كلمة حول الحركة الكردية ودورها النضالي في سوريا

  افتتاحية نشرة  المساواة (wekhevî) *

في الرابع عشر من حزيران الجاري  ، حلت الذكرى الثالثة والخمسون لميلاد الحركة الكردية في سوريا .

وبهذه المناسبة كتب العديد من المقالات والتعليقات التي تناولت  مسيرة الحركة ووضعها الراهن .

وكان الملفت في هذه المقالات والتعليقات ان معظم  كتابها  ركزوا على سلبيات الحركة دون التطرق الى أي جانب ايجابي فيها ، وان  البعض منهم دعا الى تجاوز الحركة باحزابها التي لم تعد هناك ضرورة لوجود ها ، حسب رأيهم ، بدعوى ان هذه الاحزاب قد فشلت ، ولم تحقق  شيئاً للكرد حتى الان…
واذاكان لنا من كلمة حول هذه الافكار السوداوية التي لم ترى فى الحركة باحزابها سوى السلبيات  ، نقول بان الاحزاب في حركات التحرر الوطني تشكل اداة النضال الرئيسية لرسم السياسات ونشر الافكار والمبادئ والقيم  الوطنية والقومية بين صفوف الشعب وتوعية الجماهير بالقضايا والاهداف التي يجب النضال من اجل تحقيقها ..

وتثبت تجارب جميع الشعوب ان دور الاحزاب الوطنية كانت اساسية في قيادة النضال التحرري وفي جمع وتوحيد فئات الشعب كافة في وحدة متلاحمة من اجل تحقيق الحقوق القومية  و الديمقراطية والمساواة وفي سبيل الاصلاحات وبناءالوطن وازدهاره .

وان احزاب وفصائل الحركة الكردية ، رغم حالة التشتت والشرذم السائدة في صفوفها ، قامت من جانبها بدور لايستهان به في مجال توعية الشعب وحثه على النضال ضد  سياسات التفرقة والمشاريع العنصرية وفي سبيل حقوقه القومية المشروعة  .

كما كان لها دورا بارزا في  تطورات الساحة الكردية في سوريا ، وشكلت ، من خلال عملها النضالي ، ضغطا على الاوساط الشوفينية واحبطت الكثير من  مخططاتها ضد الشعب الكردي في سوريا ، كما واستطاعت ان تشكل رأي عام ضاغط داخليا وخارجيا لصالح قضية شعبنا ومطاليبه العادلة في سوريا ، وان تجعل هذه القضية موضع اهتمام الرأي العام الدولي ولجان الدفاع عن حقوق الانسان وهيئات ومنظمات الامم المتحدة ودول الاتحاد الاوربي التي طالبت جميعا سوريا ، في اكثر من مناسبة ، بالالتزام بمسألة الحريات الديمقراطية وتحقيق المساواة بين المواطنين والغاء سياسات التفرقة والمشاريع العنصرية المطبقة بحق الكرد وبمنحهم حقوقهم القومية السياسية والثقافية والاجتماعية .

وضمن هذا الجهد ، اوعزت دول الاتحاد الاوربي  الى ممثلياتها بزيارة المناطق الكردية والاتصال مع مسؤولي الاحزاب والمواطنين الكرد للاطلاع على الاوضاع في هذه المناطق عن كثب   … وفي الداخل استطاعت فصائل الحركة الكردية ، من خلال نشاطاتها ولقاءاتها والمذكرات التي قدمتها ، ان تلعب دورا ايجابيا في دفع الامور باتجاه الاعتراف بالحقيقة الكردية في سوريا ، هذاالاعتراف الذي تجسد رسميا في تصريح السيد رئيس الجمهورية عندما قال  في مقابلة له مع قناة الجزيرة بان ( القومية الكردية جزء اساسي من النسيج الوطني السوري ومن تاريخ سوريا )..

هذا على المستوى الرسمي ، اما على مستوى اللقاءات مع قوى المعارضة الوطنية السورية فقد خطا مجموع الاحزاب الكردية خطوات هامة الى الامام في هذاالمجال ايضا كان في مقدمة ثمرات هذه اللقاءات توقيع قوى المعارضة الوطنية في سوريا مع الاحزاب الكردية على اكثر من وثيقة تطالب بالعمل من اجل ايجاد حل ديمقراطي للقضية الكردية في سوريا.

وتبعا لهذه التطورات الايجابية فقد خطت قضية شعبنا خطوات هامة الى الامام في المجال الاعلامي  ايضا .

بحيث لم تمر ذكر الاوضاع الداخلية في البلد دون التطرق الى دور الكرد فيها ..

اما على المستوى القومي الكردستاني فان دور فصائل الحركة الكردية السورية كان بارزا جدا في دعم الحركة التحررية لشعبنا على مستوى كردستان ، دورا جعل لابناء شعبنا الكردي في سوريا ، بحكم حراكه السياسي النشط ، مكانة نضالية لاتقل عن مكانة الاجزاء الاخرى من كردستان .
  وباختصار فان فصائل الحركة الوطنية الكردية ، رغم وجود بعض السلبيات ، اثبتت وجودها في الواقع العملي خلال الفترة الماضية .

وان انكار  دور الحركة والدعوة الى الغائها لايخدم مصلحة شعبنا ، بل يساهم في خلق روح اليأس وتوسيع الهوة بين الحركة وجماهيرها .

ان مايخدم مصلحة شعبنا هو العمل من اجل تجاوز السلبيات التي يأتي في مقدمتها واقع التشرذم والتشتت الذي يتطلب بذل الجهود الجادة لتجاوزه من خلال الوحدات التنظيمية بين الفصائل المتقاربة فكريا ، وتأطير الحركة الكردية بهدف ايجاد مرجعية موحدة للشعب الكردي في سوريا .
اننا في الذكرى الثالثة والخمسين لميلاد الحركة ومن اجل المزيد من التقدم على طريق النضال في سبيل تحقيق الحقوق القومية المشروعة لشعبنا ، ندعو فصائل الحركة الى مواكبة ركب التطور  وبذل الجهود لادخال الحيوية وروح التجديد الى صفوفها من خلال الاهتمام بالعنصر الشبابي ليصبح عماد الحركة ومستقبلها النير  .

ان الاهتمام بالشباب ، علاوة على انه ضرورة ملحة لادخال دماء جديدة الى صفوف الحركة  ،  فان من شأن ذلك وضع طاقاتهم في خدمة قضية شعبهم ،  وملء اوقات فراغهم بالنشاطات المفيدة .

والى جانب الاهتمام بالشباب فأن من الضروري ايضا  ايلاء اهتمام خاص بالمرأة وافساح المجال امامها لتلعب دورها  الريادي في بناء مجتمعها والمساهمة في تطوير حركة شعبها .

ان المرأة نصف المجتمع وان المجتمع الذي لا تلعب فيه المرأة دورها البناء يبقى مجتمعاً مشلولاً ومعطلاً  وان الاهتمام بالمرأة وافساح المجال امامها لايتم بالاقوال وحدها بل يجب تنفيذهذه الاقوال في الواقع العملي ….

وعندما نتكلم عن دور المرأة فأننا لانتكلم عن مساحة مجهولة نريد اكتشافها بل سبق للمرأة الكردية ان اثبتت جدارتها ودورها الفعال في كافة ميادين العمل والنضال بما فيها الكفاح المسلح ، حيث  اثبتت من خلال دورها البارز انها ند للرجل ..

* نشرة سياسية يصدرها حزب المســاواة الديمقــراطي الكـردي فـي سـوريا   (wekhevî)  – العدد (437-348) حزيران – تموز 2010

لقراءة مواد العدد انقر هنا

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…