استطاع شباب النيل العظيم تفنيد مقولة , أن لا خلاص من الاستبداد إلا بالتدخل الخارجي,
لقد عرف الشعب المصري العظيم بقوة التحمل والصبر على المحن , ولكن إصراره على الخلاص كان أشد من قوة التحمل حين انتفض .
حاول العديد من المحللين أن يقول : بأن الثورة المصرية كان يقودها الجنرال فايس بوك أو تويتر , لكن الحقيقة هي أن هذه وسائل إستخدمها شباب مصر الثائر في التعريف بجرائم النظام وهمجية أجهزته الأمنية , لقد تم استخدام هذه الوسائل ببراعة قل نظيرها , في كشف فساد النظام وجرائمه ’ والثقافة العالية والأسلوب الحضاري اللاعنفي الرائع الذي نفذوا به ثورتهم , لقد حاول نظام الاستبداد جرهم الى حوارات , فهرولت أحزاب المعارضة الكرتونية , صنيعة نظام الاستبداد الى الحوار , فكان الحوار كمن يتحاور مع نفسه , وانتبه الشباب الى ما يحاك ضدهم , فعرّوا المهرولين , أرسل اليهم النظام بلطجيته فلم يفروا من أمام بلطات البلطجية وانما قاوموهم بأجسادهم , وصوروهم ونشروا تلك الصور كي يعرف العالم كم هو سيء ومجرم ذاك النظام , حرضوا اللصوص على الاعتداء على البيوت الآمنة , فشكلوا من بينهم لجانا لحماية المنازل والآمنين , فأدهشوا العالم الخارجي بقوة تنظيمهم وسمو أخلاقهم , كانوا رائعين في كل شيء وجاهزين لرد كل مؤامرة تحاك ضدهم , وكأنهم كانوا على علم بكل ذلك , صوروا كل شيء بحيث يتم التعرف على كل المجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء شعبهم حتى ينالوا العقاب العادل , وهكذا أستطيع القول أن الشباب المصري أسس لمدرسة جديدة في اللاعنف , تستحق أن يتم تدريسها لأجيال المستقبل .
تحية الى شابات مصر وشبابها الذين توحدوا بكل فئاتهم من أجل استعادة كرامة شعبهم العظيم .
*البلطجية , كلمة ستدخل القواميس كمصطلح جديد عن أنواع جرائم الاستبداد
الحسكة في :12/02/2011