خمس وأربعون دقيقة كردية في قصر الضيافة الدمشقي 2/3

إبراهيم اليوسف


لا أخفي أنّني عشت أيّاماً متواصلة من القلق العارم، قبل أن أحسم أمري وأقرّر نهائياً
المشاركة في الوفد الثقافي الذي سيلتقي نائب رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية د.

نجاح العطار، ولعلّ أول مثبّطات حماس المشاركة لديّ في عداد الوفد، كان ينبعث من داخلي, حيث أنّني أنفر- كما أسلفت- من أيّ تواصل مع أيّ مسؤول في سدّة السلطة, ولو سلطة المنزل، أو الشّارع، أو الحارة ، ناهيك عما لمسته, أيضاً من بعض الذين كانوا يقولون لنا بداية: لم لسنا من عداد الوفد؟

وهم أول من سينقلبون, فجاءةً, بل أن تصل ردود أفعالهم إلى أن يكتب بعضهم مقالات, حول تعفّفهم المزعوم عن ا لمشاركة في الوفد, أو من يخرج من بين هؤلاء للشارع زاعما ًأنّه ضدّ مثل هذا اللقاء, وهو ما ينطبق على شخصية أكثر من حزبيّ, وأكاد أقول : مسؤول ، كان يردّد: لم تمّ تجاهل حزبنا؟ (ولديّ أسماء من يعرف، أو يعتر  بكلّ ذلك، وإن كنت أترفّع-هنا- عن نشرها) ليجد هؤلاء, وسواهم في الوفد الثقافي -دريئةً- يوجّهون صوبها سهامهم الناريّة، في لعبة ثأرية-أصلاً- هي بين خصوم حزبيين, لا علاقة لكلّ مثقفي الوفد، بحروبهم المأسوف عليها، هذه…..!.
لقد قلت بصوت عال, فور تلقّي نبأ هذا اللقاء: إن د.العطّار, رغم كلّ ما يمكن أن أسجّله عليها من ملاحظات، ظهرت في فترة عملها الطويل كوزيرة ثقافة, في ما يخصّ الموقف من الثقافة الكرديّة, وهو موقف النظام نفسه منذ 1962 وحتّى هذه اللّحظة، دون أيّ تغيير جوهريّ حقيقي في سياساته، إلا أنها مثقفة, سورية, مستقلة, غير بعثية ، كما يشاع ( مع أنها لاتخرج كما أسلفت عن إهاب النّظام  نفسه بل هي الأكثر تماهيا ً معه بدليل الثقّة الكبرى بأنموذجها) ناهيك عن أنّ هذا اللّقاء, هو الأوّل من نوعه, خارج الدهاليز المعتمة، التي يولع بها بعضهم ، بل هو “نقلة نوعية” في تاريخ الموقف الرسميّ للسلطة السورية من الكرد, أجل ،لأنّه – ولأوّل مرّة- لا يتمّ التعامل مع الكرد عبر البوابة الأمنية, وهو ما سوف يغيظ سدنة هذه الجهات, ومتطوعيها, وحرّاسها, ومنتفعيها, بل و قصيري النظر, الأبرياء ، من قد ينطلي عليهم الكلام المنمّق على حدّ سواء ، بل وبعض المخلصين الغيارى ، وإن كنّا سنجد بعض هؤلاء لا يتورّع عن تسجيل مواقفه, بكلّ صرامة, ومبدأية,.بعيداً عن اهتبال الفرص, وخطف البريق, لتسجيل بطولات مارقة, مراهقة، لرفع الأرصدة الذّاتية, أو الحزبوية, ناظرين بأناة, وشهامة, وشجاعة، إلى المسألة….!
حقيقةً, ثمّة أمثلة كثيرة، للأسف, بدرت من بعض الأشخاص, لا أريد تشخيصها, وإن كانت تنطوي على النّفاق, والإزدواجية , عند هذه القلة، مكشوفة الأوراق، وليس أدلّ على ذلك، من أن يسجّل عليّ أحدهم- وتحت عباءة الودّ الملفق- موقفاً لأنني كصحفي “…..” آذاري ّ , ذي موقف مشهود له، كيف أقبل بكذا….

وكذا…, وبفلان وبفلان ، ليتظاهر أمام سواي -أيضا- بلغته التمثيلية, المفضوحة, مبدياً سيل عواطفه الكاذبة, تجاههم ،أيضاً…..!؟..
لقد أوضحت في أكثر من حوار على- البالتالك- للمثقفين الكرد – خارج الوطن- أن أقوى مثال ساطع، كان يبدر إلى بالي, ويعيد إليّ توازني كلّما تردّدت في الموافقة على المشاركة, حديث الرئيس مسعود البارزاني لنا ، عندما كنّا في أربيل/ عاصمة كردستان العراق، في صيف  2004 على هامش مؤتمر الحوار الكرديّ – العربيّ ، حين تم ّاختيار مجموعة من المثقفين الكرد والعرب، من قبل الأستاذ صلاح بدرالدين و اللّجنة المشرفة على المؤتمر، للقاء بالرّئيس مسعود البارزاني , وكنت من عداد هؤلاء, حين أوضح لنا, شعوره بالمرارة والأسى العميقين جدّاً, وهو يصافح صدام حسين, رغم أنه كان يدرك في قرارته، في اللّحظة نفسها, ما فعله هذا الدكتاتور الأرعن من مجازر وجرائم, وحروب خاسرة, ضدّ أبناء العراق, بل أن صور خمسة الآلاف من شهداء  حلبجة, وآلاف الشهداء البارزانيين, والمائة والثلاثة والثمانين ألف مؤنفلاً, شهيداً ، كانت كلّها أمام ناظريه, تصعق وجدانه ، تهزّه من الأعماق ، في هذه اللحظة الأكثر إحراجاً, التي أقدم عليها من أجل مستقبل إنسانه الكرديّ , ومصلحته العليا….!
طبعاً ، وإنني كشخص لم أقصّر في أداء واجبي، في الامتحان الكردي الكبير، قي 12 آذار، مسترخصاً روحي ، في سبيل أداء رسالتي ، كإعلامي ، بما يريح ضميري ، ويجعل أبنائي وأصدقائي ، ومحبيّ يشعرون بالفخار، لأنّني كنت أوّل من غطّى هذا الحدث، قبل أن يأمر  د.

سليم كبول بإطلاق الرّصاص، وكان منزلي ” غرفة عمليات إعلامية ” كما قال بعضهم ذلك، آنئذ، ولم أهرب من أداء واجبي، و تمّ طرد واحد من أولادي من العمل في ثالث أيام الانتفاضة ، ولا يزال عاطلاًً عن العمل، ومن حقّي في وقت” السلم” – إن صحّ التعبير لأن الممارسات الشوفينية ضدّ الكرد مستمرة دونما انقطاع – أن يكون لي صوتي- كمسؤولية لا كامتياز، ثم أليس هؤلاء الذين ادّعوا- الآن- أنهم ضدّ اللقاء، كانوا أكثر الناس دعوةً لحوارات مباشرة مع السلطة، انطلاقاً من حرصهم على المصلحة القومية، بل ثمّة من نسق حتّى مع وجهاء القبائل الكردية ، من أجل حوار أقلّ مستوى….!
ولأكن صريحاً, أنني لم أكن لأتوخّى من مثل هذا اللقاء المرتقب- تحديداًَ- أكثر من الإسهام مع من معي لـ -إيصال رسالة- بالمطلب الثقافيّ الكرديّ إلى أعلى سلطةً سياسيةً في سوريا, كي يعرف هؤلاء: كيف  نفكّر, وجهاً لوجه, مكذّبين أيّ تصور مساو م على حقوقنا الثقافية, غير المنفصلة عن كامل حقوقنا القومية المختلفة، المائزة ، والمشروعة ، وهو ما أعلنت عنه لمن استشرتهم, عارفاً أن لاشيء سيتحقّق, ضمن النهج والسلوك الحالي للنظام، وأنّ الدّعوة إلى الحوار من قبل السلطة – وهي من وجهة نظري تكتيكية – نتيجة الضغوطات التي تمرّ, بيد أن مبدأ الحوار ضروريّ, ولعلّ  أيّة مقارنة لخلاصة ما قدّمناه في الورقة الثقافية إلى-القصر الجمهوريّ- بـ “الرؤية الثقافية”  للأحزاب الكرديّة في الجبهة والتحالف من جهة, وحزبي يكيتي وآزادي وتيار المستقبل الكردي، من جهة أخرى , ستؤكّد أنّ ورقتنا – رغم أننا جميعاً كنا مستقلّين عن هذه الأحزاب برمّتها – لم تكن لتقل عنها شأناً, إن لم  تبزّها في بعض النقاط …!
ولعلّ الخطأ الكبير الذي وقع فيه الوفد في- تصوّري- هو القبول بالكتمان على أمر اللقاء, وهو ما منع كثيرين من الزّملاء من الإدلاء بأي ّتصريح, وهو ما أفسح المجال لبعض مهرة الصيد في المياه العكرة, كي يقوّلوا الوفد ما لم يقله, أو يشكّكوا بمصداقيته, ومصادرة هويتّهم – مع أنّني لاحظت- وأقولها ضمن حدود أداء هذه المهمة- أنّ  هذا الوفد, بكامله, كان أشبه بأوكسترا موسيقيّة, وقدّم ورقةً مهمةً, بروح وطنية  عالية, وإحساس عال بالمسؤولية….!

يتبع….

*طبعاً, موقفي هذا أعلنته, على البالتالك, في لقاء خاص, بعيد اللقاء مع نائب رئيس الجمهورية د.

نجاح العطار, أكّدت من خلاله أنني لا أعول على هذا للقاء, أيّ بصيص أمل، رغم التفهم  الشّخصي الملموس الذي لحظناه من قبل د نجاح العطّار، وهو ما سأشير إليه في موقعه لاحقاً….!
لقد كنا اتفقنا قبل اللقاء- من جملة ما اتفقنا عليه – أن أقوم كإعلامي للوفد, بإجراء ريبورتاج عن هذا اللقاء , ونشر كافة المداخلات, ولكنّ ذلك لم يتحقّق للأسف, نزولا ًعند رأي الأكثرية في الوفد, وها قد انتظرت مرور شهرين كاملين, على اللقاء, لأنشر هذه المادة على حلقات, احتراماً لزملائي، وإن كان أيّ من المطالب لم يتحقق…..!

————–

خمس وأربعون دقيقة كردية في قصر الضيافة الدمشقي  ( 1/3 )

إبراهيم اليوسف

لم أتفاجأ البتة بالزّوبعة التي أثيرت بعيد تشكّل وفد ثقافيّ كرديّ ، لمقابلة نائب رئيس الجمهورية السورية د.

نجاح العطار ، وكنت من عداد هذا الوفد , إلى جانب عدد من الزملاء الآخرين , وذلك لأسباب عديدة , في مطلعها , أنه ــ للأسف ــ لا يوجد حتى الآن أيّ هيئة ثقافية , تمثلنا , كعاملين في حقل الثقافة والإعلام الكرديين في سوريا , رغم دعواتنا المتتالية منذ عقد ونيّف إلى ذلك , دون جدوى !.
وإذا كان هناك , من يرى من بين أوساط المثقفين – وأنا معهم أن ّ ــ الحوار ــ مع السلطة غير مجد ,حقاً، وهو ما أقوله دوماً-قبل مشاركتي في الوفد وبعد ذلك أيضاً – إلا أن هناك كثيرين جدّاً، من كانت ردود فعلهم الشخصية ، أو الحزبية ، نتيجة تهميشهم ، و عدم استشارتهم في الأمر, بل وعدم تمثيلهم , أو منهم من كان حريصاً علينا كمثقفين ، كما هو حال بعض أصدقائي الشخصيين، وكلّ هؤلاء محقّون , بدورهم ، بل وإن كل وجهات النظر موئل احترام منّي , كشخص ، بيد أنني في المقابل ، أرى أن ينظر هؤلاء , برمّتهم ، و كلّ من موقعه ــ بعين الاحترام ــ إلى وجهات نظرنا , في ما إذا اختلفت, وعدم مصادرتها , مادامت لم تدخل في بازار المساومة على الثوابت القومية، والوطنية، والإنسانية، معاذ الله..

!.
ولعلّ بعض الأصوات الثقافية ، أو السياسية , بادرت، وقبل أن يصدر بيان أو تصريح ــ متّفق عليه ــ من قبل أعضاء الوفد الذي التقي د.

نجاح العطار في قصر الضيافة ، في دمشق ، بتاريخ 6-7-2006 , شفاهاً , أو كتابة , مبدية وجهة نظرها الانفعالية , قبل أن تعلم ما تمّ من حوار أثناء هذا اللقاء , بسبب ردود فعل أولى انعكست عليها , أولاً وأخيراً , وكان يمكن ــ بدلاً عن ذلك ــ اللجوء إلى حوار شفّاف ديمقراطي، هادئ بين سائر المثقفين الكرد في سوريا، وليس عبر لغة العنف والتجريح التي تطالب هي نفسها بنبذها، ضمن رؤاها في مجال الحوار اللائق والحضاري…!
ولئلا يفهمني أحد ممّن لا يعرفني عن قرب , خطأ , أسارع بالقول : إن من طبيعتي منذ أن ولدت نزعة الفرار من كلّ سلطة , وهذا ــ تماماً ــ ما كان يجعلني لا أكترث حتى ضمن المؤسسة الحزبيّة التي عملت ضمنها – خارج إطار الاحترام الواعي المتبادل – بالكثير من الصوّى المتوارثة , وهو ما يميز أخلاقي ، و طبيعتي النفسية ــ بشهادة كل من عمل معي …!.
أجل ــ سواء أكان ذو الصوة ، هنا ، مدير مدرسة , أم موجهاً تربوياً , أم مدير تربية , أم دائرة , أم محافظاً , أم وزيراً،أم إمبراطوراً، حيث شطبت على الدوام على ــ المساومة والتملّق ــ الحمد لله ، وأقولها بتحدّ ، إزاء أية سطوة في هذا المجال , مادمت ــ في الأصل ــ متمرّداً حتّى على سلطة الأب , لأدفع ثمن كل ذلك على حساب وظيفتي , وراحتي ,ولأرضى بالكفاف , بل وأقلّ، في حياتي، غير نادم البتة….!
وعلى سبيل المثال هنا ، أتذكّر، أنه في صيف العام 1994تمّ تبليغي من قبل مكتب الاتّحاد الوطني الكردستاني في القامشلي ــ أن السيد مام جلال الطالباني ، يريد اللقاء في مساء تلك الليلة ، بالمثقفين الكرد في قامشلي , وطلب منّي أن أقوم بإعلام عدد من الزملاء بذلك ، على أن يكون اللقاء في أحد المحال العامة، وهو مطعم وفندق مدينة الشباب، و على شرف مام جلال نفسه ، وكان ذلك تحديدا ً، بعد عودته من السعوديّة …..! في الوقت المحدّد ، من الليلة نفسها ، توجهت أنا، وكلّ من الصديقين أحمد حيدر , ووليد حزني إلى مطعم مدينة الشباب الصيفي , حيث كان موعد اللقاء هناك، لأجد المكان يغصّ بالحرّاس”…..” , وقبل أن ألمح عن بعد طاولة مام جلال- وعلى بعد حوالي مئة متر ، – سألت عمّال المطعم , عمّن سبقونا للقاء بمضيفنا , فروى لي أسماء عدد من الشخصيات الوطنية والثقافية الكردية, منهم من هو الآن في أوربا ، أو قامشلي ، وأن الضابط محمد منصورة هو موجود أيضاً، اعتذرت من أحد السادة الوزراء الذي كان ينتظرنا ، ويلحّ على استضافتنا مع المدعوين، لأحجز طاولة خاصة، لي ولزميليّ , بعيداً عن تلك الطاولة، وألا ألتقي مام جلال، إلا بعد انتهاء السّهرة , وفي وقت متأخر من الليل ، حيث دعاني إلى غرفته , بعد أن عرف أنني لن ألتقيه في حضور هذا الضابط،، وقد تم ذلك بحضور الصديق عبدالباقي حسيني وقد تم توثيق هذا اللقاء الهامشي، آنذاك، في أحد أعداد مجلة ( زانين) الكردية.

عموماً ، ماكنت لأورد هذه الحادثة , التي يعرفها كثيرون , إلا لأوكد، ثانية , أنني واحد ممن ينفرون من المسؤولين ، أيا كانوا , ويرفضون التبرّك بحضورهم , وهي نزعة ولدت في داخلي ، منذ أن لمحت في حياتي أول دركي في قريتي، وهو ما حدا بي ألا أراجع مسؤولا ــ إزاء ما أتعرّض له وظيفياً ، منذ عشرين عاماً ، من نقل تعسفي , أو إبعاد عن قطاع التربية ، وسوى ذلك ، مما يجري لأي صاحب موقف ، أو قلم شريف ، كما أرى نفسي …!!
تماماً ، بمثل هذه الرّوح , بدأت أصغي إلى كل من د سربست نبي ود.

فاروق إسماعيل ، عندما دعياني ، لأخذ رأيي في ما إذا كنت سأشارك في وفد ثقافي لمقابلة د.

نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية ، بغرض تقديم ورقة بالمطالب الثقافية لأبناء الشعب الكردي في سوريا ، حيث أن الدكتور سربست – كما أوضح في أول جلسة – قد أعدّ لهذا اللقاء، عن طريق د.

أحمد برقاوي ، أستاذ الجامعة ، وصديق الشعب الكردي في صباح اليوم التالي ، وقبل أن أحضر أول اجتماع للوفد ، اتّصلت بكلّ من الأستاذ حسن صالح سكرتير يكيتي ، وخير الدين مراد سكرتير آزادي ، وبعد أن علمت بأن لقاءنا هذا ، يتمّ بالتنسيق مع الجبهة والتحالف الكرديين في سوريا ، وسوف يتمّ تغطية تكاليف سفر الوفد إلى دمشق على نفقتهما , وكان لابدّ من أن يكون هذا اللقاء متفقاً عليه من قبل سائر ممثلي الحركة الكردية في سوريا , مؤكداً لهما أنني لن أحضر هذا الاجتماع , في ما إذا رأيا ذلك , فأكّد كل منهما على طريقته ، بضرورة الحضور, بل والمشاركة , لأنني من وجهة نظرهما (( موطن )) ثقة، وهكذا بالنسبة للوفد ، ولكن من الضروري أن يتمّ التركيز على مسألتين هما:
•  التأكيد على أننا كمثقفين لسنا بديلين عن الحركة السياسية
• لم نأت من أجل التصديق على قضية إعادة الجنسية للكرد !!!
ورغم ضيق الوقت، اتّصلت مع ممثلي الاتحاد الديمقراطي و اتحاد الشعب و الوفاق, فأكد كل منهم على طريقته، أنهم ليسوا ضد مثل هذه الحوارات ، مادام أن فيها مصلحة أبناء الشعب الكردي في سوريا..!
خلال الاجتماع الأول الذي تمّ في منزل أحد أعضاء الوفد , كنا بضعة مثقفين ، ممن يكتبون باللغتين العربية , والكردية , قمنا بمناقشة فكرة توسيع ــ الوفدــ وانهالت الأسماء , من قبل الزّملاء لكنني علقت هنا قائلاً : نحن لا نستطيع أن نزعم أننا نمثل المثقفين الكرد في سوريا ، و إن التصويت من قبلنا غير شرعيّ , لأن لا مرجعية شرعية لنا , إذا ليس لنا أي نقابة , أو رابطة, أو هيئة , تخولنا لنتحدث باسم المثقفين الكرد ، وهناك من هو جديرــ فعلاً ــ أن يكون بيننا , ولم يطرح اسمه ، بل إنه و وفق معايير انتقاء أعضاء الوفد , فإن كل مثقفينا ــ وهم جميعاً وطنيون ، غيارى ، جديرون بالتمثيل الشّخصي في مثل هذا الوفد، وإن كان ذلك من ضروب المحال ….!
وتمّ اثر ذلك تشكيل إدارة الوفد على الشكل التالي:
– د سربست نبي – المنسّق- رئيساً للوفد
– البروفسيور فاروق اسماعيل – ناطقا ً رسمياً
– إبراهيم اليوسف – مسؤولاً إعلامياً ( وإن كنت لم أعلن عن ذلك في ما بعد التصريح الذي صدر عن الوفد بعيد اللقاء ، لعدم رضائي عن صياغته النهائية )
طبعاً ، كانت لي ، وربما لغيري ملاحظات كثيرة على طريقة تشكيل الوفد ، وكيفية الإعداد له ، ولكن ، تمّ تجاوز كل ذلك ، حرصا ً على إيصال الرّسالة المتفق عليها ، إلى أولي الأمر ، خدمة لمصلحة أبناء شعبنا الكردي في سوريا، وهي الأكثر أهمية، حسب الرأي المتفق عليه ،من قبل جميعنا ، دون استثناء…….!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…