مكتب الشهيد الخزنوي يهنيء الأمة الكردية والشعب السوري بحلول شهر رمضان المبارك

بسم الله الرحمن الر حيم
والحمد لله رب العالمين ..

والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ..

المبعوث متمما لمكارم الأخلاق ومبلغا بكمال الدين.


الأخوة الكرد في كل مكان  في الوطن والمهجر  ..

يا أبناء سورية الحبيبة بكافّة انتماءاتهم واتجاهاتهم  ..أحييكم بتحية الإسلام ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

وأتوجه إليكم أينما تكونون باسمي وباسم  إخوانكم في مركز إحياء السنة – مكتب الشهيد الخزنوي – بأصدق التهاني القلبية والتبريك بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك

“شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان “والذي هو شهر الرحمة والغفران وشهر التعبد والعمل وتجدد صحوة الأيمان شهرُ الجود والبذل، شهرُ العمل والتضحية والصبر، شهرٌ ترتاضُ فيه الأجسادُ والنفوسُ والأرواح..

وتتعمّق فيه صلةُ العبد بمولاه والذي اختاره الله سبحانه وتعالى ليكون خير من ألف شهر.

وجعله وعاء زمنيا مبارك لأداء الإنسان المسلم خلاله لفريضة الصوم .

الركن التعبدي السنوي الهام من أركان ديننا الإسلامي الحنيف .

امتثالا وتنفيذا لقوله سبحانه وتعالى “كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ” ها هو شهرُ الرحمةِ شهرُ المغفرة شهرُ العتقِ من الّنيرانِ و هو يُنادي … يا باغي الخيرِ أقبِل … ويا باغي الشرِّ أقْصِر ، ها هي أبوابُ النّيرانِ قد أُغْلِقتْ ، وأبوابُ الجِنَان قدْ فُتّحتْ ،و ها هي الرحماتُ قد أُنْزِلَتْ ،و ها هي المغْفرة قد تناثرت فأقبلوا على ربكم بالتوبة ومهما تكون الظروف المحيطة بالإنسان المسلم قسوة وتحديا فإنه لا يمكن إلا أن يرتقي للمستوى الذي يليق باستقبال هذا الشهر الفضيل ومعايشته بكل جوارحه وجوانحه .

والتفاعل مع مقتضياته الدينية والحياتية والعامة والخاصة .والتعلم في مدرسة الصوم الروحية الراقية متجلدا أمام الصعاب وأنواع البلاء والاختبار والتحديات .ومتحملا لكل أعباء الواجب الديني والوطني والمسئولية الكاملة تجاهها جميعاً وبكل الوسائل والإمكانيات والقدرات المتاحة .ومتفائلا ومؤملا في انتصاره وعون الله له في بلوغ ما يريد ويتطلع بالانتقال لمرحلة افضل ومكانه أرقى .


الأخوة الأعزاء ..


إنه لما يحز في النفس ويثير فيها الألم والحسرة أن تحل مناسبة شهر رمضان المبارك في ظل أوضاع خطيرة وتحديات كبيره تعيشها امتنا الكردية .

فها هو يواجه  على ارضه اشد أنواع القتل والإرهاب والبطش والتنكيل والتشريد والتجويع على يد قوى الظلم والاستبداد في كل أجزائه حيث ترتكب المجازر الدموية البشعة وتزهق الأرواح البريئة وتنتهك الحقوق الإنسانية وهو يتعرض لإرهاب دوله وحرب إبادة جماعية على مرأى ومسمع من العالم كله دون أن يحرك أحد ساكنا لإيقاف الارهاب والاستبداد  عند حده ووضع نهاية لذلك المسلسل من العدوان والعنف والتحدي الصارخ لكل اللوائح  للحقوق الإنسانية التي كفلتها كل المواثيق الدولية .

وما من شك فإن الاستمرار في تلك السياسية العدوانية ضد أبناء الشعب الكردي لن تؤدي سوى إلى مزيد من إراقة الدماء وإهدار الحقوق وإيجاد المناخات المشجعة على العنف والتطرف وخلق المزيد من أجواء التوتر وعدم الاستقرار والصراع الدائم في المنطقة .

وهو ما يوجب على المجتمع الدولي الاضطلاع بمسئوليتهم الأخلاقية حتى يتحقق للمنطقة الأمن والاستقرار وتظلها راية السلام الذي تتعايش في ظله جميع شعوب المنطقة بأمن وسلام .


فسوف تظلُّ صرخاتنا وصرخات شهدائنا تلك الصرخاتُ المكتومةُ التي لم تصلْ إلى مسامعِ أحدٍ، ستظل صرخاتُهم وأنَّاتُهم وأشباحُهم وأشلاؤُهم تُطاردُ كلَّ ضميرٍ إنسانيٍّ حُرٍّ، وتُنغصُ هنيءَ عيشِهِ في نومِهِ وصَحوِهِ، لتُضافَ إلى السجلِّ الأسودِ للمستكبرين  والتي ليس اخرها المجزرة المروعة في آمد في تركيا
وعزاؤنا  أن تلكَ التضحيات لم تذهب هَدَرًا، وأنها تركتْ في عدونا جُرْحًا داميًا، وألمًا ماضيًا ( إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ) ، وأنها أذلَّتْ كبرياءَهُم، ومرَّغَتْ في الوحلِ غطرسَتَهُم ، وأعادتْ لأمتِنا شيئًا من عزَّتِهَا المفقودةِ وكرامتِها المنشودة، وأنها- قبل ذلك وبعده- لم تكُنْ نتاجَ نخوةٍ كاذبةٍ، أو عصبيةٍ زائفةٍ، بل ذهبتْ علاماتٍ في طريقِ الشهادةِ المخضَّبِ بالدمِ ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )
 
الأخوة الأعزاء ..


يا أبناء شعبنا في سورية الحبيبة..
 
لقد عانى شعبنا الكثير من الويلات على يد المعتدين ، وإذا كان العدوان السابق قد حصل على يد عدو خارجي لا يتكلم بلساننا ، فان عدوان اليوم الذي تصب علينا حممه ، وتحرقنا ناره هو على يد طغاة يزعمون انهم منا فهل يغير هذا من حقيقة الاعتداء شيئاً ؟ العدوان هو العدوان ، وان اختلفت صـوره ، وتنوعـت أشكاله 
ولكن الله تبارك وتعالى له سنن كونية لا تتبدل ولا تتغير فلن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً ، ومن ذلك سنة التدافع التي قال الله عز وجل عنها [ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقويٌ عزيزٌ] نعم إن سنة التدافع تأبى أن يتسلط ظالم يسوم الناس سوء العذاب ، ويستعبدهم لتحقيق أطماعه وأطماع جلاديه الخسيسة ، ثم لا يقوم له أحد ليردعه عن غيه ، ويوقفه عند حده
 
أيها الشعب السوري
 
إن الصراع الذي تخوضه  قوى المعارضة ضد  الجاثمين على صدور الشعب ليس صراعاً شخصياً ، أو بحثاً عن مجرد مصلحة ذاتية ، وإنما هو صراع بين الحق والباطل ، وبين الهدى والضلال انه أولا وقبل كل شيء صراع لإقامة العدل وما يتضمنه ذلك من رد الحقوق إلى أصحابها ، ورفع هذا الكابوس الذي غشى البلاد من الظلم والجور وامتهان الحقوق الأساسية للفرد ، وإيقاف هذا العبث الماجن بثروات شعبنا وبلادنا التي كانت تعد في مصاف الدول الغنية ، فصارت دولة منكوبة ، يتجرع أبناؤها كؤوس الفقر والحرمان ، وهم يرون بأم أعينهم خيرات بلادهم تذهب إلى غيرهم
 وحيث لا تخفى عليكم أهميةُ المرحلة التي يمرّ بها وطنُنا وأمتنا، في ضوء المتغيّراتِ والمستجدّات، وما ترتّبه على كلّ واحدٍ منا من واجباتٍ والتزامات، في مختلف جوانب العمل وساحاته، ليأخذَ كلّ واحدٍ منا دورَه، ويتحمّلّ مسئوليتَه، ويُعطيَ العملَ الوطنيّ العام ما يستحقّ من أولويةٍ واهتمام، وأن نتعاونَ على البرّ والتقوى، فيكمّلَ بعضُنا بعضاً، ويشدّ بعضُنا أزرَ بعض، لنكون حقاً كالجسد الواحد، والبنيان المرصوص، فالمسئوليةُ كبيرة، والأمانةُ ثقيلة، وفي مقابل ذلك جنةٌ عرضُها السماواتُ والأرض، ومغفرةٌ من الله ورضوان..

ونحن في شهرٍ تُضاعَفُ فيه الأعمالُ والحسنات..
 
أيها الإخوة الأحبة والأخوات، يا أبناء شعبنا في سورية الحبيبة..

يقبلُ علينا شهرُ رمضان المبارك، وبلدُنا الحبيبُ تحيطُ به الأزماتُ والمخاطر، وشعبنا المصابرُ لا يزالُ يرزحُ تحت نير القمع والتسلّط والاستبداد، ولقد برهنت الأحداث بأن افتقاد العدالة والديموقراطية والشفافية والبناء المؤسسي للدولة وتغلب أهواء التوجهات الشمولية كانت سبباً رئيسياً لإثارة الصراع وتكريس التخلف وإعاقة مسيرة البناء والتحديث لشعبنا  فلنذكرْ في هذا الشهر الكريم معاناةَ المقهورين من إخوتنا وأهلنا وأبناء شعبنا، في أعماقِ السجون والزنازين وخارجَها، داخلَ الوطن الحبيب وخارجَه، مدركين أنّ العملَ لنصرتهم وإنقاذهم واسترداد حقوقهم، واجبٌ شرعيّ ووطنيّ وإنسانيّ، يحتاجُ إلى استنهاض الهمم، واستنفار الطاقات، وتنسيق الجهود، ورصّ الصفوف، فهذه قضيةُ كلّ المواطنين، على اختلاف انتماءاتهم وتوجّهاتهم، ولا يجوز أن نبقى متفرّجين أو غير مبالين، بل لا بدّ من تحمّل المسئولية، ونبذ الخوف والتردّد، والتعاون في مختلف الميادين والمجالات والساحات، لدرء الأخطار، وإنقاذ الوطن من براثن الاستبداد، معتصمين بحبل الله جميعاً، متمسّكين بوحدتنا الوطنية، فقد أزفت ساعة الخلاص بإذن الله.
ختاماً نجدد لكم التهاني والتبريكات متمنيين للجميع صوماً مقبولا وذنباً مغفورا .

والسداد والرشاد والصلاح في حياتهم وأعمالهم ولما فيه خدمة الدين والوطن والأمة.


شهر كريم ..

وكل عام وانتم بخير ..


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الثلاثاء 19 سبتمبر 2006م، 26 شعبان 1427 هـ
مرشد معشوق الخزنوي
نائب رئيس مركز احياء السنة بقامشلو
مكتب الشهيد الخزنوي
 
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…