هذه الإحتجاجات الفيسبوكية واليتوبية بفعل إمكانياتها على جمع الأعداد الغفيرة من الشعب وزجها في ساحات التحرير لترفع صوتها ضد الحاكم المستبد ليرحل ((ارحل))، ((بن علي هرب)) ((الشعب يريد اسقاط النظام)) أستطاعت أن تقضي على السلطة الاستبدادية التي تحتمي خلف أجهزتها المخابراتية القمعية التي جرّت بجمالها وبغالها إلى ساحة المعركة في الثورة المصرية لتحارب بها شباب الفيسبوك، تلك هي المفارقة الكبيرة بين عقليتين مختلفتين في الشكل والمضمون.
هذا التغيير الحاصل في كل من مصر وتونس ما لبثت أن أنتقلت إلى ليبيا واليمن والجزائر وكل دول المنطقة، الصغيرة والكبيرة، حتى أقليم كردستان العراق تأثرت برياح التغيير هذه، وانتفضت ضد هيمنة عناصر الحزبيين الكرديين (البارتي واليكيتي) في مفاصل الدولة وإحتكارهما للسلطة، وما ينتج عنهما من فساد في الحكم والإدارة، وسوء في توزيع الثروة، يزيد من الهوة بين فئات المجتمع الواحد.
وها هي رياح التغيير هذه بدأت تهب على مناطق عديدة من بلدنا سوريا حيث ينتفض الشعب بكل فئاته باحتجاجات وتظاهرات تعبر عن طموحاته في الاصلاح السياسي الحقيقي من خلال الغاء كافة القوانين التي تحد من حريته وتزيد من هيمنة السلطة الحاكمة.
وقد انطلقت الشرارة الأولى من درعا لتعلن عن الثورة الفيسبوكية في سوريا على يد الحركة الشبابية ترفع شعارات مثل (الله، سورية، حرية وبس) (سلمية، حرية، ديمقراطية، كرامة).
هذا الحراك المجتمعي يعكس تطلعات وطموحات الشعب السوري في الإصلاح والتغيير على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتبدو أنها تنبذ الأفكار الطائفية والنزعة القومية العنصرية مما يجعل كل فئات الشعب السوري يعقد أمالاً وطيدة على هذه الثورة من أجل التحرر والخلاص والانعتاق من قيود الاستعباد الذي فرضه الإجهزة المخابراتية في بلدنا سوريا.
هذا الحراك يفرض على المعارضة السياسية السورية بكافة قواها العربية والكردية مهام نضالية كبيرة تقود هذه الحركة الإحتجاجية سياسياً وإعلامياً من أجل تحقيق الإصلاح والتغيير في بنى وهياكل القوى المحتكرة للسلطة في سوريا منذ مجيء حزب البعث العربي الاشتراكي في عام 1963 خدمةً لمصلحة الشعب السوري أن ينعم بالحرية والكرامة ويساهم في بناء الدولة السورية في اطار الوطن الواحد.
ومن الموضوعي القول أن المستجدات الجارية في الشارع السوري تضع الحركة الكردية أمام مرحلة جديدة بمهام جديدة تنسجم مع متطلبات المرحلة، لذا تقتضي منها القفز على الأطر السياسية والتنظيمية القديمة وتضع خلافاتها الثانوية جانباً، لتبدأ العمل بذهنية نضالية جديدة.
لذا أرى أنها مدعوة إلى إجتماع عام تضم ممثلي قيادات جميع الأحزاب الكردية دون استثناء على أن يحضر المسؤول الأول والشخص الثاني من الأحزاب الخمسة الكبيرة (الوحدة واليكيتي والبارتي والبيدا والتقدمي) إلى جانب المسؤول الأول فقط من الأحزاب الصغيرة وشخصيات اجتماعية اعتبارية وثقافية من أجل مناقشة ودراسة الوضع السوري الراهن بقضاياه الملحة للوصول إلى اتفاق مشترك حول كيفية العمل في المرحلة الجديدة.
وأعتقد أن الواجب النضالي يفرض على هذه الحركة أن تعمل على إيجاد هيئة قيادية مرحلية موحدة ومشتركة بمثابة ورشة عمل يمكن تسميتها بـ(القيادة المرحلية الموحدة) أو (القيادة الموحدة) أو (القيادة المشتركة) أو(قيادة العمل الاحتجاجي) تمثل جميع احزابها على أن تتفق على ورقة عمل بمثابة عقد سياسي يوقع من قبل جميع الأطراف الحزبية، تحدد فيها ماهية مهامها وماهية شعاراتها في هذه الاحتجاجات، وتتمتع بصلاحيات تخولها القيام بانجاز مهامها بالسرعة القصوة دون الرجوع إلى مواقعها الحزبية.
هذه القيادة تعمل على تجميع وتوحيد وتنظيم طاقات العمل الاحتجاجي والسياسي للقوى الكردية في سوريا من خلال أداءها لمهام معينة ومحددة تفرضها رياح التغيير، وتنسجم مع تطلعات الشعب السوري بشكل عام، ومطالب القومية الكردية بشكل خاص.
لذا نرى أن القيادة الموحدة المنبثقة من هذا الاجتماع هي المسؤولة عن العمل الاحتجاجي في كافة مناطق تواجد الكرد في سوريا على أن تؤدي عملها بطريقة منهجية وسريعة من خلال لجان تخصصية قادرة على قيادة العمل الاحتجاجي يتم تشكيلها على الشكل التالي:
1- تشكيل لجنة تقوم بتنظيم العمل الاعتصامي بين أطراف الحركة الكردية والشرائح الشبابية على أرض الواقع في ساحات الاحتجاج
2- تشكيل لجنة تدير العمل الإعلامي وتوحيد الخطاب الكردي ودمجه في الخطاب السوري العام على أساس مبادئ مشتركة مع الإشارة إلى الخصوصية الكردية ومطالبها المحقة على أن يعترف بها المعارضة السورية ويدافع عنها.
3- تشكيل لجنة تنسيق العلاقات القوى الكردية – العربية
وتتوزع على ثلاث مناطق جغرافية مستقلة:
1- القامشلي مركز محافظة الحسكة
2- مدينة حلب مركز حلب وعفرين والرقة وكوباني
3- دمشق مركز دمشق وضواحيها
الأول من نيسان لعام 2011