تصريح صحفي

تيار المستقبل الكوردي في سوريا

 

تناقلت وسائل الاعلام مؤخرا خبرا مفاده أن حزبي يكيتي وآزادي وتيار المستقبل الكوردي , مرشحة للأنتساب إلى عضوية جبهة الخلاص الوطني , وهو تصريح يتضمن تلميحا بحوارات او اتصالات معينة .
أننا إذ نستغرب هذا الخبر وتوقيته , ومن ثم توضيحات الرأي فيه , ونعتبر أن الشرعية واكتسابها في أجواء الاستبداد , مسالة فضفاضة وغير قابلة للتأكد , ويبقى الفعل السياسي الميداني هو المعيارية الوحيدة والمتوفرة , مهما كان الماضي ناصعا ومتألقا , لكن الحاضر مختلف وله حوامله وتعبيراته القادرة على ابداء رايها وتجسيد موقفها دون الحاجة الى وكلاء حصريين في هذا المجال أو ذاك .
أننا وتبياناً للحقيقة , لم نتحاور مع أحد , أو يتحاور معنا أحد , مباشرا أو غير مباشر , فيما يخص جبهة الخلاص الوطني , التي نعتبر بأنه من حق اعضاءها تنظيم انفسهم , وترتيب حالتهم وصياغة خطابهم السياسي , وفق قناعتهم ورؤاهم السياسية , ولكن ليس من حق أي منهم التحدث نيابة عنا , أو جعل نفسه وكيلا عن مواقفنا السياسية , التي لو كانت ملتقية مع جبهة الخلاص , سواء في مستواها الكوردي او في مستواها السياسي , لكنا قد اعلنا ذلك بكل شفافية ووضوح , فنحن لا نراهن على نظام امني مستبد , بل نسعى الى تغييره بالوسائل السلمية والديمقراطية , مثلما لا نراهن على الثقافة الاقصائية التي زرعتها الواحدية , والتي سادت ولا تزال في الفكر السياسي العروبي وبجناحيه , القوموي والاسلاموي , مثلما لم يعد الجيل الشاب من المجتمع الكوردي يقبل الوكالة والانابة وحتى الاستنابة , بعد انتفاضة اذار 2004 وما اوجدته من قيم نضالية وسياسية , تتناقض مع الكثير من الرؤى الكلاسيكية الكوردية التي باتت اسير هواجسها وماضيها وتاريخها , وفي هذا السياق ودرءا لأي التباس , نحن في تيار المستقبل حالة وطنية معارضة للنظام القائم بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى , ونعتقد  بأن من يتبنى خيار الفعل السياسي السلمي والمقاومة المدنية في مواجهة النظام الامني السوري ومن داخل سوريا , ليس كثيرا عليه اعلان انضمامه لهذه الجهة او تلك من اطر المعارضة السورية .
أننا في تيار المستقبل الكوردي في سوريا , نؤكد من جديد , على احترامنا لكل القوى السورية , في الداخل والخارج ,  بغض النظر على اختلافنا معها في وجهات النظر السياسية , أو حجمها أو شخوصها , ولسنا قضاة نحاكم هذا وذاك , بل نتعاطى العمل السياسي ونواجه نظاما شموليا , كان السيد عبد الحليم خدام احد اعمدة بنائه , وما زال حتى الآن لم يقترب من نقد المرحلة التي كان مساهماً في صياغة النظام الامني الحالي , وحتى فيما يتعلق بالمشاريع العنصرية التي طبقت في عهده على الشعب الكوردي وخاصة الحزام العربي والتعريب القسري.
وفي هذا السياق نوضح للراي العام حقيقة موقفنا السياسي المبني اساسا على فهمنا لعملية التغيير الديمقراطي في سوريا ومرتكزاته , ومتطلبات مشاركتنا في أي إطار جماعي , فقد سبق وأن أعلنا رفضنا لاعلان دمشق وما تضمنه من رؤية سياسية قاصرة تجاه الوجود القومي الكوردي في سوريا , مثله في ذلك , مثل جبهة الخلاص الوطني , حيث لم يتعدى الطرح السياسي لدى الجهتين , المستوى الاقلوي , دون أن يستوعب بأننا شعب يقيم على أرضه التي هي جزء من كوردستان , جعلتها المصالح الدولية ضمن حدود سوريا المعاصرة , وبالتالي فأي طرح سياسي لا يتضمن اعترافا بوجودنا كقومية اساسية في سوريا , بالتشارك والتوازي مع الشعب العربي وبقية مكونات الشعب السوري , لا نجد فيه أية مصداقية , لا في طرحه للتغيير الديمقراطي , ولا في قدرته على أحداث هذا التغيير , ناهيك عن شكل الدولة الذي نسعى الى تحقيقه وضرورة ان تكون دولة مدنية , علمانية , دولة دستورية , تعاقدية وتداولية , يعترف دستورها بكل وضوح وعلنية بسوريا متعددة القوميات والاثنيات , وهذا ما يجعل افتراقنا واضحا وجليا عن اعلان دمشق , وجبهة الخلاص الوطني .
أننا أذ نشدد على ضرورة توحيد طاقات مجمل تعبيرات المجتمع السوري , عبر البحث عن مشتركات مجتمعية , تعيد الامور إلى نصابها , والحق إلى اصحابه , ينهي الاستبداد ويؤسس لسورية حديثة , تكون لكل ابناءها , في الحق والواجب والاعتراف بالوجود والهوية المتمايزة للكورد كشعب ذو خصوصية مختلفة , يستطيع التعبير عن ذاته وموقفه وسياسته , عبر قواه واطره السياسية والمدنية وليس عبر خبر هنا , او إدعاء توكيل هناك .

 

26-9-2006

مكتب العلاقات العامة
تيار المستقبل الكوردي في سوريا

 

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…