في وقت تتسارع فيه الأحداث في سورية وتتخذ المظاهرات الاحتجاجية هناك منحى جديدا من خلال تحول المطالب الإصلاحية إلى ترديد شعار إسقاط النظام، أكد قيادي سوري كردي أن وصول المظاهرات الاحتجاجية إلى العاصمة دمشق وسيرها باتجاه مركز العاصمة الرئيسي، يرشح الحدث السوري إلى مفاجآت وتطورات هائلة، على حد تعبيره.
ويقول عبد الباقي يوسف عضو المكتب السياسي لحزب «اليكيتي» الكردي وهو أحد الأحزاب الرئيسية والفاعلة على الساحة السورية، في حديث مع «الشرق الأوسط»، بأن الموقف المهادن من الشعب الكردي بسورية، «ليس تخاذلا أو جبنا» بقدر ما هو تخوف من محاولات النظام السوري بتحويل مجرى الحدث الحالي إلى صراع عرقي بين الكرد والعرب.
ويقول عبد الباقي يوسف عضو المكتب السياسي لحزب «اليكيتي» الكردي وهو أحد الأحزاب الرئيسية والفاعلة على الساحة السورية، في حديث مع «الشرق الأوسط»، بأن الموقف المهادن من الشعب الكردي بسورية، «ليس تخاذلا أو جبنا» بقدر ما هو تخوف من محاولات النظام السوري بتحويل مجرى الحدث الحالي إلى صراع عرقي بين الكرد والعرب.
البعض يتحدث عن ضعف أداء الشباب الكردي في المناطق الكردية مما يدور في المناطق السورية الأخرى خاصة في بانياس ودرعا ما قولكم؟
قد يتبين للبعض أن هناك ضعفا في الأداء وإعطاء زخم أكبر للمظاهرات الاحتجاجية في المناطق الكردية، لكن في تصوري، وهذه حقيقة موثقة، فإن المناطق الكردية لن تهادن النظام، ولكننا نتحسب لخطواتنا جيدا..
ونحن سبقنا الآخرين بفترة طويلة جدا، حيث خرج الشباب الكردي بأول انتفاضة جماهيرية عارمة عام 2002 وأمام البرلمان السوري، وطالبوا في ذلك الحين برفع قانون الطوارئ وإجراء الإصلاحات الديمقراطية في سائر أنحاء البلاد، إلى جانب إيجاد حل للمسألة الكردية في سورية، وطالبنا حينذاك ومن خلال الدعوة إلى الإصلاحات الديمقراطية بأن تتوقف الأجهزة الأمنية من التدخل في تفاصيل حياة الناس، وطالبنا أيضا بضمان استقلالية السلطات الثلاث.
هذه المطالب بدأت من خلال المظاهرات في ذلك الحين ولم تشاركنا أي من القوى المعارضة أو منظمات المجتمع المدني أو تدعم مطالبنا، واستمرت احتجاجات الشعب الكردي بصور وأشكال مختلفة منذ ذلك الحين حتى وصل عام 2004 إلى انتفاضة ثانية في المناطق الكردية ذهب خلالها العشرات من الضحايا ومئات الجرحى.
وفي عام 2004 وحده اعتقل ما بين 6 و7 آلاف من شباب وسياسيين كرد في تلك المناطق الكردية أو بالمدن الرئيسية التي فيها جاليات كردية كبيرة.
تلك الأحداث الماضية منحت الأكراد تجربة مع «النظام الحاكم في دمشق، وبتنا أكثر وعيا لسياساته الشوفينية ومحاولاته الرامية إلى تسويق أزماته إلى الغير ومحاولة إلقاء تبعاتها على آخرين بهدف تغيير مسار الأحداث وتجنيدها لصالحه».
هل هناك مخاوف محددة الآن؟
النظام السوري سعى دائما نحو تغيير مسار الأحداث التي تهدد كيانه، فتارة يدعي كذبا بأن ما جرى في درعا كان بدفع أياد خارجية، وما جرى في بانياس اتهم فيها تحديدا تيار المستقبل اللبناني، ولم يبق أمام النظام من أوراق يلعب بها غير توجيه الاتهامات الباطلة إلى بعض الدول العربية وقد يكون الأردن والسعودية من ضمن قائمة هذه الدول.
عشنا تجارب كثيرة مع هذا النظام الذي يستخدم كافة وسائله الدعائية من أجل توجيه الاتهامات إلى الآخرين، فعندما كنا في سجون النظام عام 1992 بسبب احتجاجاتنا على انتزاع الجنسية من عدد كبير من أبناء الشعب الكردي بسورية، اتهمونا حينذاك بأننا نحاول اقتطاع جزء من الأراضي السورية، لذلك في خضم هذه الثورة فإن الحركة الكردية والشارع الكردي يتعاملان بحذر بالغ مع الأحداث الراهنة خوفا من أن يحاول النظام السوري إذا ما نهض الشعب الكردي بزخم أكبر في المظاهرات أن يحول الصراع بين الشعب والسلطة الديكتاتورية إلى صراع عربي كردي في محاولة منه لإجهاض مكاسب الثورة المدنية الحالية.
هل هناك أي مظاهر لمحاولات لإلصاق تهم عليكم؟
قبل فترة من انطلاق هذه الثورة قام النظام بتوزيع كميات كبيرة من الأسلحة على ميليشياته في محافظة الحسكة، وأيضا على بعض الفئات العشائرية من إخواننا العرب، لذلك كنا حذرين جدا حتى لا نسمح لهذا النظام أن يستدرجنا إلى المصيدة من خلال تحويل صراع الشارع الغاضب مع النظام الديكتاتوري إلى صراع كردي عربي، خصوصا أنه ليس هناك أي صراع أو خلافات كردية عربية، فهناك خلافات كردية مع النظام، وأيضا خلافات عربية معه، وهناك الكثير من القواسم الوطنية المشتركة بيننا وبين إخواننا العرب، وهدفنا المشترك هو إجراء الإصلاحات وتلبية مطالب الشعب بالحرية والديمقراطية.
الرئيس الأسد قدم وعودا لإصلاحات قادمة ومنح الجنسية للأكراد..
ما رأيكم فيها؟
من خلال متابعتنا وقراءتنا لتطورات الأحداث وما أفرزتها لحد الآن لا يتبين لنا أن النظام سيرفع قانون الطوارئ الذي وعد به فهو عازم على تغييره بقانون مكافحة الإرهاب، ورغم أن النظام يعترف وبلسان رئيسه بأنه يؤيد المظاهرات لكن ما نشاهده في التلفزيونات من حيث ضرب وقمع المتظاهرين وخاصة ما جرى في قرية البيضاء والتعامل مع المتظاهرين والمطالبين بالحرية والديمقراطية كأنهم خونة وليسوا مواطنين يطالبون بالحرية لا يوحي بتغيير جديد.
أما ما يتعلق بالموضوع الكردي فليس الحل هو مجرد إعادة الجنسية لبعض المواطنين المحرومين منها، لأن نزع الجنسية هو بالأساس إحدى المظالم وهو أيضا نتيجة من نتائج ممارسة السياسات الشوفينية ضد الكرد وكذلك مظالم أخرى مثل القانون 49 والحزام العربي وقوانين أخرى استهدفت بمجملها تجويع وتفقير الكرد حتى يضطروا إلى الهجرة الداخلية أو الخارجية، هذه الإجراءات لا تعني تلبية حقوق الشعب الكردي، حتى المرسوم الذي صدر بهذا الصدد لا يقول إعادة الجنسية إلى المجردين منها، بل يقول منح الجنسية للمحرومين، هؤلاء لم يأتوا من بلدان أخرى يطلبون الجنسية السورية حتى يتفضل النظام عليهم بذلك، أنا أعرف منهم حفيد أحد الشهداء الذين سقطوا في مواجهة الاستعمار الفرنسي عام 1923 فكيف يتعامل النظام معهم كأجانب؟.
ما رأيكم في الاتهامات الموجهة إلى إقليم كردستان العراق بالتدخل في الأحداث الأخيرة في سورية؟
كل ما تصوره وسائل الإعلام السورية الحكومية ليس سوى افتراءات واتهامات باطلة ليس لها أي صلة بالحقيقة.
تصور إحدى الصحف السورية تقول إن ما جرى في قرية البيضاء ببانياس من ضرب المتظاهرين هؤلاء كانوا من نفس عناصر البيشمركة الكردية الذين كانوا يضربون الناس في ساحة السراي بالسليمانية، بينما كل الشواهد تفند ذلك فالأصوات التي سجلت بالكاميرات الشخصية أو المصورة بالفيديوهات تبين أنهم يتكلمون العربية وباللهجة الشامية، كما أن اتهام إقليم كردستان من قبل أحد المتكلمين باسم السلطة على قناة «بي بي سي» ليس صحيحا ولا يعدو كونه اتهاما باطلا، بل هناك اتهامات أخرى للبنانيين بأنهم التقوا مع إسرائيليين في إقليم كردستان، هذا مع العلم بأن لبنان أقرب إلى إسرائيل فما حاجته إلى الاجتماع معها على أرض إقليم كردستان العراق.
نحن نمثل حزب اليكيتي في إقليم كردستان وأؤكد أننا لم نشعر بوجود أي تدخل كردي من قيادة الإقليم بالأحداث السورية.
كيف تقرأ التطورات الحالية وإلى أين يمكن أن تؤدي؟ وهل يمكن أن يتكرر السيناريو التونسي المصري في سورية؟
المؤشرات الحالية التي نلاحظها وخاصة منذ البارحة بانتشار المظاهرات إلى معظم المحافظات السورية حتى إننا نستطيع القول بأنه لم تبق محافظة إلا وانطلقت منها مظاهرات والتي تطورت في اليومين الماضيين بالوصول إلى أحياء دمشق والتوجه نحو مركز المدينة.
هذه كلها مؤشرات تؤكد أن الوضع في سورية مرشح لمزيد من التطورات.
بحسب موقف النظام من الحدث لحد الآن، وتعامله مع المتظاهرين فإن الدلائل تشير إلى أن النظام سائر إلى نفس مصير تونس ومصر وليبيا.
نحن الآن وصلنا إلى مرحلة المطالبة بتغيير النظام، أما كيف ستنتهي الأحداث هذا ما لا نستطيع تحديده الآن.
نستطيع القول بأن القوى السياسية لم تتمكن لحد الآن من أن تؤدي دورا مهما في الأحداث، وهذا طبعا راجع إلى عدم وجود الحياة الديمقراطية التي تسمح بظهور الأحزاب السياسية في البلاد في ظل النظام الشمولي المتواصل عبر عشرات السنين، فالنظام قمع كل صوت معارض له سواء بالقمع أو الاعتقالات الطويلة لكوادر الأحزاب.
ومع ذلك نتوقع أن تظهر قوى جديدة على الساحة السياسية، حاليا هناك قوى كردية حقيقية وهي أكثر القوى السياسية في سورية تنظيما ولديها الإمكانيات لأخذ زمام المبادرة، ولكن في الشارع العربي بسورية حقيقة هناك نوع من الفراغ السياسي ومع ذلك فقد تفرز هذه الأحداث نشوء ولادة قوى شبابية وسياسية جديدة مثلما حدث في مصر، علينا أن ننتظر نتيجة الأحداث الجارية وما ستسفر عنه حتى تتمكن جميع القوى والشخصيات السياسية من أن تؤدي دورها في المرحلة المقبلة.
شيرزاد شيخاني «الشرق الأوسط»
قد يتبين للبعض أن هناك ضعفا في الأداء وإعطاء زخم أكبر للمظاهرات الاحتجاجية في المناطق الكردية، لكن في تصوري، وهذه حقيقة موثقة، فإن المناطق الكردية لن تهادن النظام، ولكننا نتحسب لخطواتنا جيدا..
ونحن سبقنا الآخرين بفترة طويلة جدا، حيث خرج الشباب الكردي بأول انتفاضة جماهيرية عارمة عام 2002 وأمام البرلمان السوري، وطالبوا في ذلك الحين برفع قانون الطوارئ وإجراء الإصلاحات الديمقراطية في سائر أنحاء البلاد، إلى جانب إيجاد حل للمسألة الكردية في سورية، وطالبنا حينذاك ومن خلال الدعوة إلى الإصلاحات الديمقراطية بأن تتوقف الأجهزة الأمنية من التدخل في تفاصيل حياة الناس، وطالبنا أيضا بضمان استقلالية السلطات الثلاث.
هذه المطالب بدأت من خلال المظاهرات في ذلك الحين ولم تشاركنا أي من القوى المعارضة أو منظمات المجتمع المدني أو تدعم مطالبنا، واستمرت احتجاجات الشعب الكردي بصور وأشكال مختلفة منذ ذلك الحين حتى وصل عام 2004 إلى انتفاضة ثانية في المناطق الكردية ذهب خلالها العشرات من الضحايا ومئات الجرحى.
وفي عام 2004 وحده اعتقل ما بين 6 و7 آلاف من شباب وسياسيين كرد في تلك المناطق الكردية أو بالمدن الرئيسية التي فيها جاليات كردية كبيرة.
تلك الأحداث الماضية منحت الأكراد تجربة مع «النظام الحاكم في دمشق، وبتنا أكثر وعيا لسياساته الشوفينية ومحاولاته الرامية إلى تسويق أزماته إلى الغير ومحاولة إلقاء تبعاتها على آخرين بهدف تغيير مسار الأحداث وتجنيدها لصالحه».
هل هناك مخاوف محددة الآن؟
النظام السوري سعى دائما نحو تغيير مسار الأحداث التي تهدد كيانه، فتارة يدعي كذبا بأن ما جرى في درعا كان بدفع أياد خارجية، وما جرى في بانياس اتهم فيها تحديدا تيار المستقبل اللبناني، ولم يبق أمام النظام من أوراق يلعب بها غير توجيه الاتهامات الباطلة إلى بعض الدول العربية وقد يكون الأردن والسعودية من ضمن قائمة هذه الدول.
عشنا تجارب كثيرة مع هذا النظام الذي يستخدم كافة وسائله الدعائية من أجل توجيه الاتهامات إلى الآخرين، فعندما كنا في سجون النظام عام 1992 بسبب احتجاجاتنا على انتزاع الجنسية من عدد كبير من أبناء الشعب الكردي بسورية، اتهمونا حينذاك بأننا نحاول اقتطاع جزء من الأراضي السورية، لذلك في خضم هذه الثورة فإن الحركة الكردية والشارع الكردي يتعاملان بحذر بالغ مع الأحداث الراهنة خوفا من أن يحاول النظام السوري إذا ما نهض الشعب الكردي بزخم أكبر في المظاهرات أن يحول الصراع بين الشعب والسلطة الديكتاتورية إلى صراع عربي كردي في محاولة منه لإجهاض مكاسب الثورة المدنية الحالية.
هل هناك أي مظاهر لمحاولات لإلصاق تهم عليكم؟
قبل فترة من انطلاق هذه الثورة قام النظام بتوزيع كميات كبيرة من الأسلحة على ميليشياته في محافظة الحسكة، وأيضا على بعض الفئات العشائرية من إخواننا العرب، لذلك كنا حذرين جدا حتى لا نسمح لهذا النظام أن يستدرجنا إلى المصيدة من خلال تحويل صراع الشارع الغاضب مع النظام الديكتاتوري إلى صراع كردي عربي، خصوصا أنه ليس هناك أي صراع أو خلافات كردية عربية، فهناك خلافات كردية مع النظام، وأيضا خلافات عربية معه، وهناك الكثير من القواسم الوطنية المشتركة بيننا وبين إخواننا العرب، وهدفنا المشترك هو إجراء الإصلاحات وتلبية مطالب الشعب بالحرية والديمقراطية.
الرئيس الأسد قدم وعودا لإصلاحات قادمة ومنح الجنسية للأكراد..
ما رأيكم فيها؟
من خلال متابعتنا وقراءتنا لتطورات الأحداث وما أفرزتها لحد الآن لا يتبين لنا أن النظام سيرفع قانون الطوارئ الذي وعد به فهو عازم على تغييره بقانون مكافحة الإرهاب، ورغم أن النظام يعترف وبلسان رئيسه بأنه يؤيد المظاهرات لكن ما نشاهده في التلفزيونات من حيث ضرب وقمع المتظاهرين وخاصة ما جرى في قرية البيضاء والتعامل مع المتظاهرين والمطالبين بالحرية والديمقراطية كأنهم خونة وليسوا مواطنين يطالبون بالحرية لا يوحي بتغيير جديد.
أما ما يتعلق بالموضوع الكردي فليس الحل هو مجرد إعادة الجنسية لبعض المواطنين المحرومين منها، لأن نزع الجنسية هو بالأساس إحدى المظالم وهو أيضا نتيجة من نتائج ممارسة السياسات الشوفينية ضد الكرد وكذلك مظالم أخرى مثل القانون 49 والحزام العربي وقوانين أخرى استهدفت بمجملها تجويع وتفقير الكرد حتى يضطروا إلى الهجرة الداخلية أو الخارجية، هذه الإجراءات لا تعني تلبية حقوق الشعب الكردي، حتى المرسوم الذي صدر بهذا الصدد لا يقول إعادة الجنسية إلى المجردين منها، بل يقول منح الجنسية للمحرومين، هؤلاء لم يأتوا من بلدان أخرى يطلبون الجنسية السورية حتى يتفضل النظام عليهم بذلك، أنا أعرف منهم حفيد أحد الشهداء الذين سقطوا في مواجهة الاستعمار الفرنسي عام 1923 فكيف يتعامل النظام معهم كأجانب؟.
ما رأيكم في الاتهامات الموجهة إلى إقليم كردستان العراق بالتدخل في الأحداث الأخيرة في سورية؟
كل ما تصوره وسائل الإعلام السورية الحكومية ليس سوى افتراءات واتهامات باطلة ليس لها أي صلة بالحقيقة.
تصور إحدى الصحف السورية تقول إن ما جرى في قرية البيضاء ببانياس من ضرب المتظاهرين هؤلاء كانوا من نفس عناصر البيشمركة الكردية الذين كانوا يضربون الناس في ساحة السراي بالسليمانية، بينما كل الشواهد تفند ذلك فالأصوات التي سجلت بالكاميرات الشخصية أو المصورة بالفيديوهات تبين أنهم يتكلمون العربية وباللهجة الشامية، كما أن اتهام إقليم كردستان من قبل أحد المتكلمين باسم السلطة على قناة «بي بي سي» ليس صحيحا ولا يعدو كونه اتهاما باطلا، بل هناك اتهامات أخرى للبنانيين بأنهم التقوا مع إسرائيليين في إقليم كردستان، هذا مع العلم بأن لبنان أقرب إلى إسرائيل فما حاجته إلى الاجتماع معها على أرض إقليم كردستان العراق.
نحن نمثل حزب اليكيتي في إقليم كردستان وأؤكد أننا لم نشعر بوجود أي تدخل كردي من قيادة الإقليم بالأحداث السورية.
كيف تقرأ التطورات الحالية وإلى أين يمكن أن تؤدي؟ وهل يمكن أن يتكرر السيناريو التونسي المصري في سورية؟
المؤشرات الحالية التي نلاحظها وخاصة منذ البارحة بانتشار المظاهرات إلى معظم المحافظات السورية حتى إننا نستطيع القول بأنه لم تبق محافظة إلا وانطلقت منها مظاهرات والتي تطورت في اليومين الماضيين بالوصول إلى أحياء دمشق والتوجه نحو مركز المدينة.
هذه كلها مؤشرات تؤكد أن الوضع في سورية مرشح لمزيد من التطورات.
بحسب موقف النظام من الحدث لحد الآن، وتعامله مع المتظاهرين فإن الدلائل تشير إلى أن النظام سائر إلى نفس مصير تونس ومصر وليبيا.
نحن الآن وصلنا إلى مرحلة المطالبة بتغيير النظام، أما كيف ستنتهي الأحداث هذا ما لا نستطيع تحديده الآن.
نستطيع القول بأن القوى السياسية لم تتمكن لحد الآن من أن تؤدي دورا مهما في الأحداث، وهذا طبعا راجع إلى عدم وجود الحياة الديمقراطية التي تسمح بظهور الأحزاب السياسية في البلاد في ظل النظام الشمولي المتواصل عبر عشرات السنين، فالنظام قمع كل صوت معارض له سواء بالقمع أو الاعتقالات الطويلة لكوادر الأحزاب.
ومع ذلك نتوقع أن تظهر قوى جديدة على الساحة السياسية، حاليا هناك قوى كردية حقيقية وهي أكثر القوى السياسية في سورية تنظيما ولديها الإمكانيات لأخذ زمام المبادرة، ولكن في الشارع العربي بسورية حقيقة هناك نوع من الفراغ السياسي ومع ذلك فقد تفرز هذه الأحداث نشوء ولادة قوى شبابية وسياسية جديدة مثلما حدث في مصر، علينا أن ننتظر نتيجة الأحداث الجارية وما ستسفر عنه حتى تتمكن جميع القوى والشخصيات السياسية من أن تؤدي دورها في المرحلة المقبلة.
شيرزاد شيخاني «الشرق الأوسط»