وهل نطالب بحرية المرأة أو بمبدأ المساواة ، وكان أصحاب كل رأي يأخذ على الآخر مآخذ عديدة .
فماذا تعني المساواة وهل يقصد بها المعنى الحرفي للكلمة ومساواة المرأة بالرجل في كل شيء ، وهذا لا ينصف المرأة بل يظلمها ويحرمها من خصوصيتها ، أم المقصود التســاوي في الحقوق والواجبات الإنســانية المترتبة على كل جنس دون تمييز طرف على الآخـــر .
أما من كان يطالب بالحرية للمرأة فقد كان يُطالب بتحديد مفهوم الحرية وكشف ملامحها وماذا يعني بالحرية …..
وهنا كانت التفسيرات تتعدد والحرية تتوضع في أطر وموازين متباينة لا تتعدى النظريات .
وفي مؤتمراتنا الحزبية كانت هناك دائماً وقفة مطولة حول هذه القضية ، إلى أن أقر الحزب في المادة الرابعة من المنهاج البند العاشر ما يلي : (( يناضل الحزب من أجل نيل المرأة جميع حقوقها وإفساح المجال أمامها لممارسة دورها الاجتماعي والنضالي في المجتمع بشكل كامل )) .
وهذا يعني إعطاء المرأة دوراً أكبر في تحديد أهدافها وتحديد دورها في المجتمع .
كفانا وصاية على المرأة ، وكفانا ثرثرة حول حقوقها …..
وتحديد المسموح لها والممنوع عليها .
علينا بالوقوف إلى جانبها ودعمها لتنال حقوقها التي تراها هي من حقها ، وممارسة دورها الاجتماعي والنضالي الذي تراه هي صواباً وحقاً .
فالمرأة وحدها هي التي تعرف ما تقوم به من دور في مجتمعها وهي مَن تحدد ما تستطيع حمله من أعباء ومسؤوليات …..
أما الحقوق فهي كما علمتنا تجاربنا فإنها تؤخذ ولا تعطى .
إذاً بالنضال والكفاح فقط تستطيع المرأة تحقيق ذاتها وأهدافها .
آن للمرأة أن تخـرج من هيمنة البطريركية الذكورية …..
آن لها أن تخرج من القوالب والأطر الجاهزة والمصنعة بأيدي الآخرين ، وتخط طريقها بنفسها .
فالمرأة فقط تعرف ماهيتها وذاتها وتعرف ما يمكن أن تقدمه للإنسانية ، فهي تشكل نصف المجتمع وتقوم على تربية وتنشئة النصف الآخر ولذلك فهي بكل تأكيد تستطيع أن ترتقي بنفسها بعيداً عن الهيمنة .
———
* نقلاً عن (دنكَى كرد) جريدة الحزب الديمقراطي الكردي السوري