هيبت بافي حلبجة
في كل مرحلة من مراحل التاريخ تنبثق حيثيات جديدة قد لاتعجب بعض الشخصيات ، ولا بعض الأتجاهات ، ولابعض المنغلقين ، ولا بعض المتشددين والمتخلفين (بالمعنى المعاصر) ، إنما هي تعجب بالتأكيد القسم الأعظم من شرائح المجتمع ، والأغلبية العظمى من كل فئات الشعب .
ومن هذه الحيثيات مفهوم – الشباب – الذي يروق لنا جداُ مضمونه ومقوماته ، والذي يروق لنا أيضاُ أن ننحني إجلالاُ وإكباراُ له ، لإنه قد بلغ فحوى السمة السائدة .
وهذا ما يسوقنا على إنه قد صدق من قال – إن جميع كتابات جبران خليل جبران تدعو إلى التفكير العميق ، فإن كنت تخاف أن تفكر فالأجدر بك ألا تقرأ جبران – وهاهو يقول في مؤلفه دمعة وأبتسامة – أنا لاأبدل أحزان قلبي بأفراح الناس ، ولا أرضى أن تنقلب الدموع التي تستدرها الكآبة من جوارحي وتصير ضحكاُ .
ومن هذه الحيثيات مفهوم – الشباب – الذي يروق لنا جداُ مضمونه ومقوماته ، والذي يروق لنا أيضاُ أن ننحني إجلالاُ وإكباراُ له ، لإنه قد بلغ فحوى السمة السائدة .
وهذا ما يسوقنا على إنه قد صدق من قال – إن جميع كتابات جبران خليل جبران تدعو إلى التفكير العميق ، فإن كنت تخاف أن تفكر فالأجدر بك ألا تقرأ جبران – وهاهو يقول في مؤلفه دمعة وأبتسامة – أنا لاأبدل أحزان قلبي بأفراح الناس ، ولا أرضى أن تنقلب الدموع التي تستدرها الكآبة من جوارحي وتصير ضحكاُ .
أتمنى أن تبقى حياتي دمعة وأبتسامة ، دمعة تطهر قلبي وتفهمني أسرار الحياة وغوامضها ، دمعة أشارك بها منسحقي القلب ، وأبتسامة تكون فرحي بوجودي .
أريد أن أموت شوقاُ ولا أحيا مللاُ – وأنتم يامن أخشى أن أوسمكم بمسميات (الأشاوس والهراقلة)، ياشباب الثورة ، وأكون قد بخست حقكم في أرجاع الحياة إلى الزمن ، والدفء والسكينة إلى المكان ، والحفيف إلى أوراق الأشجار ، والأمطار إلى الغيوم ، لآنكم قد ملكتم قلباُ صباه الوجد إليكم ، واستعبدتم نفساُ تباهت بعظمتكم ، وخلبتم عقلاُ لاتدميه إلا دماؤكم الباسقة في عنان الخلود والسماء .
لأنكم يا نجوم هذا الزمن أعتقتمونا من أصفاد العبودية والذل ، من أغلال العدم والأغتراب ، ووهبتمونا أسرار العالم ، وعلل الوجود .
الآن غدونا نحن نحن ، الآن أستيقظ شعاع الشمس في جوانحنا ، الآن بتنا نرتع ما بين أحراش الوجد والعشق والهيام دون أن تروعنا ستائر الليل ، ولا يخيفنا بطش الوحوش ، ولا أشباح الظلمة .
وقد رأيناكم ياأحبائ في أحلامنا ، وأحدجنا في سيمائكم في وحدتنا وإنقطاعنا ، فالحب قد جمعنا فلاتجزعوا ولن نجزع نحن مادام أنتم نصفنا البهي الأخاذ .
وهذا النصف البهي الأخاذ هو جوهر وركن المسألة في هذا الحراك السياسي العارم الذي يرغد ويزبد كالطوفان وقد فكك كل رموز المعاجم والطلاسم ، لذلك ، ومن هنا تحديدأ وبالتمام ، نقول ما يلي .
القول الأول : إن مفهوم الشباب لم يعد ذلك المحتوى الأجتماعي الذي يتصارع مع مكونات الشرائح المتعددة لكي يحقق بعض من آماله وطموحاته ، ويحقق بالتالي جزءاُ من خاصيته ، أنما غدا هو مركز الصراع الطبيعي المدني الحضاري الذي يستقطب دالة المحتوى نفسها إلى ذاته هو ، فلا محتوى دون مفهوم الشباب ، ولا صراع دون ذلك المحتوى ، وهذه هي أهم وأقوى مقولة ينبغي أن ندركها جميعاُ .
القول الثاني : لقد أنتهى مضمون التصارع والتصارع الأفتراضي (الذي كان يسببه بعض التقليديون) ليترك محله ومجاله لصاحبه الأصلي المعرفي الموضوعي ألا وهو الصراع بالمعنى العلمي له وليس بالمعنى السياسي والتقليدي والسطحي له .
لإن الصراع بهذا المعنى يحتوي على العناصر التالية : معنى التطور وحقيقته على المستوى التاريخي ، معنى العلاقة الجدلية مابين مكونات المجتمعي السوسيولوجي ، معنى العلاقة الفعلية مابين المضمون والمحمول وفقاُ لفحوى المصداقية كما هي ، كما ينبغي أن تكون بنيوياُ ، لاكما تفترض رغبوياُ ، ثم أخيراُ معنى الوئام في الأختلاف لا الأنشقاق في الخلاف .
القول الثالث : لقد أعاد الشباب البهجة الحقيقية لقوانين الطبيعة ، بل الأبعاد الكلية لها ، بعد أن (كادت أو أوشكت أن تكاد) قوانين مصطنعة ، قوانين خارج نفسها ، قوانين لانواميس فيها .
حتى إن بعض المثقفين طرحوا موضوع التاريخ الذي لامعنى له ، التاريخ الذي يسير على صعيد الزمن والأحداث .
القول الرابع : لقد غدا مفهوم الشباب الصمام الأمان ، والضمانة الأكيدة لتقويم أي أنحراف محتمل في اللحظة ، أو في المستقبل ، أي في الحقيقة والفعل امسى هذا المفهوم بمثابة السلطة الأولى في البلاد ثم تأتي السلطة التنفيذية ، والتشريعية ، والقضائية ، ومن ثم السلطة الرابعة ، لإنه اضحى يجسد الدور الفعلي للجنة الرقابة العليا .
علام يدل كل هذا ؟ من المؤكد إن العمل السياسي بالمفهوم التقليدي لن يجدي نفعاُ ، لا من زاوية الذهنية التي كانت تولده ، ولا من زاوية الأسلوب الأجرائي الذي كان يقومه .
أي إن المعارضة بمفهوم التجمعات الجزئية قد تؤدي إلى نتائج مرحلية مؤقتة ، لكنها لن تكون الأس المنطقي لمعادلة السياسة ، من هنا تحديداُ لامناص من أبتكار وسائل جديدة أو منح الوسائل القديمة نفحة جديدة كل الجدة .
وإلى أن يتم أبتكار تلك الوسائل الجديدة ، لامندوحة من إبعاد بعض الأمور التي لن تتوائم مع طبيعة هذه المرحلة .
الأمر الأول : محاولة فرض حالة سياسية معينة على الساحة بقصد الحصول على أكبر عدد ممكن من المكتسبات الذاتية أو الآنية .
إن مثل هكذا تصرف ، قد يربك ويعقد بعض أجزاء من الواقع ، لكنه لن يضر سوى القائمين عليه .
أما مفهوم الشباب فإنه لن يرتبك ولن يتاثر ، لإنه يدرك تمام الإدراك وظيفته ومهامه في هذه الظروف الحرجة والدقيقة .
الأمر الثاني : الغوغائية الحدية في التعامل مع الحدث – الثورة – وكإن وجود الشخص في زاوية ما هو الهدف بحد ذاته ، كلا أيها السادة ، فالعملية السياسية في إدراك التناقض الرئيسي ضد السلطة السورية أصبحت كالوظيفة ، كالمهمة الجوهرية التي ينبغي علينا جميعاُ ، كشعب ، كأحزاب ، كشباب ، كأفراد ، أن نشارك في كيفية دعم هذا الخط البياني .
الأمر الثالث : التذاهن البسيط الساذج الموهوم والمتعلق بمفهوم مسألة الخسارة والربح ، أو الأنتصار والهزيمة ، فهذا التذاهن هو في المراحل الأخيرة لسبب بسيط هو إن التاريخ الحالي الراهن قد منح المصداقية لنفسه ، لقوانينه ، وقد وهب المصداقية لمفهوم الشباب ، هذا المفهوم الذي هو وسام شرف وكرامة على صدورنا جميعاُ ، وزمردة نادرة في الألباب …….
أريد أن أموت شوقاُ ولا أحيا مللاُ – وأنتم يامن أخشى أن أوسمكم بمسميات (الأشاوس والهراقلة)، ياشباب الثورة ، وأكون قد بخست حقكم في أرجاع الحياة إلى الزمن ، والدفء والسكينة إلى المكان ، والحفيف إلى أوراق الأشجار ، والأمطار إلى الغيوم ، لآنكم قد ملكتم قلباُ صباه الوجد إليكم ، واستعبدتم نفساُ تباهت بعظمتكم ، وخلبتم عقلاُ لاتدميه إلا دماؤكم الباسقة في عنان الخلود والسماء .
لأنكم يا نجوم هذا الزمن أعتقتمونا من أصفاد العبودية والذل ، من أغلال العدم والأغتراب ، ووهبتمونا أسرار العالم ، وعلل الوجود .
الآن غدونا نحن نحن ، الآن أستيقظ شعاع الشمس في جوانحنا ، الآن بتنا نرتع ما بين أحراش الوجد والعشق والهيام دون أن تروعنا ستائر الليل ، ولا يخيفنا بطش الوحوش ، ولا أشباح الظلمة .
وقد رأيناكم ياأحبائ في أحلامنا ، وأحدجنا في سيمائكم في وحدتنا وإنقطاعنا ، فالحب قد جمعنا فلاتجزعوا ولن نجزع نحن مادام أنتم نصفنا البهي الأخاذ .
وهذا النصف البهي الأخاذ هو جوهر وركن المسألة في هذا الحراك السياسي العارم الذي يرغد ويزبد كالطوفان وقد فكك كل رموز المعاجم والطلاسم ، لذلك ، ومن هنا تحديدأ وبالتمام ، نقول ما يلي .
القول الأول : إن مفهوم الشباب لم يعد ذلك المحتوى الأجتماعي الذي يتصارع مع مكونات الشرائح المتعددة لكي يحقق بعض من آماله وطموحاته ، ويحقق بالتالي جزءاُ من خاصيته ، أنما غدا هو مركز الصراع الطبيعي المدني الحضاري الذي يستقطب دالة المحتوى نفسها إلى ذاته هو ، فلا محتوى دون مفهوم الشباب ، ولا صراع دون ذلك المحتوى ، وهذه هي أهم وأقوى مقولة ينبغي أن ندركها جميعاُ .
القول الثاني : لقد أنتهى مضمون التصارع والتصارع الأفتراضي (الذي كان يسببه بعض التقليديون) ليترك محله ومجاله لصاحبه الأصلي المعرفي الموضوعي ألا وهو الصراع بالمعنى العلمي له وليس بالمعنى السياسي والتقليدي والسطحي له .
لإن الصراع بهذا المعنى يحتوي على العناصر التالية : معنى التطور وحقيقته على المستوى التاريخي ، معنى العلاقة الجدلية مابين مكونات المجتمعي السوسيولوجي ، معنى العلاقة الفعلية مابين المضمون والمحمول وفقاُ لفحوى المصداقية كما هي ، كما ينبغي أن تكون بنيوياُ ، لاكما تفترض رغبوياُ ، ثم أخيراُ معنى الوئام في الأختلاف لا الأنشقاق في الخلاف .
القول الثالث : لقد أعاد الشباب البهجة الحقيقية لقوانين الطبيعة ، بل الأبعاد الكلية لها ، بعد أن (كادت أو أوشكت أن تكاد) قوانين مصطنعة ، قوانين خارج نفسها ، قوانين لانواميس فيها .
حتى إن بعض المثقفين طرحوا موضوع التاريخ الذي لامعنى له ، التاريخ الذي يسير على صعيد الزمن والأحداث .
القول الرابع : لقد غدا مفهوم الشباب الصمام الأمان ، والضمانة الأكيدة لتقويم أي أنحراف محتمل في اللحظة ، أو في المستقبل ، أي في الحقيقة والفعل امسى هذا المفهوم بمثابة السلطة الأولى في البلاد ثم تأتي السلطة التنفيذية ، والتشريعية ، والقضائية ، ومن ثم السلطة الرابعة ، لإنه اضحى يجسد الدور الفعلي للجنة الرقابة العليا .
علام يدل كل هذا ؟ من المؤكد إن العمل السياسي بالمفهوم التقليدي لن يجدي نفعاُ ، لا من زاوية الذهنية التي كانت تولده ، ولا من زاوية الأسلوب الأجرائي الذي كان يقومه .
أي إن المعارضة بمفهوم التجمعات الجزئية قد تؤدي إلى نتائج مرحلية مؤقتة ، لكنها لن تكون الأس المنطقي لمعادلة السياسة ، من هنا تحديداُ لامناص من أبتكار وسائل جديدة أو منح الوسائل القديمة نفحة جديدة كل الجدة .
وإلى أن يتم أبتكار تلك الوسائل الجديدة ، لامندوحة من إبعاد بعض الأمور التي لن تتوائم مع طبيعة هذه المرحلة .
الأمر الأول : محاولة فرض حالة سياسية معينة على الساحة بقصد الحصول على أكبر عدد ممكن من المكتسبات الذاتية أو الآنية .
إن مثل هكذا تصرف ، قد يربك ويعقد بعض أجزاء من الواقع ، لكنه لن يضر سوى القائمين عليه .
أما مفهوم الشباب فإنه لن يرتبك ولن يتاثر ، لإنه يدرك تمام الإدراك وظيفته ومهامه في هذه الظروف الحرجة والدقيقة .
الأمر الثاني : الغوغائية الحدية في التعامل مع الحدث – الثورة – وكإن وجود الشخص في زاوية ما هو الهدف بحد ذاته ، كلا أيها السادة ، فالعملية السياسية في إدراك التناقض الرئيسي ضد السلطة السورية أصبحت كالوظيفة ، كالمهمة الجوهرية التي ينبغي علينا جميعاُ ، كشعب ، كأحزاب ، كشباب ، كأفراد ، أن نشارك في كيفية دعم هذا الخط البياني .
الأمر الثالث : التذاهن البسيط الساذج الموهوم والمتعلق بمفهوم مسألة الخسارة والربح ، أو الأنتصار والهزيمة ، فهذا التذاهن هو في المراحل الأخيرة لسبب بسيط هو إن التاريخ الحالي الراهن قد منح المصداقية لنفسه ، لقوانينه ، وقد وهب المصداقية لمفهوم الشباب ، هذا المفهوم الذي هو وسام شرف وكرامة على صدورنا جميعاُ ، وزمردة نادرة في الألباب …….
heybat@maktoob.com