كظرف 2011 أو شبيه به.
لا بل كان بعضهم يتظاهر ويدور في دوار ” الهليلية ” معتقداً إن الكون يدور حوله، ومن ثم يعود إلى مركزه سالماً غانماً من مهمته النضالية.
وبعد أن بدأت الثورة في درعا، قالوا يجب إن تشتعل في مدن أخرى كي لا يتهمونا بإستغلال خروج أهالي درعا ودمائهم لغايات ومكاسب قومية كردية لا سورية وطنية، ووعدوا إن أمتدت لمدن أخرى، سيروننا كيف يزلزلون مركز الأرض تحت قامشلو، وفي أيام الجُمع التالية امتدت المظاهرات إلى ريف دمشق..
وإلى الساحل..
وخرجت شباب قامشلو، لكنهم- قادة أحزابنا- قالوا كيف نخرج وإخوان المسلمين والمعارضة لم يشاركوا بشكل رسمي وعلني لم تشارك حتى اللحظة، وعندما أمتدت المظاهرات إلى حماة و مدينة حلب الجامعية، هدد قادتنا السلطات بإنها إذا لم تستجب لمطالب ما، فسينزلون الشارع بكامل ثقلهم وعندها ستقع الواقعة.
إذاً قادتنا الكرد إلى اللحظة يعترفون بعدم مشاركتهم في المظاهرات، وإن دورهم يقتصر بتقديم المساندة والدعم اللوجستي للشباب في التعرف على الهدف، وهو الشارع العريض القريب من جامع قاسمو، ومجرد تعرف الشباب على الشارع المستهدف تنتهي مهمتهم.
وبناءاً عليه فإن السلطة السورية إذ ما قامت بحوار وطني جاد وهو أمر مستبعد ، فأن على السلطة التوجه الى المتظاهرين في حواره الوطني، وهنا لن تجد قادة الأحزاب موطئ قدم بين المتحاورين وسيبقى نصيبهم هو الدعم اللوجستي للشباب المتحاورين أي تهيئة مكان الاجتماع والدلالة عليه، دون المشاركة فيه، فالذي يزرع الكلام لن يجني سوى الريح، وما مبادرة الأحزاب الأخيرة، إلا تأكيد مرة أخرى أنهم لم يشاركوا بالمظاهرات بعد ، مع إن المظاهرات تكاد تصل لقرى ” جنوب الرد “.
والغاية من تصاريحهم ، الأحادية الجانبية، والتي لا تعيرها السلطة اهتماما، بل وتتهمهم بالخونة، هي بمثابة صكوك البراءة من المظاهرات أمام السلطة، بل وتستعملها السلطة كحجة تقوي موقفها أمام الشارع، بأن الأحزاب الكردية خارج تغطية التظاهر، ومن جهة أخرى فهي تضعف موقف الكرد أمام المعارضة والشارع العربي السوري بعدم تقاسم ألم النضال والتظاهر معهم، والذي سينتج عنه بعد نجاح الثورة، برفع بياناتهم تلك، كبطاقات حمراء تطالبهم الخروج من الملعب لعدم التزامهم بقواعد اللعبة أو عدم توفر اللياقة البدنية لديهم، وهذا ما سيتسبب إجهاض جهود الشباب الذين شاركوا في المظاهرات وخروجهم خال الوفاض.
إذا كان قادتنا يحتفظون بتكتيكات ويشاركون في المظاهرات بشكل أو بآخر ولا يريدون الإعلان عنه ، كي تبقى المظاهرات في مسارها الشعبي غير الحزبي ، فلماذا يخرجون ببيانات أسبوعية يؤكدون عدم مشاركتهم، والتي تؤثر سلباً على ما يفعلونه وراء الكواليس، إن كانوا حقاً يفعلون شيئاً ما، مع الإشارة إن وقت الكواليس وما ورائها قد ولت، وجاء وقت العمل في الشارع و أمام الكواليس.
لذا عندما تحين “اللحظة التاريخية ” وتستقر نيتهم الخروج بكامل ثقلهم يـُرجى إعلام القاطنين في الجانب الآخر من الكرة الأرضية بخروجهم كي يتفادوا معاً عدم زحزحة محور الأرض وفقدان التوازن.
أحزابنا تجتمع عند الشدائد وهو أمر إيجابي واجتماعهم في هذه الظروف أمر حسن، و يسجل لهم رغم مواقفهم الخجولة السابقة، ونرجو أن يكون اجتماعهم يعبر بحق، عن تماسكهم و بدوام قناعتهم إن الإجماع يكون دائماً لمصلحة الجماهير، وليس كاجتماع عساكر عراة الصدر في عقوبة جماعية في ليلٍ شتوي،يلتصقون ببعض تفادياً للبرد، ويتفرقون مع أول لحظة دفء.
قبل أيام اجتمعت أحزابنا وقد خرجت مجتمعة ببيان شديد” التبلي “على السيد عبد الباسط حمو وبغض النظر عن اختلافنا مع السيد حمو، وبالأخص في مسألة – الكردستاني – ولكنه يقوم بالكثير في خدمة قضيته وله دور أعلامي لايُنكر في هذه المرحلة، كما نراه جميعاً على شاشات التلفزة، وليس من مصلحة أحد التهجم على الآخر بدون أدلة، لذا إن كان عليهم أن يخطئوا، أو يتبلوا أحداً، فليفعلوا ذلك فرادى لا مجتمعين.
على القادة الكرد تسجيل موقف مشرف من ثورة الحرية هذه، كي لا يشعر من يسير خلفهم بالخجل من مواقفهم، ويستطيع رفع رأسه عالياً بنضاله معهم، ويصدق بأن ما كان يفعله لعقود كان نضالاً و لم يكن وهماً.