تحية اخوية عامرة بأسمى معاني الصفات الحميدة من قامشلو مدينة الحب والوفاء والتضحية إلى سماء كردستان الحبيبة الغالية على قلوبنا جميعاَ وأتمنى أن تزهو عاليا َإلى الأبد.
كم أنا في شوق أن أراك وأن أتجول في شوارعك وأنظر من حولي وأقول لنفسي ,أنني أمشي في بلد أشعر بالحرية لا يستطيع أحد أن يغتال أحلامي ويقول لي لماذا أنت كردي لأن هذه التسمية أصبحت تلاحقنا وكأنه شبح في ظل أنظمة الاستبداد والقمع والدكتاتورية .
يا أخوتي في الدم ربما أكون قاسياَ معكم في بعض كلماتي ولكن أعذروني لأنني أريد الخير لكم وأريد أن يتكلم كل الدنيا عنكم بصفات حسنة لا أريد أية إساءة لكم وإنما تذكير بعض السلبيات حتى نتداركها لا أن نكرسها.
هل نسيتم بان الخبز الساخن كان يصلكم من تنانير قامشلو وعامودا وديريك عندما كنتم في ظروف قاسية كنا نحرم أولادنا من تلك اللقمة ونقدمها لكم عربوناَ للأخوة النضالية والله لاأبالغ بشيء لأنني كنت عضوا في أحدى اللجان التي تجمع المعونات لكم أثناء انتفاضتكم المجيدة 1990وفي إحدى قرى قامشلو ذهبنا إلى بيت نطلب منه المساعدة لكم فقال لنا والله لا يوجد نقود معي وأحسسنا بغصة في حلقه لأنه لم يجد معه شيء يقدمه لإخوانه الذين هم في حاجة إليه ,فركض باتجاه غرفة المونة وإذ به يعطينا كمية من البرغل ثم قال والله لا يوجد لدينا في البيت سوى هذا أقدمها لإخواني ولو أردتم رأس أحد أولادي لقدمتها لكم .
فقبلنا منه مساعدته المتواضعة وقلنا له بان شعورك هذا مع قضيتك يكفينا فقمنا بتجميع المال والمواد الغذائية ,وطبعا كان ذلك بادرة قام بها الحركة الكردية بشكل جماعي لم يتقاعس عن تلك المساعدة أي حزب أو أي إنسان وطني بل كانت على كافة المستويات التنظيمية والشعبية حتى لا يدعي حزب واحد بأنه قام بمفرده لان الشعب الكردي في سوريا بكل تنظيماته السياسية هبت وعملت كأسرة واحدة .
بينما نلاحظ على أرض الواقع تقومون بتفضيل هذا على ذاك لماذا هذا الإجحاف بحق الحركة الكردية التي لم تقصر بواجباتها اتجاهكم يوماَ واحداَ.
وفي فترة الثمانينات عندما كان يأتينا زائر بغض النظر عن صفته إن كان ((إنساناَ عادياَ أوبيشمركة أو تاجر أو نصاباَ……..)) كنا نبجله ونحترمه وندخله إلى بيوتنا بين أولادنا ونسائنا وكأنه واحد من أفراد العائلة أياماَ وشهور وسنين وكنا نفتخر به أمام الآخرين ونقول للذين حولنا يكفينا هذا الشرف أحد البشمركة ينام عندنا في البيت مع العلم أن بعضهم كانوا أولاد ……………… فعلوا بنا أشياء لا تذكر كانوا يستغلون فينا هذا الحب اللامحدود لقوميتنا ولشعبنا .
أتعلمون بأنه بعد كل انتفاضة في كردستان العراق كان ينعكس علينا بالويلات بسب حقد النظام ألبعثي علينا وعليكم ,بعد ثورة البرزاني الخالدة في الستينات وبسب الانتصارات التي كان يحققها الثورة آنذاك قام النظام ألبعثي الشوفيني السوري بتطبيق قانون الإحصاء والحزام العربي في الجزيرة,وكذلك بسب إعلان الفيدرالية في العراق وتحقيق مكاسب للشعب الكردي افتعلوا أحداث آذار الأليمة في قامشلو عندما حاول الشوفينيون إسقاط رموز الأكراد ((كاك مسعود ومام جلال))في قلب مدينة قامشلو ورفع صور للطاغية صدام فلم نقبل بهذه الأهانة فحدث ما حدث .
نحن نرسم لكم أجمل الصور في مخيلتنا ولكن بعد رجوع كل زائر من كردستان يصطدم بالواقع ويقول يا إخوان نحن مغشوشين في هؤلاء الإخوة أنهم ليسوا مثلنا في التضحية بل لا يعترفون بأي شيء قدمنا لهم وينظرون إلينا نظرة دونية وكان كل زائر مهما كانت
صفته ذاهب ليشحد عندهم .
لايعرفون قدر الضيافة سوى الدينار والدولار وان نمت على الرصيف لاتلق اليد الذي يمتد إليك إلا إذا كانت لهم مصلحة معك.
إنني اكتب هذه الكلمات وانأ أتمزق من داخلي بقول ذلك كنت أتمنى أن أموت ولا اسمع عنكم هذه الأخبار,أليس عارا أن يتسكع ممثلو أحزاب وشخصيات معروفة على الصعيد القومي في شوارع اربيل ودهوك لايجدون مأوى أو مشرب يتنقلون من فندق لأخر ارخص عسى إن يخففوا عن أنفسهم المصاريف الباهظة هناك لان بعضهم لا يستطيع الرجوع إلى سوريا بسبب أوضاع أمنية خاصة بهم.
نحن لانطلب منكم شيء فوق طاقتكم وإنما نقول ألا يستطيع حكومة أمر واقع أن يقدم الدعم والمساندة لعشرة أشخاص سياسيين منفيين بسبب معتقداتهم ونضالهم وأؤكد لكم بان عددهم لاتزيد عن عشرة أشخاص أم أنكم تريدونهم مريدين يقدمون فرائض الطاعة لكم في
السراء والضراء.
أوجه نداء إلى السيد الرئيس مسعود البرزاني والأخ نيجر فان البرزاني هل لكم علم بذلك أم أن الذين من حولكم طبعا المتنفذين المتمرسين في الألاعيب السياسية والدجل هم السبب في ذلك ,كما قال احد العلماء (إذا كنت تدري فتلك مصيبة واذ اكنت لاتدري
فالمصيبة أعظم).
ودائما أحاول أن اقنع نفسي بالاحتمال الثاني حتى تبقى صورة سيادتكم الجميلة في ذاكرتي ثابتة
ودمتم لشعبنا الكردي
في سبيل التقدم والازدهار والحرية والكرامة
26/9/2006 قامشلو