ثمّ نجدهم يقترفونها، وبل أضلُّ وأسوأ!.
والمتابع لبؤس بعض المثقّفين الحزبويين، الكرد السوريين، لن يألو جهد في فكّ “لغز” الفشل والتلف السياسي المزمن الذي تعانيه هذه الاحزاب!.
وتلف الحزب، لا يعني البتّة، إنّ كل الحزبيين تالفين!.
في أسوأ الحالات، لا مناص من تواجد، أناسٍ أخيار وصادقين.
ولي في هذه الأحزاب، أصدقاء وأحبّاء أجلُّهم واحترمهم، لا يتّسع المقام لأحصائهم.
هذا أولاً.
وما جرى من سجال بين شيوعيين، ومثقّفين وكتبة _ أشباه مثقّفين، حزبيين، محسوبين على الاحزاب الكرديّة، كان شأناً عامّاً، ومنشوراً، على الملأ، متاحاً ومباحاً لأيّ شخصٍ يزعم أنّه من المهتّمين بالشأن العامّ، فما بالكم الذين يمتهنون الكتابة بحِرفيّة!، ولم يكن شأناً حزبيّاً بحتاً، ومحض أسرار، أو منطقة مباحة لفلان، ومحرّمة على علاّن، حتّى يأتي أحدهم، ويعنون مقاله: بتساؤل فجّ، ينطوي على العدوانيّة والإهانة، بالقول: “لما تقحم نفسك؟…”؟!.
لكأنّي، في عرف هذا الأخ، لستُ سوريّاً، ولست كرديّاً، ولا أنشط في حقل الكتابة والثقافة والصحافة الكرديّة، حتّى يعتير إدلائي برأيي، إقحاماً، مرفوضاً، في حال خالفته الرأي!.
وبديهي، لو انني وافقته وتطابقت معه، لما اعتبرني “مقحماً” اسمي، في أمرٍ، هو المعني به، لا غيره!.
والحقّ، إن مطلع المقال، يشي بعقليّة الإقصاء، وفرض ما يجب عليّ الخوض فيه وما لا يجب!.
هذا هو سقف الديمقراطيّة، في أحزابنا “الديمقراطيّة”، الكرديّة السوريّة، في ان تمنع كاتباً كرديّاً سوريّاً من إبداء رأيه، مهما كانت درجة الاختلاف معه!.
وإذا قلتُ: معلوم للقاصي والداني، منسوب الحضور الثقافي لكاتب هذه السطور، ومدى التزامي بقضايا وشؤون وشجون شعبي السياسيّة والثقافيّة والصحافيّة، بالمقارنة مع كاتب ذلك المقال: سيقول بعضهم: ها..، يمدح نفسه!.
والحقّ أن البعض، ينبغي أثناء كتابة ردودهم، أن يعوا ويعرفوا، على مَن يردّون، وأنّهم ليسوا نكرات ثقافيّة وأدبيّة صحافيّة كرديّة سوريّة!.
يعني، شخص، يتأفف من السجالات العقيمة!، وينجرّ إليها، ويأسف، ويردّ على كاتب كردي، ثمّ يبدي رغبته الاكيدة، على ألاّ يكون السجال كرديّاً _ كرديّاً!، بالله عليكم، كيف يستقيم هذا الكلام!؟.
أيّ توازن وانسجام فكري ومعرفي ولغوي، يحظى به، صاحب تلك الدباجة!؟.
يقول حامي حمى القضيّة، في رائعته السجاليّة: “وكم كان بودي ان يكون خصمي وغريمي ومعارضي الفكري، جهة اغتصبت حقوق شعبي واهانت ابناء امتي، وليس شخصا مقهورا، كسير النفس والقلب من ممارسات الدولة، مهيض الجناح من تسلط السلطة مثلي واكثر”!.
يرجى التمعّن في هذه الفقرة، وتفكيكها وتركيبها، لمعرقة مدى توازنها واتّساقها وانسجامها!.
وهل الجهة التي تغتصب حقوق شعب، وتهين أبناءه، ينطبق عليها نعت: الخصم أو الغريم أو المعارض الفكري، أم نعت الطغمة التوتاليتاريّة المستبدّة الفاسدة التي ينبغي محاربتها على اعتبارها العدو، حتّى تجنح تلك الجهة للسلم والديمقراطيّة!؟.
والمحاربة ليست بالضرورة مسلّحة!.
وإذا كان هكذا صنف من الأنظمة، خصم وغريم والمعارض للفكري لذلك الكاتب، هذا يملي عليه أن يكون بالضدّ، ونقيض سلوكيّات وذهنيّات تلك الطغم!.
وصاحبنا هنا، يمنّي النفس أن يكون خصمه وغريمه أو معارضه الفكري، من هذا الصنف، لكن اتّضح له أن كاتب هذه السطور، هو خصمه وغريمه ومعارضه الفكري!.
والفقرة، لا تقبل تفسيراً آخر!.
وعليه، أمّا أنا، فلا اعتبرك خصماً، وغريماً، ولا معارضاً فكريّاً، لا على الصعيد السياسي، ولا الثقافي، ولا المهني!.
فهل بان لك الخيط الأبيض من الأسود؟!.
وأتركك وفقرتك تلك، التي اتحفتنا بها، لعناية القارئ العزيز الحصيف، بغية تبيان أو استشفاف منسوب العدوانيّة التي تستبطنها!.
فالخصم مضافاً الى ياء المتكلّم، معطوفاً على الغريم مضافاً إلى ياء المتكلّم، معطوفاً على المعارض الفكري، هو وصفٌ أطلقته عليّ، أثناء كتابة الردّ، يختصر خلفيّات وبواطن الردّ!.
“رغبة الكاتب (هوشنك) بالتمالح مع بعض الشيوعيين”، هو ما دفعني لكتابة مقالتي “حين يتحوّل حماة القضيّة إلى قتلتها”، حسب استكشاف واستنباط صحابنا وكاتبنا العزيز!.
وهذا ما دفعه للردِّ عليَّ، والانجرار للسجال القيم، الذي تأسف عليه، واعتذر صاحبنا الكريم من القرّاء “سلفاً”، حيال ذلك، في مستهلّ “ردّه”!، ويضيف الى سِفر استنباطاته واستنتاجاته واسبابه التي دفعته لكتابة “ردّه” بالقول: “وتوهمه ان لاملجأ او مأوى او ملاذ من قلمه”!، والحال هذه، هل أنا أساجل وأجادل وأواجه سيغمون فرويد، دون أن أدري!؟.
وعليه، ما هي طرائق التحليل والاستدلال التي توخّاها صاحبنا، حتّى اكتشف “أوهامي” المرتكزة على ألاّ “منجى أو مأوى أو ملاذ من قلمي”؟!.
يبدو لي، ومن خلال تلك العبارة، أن الانجرار للسجال القيم، هو محض تحدٍّ، لا أكثر ولا أقلّ.
وبالتالي، فالقول: إنه لم يكن في الامر، “ترصدًّاً أو تعمُّداً”، وألاّ يكون السجال “كرديّاً _ كرديّاً”، وإحالة اسباب كتابة “ردّه” إلى تمالحي وأوهامي، هي محض ترّهات وفذلكات، وكلام بالي، لا يصلح حتّى لترقيع خيم الأحزاب _ القبائل، الكرديّة السوريّة!.
ثمّة في الأمر، مكايدة وتقصّد، لا يجاهر بها كاتب “الردّ” الذي لم يتمالك نفسه، وتجنّب الجَلَد والأناة…، إلى آخر ما استهلّ به مقاله، وانجرّ للسجال القيم!.
لكنّ، ليَعلم، بأنني أناقش أفكار، وليس فكر، لكون هذه الاحزاب لم تننج فكراً، ولا أناقش أشخاص، مع احترامي الشديد، لجهد أيّ وطني كردي سوري ضمن هذه الاحزاب، ينحاز لنصرة شعبه الكردي، بما أوتي من مراس وخبرة وتجربة وروح ومال.
وبالتالي، لا يظننَّ أحدهم، كائناً من كان، أنني أردّ على شخص، بعينه.
أنا أردّ على سلوك، وليس على سالك!.
قال صاحبنا في مُحكم بيانه، ورصين متنه وبنيانه: “ان الذي دفعني الى ما قلت اعلاه (يذكر مطلع مقالته)، هو قيام احد الاخوة الكتاب الكورد السوريين، بخطوة باح فيها بمكنون صدره، وظن من وراء كلماته انه قدح زناد فكره، و بدد صمت خلانه، و ابطل مفعول سحر اعدائه الوهميين، بكتابة مقالة تحت عنوان “حين يتحول حماة القضية الى قتلتها”، وأضاف: “والمقالة هي اشبه بالسروال المتسع الاطراف الذي يرتديه البحارة عادة ـ ولكل الحق بابداء رأيه ـ في الدفاع المجاني عن مسألة لم يفقه ماهية موضوع الخلاف فيها، مستعملا كلمات كانت للاسف بذيئة ونابية”.
ويصف مقاتلي أيضاً وأيضاً: “المقالة الاشبه بالقصبة المرضوضة، والحائط المائل، والمنتفخة والمتكورة على نفسها”… وعلى ضوئه، انظروا الى الجودة في انتقاء المفردة، والحذاقة والمهارة في التوصيف والتسخيف والاستهتار!.
هل هذا كلام صادر من شخص طموح، دأبه البحث العلمي!؟.
هزلت، وحقِّ البحث العلمي وأربابه!.
ثمّ نتساءل عن أحوال الأحزاب، إذا كان باحثوها العلميون من هذه الطينة الكريمة!.
أمّا أنا، فليتّسع قلب صحابنا لنا، بغية الاختلاف معه، إذ أرى ألاّ يحقُّ لشخصٍ، إبداء رأيه، “في الدفاع المجاني عن مسألة لم يفقه ماهية موضوع الخلاف فيها، مستعملا كلمات كانت للاسف بذيئة ونابية”!.
ثمّ، ماذا يعني بـ”الدفاع المجّاني”؟!، هل هو نقيض الدفاع المدفوع الثمن!؟.
والأكثر إلحاحاً، آمل من صاحب الردّ الرصين، والحكم الأمين، والكلام الرزين المتين، أن يعدد لنا، عدد الكلمات البذيئة التي استعملتها في مقالتي “حين يتحوّل حماة القضيّة إلى قتلتها”؟!.
أم شحنة المكايدة والانفعال، دفعت بباحثنا وكاتبنا العزيز، إلى رصف الكلام واطلاقه، كيفما اتفق!؟.
له أن يقول في مقالتي ما يشاء: سروال البحّارة الفضفاض!، القصبة المرضوضة!، المنتخفة!، المتكوّرة على نفسها!…، إلى آخر نعوته وأوصافه البحثيّة المُحكمة، لكن، أن ينزلق الى وصف مفرداتي بـ”البذاءة”، فهذه إهانة، للمواقع الكرديّة التي نشرت مقالي، قبل ان تكون إهانة لي، وطعناً عشوائيّاً في مراسي وتجربتي في الكتابة!.
والحقّ، أنني بدت أتوّقع، أيّ شيء من العصبيّة الحزبويّة التي تتجلّى في أبهى حللها، في “ردّ” السيّد المثقف الحزبوي المحترم!.
ويواصل الكاتب الحصيف، رحلة اكتشاف هوشنك أوسي، في معرض “ردّه” بالقول: “ولا اخفي عليكم سرا، اذا قلت ان الذي حيرني اكثر من غيره، كان بسبب اطلاعي على بعض مقالات الكاتب نفسه، وشكواه من مظلوميته وقيام الاحزاب الكوردية وكتابها الفاشلين ـ كما يصفهم ـ بالتهجم عليه في السابق، فقط لانه يجهر بقول الحق وانه لايتوانى في فضح الحقائق دون مواربة، نتيجة انغلاق الاحزاب على نفسها وتقوقعها، وانها تعادي مشاريعه التنويرية، وترغب بشج رأسه المعرفي، واليوم استنتجت ـ او هكذا خيل الي ـ من ، ان ذلك لم يكن صحيحا”.
والجواب: المسألة، لا حيرة فيها، ولا ديرة!.
والذي توهّمت أنّه “ردّ”، هو خيرُ دليل على صنف ومستوى التعاطي مع كاتب هذه السطور، من مثقف حزبوي، برتبة باحث علمي!.
ويستمّر الكاتب الأمين والحريص على القضيّة، أكثر من غيره، بالقول: “ويبدو ذلك واضحا من خلال سعيه للدفاع عن تهجم بعض الاقلام الفاسدة من الشيوعيين، وثبا وعدوا، اقبالا وادبارا، على الحركة القومية الكوردية في سوريا من دون مبرر، و بالتالي اقحام اسمه عمدا في مسألة لاتعنيه ، ناسيا ان احبابه بدأوا العداوة اولا وليس اليوم، بل منذ فترة سابقة، وان الكتاب الكورد انتبهوا الى حقيقة موقفهم منذ البداية، وكتابات الشاعر القومي الكبير جكرخوين، ومذكرات الاستاذ رشيد حمو وغيرهم، ادلة ساطعة في هذا المجال، ولايمكن انكارها باي حال من الاحوال”!.
المسألة لا تحتاج لردّ! إذ أضع الأمر في متناول القارئ العزيز، وهل كانت مقالتي، المغضوب عليها، دفاعاً عن الحزب الشيوعي وبعض “الشيوعيين الفاسدين”!.
ثمّ من يقصد بـ”أحبّائي”؟، هل بعض الشيوعيين الفاسدين، هم المقصودون؟!.
وما هذه اللهجة الحربيّة، فلان بدأ، وهم الذي يتحمّل وزر البدء!.
يعني، وربِّ الكلمة، أعجزُ عن إفهام من لا يودّ فهم، إلاّ ما يُريد، ويكيل ويكيد بناءاً على هذا الفهم الانتقائي!.
ولن أعيد وأكرر الأفكار التي طويت عليها مقالتي، التي أثارت غضب وحميَّة الحزبوي الكريم، ودفعته لقول ما قال!.
ولعلّ نبرة التهكُّم في وصفي بـ”الكاتب الأزلي”، مردودة على صاحبها، وكفانا الله شرّ المقاييس والمقارنات!.
يطالبني الأخ بـ”كم يسرنا ان تخرج من جيبك مستحضرا طبيا جاهزا ومن ماركة مسجلة باسمك وتشفي لنا هموم الحركة”!.
الوصفة، أن تكونوا حزبيين، وليس حزبويين!.
أن تكفّوا عن ترقيع القبائح، وتعلنوا الطلاق من ذهنيّة التبرير!.
أن تصلحوا أحزابكم، بوعي نقدي جريء، يعترف بالبؤس والخراب والعطل والفشل الحاصل، كمدخل للانطلاق نحو الامام، والنهوض بالجسد السياسي الكردي المترهّل والمتضعضع والمتخاصم، والذي يأخذ بعضه غريماً، لبعض.
أن تتصالحوا مع العصر، وتخرجوا الحزب من خيمة القبيلة وإرثها.
قلتها في مقالات سابقة لي في هذا الشأن، وأعيد: لو كان مجموع أعضاء الحركة الحزبيّة الكرديّة، منذ انطلاقتها وحتّى الآن 1000 شخص، وحاول كل عضو، كسب مواطن عربي، نصير ومعاضد للقضيّة الكرديّة في كل سنة، لكنّا الآن نملك 50 ألف مواطن عربي سوري أو آشوري أو سرياني أو أرمني، مساند ومؤيّد للقضيّة الكرديّة في سورية!.
لكون المُطالب بـ”الوصفات الحسريّة” من جيوب كاتب هذه السطور، سخريّة وكيلاً وكيداً، ومن مقامه البحثي العلمي العالي، فليأتنا هو، ببعض الوصفات العقلانيّة لمعالجة آفات وأوبئة الحركة الكرديّة، وليس أمراضها!.
ولماذا لم تنفع وصفاته العقلانيّة طيلة نصف قرن وأكثر!؟.
حاولت أن أكون متوازناً في مقالتي: “حين يتحوّل حماة القضيّة الى قتلتها”، لجهة توجيه النقد لمثقفي الاحزاب الكرديّة، وللحزب الشيوعي، على حدّ سواء.
ولا شكّ أن جرعة النقد للاحزاب الكرديّة ومثقفيها وكتبتها كانت أكبر.
نظراً لحرصي على أهميّة وضرورة إصلاحها!.
ويبدو أن الإصلاح، باتاً وهماً، نسعى له، في الحال السياسيّة الكرديّة، بدليل ما كتبه، أحدّ مثقّفيها “ردّاً” عليّ!.
ويضيف الأخ الكاتب: “ومع اني اوافقه ان الحركة تعيش واقعا مأزوما نتيجة تراكم اخطاء الماضي والحاضر، غير اني التخفي وراء مقولات النقد تلك، لا تشفع، لاحد التهجم على نضال المنضوين تحت عباءة تلك التنظيمات، والتي تعاني ما تعانيه من ضربات النظام، وليس له اي معنى، واسأله هل هذه ضلاعة؟ ام انها مبالغة ومغالاة وتهويل وتضخيم للامور، وبدلا من محاسبة ردود البعض المبتذلة، التافهة، ودعاياتهم المضللة، وجعجعتهم، وتهويشهم.
و رداءة كلماتهم وفسادها، نراك تنبري لمهاجمة بعض المثقفين الكورد، الذين لاتوافقهم الرأي والفكر”!.
وأيضاً، نرى نبرة التخوين، في التساؤل حول أن التهجّم على الحركة الكرديّة المأزومة منذ نصف قرن، هل هو ضلوع في ما يفعله النظام، أم هو تهويل وتخضيم ومبالغة!؟.
وإذا كان تهمة الضلوع، أو التساؤل عن الضلوع، عادة آتية من الذهنيّة التوتاليتاريّة البعثويّة، ولا تستحقّ الاكترث والالتفاتة!.
فالناظر الى حال البارتي، الذي تحوّل الى 3 بارتي، وحال اليكيتي الذي تحوّل 3 يكيتي، وحال التقدمي الذي تحوّل 3 او 4 تقدّمي، وحال التحالف الذي تحوّل الى 2 تحالف…، وتعليق وتعقيب الأحزاب الكرديّة على تصريح الرئيس السوري للاعلام التركي، مضى عليه اسبوعان!، أسبوعان، يا رجل، اسبوعان!، ونحن في زمن العالم الذي تحوّل الى غرفة صغيرة، هذا يكفي للدلالة والتأكيد على حجم البؤس والفشل الذي تعانيه حركتك العتيدة!.
يرى صاحبنا أن ما أكتبه عن الحركة، “ليس في اكثره اي نقد، بقدرما هو اسلوب غروي، لزج، دبق، لانك تسيء فهم ما يقال، ومرد هذا في رأي المتواضع، اما انك تريد الاصلاح بالفعل، الا ان اللغة لا تعينك على ايصال فكرتك الى مبتغاها، واما انك متحامل كما يروج عنك بشهادتك”.
لا يا عزيزي، لست ممن تخونهم اللغة، ولا من الذين يكتبون بركاكة وتناقض في العبارات والافكار.
ولا داعي لتكرار رغبتي في الإصلاح والتغيير، والنهوض بالحال السياسيّة من بؤسها وحضيضها وركامها وخرابها وعطبها وتلفها…، ولست متحاملاً على هذا المنجز الفلكي، سياسيّاً وثقافيّاً، لحزبك العظيم، وطنيّاً وقوميّاً وديمقراطيّاً!.
وإذا كانت محاولاتي في التستّر وراء النقد والاصلاح فاشلة، برأي صاحبنا، فسأترك للقارئ العزيز، الحكم على محاولات تبرير وترقيع وتسويغ أمراض وأوبئة الحركة الحزبيّة، التي ينبري لها بعض كتبتها، أهذه المحاولات ناجحة أم فاشلة!؟.
ثمّ يقول الاخ العزيز: “و ان مجموعة “الكتبة” التي تعيرها بالفظك هذه، لا يهمها ان تكتب عنك او ان تهاجمك، ولن تطلق عليك الا اجمل الاوصاف، وارقها لا ابشعها و افظعها كما تتوهم”.
كلامك صحيح، بدليل “ردّك” الراقي المترف بجميل الكلام وعبيره!.
وحين أوجّه نقدي للحركة الحزبيّة، دوماً أتوقّع بأنّه سيطالني، ما يطالني من قبيح الكلام والاوصاف والتهم…، القوميّة والوطنيّة، التشكيكيّة، ولم أكترث يوماً بما يقوله كتبة أو بعض قيادات أحزابك العتيدة التليدة، عنّي!.
وهذه الخيم، إذا نابني من كتبتها سهام الطعن والتخوين، فلا غرابة في الأمر، ولن تجعلني أحيد عن ما أراه شأني ومضماري، في مسعى تحفيز الرأي العام حول ضرورة مجابهة الفاسدين في هذه الحركة، أيّاً كانت الاكلاف!.
ويصارحني كاتبنا العزيز، “ان لا احد سيتوارى خلف الاسماء المستعارة، لانك ببساطة لست اكثر عنجهية وحبا في التعتيم والاقصاء والاساليب التهميشية مثل البعث العفلقي، ومع هذا نكتب باسمائنا، ولانخشى عاقبة الامور”.
أولاً، ما هذه المكايدة والغطرسة في الكلام، والمقاربة بيني وبين البعث العفلقي، الذي يتنمي لنقاباته المهنيّة بعض حكماء حركتك الحزبيّة!.
وأنت وغيرك، يعرف، من كان يتوارى خلف أسم مستعار، في ديار الجرمان، وفي ديار أخرى، وشتم وأهان كاتب هذه السطور، لمجرّد أنني حاولت نقد محميّته الحزبيّة _ القبليّة!.
وكيف أن ذلك الشخص، كان يحطى بتغطية زعيم الحزب العريق!.
وكفى!.
وددت يوماً، أرى أحد كتبة الاحزب الكرديّة، يتناولون علاقة الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني مع النظام السوري والعراقي والايراني والتركي، ومقارنة كلفة الاضرار والخسائر الناجمة عنها التي طالت القضيّة الكرديّة في سورية وإيران وتركيا والعراق، ومقارنة ذلك بعلاقة حزب العمال مع النظام السوري!.
هل يجروء احدكم على فعل ذلك، أيّها الباحثون العلميون؟!.
هل تجرأون على تناول علاقة قيادة كردستان العراق مع اسرائيل وامريكا، منذ مطلع الستينات، وحساب المنافع والخسائر، حيال ذلك؟!.
لماذا لا تتساءلون عن تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني في دمشق، وماذا يعني ذلك من تغطية امنيّة له، ودعم بالمال والسلاح، اعترف به المام جلال طالباني نفسه!؟.
النزاهة والامانة في البحث العلمي تقتضي سرد كل الامور والاحداث خلفيّاتها؟.
لماذا أجبر القائد الراحل الكيان السياسي الكردي على قبول السيّد دهام ميرو، لقيادة الحزب!، وكان قد ألقى بالكثير من قيادات الحزب الكردي السوري في سجنونه!.
ولماذا ذهب الحزب الكرديّ السوري الى كردستان العراق، مطلع السبعينات، حزبين، وعاد ثلاثة أحزاب؟.
لماذا يحدد الحزب الديمقراطي الكردستاني، أيّ جناح من البارتي هو الشرعي، جناح الراحل الاستاذ نذير مصطفى أم جناح الاستاذ نصرالدين ابراهيم!؟.
لماذا يحصل الاستاذ نصرالدين برهيك على غالبية الاصوات في مؤتمر البارتي، ثمّ تمنح قيادة الحزب للاستاذ د: عبدالحكيم بشّار، حسب ما سرّب من المؤتمر!؟.
يا باحثنا العلمي، العزيز، هذه الاسئلة، وأضعاف أضعافها، هي برسمك، ورسم كل مثقف وطني حريص على القضيّة الكرديّة في سورية، ويهمّه النهوض بهذه الحركة المتعبة والمنهكة!.
يختتم صحابنا “ردّه” بالقول: “الاخ الكاتب، كم كان بودي ان نتعارف في وضع افضل، وان نتبادل الخبرات المعرفية والبحثية، و ان لا نتقابل بهذا الشكل المشحون، العقيم، المجدب، كما احب في الوقت نفسه ان الفت انتباهك الى ان ما جاء في مقالتك لن يفت في عضدنا، ولن يثبط عزيمتنا في خدمة شعبنا، وسننبذ ما جاء فيها نبذ الّنواة، لاسيما انها جاءت مشوشة الفكر، منتحلة، لا ابتكار ولا اصالة فيها، وبالتالي نحن لا ننتظر لا رسامة ولا سيامة منك او من احد”!.
عجيب وغريب!!.
كيف تطالب بـ”تبادل الخبرات البحثيّة والمعرفيّة”، مع شخص، وصفته ومقالته بكل تلك الأوصاف؟!.
هل بقي هنالك موطئ خبرة معرفيّة وبحثيّة في الامر!؟.
وآخر أمنياتي وأملي ودعائي ورجائي: اللهم أكثر في أمّة الكرد، من الباحثين العلميين، ذوي العضد المكين، والمقال الرزين، الأصيل، غير المنتحل، والمليء بالابتكار، والذي لا يشوبه شواش فكري او معرفي، من طينة كاتب الردّ عليَّ.
واللهم أجعل مقال أعلى وأعلى وأسمى، وأكثر تأثيراً وثقةً ووزناً وجذالةً.
فمقالات من هذا الصنف، ما أحوجنا لها!.
إذ بها نقارع النظام الاستبدادي!، وبها سنعلي من الخبرات والتجارب المعرفيّة.
وهي مفاتيح القضيّة، ومثار رعب وذعر حكّار البعث في دمشق، لا غيرها من مقالات!.