ابدا مقالي هذا بسؤال مهم الا وهو [من هو المسؤول الاول عن جرائم الشرف؟]
الجواب بسيط وواضح الا وهو ان المسؤول عن تلك الجرائم التي وقعت وتقع وستقع هم من سموا ويسمون انفسهم “رجال الدين” والمنتمون لجميع انواع الديانات.
ان الانسان بفطرته يعلم الفرق بين الانسان وغيره من المخلوقات ولذلك تجد ان الرجل وبفطرته ينظر الى المراة انها انسان مثله تشاركه حياته ويشاركها حياتها وانه لامفر عن تلك الشراكة.
ولكن، ركز البعض وخاصة “رجال الدين”، وعلى مر العصورعلى الناحية الجنسية معتبرين ان المراة عورة تثير الذكور وهي السبب في الخطيئة! وحتى ان منهم من كان يتخلص منها عند ولادتها خشية من ان تلحق به العار! يقول تعالى: {وإذا الموءُدة سُئلت باي ذنب قُتلت} التكوير
واستمر الامر كذلك وبدؤا بوضع فتاوى واراء سموها ” دينية” وذلك في ديانات مختلفة ولقد جمعت من تلك الفتاوى والاراء مايلي:
1- المراة عورة من راسها حتى قدميها مثيرة جنسيا
2- صوتها عورة جنسي مثير يمنع ان تستخدمع حسب طبيعته!
3- لايصح لها ان تتلكم في المعابد!
4- في حالة الحيض وحيث ان الجماع خلال المحيض مضر فعلى الرجل المتوحش جنسيا استخدام طرق اخرى معها وإلا له ان يتزوج باخرى!
5- مصافحة الرجل لها وهو حالة وضوء تفسد وضوئه! فهي مثيرة جنسيا!
6- النظر اليها لايجوز إلا في حالة الضرورة وإلا تثير الرجل المسكين جنسيا وقد توقعه في الخطيئة!
7- فتوى تعود لرجال دين من ديانات مختلفة تقول انه من الافضل ان تغطي وجهها ويسمح لها بفتحة لعين واحدة فقط!
8- حرام عليها استخدام العطور خارج بيتها وإلا تعتبر مثيرة للرجل ليزني!
9- حرام عليها استخدام اي من انواع الزينة مثل الماكياجات خارج بيتها حتى لاتثير الرجال
10- تمنع من الذهاب الى الاسواق حتى لاتثير الرجال!
11- تمنع من الاختلاط بالرجال حتى لاتثيرهم!
12- تمنع من السفر لوحدها فقد يؤدي ذلك الى الوقوع في الخطيئة الجنسية!
13- تمنع من الرقص والغناء حتى لاتثير الرجال المساكين المقدسين!
14- الملابس الغير سوداء والمزخرفة وهكذا دواليك لايحل لها ان ترتديها حتى لاتثير الرجال وانما فقط اللون الاسود.
15- تمنع من زيارة المقابر حتى لاتثير الرجال هناك!
16- يحل اغتصابها من قبل زوجها المقدس لانها كما قال مفتي احدى الدول ان الجماع عبارة عن كاس تملائه! اي امر حيواني لاشعور ولامودة ولااحترام فيه!
17- البنطال محرم عليها فهو يزيد من اثارتها للرجال!
18- لايحل لها الجلوس حتى مع خطيبها فلايؤمن من الاثارة التي تؤدي الى الخطيئة!
19- ابتسامتها خارج غرفة نومها او مطبخها او لغير زوجها وابيها وابنائها وبناتها تعتبر فتنة ولايجوز لها ذلك!
وغيرها من الفتاوى التي لم ينزل الله تعالى بها من سلطان وتناقض تماما التعاليم والاوامر الربانية.
وقد وصل بهم الامر الى اصدار مؤلفات تتضمن روايات جنسية وشرح لها تُدرس في المدارس والجامعات والكليات الدينية تحت باب “الطهارة” ومن يُنكرها يعتبر كافرا! والغريب في الامر انهم يحاربون بعض البرامج الفضائية من اغاني ومسلسلات وافلام ويحاربون المذيعات كونهن غير مرتديات لما اقره رجال الدين من ملابس سموها دينية وهكذا دواليك بحجة ان كل ذلك “حرام ، عيب ، فسق “! ولكنهم وفي نفس الوقت يدرسون الجنس تحت باب الطهارة! وانك لتعجب لمن يؤمن بهؤلاء وبمؤلفاتهم ويدافع عنهم وهو لايعلم مايُدرسونه وينسبونه لله تعالى ولانبيائه ولزوجاة انبيائه!
وعلى سبيل المثال اذكر بعض الروايات التي تُدرس ومصادرها وبامكان اي شخص ان يراجعها.
وهي عبارة عن روايات تجعل من المراة سلعة جنسية يملكها الرجل المُقدس الطاهر الوديع يفعل بها مايشاء.
عن جميع بن عمير دخلت على عائشة مع امي [الراوي يتهم عائشة ام المؤمنين بانها كانت تعطي دروسا في الجنس لرجل غريب وفي غياب النبي!] وخالتي فسألتاها كيف كان رسول الله يصنع إذا حاضت احداكن؟ قالت كان يامرنا إذا حاضت احدانا ان نتزر بإزار واسع ثم يلتزم صدرها وثدييه./ سنن ابي داوود الطهارة 234 ، الدارمي 1015، 1019، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها 628، الموطأ الطهارة 116، مسند احمد باقي مسند الانصار 23872 ا
عن سعد ابن اوس عن مصدع بن يحيى الانصاري كان رسول الله يقبلها – عائشة – وهو صائم ويمص لسانها.
/ ابي داوود 2038، 23775 ، مسند احمد 23769
“إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل” (البخارى: الجزء الأول 77)
يُنسب للنبى انه قال “أيما رجل وامرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال فإن أحبا أن يتزايدا أو يتتاراكا” (البخارى: الجزء السابع ص 16)
ان معنى الحديث والعيذا بالله أن أى رجل أعجبته امرأة ونال هو إعجابها فله أن يعاشرها ثلاث ليال ثم لهما الحرية فى أن يطيلا فترة المعاشرة أو أن يتركها!
عن ميمونة “وضعت للنبى ماء للغسل فغسل يديه مرتين أو ثلاثة ثم أفرغ على شماله فغسل مذاكيره ثم مسح يده بالأرض”/ رواه البخاري
لذلك عزيزنا القارىء تجد مما سبق ذكره ان رجال الدين برمجوا عقول الذكور على قاعدة الا وهي [المراة هي الجنس والخطيئة] وبُنيت المجتمعات على تلك القاعدة والنتيجة كانت ولاتزال ان المراة عورة وهي السبب في تدنيس شرف الرجل وعائلته او عشيرته والمجتمع اما الرجل فلاذنب له فهو مقدس طاهر حتى لو زنى!.
ومن خلال تلك التربية التي تربى عليها الذكور فلا عجب ان تقتل المراة حتى لو بسبب رسالة حب او اغنية او وشاية!
والان حتى يتضح لنا حكم الله في من يرتكبون جرائم الشرف لابد لنا ان نناقش هؤلاء دينا لنوضح لهم ماهو حكم الله تعالى في من يقترف الزنى؟
قال تعالى “سورة انزلناها وفرضناها وانزلنا فيها ايات بينات (واضحات) لعلكم تذكرون”/ 1 النور.
وتجد ان الله تعالى بدأ السورة بتحذير الا وهو ان الاحكام واضحة.
اي ان اي تحريف او زيادة اونقصان على الاحكام المنزلة الواضحة هو بمثابة افتراء كذب على الله.
وبعد تلك الاية مباشرة حكم الله تعالى على الزانية والزاني بمايلي:
“الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة” عقوبة الجلد لكل الزناة متزوجين أو غير متزوجين الا وهي الجلد.
وهنا لاب من ان اوضح من ان الجلد لايعني الضرب كما يعتقد البعض.
ان الله تعالى يعلم الضرب وفرق بينه وبين الجلد.
ولذلك تجد الايات تقول “اضرب بعصاك الحجر” “واذا ضربتم” “ضرب” ولكن في موضوع الزنى امر تعالى بالجلد.
والجلد هو كالمسح.
ان اللحام عندما يسلخ جلد الماعز لايقوم بضربه وانما بجلده اي سحبه ولذلك فان عقوبة الزنى هي المسح باي شىء كان لانها عقوبة نفسية وليست جسدية علما بانها لاتكون امام كل الناس كما يفتري البعض وانما فقط بحضور فئة معينة كما يتم احيانا في حالات الاعدام.
يقول تعالى “وليشهد عذابهما طآئفة من المؤمنين”/ 3 النور.
وليس كل الناس وامامهم.
فلو تم انزال العقوبة بهما امام الناس ستكون عندها عقوبة ابدية وسيتم تدمير حياتهما الى الابد.
اما “رجال الدين” فلم يعجبهم الامر وحرفوا الاحكام وقالوا ان المتزوجة والمتزوج يرجمان! ووضعوا روايات عن فلان وفلان ليثبتوا فتاواهم ولينشروا القتل باسم غسل الشرف!
هل تصدق وتؤمن عزيزي القارىء ان الله تعالى يذكر في كتابه الكريم عقوبة الجلد التي هي عبارة عن عقوبة نفسية ولايذكر عقوبة رجم “اعدام” للزاني المتزوج او الزانية المتزوجة لو كان قد امر بمثل تلك العقوبة؟ حاشا لله تعالى.
ونحن نوجه سؤالا لهؤلاء اهل الفرق والمذاهب ومن يؤمن بهم ويتبعهم [ان زنت المطلقة فهل ترجمونها ام تجلدونها؟ ومن ثم ماذا عن الأََمَة؟ ان الله تعالى يقول بان عليها نصف ماعلى المحصنات من العذاب ?فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب? (النساء 25) ولو كان هناك رجم على الزانية الحرة المحصنة فكيف نطبق هنا نصف الرجم هل هنالك نصف رجم؟ وبمعنى اخر نصف موت لان الرجم يعني الموت؟ علما بان الله تعالى لم يفرق في العقوبات بين الرجل والمرأة والمتزوج او الاعزب وهذا الحال يسري ايضا على جريمة الزنا.
لذلك فان حكم من يقتل المراة كونها زنت هو:
1- قاتل عمد لنفس بغير حق اي “مجرم” ويجب اعدامه.
2- ان كان عمله ناتج عن اعتقاده بان الرجم او القتل عقوبة ربانية مؤمنا بماشرعه ” رجال الدين” فهو مشرك بخالقه لانه اتبع تشريع ادعى مشرعوه من من عند الله [أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} / سورة الشورى
3- ان ممن يعلم بالحكم الرباني الا وهو الجلد ولكنه يصر على ان ذلك الحكم للاعزب وان حكم الزاني المتزوج هو القتل، عندها يكون مكذبا لله تعالى وحكمه هو [فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب بأياته إنه لايفلح المجرمون]/ 17 يونس.
فهو ظالم ومجرم في نفس الوقت ومصيره الى النار.
فقد كذب ربه ورفض حكمه وافترى الكذب على الله مع ” رجال الدين” الذين اباحوا له قتل انفس بغير حق ليغسل العار! [ومن اظلم ممن افترى على الله الكذب او كذب بالحق لما جاءه اليس في جهنم مثوى للكافرين] / العنكبوت
3- ان من يقتل اي امراة لاسباب كما يحصل احيانا من اجل رسالة او علاقة حب بينها وبين رجل ما فهو مجرم قاتل نفس بغير.
4- ان من يعاونهم ويشجعهم ويجد الاعذار لهؤلاء القتلة فانه يعتبر مشاركا لهم في الجريمة.
لذلك، فان يتوجب علينا مايلي:
1- نشر الحقيقة الدينية للناس كافة وكشف حقيقة المؤلفات التي لم ينزل الله تعالى بها من سلطان.
انهم يؤمنون بماتقوله وتفتي به الفرق والمذاهب وهكذا دواليك ولذلك يتوجب مخاطبتهم بكتاب الله لدحض مايعتقدون به لعلهم يرجعون عن الضلال.
2- اصدار قوانين بناء على ماسبق ذكره من احكام وذلك بحق القاتل ومن يعينه سواء بالفتاوى الاعذار.
3- منع تدريس تلك الافكار ومحاربتها.
4- اصدار مؤلف يوضح العقوبة الحقيقة للزنى.
5- نشر مؤلف يوضح ويثبت ان الافكار والفتاوى الجنسية التي تتربى عليها الاجيال تناقض كتاب الله تعالى.
اما بغير ذلك فان الامة ستستمر على الاعتقاد بان تلك الجرائم التي يرتكبونها هي مغفورة عند الله وانها في سبيل غسل العار.
ومن يعمل من الصالحات من ذكر أوانثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون فتيلا.
“النساء124
—–
(نساء سورية)