الباحث سيث ويكاس يحاور الأستاذ نصرالدين إبراهيم سكرتير البارتي

 

 أجرى الباحث سيث ويكاس حوارا مع سكرتير البارتي بخصوص الأكراد و الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) فيما يلي نص هذا الحوار :

س1 : ما أهداف وبرنامج الحزب ؟ ما رؤيته لسوريا ، ورؤيته للأكراد فيها ؟

انتهج الحزب منذ تأسيسه نهجاً وطنياً ديمقراطياً وقومياً تحررياً ، وهو ينطلق في نضاله من واقع وجود شعب كردي في سوريا محروم من أبسط حقوقه القومية المشروعة ، ويتعرض لسياسة الصهر القومي والتمييز العنصري ، المتجسد في العديد من المشاريع كالحزام العربي والإحصاء الاستثنائي وغيرها من الإجراءات الاستثنائية .
إزاء هذا الواقع يناضل الحزب لإزالة آثار تلك السياسة الشوفينية ، بغية تحقيق المساواة الفعلية في الحقوق والواجبات ، وتمتع الشعب الكردي بحقوقه القومية المشروعة من سياسية وثقافية واجتماعية ، ومشاركته العملية في إدارة شؤون البلاد .

ويرى الحزب أن الحل الديمقراطي للمسألة القومية هو الحل الصحيح للمسألة الكردية في سوريا ، وأن النظام الديمقراطي هو المؤهل والكفيل لحل المسألة حلاً ديمقراطياً عادلاً في إطار وحدة البلاد وتقدمها .

كما ويعمل على صيانة استقلال البلاد وحمياتها وتحقيق تقدمها على كافة الأصعدة من اقتصادية واجتماعية وثقافية ، وتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق المساواة والعدالة بين كافة مكونات الشعب السوري وأطيافه من قومية وثقافية واجتماعية ، ويناضل الحزب لإزالة كافة أشكال التعصب القومي والديني والطائفي والعشائري ، ويدعو لاحترام الخصائص القومية للأقليات القومية المتواجدة في البلاد .
يهدف الحزب إلى نمط التعددية الاقتصادية بما يحقق الازدهار والاستقرار الاقتصادي ، ويناضل من أجل نيل المرأة لحقوقها وتحقيق مساواتها مع الرجل، ويطالب الحزب من أجل إقرار أمن عادل ودائم في المنطقة وصيانة السلم العالمي، وحل المشاكل الدولية على أساس مبادئ الأمم المتحدة ، ووضع حد لسباق التسلح في العالم، وتحريم استخدام أسلحة الدمار الشامل ، وشجب سياسة التمييز العنصري في العالم ، وإدانة الإرهاب وحماية البيئة واحترام حقوق الإنسان .
في الجانب السوري يرى الحزب ضرورة إلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية والمحاكم الاستثنائية ، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، وإفساح المجال لعودة كل المنفيين والملاحقين سياسياً ، ويطالب بإطلاق الحريات العامة وإصدار قانون عصري للأحزاب والجمعيات ، وقانون جديد للإعلام والمطبوعات .

ويعمل الحزب على تأسيس نظام سياسي ديمقراطي ، وإقامة دولة القانون المبنية على المؤسسات ومبادئ الديمقراطية والحرية وسيادة الشعب ، وضمان فصل السلطات التشريعية والتنفيذية ، واحترام سلطة القضاء واستقلاليته .
أما في الجانب الكردي يناضل الحزب من أجل إلغاء السياسة الشوفينية والقوانين الاستثنائية والمشاريع العنصرية المطبقة بحق الشعب الكردي ، كالحزام العربي والإحصاء الاستثنائي ، ومن أجل تأمين الحقوق الثقافية للشعب الكردي وإحياء تراثه القومي وفلكلوره الشعبي ، والإقرار الدستوري بوجود الشعب الكردي ، وتأمين الحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية للشعب الكردي، وحل القضية الكردية حلاً ديمقراطياً عادلاً على قاعدة وحدة البلاد وتقدمها .

س2 : متى وكيف أسس الحزب ؟

تأسس الحزب في الرابع عشر من حزيران عام 1957م ، بمبادرة نخبة من المتنورين والوطنيين الكرد أمثال : اوصمان صبري ، الدكتور نور الدين زازا ، حميد درويش ، حمزة نويران ، الشيخ محمد عيسى ، رشيد حمو … ، وجاء تأسيسه في ظل ظروف داخلية وخارجية مناسبة، حيث اتسم الوضع الداخلي في البلاد بأجواء من الحرية والديمقراطية بعد الإطاحة بدكتاتورية الشيشكلي عام 1954م ، فضلاً عن الظروف التي خلفتها الحرب العالمية الثانية ، والتي تجلت بظهور مواثيق الأمم المتحدة ، ولوائح حقوق الإنسان ، وحق الشعوب والأقليات في تقرير مصيرها ، وكذلك رداً على تجاهل الأحزاب السورية وجود شعب كردي في سوريا ، له خصائصه القومية وتنكرها لما قدمه هذا الشعب من تضحيات في سبيل تحقيق الاستقلال وحمايته ، إضافة إلى عدم تفهم الحكومات التي تعاقبت على سدة الحكم القضية الكردية .

وانطلاقاً من تلك الحقائق التاريخية كان لابد من وجود حزب سياسي يجسد تطلعات الشعب الكردي ، ويمثل إرادته وأمانيه في مجتمع تسوده العدالة والمساواة بين كافة أبناء سوريا دون تمييز .

س3 : ماذا تفعلون ؟ أي ما أنواع نشاط الحزب ؟

يخوض الحزب نضالاً جماهيرياً وسياسياً وإعلامياً وثقافياً واجتماعياً وتنظيمياً في الساحة السياسية الكردية خاصة ، والوطنية السورية عامة ، بأسلوب سلمي جنباً إلى جنب مع أطراف الحركة الوطنية الكردية والسورية في إطار إمكاناته والظروف المتاحة له .

س4 : كيف يتميز الحزب في المجال السياسي الكردي ؟ أي كيف الحزب مختلف عن الأحزاب الكردية الأخرى ؟

يتميز الحزب بنهجه الوطني الديمقراطي والقومي التحرري ، وبعمق علاقاته الجماهيرية وباستقطابه لقوى واسعة من أبناء الشعب الكردي ، وباعتدال خطه السياسي والقومي ، وبأسلوبه المتزن البعيد عن المساومة أو المغامرة، وبتحالفاته الواسعة وطنياً وقومياً .

وهو في كل ذلك قد يتفق مع البعض من الأحزاب الكردية أو يختلف عنها .

س5 : كيف العلاقات بين الحزب والأحزاب الكردية الأخرى ، داخل وخارج الجبهة والتحالف ؟

حزبنا من الأحزاب المؤسسة للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا في الأول من شباط 1992م ، ويضم في صفوفه ثلاثة أحزاب كردية أخرى ، إضافة إلى العشرات من الفعاليات الثقافية والوطنية التي تعمل في إطار المجلس العام للتحالف ، وفي تموز 2005م اتفق التحالف والجبهة على تأسيس هيئة مشتركة بينهما و الاتفاق على رؤية سياسية مشتركة ، لذلك لحزبنا علاقات إيجابية مع كافة أطراف الحركة الوطنية الكردية في سوريا ، ولهذا دعا دوماً إلى تأطير نضالها وتوحيد صفوفها على أساس برنامج سياسي وتنظيمي ، يضم كافة الأحزاب الكردية وبهذا الخصوص يدعو حزبنا إلى الإسراع دون تباطؤ أو تردد إلى عقد مؤتمر وطني كردي سوري بهدف الوصول إلى تحقيق إطار شامل للحركة الكردية ، وخطاب سياسي موحد وتشكيل المرجعية الكردية .

س6 : أي دور تلعبه المعارضة الكردية في المعارضة السورية الكبرى ؟ هل هناك معارضة موحدة بين الأكراد والعرب ، أو هل يعتبر العرب الأكراد ” هامشيين ” في إطار المعارضة ؟

تلعب المعارضة الكردية دوراً رئيسياً في المعارضة السورية الكبرى ، وقد كان التحالف الديمقراطي والجبهة الديمقراطية الكردية من المبادرين الأساسيين في تأسيس إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي في 16/1/2005م الذي يمثل أوسع إطار تحالفي لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا  ، جنب إلى جنب مع التجمع الوطني الديمقراطي ولجان إحياء المجتمع المدني وحزب المستقبل ، إلى جانب شخصيات وطنية معروفة أمثال : رياض سيف ، هيثم المالح ، د.

فداء الحوراني ، سمير نشار ، نايف قيسيه وغيرهم … وتعتبر المعارضة السورية الكبرى المعارضة الكردية ركناً أساسياً من أركان المعارضة التي تمتاز بوجودها الشعبي والميداني البارز على ساحة الفعل الجماهيري والسياسي في مناطق تواجدها ، وقد تبنت إيجاد حل عادل للقضية الكردية في سوريا .

س7 : كم عضو في الحزب ، هل عندكم فروع خارج سوريا ؟

بالنسبة لعدد الأعضاء في الحزب فهذا لا يمكن البوح به لأسباب أمنية ، إلا أن حزبنا يتواجد تنظيمياً في كافة أماكن تواجد الكرد في سوريا ، وهو من الأحزاب الرئيسية بقواه التنظيمية والجماهيرية والسياسية والإعلامية .

وله فرع في أوربا يقود تنظيمات الحزب في الخارج عموماً تحت إشراف لجنته المركزية في الداخل .

س8 : هل وقعتم إعلان دمشق ؟ لماذا ، أو لماذا لا ؟

كما أسلفت فإن الحزب من مؤسسي إعلان دمشق من خلال وجوده كطرف في التحالف الديمقراطي الكردي ، بهدف تعبئة جميع طاقات الشعب السوري بكافة مكوناته القومية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، في مهمة تغيير إنقاذية، تخرج البلاد من صيغة الدولة الأمنية إلى صيغة الدولة السياسية ، لتتمكن من تعزيز استقلالها ووحدتها ، ويتمكن شعبها من الإمساك بمقاليد الأمور في بلاده والمشاركة في إدارة شؤونها بحرية ، وحل كافة قضايا البلاد وعلى كافة الأصعدة ومنها إيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية .

س9 : أي مساعدة تريدون من الخارج ، أي أمريكا أو أوربا ؟

مع معرفتنا التامة لحقيقة وموضوعية الارتباط بين الداخل والخارج في مختلف التطورات السياسية التي يشهدها العالم المعاصر ، فأننا نعول على الشعب السوري بكافة فئاته السياسية والقومية والاجتماعية في إحداث التغيير السلمي الديمقراطي والتدريجي ، ونعتقد إن العالم الجديد بتطوراته المذهلة في مجال العلم والاتصالات ولتكنولوجيا والاقتصاد يحمل معه مفاهيم نشر الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان ، وحق الشعوب في تقرير مصيرها .
وتحتل أمريكا و أوربا دوراً أساسياً في العالم من كافة النواحي ، تقود  أمريكا إقامة نظام عالمي جديد ، وبذلك أصبحت لها دوراً بارزاً على كافة مناحي الحياة على كوكبنا .

اعتقد أن الشعب بأكثريته يرفض التغيير المحمول من الخارج ، وسيستفيد من كل العوامل التي تمكنه من إحداث التغيير الديمقراطي المطلوب .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…

إبراهيم اليوسف إنَّ إشكالية العقل الأحادي تكمن في تجزئته للحقائق، وتعامله بانتقائية تخدم مصالحه الضيقة، متجاهلاً التعقيدات التي تصوغ واقع الشعوب. هذه الإشكالية تطفو على السطح بجلاء في الموقف من الكرد، حيث يُطلب من الكرد السوريين إدانة حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) وكأنهم هم من جاؤوا به، أو أنهم هم من تبنوه بإجماع مطلق. الحقيقة أن “ب ك ك”…

شيروان شاهين سوريا، الدولة ذات ال 104 أعوام البلد الذي كان يومًا حلمًا للفكر العلماني والليبرالي، أصبح اليوم ملعبًا للمحتلين من كل حدب وصوب، من إيران إلى تركيا، مرورًا بكل تنظيم إرهابي يمكن أن يخطر على البال. فبشار الأسد، الذي صدع رؤوسنا بعروبته الزائفة، لم يكتفِ بتحويل بلاده إلى جسر عبور للنفوذ الإيراني، بل سلمها بكل طيبة خاطر…