إبراهيم يوسف
elyousef@gmail.com
elyousef@gmail.com
يتردد حالياً أن النظام السوري عازم على إطلاق حوار وطني، هكذا-من الباب إلى الطاقة- وذلك ليس بشكل مباشر من قبله، كي يمكن التراجع عنه، وربما يساوم على من يعلنه، على عادته، مرة بعد أخرى،، ومن يدري؟؟ بعد أن ظهر بعد كل هذه السنوات أنه لا يملك-ناطقاً رسميا ًباسمه- مسؤوولاً، سواء أكان في الداخل الوطني، أو في الخارج، وبات يلجأ إلى بعضهم، ومن بينهم الكثير ممن لا تتوافر فيهم المواصفات المقبولة، وهم مرفوضون من مجتمعهم، وفي حياتهم العادية، ولاسيما أن يكون أحد هؤلاء-مثلاً-عضواً في مجلس الشعب، ويليق به أن يكون في رأس أي اعتصام احتجاجي سلمي، مادام أنه يمتلك ذرة من الضمير الوطني، تجاه من يفترض أنهم هم من صوتوا له، ليكون صوتهم لدى النظام، لا صوت النظام ضد صوتهم.
لقد أثبت النظام أن سلسلة الحوارات التي دعا إليها، سواء عن طريق بواباته الأمنية، أو بعض الحوارات التي تمت عن طريق ممثلين مع القصر الجمهوري-كما الحوار الذي تم مع د.
نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية- وكانت جد متحمسة للكثير من نقاطه المهمة، وبدت أثناء الاستماع إلى الوفد الثقافي الذي كنت من عداده، تستغرب بعض أوجه الظلم الواقع على الكرد، إلا أن الجهات العليا في النظام لم تنفذ مليماً واحداً، مما قيل آنذاك، ضمن سقف الوطن.
ولا أريد هنا، أن أقحم وجهة نظر شخصية محدّدة حول هذا الحوار، وإن كنت سأبين الآراء التي يمكن استخلاصها على ضوء اللوحة الموجودة، لأن لا أحد يقف ضد المصالحة الوطنية، الفعلية، لا لتكتيكية، إلا النظام نفسه، وأنه في أي حوار يجب أن تكون هناك بذرة الصدق متوافرة لدى أي طرفين متحاورين، وليس لدى المعارضة الوطنية، إلا أن تكون مخلصة، لأن الأمر يتعلق بمصير وطنها الذي تحرص عليه، وليس على طريقة ناهبيه، ولاسيما أننا أمام أكثر من مصدر قرار، إذ يؤمر بإيقاف إطلاق النار ضد المواطنين-ولا نسأل” إذاً هناك قرار إطلاق نار؟”- إلا أن إطلاق النار لم يتوقف في تلكلخ بعد ذلك ، ثم هل أكثر من أن يوهن السيد “رامي مخلوف” نفسية الأمة بتصريحات استفزازية للروح الوطنية، من دون أن تكون له صفة رسمية إلا كرجل أعمال..
كما يفترض، فماذا سيكون مصير أي رجل أعمال وطني لوردّ على تصريحاته-ولو بالحكمة والعقل؟- وبالرغم من ذلك، فها هو الآن طليق، ويده لما تزل في جيوب كل فرد، من كل بيت سوري .كذلك فإن من يتم تقديمهم للقاءات العليا، سواء أكانوا ممثلين، أو تجاراً أو مهربين، هم من عداد لصوص لقمة الشعب، وبهذا المعنى فإن الحوار الذي يتم إنما يتم مع موالين للنظام، يستوي هنا الحديث عن دريد لحام، أو أي كومبارس في تمثيلية، أو مع رجال المال والأعمال اللصوص، أو غيرهم من الرموز العشائرية المتهافتة و البائدة التي يراد إحياؤها منذ 2004 وحتى الآن، ضمن مشروع فتنة كبير، وها كل من مناضلين عربيين-من عشيرتين كبريين- هما: محمد شبيب وغازي الجربا- وأنحني أمام موقفيهما- يقدمان للمحكمة، لمجرد أنهما قالا لا لحصار بانياس ودرعا وحمص وغيرها وقتل أهلها، وانفتحوا على أهلهم الكرد، لا كما يرسم في الكواليس الأمنية، من قبل عملاء ومدسوسين معروفين، وليس لي إلا أن أتذكر الصديق الشاعر جمال قادري الذي قرأت نبأ اعتقاله، بالإضافة إلى كل مواطن سوري معتقل في سجن ما، أو أسر في ساحة ملعب، أو مدرسة، بل وكل جريح يئن من دون دواء ولمسة حنان.
إن رموز المعارضة الحقيقية، هم إما في السجون، أو في المهاجر، أو تم إسكاتهم”،وإن النبض الذي أكمل كلمة كل هؤلاء هم شباب الشارع السوري، الذي ترجم أسئلة المعارضة في أروع صورها، رافعاً شعاراته، بشكل سلمي، وهو في انتظار الرد ّعليه، ليس بالرصاص، والاعتقال، والحصار، بل بتنفيذ ما طلبه، وإن فات الأوان حقيقة، برأي كثيرين، ولاسيما في ظلّ فوّهة المدفع التي تواجه الفم، وهنا فضاءات حوار غير متكافئ، حوار مأزوم، مهزوم، يستقوي بالدبابة على جبار لا يستخدم إلا طاقات كلمته، وصداها، وسيظل كذلك.
إن الحوار بعد أن شارف عدد الشهداء على الألف، بات من نوع آخر، بات غير متكافئ-فأي حوار يعيد الشهيد لأمه ؟ وهو ما قلته بعيد12 آذار 2004وكرره شيخ الشهداء معشوق الخزنوي في حفل تأبين الشهيد فرهاد- وإن كنت أضيف هنا: ومن حق أي عاقل أي يفكر في ظلّ مثل هذا السؤال نفسه في هاجس عدم زهق المزيد من الأرواح، وهي مسؤولية النظام كاملة.
كما كان يمكن لهذا الحوار أن يسير في اتجاهه الصحيح، لو أن السيد رئيس الجمهورية د.
بشار الأسد بادر منذ اللحظة الأولى لتطويقه، قبل أية نقطة دم سيلت من أي مواطن تعادل دمه كل دبابات وكراسي العالم ، بل كان من الممكن استدراكه أمام اللقاء بأعضاء ما يسمى ب” مجلس الشعب” الذين حولوا المهرجان إلى تهريج، وكان عليهم أن ينقلوا نبض الشارع السوري إلى رئيسهم، وإلا فإنهم خانوا أمانة الشعب، الملقاة على عواتقهم، ويجب إدراجهم مع من أمر ونفذ إطلاق النار على مواطنينا بعد ذلك، وأن تتم محاكمة كل من لم ينقل صوت الشعب إلى ” برلمانه” وفي حضور رئيسه، بل إن عدم ظهور أي مسؤول من “الخطّ الأول” هو جزء من الحرب المعلنة على الشعب، كما قلتها في مكان آخر.
وإذا كان الكرد السوريون- وأقول : الكرد السوريون -ضمن هذه المعارضة- لا يفتؤون يرددون بأعلى كلمتهم: لا للحل الأمني….
وغير ذلك، وهم الذين جربت فيهم وصفات الإعلام السوري التخوينية، إلى أن كذبها شجعان الكلمة والموقف والشارع، ولهم صوتهم الذي يجتمعون عليه في الملمات، ولهم وزنهم، باعتبارهم القومية الثانية في البلاد، ويتواجدون في كل سوريا، ترى فهل حققت أولى نوايا الحوار” إطلاق سراح السجناء السوريين بعامة- ومحاكمة القتلة أياً كانوا؟ حتى يتم مثل التأسيس لأرضية صادقة لمثل هذا الحوار؟، أم أن الحوار سيكون مع أمثال: دريد لحام صاحب النوايا ال…….
وطواقم المهرجين وثلل المنقرضين من الرموز الأمنية، بل وحتى إن كان الحوار مع نبض المعارضة الحقيقية، فإن أي حوار، لا يمكن أن يتم في وجود أمن للنظام يستنفر اليوم في درعا، وتلكلخ وحمص وبانياس بالرصاص لا بالضمير، و كان من الإنصاف أن يخطط كيف يرد على جبهة الحدود مع العدو الإسرائيلي، حيث ذروة مهمته الوطنية، ولست هنا في مقام عرض مطالب هذه المعارضة، لأنها وحدها صاحبة الحق في أن تقول: لا أو نعم للحوار، وفي يدها الموقف الرئيس في قبول هذا الحوار على ضوء ما ترتئيه، بحكمة وعقلانية، بعيداً عن الخضوع والتبعية، ليكون حوار طرف مع طرف، وليس حوار تابع مع متبوع، و لا جلسة تلقي وجبة التهديدات، ولا حوار في ظل يد محاور على زناد البندقية، أجل، يبقى إقرار أو رفض ذلك من مهمة المعارض الحريص.
15-5-2011
نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية- وكانت جد متحمسة للكثير من نقاطه المهمة، وبدت أثناء الاستماع إلى الوفد الثقافي الذي كنت من عداده، تستغرب بعض أوجه الظلم الواقع على الكرد، إلا أن الجهات العليا في النظام لم تنفذ مليماً واحداً، مما قيل آنذاك، ضمن سقف الوطن.
ولا أريد هنا، أن أقحم وجهة نظر شخصية محدّدة حول هذا الحوار، وإن كنت سأبين الآراء التي يمكن استخلاصها على ضوء اللوحة الموجودة، لأن لا أحد يقف ضد المصالحة الوطنية، الفعلية، لا لتكتيكية، إلا النظام نفسه، وأنه في أي حوار يجب أن تكون هناك بذرة الصدق متوافرة لدى أي طرفين متحاورين، وليس لدى المعارضة الوطنية، إلا أن تكون مخلصة، لأن الأمر يتعلق بمصير وطنها الذي تحرص عليه، وليس على طريقة ناهبيه، ولاسيما أننا أمام أكثر من مصدر قرار، إذ يؤمر بإيقاف إطلاق النار ضد المواطنين-ولا نسأل” إذاً هناك قرار إطلاق نار؟”- إلا أن إطلاق النار لم يتوقف في تلكلخ بعد ذلك ، ثم هل أكثر من أن يوهن السيد “رامي مخلوف” نفسية الأمة بتصريحات استفزازية للروح الوطنية، من دون أن تكون له صفة رسمية إلا كرجل أعمال..
كما يفترض، فماذا سيكون مصير أي رجل أعمال وطني لوردّ على تصريحاته-ولو بالحكمة والعقل؟- وبالرغم من ذلك، فها هو الآن طليق، ويده لما تزل في جيوب كل فرد، من كل بيت سوري .كذلك فإن من يتم تقديمهم للقاءات العليا، سواء أكانوا ممثلين، أو تجاراً أو مهربين، هم من عداد لصوص لقمة الشعب، وبهذا المعنى فإن الحوار الذي يتم إنما يتم مع موالين للنظام، يستوي هنا الحديث عن دريد لحام، أو أي كومبارس في تمثيلية، أو مع رجال المال والأعمال اللصوص، أو غيرهم من الرموز العشائرية المتهافتة و البائدة التي يراد إحياؤها منذ 2004 وحتى الآن، ضمن مشروع فتنة كبير، وها كل من مناضلين عربيين-من عشيرتين كبريين- هما: محمد شبيب وغازي الجربا- وأنحني أمام موقفيهما- يقدمان للمحكمة، لمجرد أنهما قالا لا لحصار بانياس ودرعا وحمص وغيرها وقتل أهلها، وانفتحوا على أهلهم الكرد، لا كما يرسم في الكواليس الأمنية، من قبل عملاء ومدسوسين معروفين، وليس لي إلا أن أتذكر الصديق الشاعر جمال قادري الذي قرأت نبأ اعتقاله، بالإضافة إلى كل مواطن سوري معتقل في سجن ما، أو أسر في ساحة ملعب، أو مدرسة، بل وكل جريح يئن من دون دواء ولمسة حنان.
إن رموز المعارضة الحقيقية، هم إما في السجون، أو في المهاجر، أو تم إسكاتهم”،وإن النبض الذي أكمل كلمة كل هؤلاء هم شباب الشارع السوري، الذي ترجم أسئلة المعارضة في أروع صورها، رافعاً شعاراته، بشكل سلمي، وهو في انتظار الرد ّعليه، ليس بالرصاص، والاعتقال، والحصار، بل بتنفيذ ما طلبه، وإن فات الأوان حقيقة، برأي كثيرين، ولاسيما في ظلّ فوّهة المدفع التي تواجه الفم، وهنا فضاءات حوار غير متكافئ، حوار مأزوم، مهزوم، يستقوي بالدبابة على جبار لا يستخدم إلا طاقات كلمته، وصداها، وسيظل كذلك.
إن الحوار بعد أن شارف عدد الشهداء على الألف، بات من نوع آخر، بات غير متكافئ-فأي حوار يعيد الشهيد لأمه ؟ وهو ما قلته بعيد12 آذار 2004وكرره شيخ الشهداء معشوق الخزنوي في حفل تأبين الشهيد فرهاد- وإن كنت أضيف هنا: ومن حق أي عاقل أي يفكر في ظلّ مثل هذا السؤال نفسه في هاجس عدم زهق المزيد من الأرواح، وهي مسؤولية النظام كاملة.
كما كان يمكن لهذا الحوار أن يسير في اتجاهه الصحيح، لو أن السيد رئيس الجمهورية د.
بشار الأسد بادر منذ اللحظة الأولى لتطويقه، قبل أية نقطة دم سيلت من أي مواطن تعادل دمه كل دبابات وكراسي العالم ، بل كان من الممكن استدراكه أمام اللقاء بأعضاء ما يسمى ب” مجلس الشعب” الذين حولوا المهرجان إلى تهريج، وكان عليهم أن ينقلوا نبض الشارع السوري إلى رئيسهم، وإلا فإنهم خانوا أمانة الشعب، الملقاة على عواتقهم، ويجب إدراجهم مع من أمر ونفذ إطلاق النار على مواطنينا بعد ذلك، وأن تتم محاكمة كل من لم ينقل صوت الشعب إلى ” برلمانه” وفي حضور رئيسه، بل إن عدم ظهور أي مسؤول من “الخطّ الأول” هو جزء من الحرب المعلنة على الشعب، كما قلتها في مكان آخر.
وإذا كان الكرد السوريون- وأقول : الكرد السوريون -ضمن هذه المعارضة- لا يفتؤون يرددون بأعلى كلمتهم: لا للحل الأمني….
وغير ذلك، وهم الذين جربت فيهم وصفات الإعلام السوري التخوينية، إلى أن كذبها شجعان الكلمة والموقف والشارع، ولهم صوتهم الذي يجتمعون عليه في الملمات، ولهم وزنهم، باعتبارهم القومية الثانية في البلاد، ويتواجدون في كل سوريا، ترى فهل حققت أولى نوايا الحوار” إطلاق سراح السجناء السوريين بعامة- ومحاكمة القتلة أياً كانوا؟ حتى يتم مثل التأسيس لأرضية صادقة لمثل هذا الحوار؟، أم أن الحوار سيكون مع أمثال: دريد لحام صاحب النوايا ال…….
وطواقم المهرجين وثلل المنقرضين من الرموز الأمنية، بل وحتى إن كان الحوار مع نبض المعارضة الحقيقية، فإن أي حوار، لا يمكن أن يتم في وجود أمن للنظام يستنفر اليوم في درعا، وتلكلخ وحمص وبانياس بالرصاص لا بالضمير، و كان من الإنصاف أن يخطط كيف يرد على جبهة الحدود مع العدو الإسرائيلي، حيث ذروة مهمته الوطنية، ولست هنا في مقام عرض مطالب هذه المعارضة، لأنها وحدها صاحبة الحق في أن تقول: لا أو نعم للحوار، وفي يدها الموقف الرئيس في قبول هذا الحوار على ضوء ما ترتئيه، بحكمة وعقلانية، بعيداً عن الخضوع والتبعية، ليكون حوار طرف مع طرف، وليس حوار تابع مع متبوع، و لا جلسة تلقي وجبة التهديدات، ولا حوار في ظل يد محاور على زناد البندقية، أجل، يبقى إقرار أو رفض ذلك من مهمة المعارض الحريص.
15-5-2011