مفاهيمها ومصطلحاتها الجديدة على الجميع ، والتماشي مع التيار يتطلب نمطا فكريا جديدا وآليات حديثة في تكوين العلاقات والتحالفات السياسية وهذا يشمل العلاقات الاجتماعية والاقتصادية وكافة جوانب الحياة الأخرى .
الملفت للنظر والمدهش في الأمر بقيت المعارضة وبالأخص الشق الكوردي منها على أفكارها القديمة وأساليبها القديمة وآلياتها القديمة ، والجديد القديم في أمرها أنها هرعت إلى لملمة شتاتها لإدارة ” الأزمة ” كما وصفوها واحتواء كل ما هو جديد في قديمها وهذا ما حدث بالضبط إبان انتفاضة 12 آذار وبعد انتهاء “الأزمة ” انتهت صلاحية إجماعهم وعادت حليمة الى عادتها القديمة وهذا ينطبق على الشق العربي من المعارضة ، وهذا ما يدع المتابع للشأن العام أمام كثير من الطلاسم والاحجيات مما يدفعه الرغبة إلى فك رموزها وتحليلها لمعرفة خفايا وباطن الامور ، وبحسب إدراكي ومعرفتي أستطيع أن ألخصها في الأسباب التالية :
– عدم امتلاك المعارضة لمشروع التغيير جدي ذات أهداف وآليات واضحة ما يمكّنها من مواكبة أي تغيير طارئ في الوضع الذي بقي مستقرا لصالح النظام ما يقارب خمسون عاما ، وهذا ما لاحظناه بشكل واضح في خطابه الاعلامي مع بدء الشعب بالثورة ، منهم من عوّل على الوعود الإصلاحية التي قدّمها النظام ومنهم من شكك بها ومنهم من سكت بدون موقف إلى حين كشف الخيط الأبيض من الأسود أي إن انتصرت الثورة فانهم معها وإن انتصر النظام فانهم لم يكونوا مع الثورة .
– عدم قدرة المعارضة على تجاوز الدوائر والمربعات التي رسمت لها سابقا ، واستمرار العمل بمواقف والشعارات ما قبل الثورة ، بالرغم من أن الشعب أسقط كل الشعارات وكل الرهانات وأبقى على الحرية والشعب يريد إسقاط النظام ، أما المعارضة بقيت متمسكة بشعاراتها ومواقفها القديمة ولم تستطيع تكوين نظرة جديدة بما يتلائم مع تطلعات الشعب ، وهناك أمثلة كثيرة حول الموضوع ولا أحبذ ذكرها لعدم دخول في المتاهات لا يمكن الخروج منها .
– الإسراع إلى ترقيع جبهاتها المهترئة ظناً منها أن الترقيع سيفي بالغرض وسوف تستطيع احتواء الثورة وركوب موجتها والذهاب بها بعيدا إلى الدخول في الحوار مع السلطة وتهميش شركائهم في المعارضة وذلك تفضيلا لمصالحها الفئوية والحزبية على المصلحة الوطنية التي تكمن في إسقاط النظام الديكتاتوري وبناء نظام ديمقراطي تعددي حر بما يكفل حقوق كافة الأطياف ومكونات الشعب السوري .
الملفت للنظر والمدهش في الأمر بقيت المعارضة وبالأخص الشق الكوردي منها على أفكارها القديمة وأساليبها القديمة وآلياتها القديمة ، والجديد القديم في أمرها أنها هرعت إلى لملمة شتاتها لإدارة ” الأزمة ” كما وصفوها واحتواء كل ما هو جديد في قديمها وهذا ما حدث بالضبط إبان انتفاضة 12 آذار وبعد انتهاء “الأزمة ” انتهت صلاحية إجماعهم وعادت حليمة الى عادتها القديمة وهذا ينطبق على الشق العربي من المعارضة ، وهذا ما يدع المتابع للشأن العام أمام كثير من الطلاسم والاحجيات مما يدفعه الرغبة إلى فك رموزها وتحليلها لمعرفة خفايا وباطن الامور ، وبحسب إدراكي ومعرفتي أستطيع أن ألخصها في الأسباب التالية :
– عدم امتلاك المعارضة لمشروع التغيير جدي ذات أهداف وآليات واضحة ما يمكّنها من مواكبة أي تغيير طارئ في الوضع الذي بقي مستقرا لصالح النظام ما يقارب خمسون عاما ، وهذا ما لاحظناه بشكل واضح في خطابه الاعلامي مع بدء الشعب بالثورة ، منهم من عوّل على الوعود الإصلاحية التي قدّمها النظام ومنهم من شكك بها ومنهم من سكت بدون موقف إلى حين كشف الخيط الأبيض من الأسود أي إن انتصرت الثورة فانهم معها وإن انتصر النظام فانهم لم يكونوا مع الثورة .
– عدم قدرة المعارضة على تجاوز الدوائر والمربعات التي رسمت لها سابقا ، واستمرار العمل بمواقف والشعارات ما قبل الثورة ، بالرغم من أن الشعب أسقط كل الشعارات وكل الرهانات وأبقى على الحرية والشعب يريد إسقاط النظام ، أما المعارضة بقيت متمسكة بشعاراتها ومواقفها القديمة ولم تستطيع تكوين نظرة جديدة بما يتلائم مع تطلعات الشعب ، وهناك أمثلة كثيرة حول الموضوع ولا أحبذ ذكرها لعدم دخول في المتاهات لا يمكن الخروج منها .
– الإسراع إلى ترقيع جبهاتها المهترئة ظناً منها أن الترقيع سيفي بالغرض وسوف تستطيع احتواء الثورة وركوب موجتها والذهاب بها بعيدا إلى الدخول في الحوار مع السلطة وتهميش شركائهم في المعارضة وذلك تفضيلا لمصالحها الفئوية والحزبية على المصلحة الوطنية التي تكمن في إسقاط النظام الديكتاتوري وبناء نظام ديمقراطي تعددي حر بما يكفل حقوق كافة الأطياف ومكونات الشعب السوري .
ما يفرق المعارضة أكثر ما يقربها ، النزاعات الشخصية والحزبية ، أنماط تفكير وآليات العمل قديمة والتدخلات من هنا وهناك تلبية لمصالح الغير ، صعوبة التأقلم مع الوضع الجديد في ظل تسارع الأحداث على الساحة الداخلية وتزامنا معها في المواقف الدولية ، والمعارضة مدعوة إلى الإسراع في خطواتها لمواكبة الثورة والموقف الدولي وإلا القطار سيفوتها .