الكرد السوريون مابين أوسي وعيسو

  سوار أوسو

 أحد القوانين الأساسية في الاقتصاد هو قانون العرض والطلب ،فعندما يزداد العرض في الأسواق يقل الطلب عليه، والعكس صحيح ،هكذا الحال بالنسبة للسياسة كسلعة رائجة في هذه الفترة الزمنية، وأعتقد أنها حلت محل الكثير من التسالي ، التي كان يتسلى بها آباؤنا وأجدادنا كالداما ولعبة الخاتم وغيرها من الألعاب، حيث البطالة أما الآن تحولت هذه التسالي الى نوع أخرفكلما فتحنا النت نجد الوجوه نفسها والمقالات نفسها والآراء نفسها مع اللعب ببعض الألفاظ كاللعب بأحجار الداما .


لم نقرأ يوما دراسة تحليلية معمقة للوضع الاقتصادي أو السياسي أوالثقافي أوالاجتماعي مع أنه يكتب عن كل هذه العناوين لكن دون فكر أو تحليل ولكن ما نتمناه من السادة الكتاب- وربما يعتبرون أنفسهم ذات يوم مناضلين -ألا يتطرقوا للواقع الكردي ،لأن الشعب الكردي في سوريا لم يعد يحتمل المزيد من غبن وإنكار لوجوده كشعب يعيش على أرضه التاريخية
 والمشاريع الشوفينية المطبقة بحقه ،والواقع المعيشي المزري الذي يعيشه من قبل النظام وأجهزته الاستخباراتية ،من جهة وواقع الحركة الكردية المشتت والمتصارع من جهة أخرى ليأتي كل من السيدين هوشنك أوسي وحسين عيسو- مع حفظ الألقاب واحترامي الشديد لهما- يحاول الأول حصر نضال الشعب الكردي أيما كان في نضال حزب العمال الكردستاني وإعادة الحركة الكردية الى القوقعة التي كان يعيشها من خلال مقاله المعنون (عن الشراكة الوطنية والحقوق القومية:الحال الكردية السورية نموذجا) أننا ككرد دائما المبادرون الى إقامة العلا قات مع الأخوة العرب وهذا صحيح بأننا المبادرون لكن السنا بحاجة الى أي صوت كان ؟ أليست قضيتنا مشتركة مع جميع مكونات الشعب السوري من عرب وأرمن وآشور ؟  هل نستطيع القيام بأي شيء وإجراء أي تغيير ديمقراطي بمعزل عنهم ؟ مع أنني أوافقك أخي العزيز في موقف الأحزاب الكردية المنضوية تحت تكتل إعلان دمشق، حيث أن الطرف العربي في الإعلان يفتقر تماما الى الجماهير ولكن ليس كما قلت لصديقك نحن الكرد بدون رأس لأن أغلب الرؤوس التي بنت سوريا هي رؤوسنا، والرؤوس التي نظمت الجماهير الكردية في أول تنظيم له هي رؤوسنا .
أما الأستاذ حسين عيسو والذي أكن له الاحترام الكبير والذي أورد في مقالته المعنونة (قوة الحق دريئة الشعوب الضعيفة ) وكلا المقالتين نشرتا على صفحات موقع (ولاتي مه) الالكتروني ، بأن مصطلح (إقليم غربي كردستان فان مثل هذا الطرح يؤدي الى خلق الريبة والشك لدى الآخر العربي لأنها تعني التشكيك في وجود سوريا) بمعنى أن الأخوة العرب يستفزون من هذا المصطلح ،الأحرار لايستفزون من حقوق الآخرين ومن يحاربني لأنني قد أطالب بحق من حقوقي لا يمكن أن يكون صديقا لي في يوم من الأيام مع العلم أنه لم يطالب أي تنظيم سياسي كردي بالانفصال عن سوريا مع أن المحاكم السورية التي تحاكم السياسيين الكرد هي من توجه إليهم هذا الاتهام ألا وهو اقتطاع جزء من الأراضي السورية ، في الوقت الذي قال فيه الشهيد عبد الرحمن قاسملو بأن كردستان حلم لم تكن المعادلات الدولية كما هي الآن والسياسة متغيرة بين الوقت والآخر طالما هي مرتبطة بالمصالح في الوقت نفسه لم ينكر الشهيد قاسملو حق الإنسان في الحلم وسعيه من أجل تحقيق حلمه وإلا فما سبب نضاله ومعاناته.
كما أن الشعب الذي قدم كل التضحيات من أجل حياة حرة كريمة شعب حي ويستحق الحياة

أخيرا ما نتمناه أن يكتب كل منا ما يريد كتابته ولكن ألا تكون كتاباته ومواقفه إن كانت هناك مواقف بالمعنى الحقيقي على حساب شعب ذاق الأمرين منذ عقود طويلة وكفانا توجيهه تارة نحو المساومة وتارة نحو التطرف لأنه واع لنفسه ولايمكن أن ينقاد  

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

أزاد خليل* على مدى عقود من حكم آل الأسد، عاشت سوريا غيابًا تامًا لعقد اجتماعي حقيقي يعبر عن إرادة شعبها، ويؤسس لنظام حكم ينسجم مع تنوعها الثقافي والعرقي والديني. كان النظام قائمًا على قبضة أمنية محكمة وممارسات استبدادية استباحت مؤسسات الدولة لخدمة مصالح ضيقة. واليوم، مع نهاية هذه المرحلة السوداء من تاريخ سوريا، تبرز الحاجة إلى التفكير في نظام…

د. محمود عباس أحيي الإخوة الكورد الذين يواجهون الأصوات العروبية والتركية عبر القنوات العربية المتعددة وفي الجلسات الحوارية، سواءً على صفحات التواصل الاجتماعي أو في الصالات الثقافية، ويُسكتون الأصوات التي تنكر الحقوق القومية للكورد من جهة، أو تلك التي تدّعي زورًا المطالبة بالمساواة والوطنية من جهة أخرى، متخفية خلف قناع النفاق. وأثمن قدرتهم على هدم ادعاءات المتلاعبين بالمفاهيم، التي تهدف…

إبراهيم اليوسف منذ بدايات تأسيس سوريا، غدا الكرد والعرب شركاء في الوطن، الدين، والثقافة، رغم أن الكرد من الشعوب العريقة التي يدين أبناؤها بديانات متعددة، آخرها الإسلام، وذلك بعد أن ابتلعت الخريطة الجديدة جزءاً من كردستان، بموجب مخطط سايكس بيكو، وأسسوا معًا نسيجًا اجتماعيًا غنيًا بالتنوع، كامتداد . في سوريا، لعب الكرد دورًا محوريًا في بناء الدولة الحديثة،…

فرحان كلش طبيعياً في الأزمات الكبرى تشهد المجتمعات اختلالات عميقة في بناها السياسية والفكرية، ونحن الآن في الوضع السوري نعيش جملة أزمات متداخلة، منها غياب هوية الدولة السورية وانقسام المجتمع إلى كتل بطوابع متباينة، هذا اللاوضوح في المشهد يرافقه فقدان النخبة المثقفة الوضوح في خطوط تفكيرها، وكذا السياسي يشهد اضطراباً في خياراته لمواجهة غموضية الواقع وتداخل الأحداث وتسارعها غير المدرك…